|
حديث البيدق/ طوفان الأقصى. حتى لا ننسى (135)
نورالدين علاك الاسفي
الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 14:59
المحور:
القضية الفلسطينية
7 - سيوف النهاية التامة. 14* سيوف التلمود و سيوف خيبة الهيكل الموعود.
" كيف تعمل على قانون التهرب من الخدمة العسكرية كيف؟ أنت تضحي بالجنود.. العار.. العار لك. جلعاد كاريف/الكنيسيت
"ومن هنا أرسل تعازي الحارة باسمكم جميعا لكل عائلات "أبطالنا" الذين سقطوا في دفاعهم عن أرض الوطن" أنا أدرك – و الحديث بنتنياهو واصل - ما الذي يحدث. و على التو رد شيلي تال ميرون / عضو الكنيست بسورة غضب : • كم من المزيد تريد أن ندفن يا رئيس الحكومة • كم من المختطفين سندفن • كم جندي احتياط كم مواطنا • كم من المواطنين علينا أن ندفن؟ حتى تعتبروا أننا وصلنا للنصر الساحق • إن هؤلاء جنود لن يعودوا أبدا • والعائلات ستتغير حياتها إلى الأبد.
نتنياهو و هو يحضر خطاب الكنيست / 18 نوفمبر 2024. هل كان في وارد تقديره؛ أن تنفجر في وجهه اعتراضات فاضحة؟ و تطال شخصه باستهجان على البث مباشرة؟
الجلسة يوم مشهود؛ و ذا ما كان غير لائق به؛ الأمر الذي ترك البهلوان وجنتيه تحتقنان غطرسة و تسلط؛ لتقوما بديلا في تمويه ملامحه؛ عساه يلحق مسحة المهرج الذي خبر صنيعه؛ حتى تنسجم و المقام. فنواب المعارضة والمحتجون بالكيان قاطعوا عدة مرات خطاب نتنياهو في الكنيست، و رفعوا ملصقات تحمل وجوه الأسرى. فقام أفراد الأمن الداخلي بطرد بعضهم. كما ارتفعت جلبة في جلسة؛ مما أنطق رئيسها تحذيرات و رجاء بعدم التشويش ليتعداه إلى إلزامهم بالخروج أو التوقف عن هذا "التهريج" بالحرف؛مما سيلخص فكرة السياق و دلالة لمشهد بلا توضيب. و سيزيد في مدى تأثير المعنى الكلي للعبارة؛ لما ارتفعت أصوات الصهاينة وتعالت صادعة " كيف تعمل على قانون للتهرب الخدمة العسكرية؟ كيف؟ أنت تضحي بالجنود. العار.. العار لك . لم يكن الاستفهام حريصا على تدارك ما بات واقعا؛ لكنه من الإحراج على مرمى؛ و قد بدأ ينال من اعتبار ائتلاف اليمين الحاكم؛ و ذا حاصل الغبن الذي ما عتم صداه يتردد؛ بمفاد أنه غب النقص الكبير في أعداد الجنود وضرورة تقاسم الأعباء في حرب هي الأطول في تاريخ الكيان، تعالت أصوات جنود الاحتياط وعائلاتهم و الجيش النظامي تطالب بتجنيد الحريديين. الذين شهدت احتجاجاتهم؛ التي تجاوزت كل قوانين الكيان المسخ، مواجهات مع الشرطة. شريحة "الحريديين" المدللة لم يكفها رفض الخدمة والمطالبة بموازنات خاصة، وإنما تعداه إلى تأجيج الوضع الأمني المهزوز، وسط صمت نتنياهو ووزراء حكومته.وعكست صورة مصغرة لوضعية جمع المستوطنين وما يمر به من خور هيكلي.و الأمر في حقيقته لفتة قصيرة النظر إلى ما بات مشهدا لا يمكن تخطيه. فالحريديون يتمردون على أوامر التجنيد من دون أن تنجح الحكومة في إلزامهم به. فباقي الشرائح الاجتماعية التقليدية والعلمانية، التي تمدّ الجيش باحتياطاته، باتت مُستهلكة بالفعل، وبأضعاف ما كان متوقعاً، و فترات الخدمة الاحتياطية طالت، و غدا من غير الممكن الاستمرار في الاعتماد على جنود الاحتياط المنهكين. ولتخفيف العبء، سيتم التوجه نحو الفئات المعفاة من التجنيد، أي القطاع الحريدي، الذي يرفض بقوة فكرة القتال، ويهدد بنيامين نتنياهو بتفكيك الائتلاف، في حال قرر استدعاء أبنائه. و المشهد الجاري: لا استمرار للحرب بلا احتياط، ولا احتياط إضافي بلا حريديم، فيما يرفض هؤلاء التجنيد ويهددون بإسقاط الحكومة، المرهونة ببقائها باستمرار الحرب ونتائجها. الحريديم لا يهدّدون بإسقاط الحكومة في حال استدعائهم إلى الخدمة فحسب، بل هم يلوّحون بذلك في حال امتناع نتنياهو عن سنّ قانون في الكنيست، يعفيهم بشكل كامل من الخدمة الإلزامية. و بين تسريح العدد الأكبر من جنود الاحتياط، وسنّ قانون إعفاء الحريديم من الخدمة، و العمل على إسكات الأصوات «الصهيونية الدينية» التي تهدد بإسقاط الحكومة، في حال وقف الحرب