أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - طقوس الكلمات وترميم الخراب















المزيد.....

طقوس الكلمات وترميم الخراب


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 22:17
المحور: قضايا ثقافية
    


الكلمات يمكن أن تكون أدوات للشفاء. تحمل القدرة على تغيير الواقع لانها تشير إلى أزمات وجودية، هناك تساؤلات عميقة حول الذات والوجود تساهم في نبش جراح شديدة النزف حول الطريقة التي نفكر ونعيش بها . هي تمثل لحظات هاربة وتجارب توصلنا إلى الإحباط وفقدان المعنى .هذه الجراح يمكن أن تصبح طقوسا وجزءًا من التجربة الإنسانية، مما يدفع الأنسان إلى مزيد من البحث عن المعنى لإنتاج مفاهيم جديدة في الفلسفة والكلمات ،ان دور الفكر النقدي في معالجة هذه الجراح يتمثل في الفن، والتأمل كوسيلة للشفاء والإصرار على إعادة الترميم. السؤال الملغم هوحول معنى الحياة بعد الأزمات..هل يمكن أن يؤدي الخراب الى ولادة أفكار جديدة مختلفة...؟.لذا يمكن اعتبار الفلسفة والكتابة نوعً من انواع طقوس الترميم، وذلك لعدة أسباب:
تسعى الفلسفة إلى فهم عميق للوجود والمعنى، مما يساعد الأنسان على معالجة الأزمات الوجودية من خلال التفكير النقدي.
يمكن للفلاسفة تفكيك المعتقدات والأفكار التي قد تكون ضارة أو غير مفيدة، مما يساهم في إعادة بناء الرؤية الذاتية.
توفر الفلسفة أدوات وأساليب للتعامل مع المعاناة والخراب، مثل مفهوم الاخر والنحن.
تشجع الفلسفة على الحوار والنقاش، مما يخلق مساحة لتبادل الأفكار والمشاعر، ويساهم في الشفاء الجماعي.
تفتح الفلسفة آفاقًا جديدة للتفكير، مما يمكن الأفراد من إيجاد حلول مبتكرة لمشاكلهم ومخاوفهم من خلال التأمل الفلسفي حيث يمكن للأنسان فهم نفسه بشكل أفضل، مما يسهل عملية الترميم الذاتي بشكل عام.
تعتبر الفلسفة وسيلة قوية للتعامل مع الجراح النفسية والفكرية، مما يجعلها تكون طقسا مبهما و مهمًا في عملية الترميم.
تساهم الفلسفة في ترميم الشخصية النمطية الناتجة عن طقوس الخراب و تساعد في تفكيك الأنماط السلبية المدمرة للشخصية، مما يمكّن الأنسان من التعرف على العوامل التي تؤثر على سلوكه.
تساهم في إعادة تقييم المعتقدات الراسخة التي تعيق النمو الشخصي وتوفر أدوات لفهم الذات بشكل أعمق، مما يساعد الأنسان على إعادة بناء هويته بطريقة أكثر إيجابية. من خلال التفكير النقدي الفلسفي، تمكن الأنسان من اكتساب وجهات نظر جديدة ، مما يتيح له رؤية الخراب كفرصة للتغيير والنمو.
الفلسفة تساعد في تطوير الوعي العاطفي، وتمكّن الأنسان من التعامل مع مشاعره بشكل صحي بدلاً من الانغماس في السلبية.حيث تسلط الضوء على أهمية العلاقات والتواصل، تسهم في بناء شبكة دعم وتعزز من عملية الترميم.
تشجع الفلسفة على التفكير الإبداعي، مما يمكن الأنسان من استكشاف طرق جديدة للتعبير عن نفسه والتعامل مع تحديات الحياة، تقدم مفاهيم جديدة لمعنى ثابت (التقبل والتسامح)، مما يمكن الأنسان من مواجهة ماضيه بطريقة أكثر إيجابية. تلعب دورًا محوريًا في ترميم الشخصية من خلال معالجة الأفكار والمعتقدات التي تؤثر على الذات، والتي تمكن الأنسان من إعادة بناء هويته بشكل يتسم بالإيجابية والنمو.
تقدم الفلسفة مجموعة من أدوات فهم الذات تساعد الأنسان في استكشاف هويته وأفكاره و تشجع التفكير العميق حول القيم والمعتقدات، مما يساعده في فهم ذاته بشكل أفضل، وتحليل أفكاره ومعتقداته مما يساهم في تحديد الأنماط السلبية وإعادة تقييمها.كما تركز على معنى الحياة والحرية الفردية، التي تساعد الأنسان على التفكير في خياراته ومسؤولياته.
