أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بوجمعة الدنداني - ميشال عفلق والعروبة والاسلام السياسي















المزيد.....

ميشال عفلق والعروبة والاسلام السياسي


بوجمعة الدنداني

الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 22:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا النص ذكرى الرسول العربي لميشال عفلق او الخطاب القي على مدرج الجامعة السورية سنة ثلاث وأربعين أي مضى الآن واحد وثمانون سنة ومع ذلك مازال البعثيون و التيارات السياسية يعتبرونه من النصوص الفكرية التي تجاوزت لحظتها وارتفعت الى مستوى النصوص الخالدة لما احتوت عليه من وضوح رؤيا وهدوء في التحليل والتصور وجمال اللغة وعمق التحليل مع الإشارة الى ان سن ميشيل في تلك الفترة كان ثلاث وثلاثين سنة .
انه نص مؤسس .
في معنى العروبة
سؤالي هو هل ان مشيل تحدث في محاضرته عن العروبة والإسلام أم عن العروبة فقط ؟
وهو في اعتقادي ما غفل عن طرحه كل من درس فكر ميشيل عفلق وخاصة في هذه المحاضرة.
بدأ ميشيل محاضرته بأهمية اللغة في حياة العرب وما اسماه { بالانقطاع بل التناقض بين ماضينا المجيد وحاضرنا المعيب } ، هذه النقطة سنؤجلها
نبدأ بالسؤال التالي ما هو الاسلام في نظر ميشيل عفلق ؟
هنا مجموعة من التفاسير :
ان حركة الاسلام ....
فالعرب عرفوا بواسطة هذه التجربة الاخلاقية ...
هذه التجربة ليست حادثا تاريخيا يذكر للعبرة وللفخر ...
فالإسلام اذن حركة عربية ...
كان المسلم هو العربي ...
رسالة مفصحة عن تلك اليقظة القومية ...
نرى في العروبة جسما روحه الاسلام ...
قوة الاسلام قد بعثت وظهرت بمظهر جديد هو القومية العربية ...
وما الاسلام الا وليد الآلام ، آلام العروبة ...
الاسلام هو الهزة الحيوية ...
ثقافة قومية ..
اثمن شيء في عروبتهم ..
تجدد العروبة وتكاملها .. الخ
هناك قولة ذكرناها آنفا يرددها البعثيون دائما وتعجب ايضا التيارات الدينية وهي{ العروبة جسد روحه الاسلام }وهو خطأ يرتكبه البعثيون .
النص : ..ومادام الارتباط وثيقا بين العروبة والاسلام ، وما دمنا نرى في العروبة جسما روحه الاسلام ، فلا مجال اذن للخوف من ان يشتط العرب في قوميتهم . }
الخطأ هو تعويض كلمة جسم بكلمة جسد ، هل هناك فرق ؟
نعم هناك فرق كبير
نعود للسان العرب يقول الجسد هو الذي لا يعقل ولا يميّز انما معنى الجسد معنى الجثة فقط والجسد من الدماء ما قد يبس فهو جامد جاسد . يعني بلا روح .
اما الجسم
يقول ميشيل عفلق في {حول الرسالة العربية }
{ يعتبر حياة الامة كجسم حي كان صحيحا ثم اعتل، ويعتبر ان التقدم يعني معالجة المرض والعودة بالأمة الى الوضع السوي السليم.}
فالجسم هو ما كان حيا يقظا والجسد ما كان ظاهرا دون روح . فالأمة العربية كانت جسما حيا انجبت الاسلام، فالإسلام لم يخرج من جسد ميت وكل ميت منطقيا لا يلفظ الا الميت ، والعروبة لم تكن جسدا لتلد ميتا ، بل جسما حيا ولد الاسلام .
اذن ما هو الاسلام ؟
هو حركة ، يقظة ، هزة ، قومية عربية بلغة الفترة الراهنة ، روح داخل جسم حي ، ثقافة الخ هو تلك القوة التي تدفع بالجسم وقد بدأ يترنح فتعيد اليه توازنه وتمنحه القوة للانطلاق من جديد ، لماذا نقول هذا الكلام لان الاسلام او الهزة الاخلاقية او القرآن جاء بلغة العرب وحمله محمد العربي ونشره العرب في بقاع الدنيا ونشأ في مجتمع عربي وبثقافة وعادات وتقاليد العرب يعني ان هذه الحركة لم تشذ عن الافق العربي .