في القطاع. يظل المهرج شبه ملزم بالخضوع لهم. و في المقابل، يتناقض مثل هذا القانون، بطبيعة الحال، مع مبدأ توسيع الحرب أو استمرارها، و حاجته لمزيد جنود الاحتياط. و بربطه بين قضية الأسرى ودعم نتنياهو للتشريع الذي يكرس إعفاءات الحريديم من التجنيد بينما يقاتل خلافهم ويموتون؛ جعل لابيد يلهج بالقول الفصل: "لا يمكن لجنود الاحتياط أن يثقوا بك. إنهم ينظرون إلى هذه الحكومة، وينظرون إليك يا سيد نتنياهو، وهم يعلمون أنه لا يوجد من يستحق ثقتهم. إنهم يقومون بواجبهم، والحكومة لا تقوم بواجبها". و بالتوازي؛ تنامى مع ذا، شعور آخر بالتمييز وغياب "العدالة" في توزيع أعباء الخدمة العسكرية،إلى أن انتهت إلى التهرب و الفرار بشكل نهائي. و تلكم رغبة صارخة لطالما نازعت جمع الاستيطان؛ لما يتشظى موعود الأمان. و هم يرونه يتبخر على وقع استثناء متع"الحريديم" دون غيرهم. و هذا ما وصفه يسرائيل زيف؛ جنرال احتياط،"جيش الاحتياط في وضع صعب، تآكل وشرخ اجتماعي ووضع اقتصادي صعب". أما الحاخام دانيال سجرون، فلم يلتفت إلى ذا؛ و يسعى محرضا بدون مواربة على حشد جهود دولية لدعم إنشاء ما يسمى بـ"الهيكل الثالث" على أنقاض المسجد الأقصى، على أن يكون هدفاً من أهداف الحرب؛ و بدا يحث على تجنيد وقود جديدة لرحاها؛ و لكن بعيدا عن " بيئة الصهيونية الدينية". و يلقى تجاوبا من صنيع نتنياهو؛ الذي لا ينفك "يرشى شركاءه في الائتلاف من أجل البقاء سياسيًا، بينما يرسل جنودًا للقتال". و بعبارة يائير لابيد "نتنياهو يبيع جنودنا. هو وابتسامته". البلهاء التي أسقطها؛ و كان حريا به و سمها على مقتضى الحال. فهل فات ذا لابيد أم انه من صهيونته القميئة تغاضى مكرها؟ و الحق؛ نتنياهو تماهى مع الهسبرا و التضليل حتى أتقن حرفة المهرج و باتت من طبعه جبلة.
#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (134)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (133)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (10)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (09)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (08)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (07)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (06)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (05)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (04)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (03)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (02)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (01)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (132)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (131)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (130)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (129)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (128)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (127)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (126)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (125)
المزيد.....
-
عارضة الأزياء باميلا أندرسون بإطلالة يغيب عنها المكياج..ما ا
...
-
محلل لـCNN: الدبابات الإسرائيلية على بعد 30 كيلومتر من دمشق
...
-
احتجاجات طلابية تشل التعليم في صربيا
-
ترامب: هذا يوم عظيم لأمريكا
-
الصين تخطط لإطلاق قطار -أسرع من الطائرات-!
-
روسيا.. إصدار كتب حول الذكاء الاصطناعي لطلاب المدارس
-
حمية غذائية تساعد على تخفيف الألم المزمن
-
اغتيال حسن نصر الله أم سقوط بشار الأسد؟.. إيران تكشف أي الحد
...
-
تقارير غربية: حماس تبدي مرونة بشأن اتفاق وقف النار وتوافق عل
...
-
-منصة القاهرة- للمعارضة السورية تعلن موقفها من حكومة البشير
...
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|