تساعد الفلسفات الأخلاقية الأنسان على تقييم سلوكه من منظور أخلاقي وممارسة التأمل والتفكير في التجارب الشخصية، هذا يعزز من الوعي الذاتي وفهم كيفية تأثير الماضي على الحاضر والمستقبل ويعزز من إدراك الانسان لنموه وتطوره.
ان نموالأسئلة الكبرى في محاولة لترميم الخراب الفلسفي تتضمن خطوات متتابعة تساعد الأنسان على معالجة التجارب الصعبة والاعتراف بالمعاناة أو الخراب الذي يعيشه الانسان في البحث عن الأسباب والدوافع وراء هذا الخراب وذلك بدراسة المشاعر المرتبطة.ان دراستها بشكل عميق وفهم كيف تؤثر على التفكير والسلوك في إعادة تقييم المعتقدات الراسخة التي تعيق النمو و البحث عن المعاني والغايات. بناء إطار فلسفي يساعد على فهم الذات وقبول ما حدث كجزء من التجربة الإنسانية. وضع أهداف جديدة تتماشى مع القيم الشخصية والتخطيط لتنفيذ هذه الأسس في التعامل مع التحديات المستقبلية . أن عملية الترميم هي رحلة مستمرة تبدأ من الاعتراف بالإنجازات الصغيرة الى التسلسل الذي يمكن أن يساعد الأنسان في فهم التجارب الصعبة بشكل أفضل ويدعم عملية الترميم الفلسفي،لذا يمكن اعتبار الترميم الطقوسي بالكلمات علامة فارقة في البناء فوق تراكم رماد الذات. الطقوس تمثل عملية رمزية تساعد الأنسان على إعادة بناء هويته بعد تجارب مؤلمة أو فوضوية.اذ من خلال الطقوس، يمكن للناس استعادة إحساسهم بتداعيات الروح ،لانها توفر وسيلة للتعبير عن الألم والفقدان، مما يسمح للأنسان التواصل مع مشاعره العميقة ومعالجة جراحه. استخدام الطقوس يمكن أن يرمز إلى التحول من حالة الخراب إلى حالة من الأمل والتجديد،هذا التغيير يتطلب وعيًا فلسفيًا بالتحديات التي يواجهها الانسان،تساعد الطقوس احيانا على التواصل مع الماضي، مما يتيح فهم كيفية تأثير التجارب السابقة على الهوية الحالية اذ ان الطقس يقدم هيكلًا زمنيًا متعدد الابعاد. يمكن للأنسان استكشاف معاني جديدة للحياة والوجود، مما يساعد على تجاوز رماد الذات نحو بناء تجربة أكثر غنى. الطقوس تعزز من قوة الأمل والتفاؤل، وتساعد الأنسان على رؤية المستقبل بشكل أكثر إيجابية .
بشكل عام، يمكن اعتبار الترميم الطقوسي نهجًا فلسفيًا. يمكّن الأنسان من مواجهة رماد الذات واستعادة حياته بطريقة متجددة وذات معنى .هناك اختلافات ثقافية كبيرة في ممارسات الترميم الطقوسي. تعكس هذه الاختلافات التنوع في الفلسفات والمعتقدات والممارسات الاجتماعية عبر الثقافات المختلفة. في العديد من الثقافات، تُمارس الطقوس الدينية كوسيلة للشفاء والترميم، مثل الصلوات والاحتفالات. تختلف هذه الأشكال والمحتويات بحسب الدين والثقافة .بعض الثقافات تحتفل بمناسبات معينة كوسيلة للتجديد والترميم، تشمل ممارسات مثل الطقوس الشامانية، التي تعتمد على التقاليد المحلية وتعكس فهمًا خاصًا للعالم والطبيعة وقد تحتوي أشكال من التعبير الفني، مثل الرقص والموسيقى والفنون البصرية،وتختلف من ثقافة لأخرى، وتستخدم كوسيلة لترميم الذات اوللتعبير عن المعاناة تتدرج من الأمل الى الفقد، حيث تتضمن بعض الثقافات طقوسًا محددة للاحتفاء بالراحلين، بينما تعبر ثقافات أخرى عن الحزن بطرق مختلفة من الرموز المستخدمة ، مثل الشموع، الزهور، أو الأشكال