|
اللغز ليس الاسد ، اللغز افق مسدود
جمالات ابويوسف
الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 20:59
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
يقولون إنه عندما مرت هيئة تحرير الشام على المدن والقرى السورية قد وجدتها محررة ، هذا يعني أن نظام الأسد قد كان منهارا أو على وشك الانهيار مسبقا ولا يحتاج الا نفخة ويسقط ، إذ لم يكن هذا ممكنا في ٢٠١٣ أو ٢٠١٥ اي في تلك السنوات التي اوشك النظام فيها على السقوط بفضل التحركات الشعبية ، حيث وفي ذلك الوقت تدخلت إيران ومن ثم تدخلت روسيا لتلقي البراميل المتفجرة على رؤوس المتظاهرين في حمص وفي مدن سورية اخرى. مثل كل الانتفاضات العربية " التي لا اسميها ربيع ولا خريف" بل انتفاضات ،كان الشعار الاول هو اسقاط الطاغية ، أما من سيخلفه؟ الإجابة كانت غير ملحة في اذهان الجماهير التي تخوض تجربة جديدة ليس لها عهد بها ، وهنا فسح المجال للاسلام السياسي للاعتقاد بأنه المؤهل الوحيد لقيادة الثورة ومن ثم الثورة المضادة ، فلم يفلح كثيرا في لعب هذا الدور . فسرعان ما عاد الطاغية بأسماء وبحلل جديدة. الان وبعد مدة طال انتظارها رحل الديكتاتور السورى مثله مثل مبارك وبن علي. بعد ان حقق شعارا يقول الاسد او خراب البلد ، انه خراب يصعب لاحد النهوض منه ومن ثم تحديه ، اذ ليس من السهولة تسلم زمام الامر في سوريا كما هو حال مصر أو تونس والسير قدما بنفس وتيرة الانظمة القمعية التي سقطت رؤوسها فقط وبقي النظام قائما بكل قوته وجبروته. لقد جاء الحديث متأخرا عن تشكيل السلطة في سوريا تماما ومثلما تاخر رحيل الدكتاتور وبدأ هذا السؤال هو الاهم في الوقت الراهن. هل بامكان اشلاء النظام السوري الاخذ بزمام الامور او على الاقل العسكر بالتحديد كما حصل في مصر ؟ لا احد يعلم هل بامكان الجولاني الذي لمع نجمه بدعم تركي القيام بذلك ؟ هذا امر محتمل لكن لاي مدى؟ حتى وان تحالف معه من يسمون انفسهم بالعلمانيين وهم اقلية تعيش غالبيتها في الخارج ولا تملك اية قاعدة شعبية في البلد. الاطراف المعنية والتي اجتمعت في الدوحة قبيل ايام معدودة من رحيل الاسد تبحث عن اعادة ترتيب السلطة، هل لديها سيناريوهات مسبقة ؟ كل الاسئلة التي تطرح هنا محورها سؤال واحد هو من سيخلف الاسد ، طاغية جديد بدرجة اقل او اكثر لكن وسؤال لكن تلك لا يمكنها ان تتمظهر باي شكل من الاشكال هي لكن الشعب السوري هو من يقرر مصيره بنفسه، لا ننسى ان هناك جواب جاهر وسحري لسؤال لكن هو الانتخابات "اختزال الديمقراطية او مسخها" في ظل غياب تنظيم ذاتي للجماهير مهما كان ، خاصة بعد هزيمة الحركات الشعبية في سوريا التي حاولت تاسيس بعض اشكال التنظيم الذاتي التي كان اغلبها يقتصر على اعمال الاغاثة نظرا لشراسة القمع الذي تعرضت له هذه الحركة. ماذا ستنتخب الناس وهل امامها خياراتها المرتبطة بمصالحها؟ ام ستنتخب اطراف تستمد قوتها من قوى مهيمنة في الخارج تحت شعار تعمير البلد. هناك لكن اخرى …. ورغم كل هذه الأحاديث عن الاستعدادات في تسلم السلطة إلا أن الفوضى الأفق الممكن و هروب الأسد كان خوفا منها. عند الانتقال بوعينا الى عتبة اخرى فاننا نتساءل : هل بإمكاننا الإدراك بأن كل هذه الصراعات وتلك الحروب الدائرة في هذا الشرق ليست هي حروب الشعوب التي تسعى إلى التحرر ، لا يمكن لأي ثوري الانحياز لأحد طرفيها ،انها صراعات وحروب داخل المعسكر نفسه ، الراسمال ، لا ناقة ولا جمل للشعوب "البروليتاريا" فيها. الذي له ناقة وجمل هو من يجلس فوق آبار النفط أو ذلك الحالم والساعي نحو استعادة امبراطورية بائدة حيث أصبح لا مانع لها بأن تلعب على طاولة القمار . أما بعض المثقفين العرب المبهورين بديمقراطية الغرب ، هؤلاء يختزلون الأمر في كلمة ديمقراطية، هذا الاختزال يشف لنا عن معنى واحد وهو أن جزءا من البورجوازية العربية الافلاطونية يسعى للسلطة وهذه طريقته : اي حرية تداول السلطة . وتوزيعها بشكل حداثي ، دون الاخذ بعين الاعتبار موضوع العدالة الاجتماعية حتى بأدنى معيار له. بعد سقوط الطاغية علينا أن لا ننسى أن هناك حرب إبادة تدار وبشراسة ضد غزة ، إبادة غزة هي حدث كبير ومخيف في هذا العالم "غزة هي المثال وحقل التجارب" ، معنى ذلك أننا نسكن في عالم وصلت فيه الرأسمالية "المعولمة" إلى مرحلة "ألازمة الكبيرة" وهي مستعدة أن تقتل من تشاء من سكان هذه الارض مقابل إعادة دورة الحياة لها. العالم بأسره ليس على ما يرام ، ورغم ذلك فإنه يحق للسوريين أن يفرحوا يوما أو يومين او اكثر لمغادرة طاغيتهم الذي حاولوا إسقاطه وما نجحوا. لقد خسر فريق الاسد المعركة وانتصر خصومه في معركة لا يمكن إنكار هدفها لدى كلا الطرفين وهي السيطرة على المنطقة والتحكم بمقدرات شعوبها وكاديحها. اي استعباد واستغلال الإنسان وليس تحريره.
#جمالات_ابويوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيروس الخضوع
-
اﻻشتراكية والقومية
-
العنف ضد المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال
-
الانتخابات الفلسطينية : استمرار وهم الدولة على ارض استمرار ا
...
المزيد.....
-
إعلان حزب البعث وتعهد الجولاني وفيديو يربط الأسد بالمخدرات..
...
-
كاميرا CNN تتجول داخل قصر بشار الأسد.. شاهد ما رصدته وما قال
...
-
إسرائيل وسوريا ما بعد الأسد: تحركات مؤقتة أم خلق وضع جديد؟
-
المكسيكيون يودعون نائبهم بينيتو أغواس أتلاهوا بعد مقتله في ه
...
-
ملابسات اغتيال بمسدس صدئ!
-
هل يكفّر زوكربيرغ عن ذنبه بحق ترامب؟
-
قدري جميل: الحوار بين السوريين يجب أن يخلو من أي تأثير خارجي
...
-
إعلام فلسطيني: 15 قتيلا على الأقل بقصف إسرائيلي استهدف منزلا
...
-
مجلة -تايم- تختار ترامب -شخصية العام-
-
السجائر الإلكترونية تثير القلق مجددا.. مراهق كاد يفقد حياته
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|