هذه المقتطفات من المحاضرة تكشف عن ان المحاضر لم يتحدث عن دين ولا اشار اليه ولو بصفة عابرة بل تحدث عن الام الولادة ولادة العروبة للإسلام .
{ قوميتنا كائن حي متشابك الاعضاء ، وكل تشريح لجسمها وفصل بين اعضائها يهددها بالقتل }
الاسلام احد تلك الاعضاء ، اذا انفصل عن الجسم مات وهو ما نشهده اليوم لأنه تلطخ بثقافات اخرى لم تنجبه ولم تفصله ولم تشكله كما ينبغي بل حورته لخدمتها .
متى تحدث ميشيل عن الاسلام كدين ؟
عندما تحدث عن التناقض ، تناقض بين ماضينا المجيد عندما كانت العروبة تحضن ابنها وحاضرنا المعيب عندما افتكّ منها عنوة وحولوه الى "ابن عاق" يحارب الام التي انجبته
التناقض هو الاختلاف بين العروبة في بدايتها والعروبة في حاضرها بمعنى عندما خرج الابن من رحم الام وحوّل الى "ابن عاق".
بعبارة اخرى كانت في الماضي العروبة فقط بكل اديانها ومعتقداتها واصبحت اليوم عروبة واسلام، فصل بين العروبة والاسلام.
من حوّل الاسلام الى "ابن عاق" ؟
عدوّان عملا معا من اجل هدم العروبة والمتاجرة بالإسلام :
أ }الغرب والاستعمار
الدكتور الياس فرح في كتابه { العروبة والاسلام في منظور البعث } لم ينتبه لهذه الملاحظة وانخرط في الحديث عن العروبة كقومية والاسلام كدين منذ بداية الرسالة فهو يقول بان العلاقة ليست علاقة تضاد وليست علاقة دمج { فالعلاقة اذن استقلال من جهة وتكامل من جهة اخرى . فالعروبة والاسلام مستقلان من حيث انهما قومية ودين ولكنهما متكاملان باعتبارهما ثورة شاملة ...}
الدمج يتم بين كيانين منفصلين ولكن الاسلام بالنسبة للعروبة هو هزة او حركة داخل هذا الجسم ، وليس بالكيان المستقل .
هذا المعنى معنى التفريق لعب عليه الغرب ونجد صحته بعد صدمة الاستعمار .
ففي غزوة بونابرت لمصر اقنع العرب بان حضارتهم ودينهم لايختلفان عن حضارتنا وقيمنا وصدّقوا ذلك وانبهروا بان حضارتهم لا تختلف عن حضارة الغرب بعد ان تجمّدت عقليتهم فتبنوا المضامين الاوروبية { فنحن لسنا نخالف الاوروبيين في مبدأ الحرية ، بل في ان الحرية تعني الذي يفهمونه منها } حسبما ورد في المحاضرة ، يعني قضية محتوى .
هل يمكن ان تلتقي مع غاز ينادي بالحرية ؟
الغرب جرّهم الى حضيرته ليس باسم العروبة التي حاربها وانما باسم الدين بعد ان فصله عن اصله عن عروبته .
يقول ميشيل عفلق { فالفكرة القومية المجردة في الغرب منطقية اذ تقرر انفصال القومية عن الدين ، لان الدين دخل على اوروبا من الخارج فهو أجنبي عن طبيعتها وتاريخها ، وهو خلاصة من العقيدة الاخروية والاخلاق ، لم ينزل بلغاتهم ولا افصح عن حاجات بيئتهم ...}
كذلك صدمة الاستعمار الشرقي فالعرب عرفوا الا ستعمار الفارسي والعثماني ولازالوا .
تمثل في دخول البويهيين والسلاجقة والمغول والصفويين الفرس الى بغداد والعثمانيين تحت راية الاسلام ، العرب لا يفرقون بين المسلم والعربي لان الاسلام مضمر في العروبة فالمسلم هو عربي بالضرورة وبالتالي ان يكون عربيا هو مسلم وبالتالي ان يدخل هولاكو او الفرس او الاتراك فهم في ذهن العامة مسلمون وبالتالي هم عرب وهذه هي الحقيقة التاريخية التي لعب عليها الاستعمار ليقسّم عن طريق الطائفية و يفصل في ذهن العربي بين العروبة والاسلام ككيانين منفصلين ، وقد نجح في ذلك .