الطبيعية،وتختلف من ثقافة لأخرى، وتعبر عن معاني مختلفة في ثقافات معينة، تعتبر الطقوس المرتبطة بالطبيعة جزءًا أساسيًا من الترميم، حيث يُحتفل بتغيرات الفصول أو الأنشطة الزراعية تساهم هذه الاختلافات الثقافية في تنوع طرق الترميم الطقوسي، مما يعكس غنى التجربة الإنسانية وكيفية تعامل المجتمعات مع الألم والفقدان. تتطور ممارسات الترميم الطقوسي عبر الزمن نتيجة لتفاعل عدة عوامل ثقافية واجتماعية ودينية. مع تغير الهيكل الاجتماعي، قد تتغير احتياجات الأفراد والمجتمعات، مما يؤدي إلى تطوير طقوس جديدة أو تعديل الطقوس القائمة لتلبية هذه الاحتياجات.ساهمت العولمة في تبادل الأفكار والممارسات بين الثقافات المختلفة، مما أدى إلى دمج عناصر جديدة في الطقوس التقليدية أو ظهور طقوس جديدة.امتازت بالشكلانية وادخلت التكنولوجيا في كيفية ممارسة الطقوس. على سبيل المثال، يمكن أن تُمارس الطقوس عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو المنصات الرقمية، مما يتيح الوصول إلى جمهور أوسع في الأزمات الكبرى، مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية،هذا انتج تغييرات في الطقوس. قد تُضاف طقوس جديدة لمواجهة الألم الجماعي أو الفقدان وظهور أفكار فلسفية جديدة تؤثر على كيفية فهم الأفراد لذاتهم ولعلاقتهم بالعالم، مما ينعكس في ممارسات الترميم الطقوسي في بعض الأحيان،في حين تسعى المجتمعات الحضارية إلى استعادة طقوس تقليدية قديمة كوسيلة للترميم الثقافي ، مما يُعزز من مكانتها في السياق المعاصربشكل عام، ان ممارسة الترميم الطقوسي هي عملية ديناميكية تتمحور حول التفاعل بين الثقافة، التاريخ، والاحتياجات الإنسانية والاخلاقية، مما يجعلها تتطور وتتكيف عبر الزمن.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعافي الطفولي من الالم
- العقل و الشكل ... جدلية الوجود والبقاء
- البدائية السياسية والعدالة الانتقائية
- المثقف والسلوك الاستفزازي المرضي
- -التناغم المسبق- الليبنتزي والسياق العربي
- رماد التفاهة وانقراض السياق
- الراسمال الرمزي وتسويق الوهم
- هل الموتى يتعلمون
- التداوي بالفلسفة ام بالاعشاب
- الراسمال الرمزي ودوره في ترسيخ الاستلاب في الشرق الأوسط
- هل الغباء جريمة يعاقب عليها القانون
- عولمة التفاهة والشخصية المسخ
- الكفالة والعبودية
- استخدام التفكير النقدي لانتاج كتابة ابداعية بواسطة الذكاء ال ...
- الانسان الروبوت ومأسسة الجهل
- النقد الوجودي للميتافيزيقيا
- العقل البدائي والاحلام
- الدهشة والتفاهة
- ضرورة الدولة فلسفيا
- أساطير و بدايات


المزيد.....




- إعلان حزب البعث وتعهد الجولاني وفيديو يربط الأسد بالمخدرات.. ...
- كاميرا CNN تتجول داخل قصر بشار الأسد.. شاهد ما رصدته وما قال ...
- إسرائيل وسوريا ما بعد الأسد: تحركات مؤقتة أم خلق وضع جديد؟
- المكسيكيون يودعون نائبهم بينيتو أغواس أتلاهوا بعد مقتله في ه ...
- ملابسات اغتيال بمسدس صدئ!
- هل يكفّر زوكربيرغ عن ذنبه بحق ترامب؟
- قدري جميل: الحوار بين السوريين يجب أن يخلو من أي تأثير خارجي ...
- إعلام فلسطيني: 15 قتيلا على الأقل بقصف إسرائيلي استهدف منزلا ...
- مجلة -تايم- تختار ترامب -شخصية العام-
- السجائر الإلكترونية تثير القلق مجددا.. مراهق كاد يفقد حياته ...


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - طقوس الكلمات وترميم الخراب