الى اليوم مازال الناس في المغرب العربي لا يصدقون ان فيروز مسيحية و وديع الصافي و ميخائيل نعيمة ، كل عربي هو مسلم والعكس صحيح لا انفصام بينهما .
هذا هو المدخل الذي لعب فيه الاستعمار الغربي والشرقي واستغلوه احسن استغلال وانطلت كتب القران المرفوعة على اسنة الرماح ليدخل المغول والفرس والاتراك وبقية الاجناس الاخرى الى بلاد العرب دون مقاومة تذكر.
ب} الاسلام السياسي
ما هو الاسلام السياسي ؟
الاسلام السياسي هو استغلال الدين لخدمة قضايا سياسية يعني تغليف الاني بالمقدس ليسهل التسلل الى السلطة فالهدف هو السلطة عن طريق الدين وهو الهدف الوحيد وما الدين الا غطاء .
الاسلام السياسي نوعان :
الاسلام السياسي "العربي" التابع
الاسلام السياسي الاجنبي التوسعي
ستظل مسالة الاسلام السياسي من المسائل الشائكة لارتباطه بين متناقضين الاسلام والسياسة ، الاسلام وما يشكله من قيم واخلاق والسياسة بما تمثله من خبث وتقلب فكيف يمكن الجمع بين الصدق والكذب بين القيم والتلوّن بين المقدّس والمدنّس بين ما هو سماوي وارضي او وضعي او ما هو الاهي وبشري الخ ؟
الاسلام السياسي "العربي" هو اسلام ينتمي او صادر عن اتجاهات دينية من اصول عربية كالسلفية والاخوان والدواعش والنهضة والتحرير وغيرها من الحركات الدينية ، لكنها متحللة من عروبتها بل هي لا تعترف بها اصلا وتعتبرها قومية نتنة ومعادية للدين في بعض الادبيات وعنصرية ومتعارضة مع الدين في البعض الاخر لذلك هي لا تؤمن بها وبالتالي تؤمن بإسلام يتجاوز الاوطان فالإسلام عند هؤلاء بلا وطن .
لكن هل هو بنفس المعنى عند الاسلام السياسي الاجنبي عند إيران مثلا او تركيا الاسلام عند هذه الدول هو اسلام التوسع هي دول قومية معتزة بقومتيها وتتخذ من الاسلام وسيلة للتوسع عن طريق من يؤمن مثلهم بدور الاسلام من العرب المغرر بهم او الذين يعتقدون ان ذلك هو الاسلام.
فالإسلام السياسي التابع منضوي تحت الاسلام السياسي التوسعي معتقدا ان توسعه هو بهدف خدمة الاسلام ولكن الحقيقة انه يخدم اجندة وقومية الاتراك والفرس.
اسلام تابع وخانع واسلام توسعي كلاهما اسلام مرفوض وليس بالإسلام الذي انجبه العرب ، اسلام العرب هو عروبة القيم والوطنية والرجولة لا الخنوع والمذلة .
هنا تتجلى فكرة الانقطاع الحضاري، مسار بأكمله يتم قطعه ليتوقف كالنهر الذي يندفع بقوة ليجد نفسه في منعرج يخرجه عن سياقه او مساره او تاريخه.
من هذا الطريق الذي اسمه العروبة تخلق نتوءات وتنفخ في تقاليد بالية ومعتقدات فارغة وتحولها الى كائن يناطح العروبة و خنجر وخلق تصادما مقصودا في جسم العروبة.



#بوجمعة_الدنداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة
- لن احتمل اكثر من سنة
- البرغي / قصة
- قتل القومية العربية
- الدولة المتدينة
- اللعين مسرحية
- الوجه والقفا: قراءة أخرى بعد خمس سنوات عجاف في حكم سعيد
- الشعب العربي بين الجدار العازل والتهجير القسري


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بوجمعة الدنداني - ميشال عفلق والعروبة والاسلام السياسي