أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم حسن سلومي - تعطيش العرب وحروب القرن المستقبلية















المزيد.....

تعطيش العرب وحروب القرن المستقبلية


عبد الكريم حسن سلومي

الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 13:00
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


لقد دخلت غالبية شعوب دول العالم الصناعي المتقدم(عصر الرفاهية) منذ عدة عقود فتحولت الى أنماط معيشية جديدة لتصبح شعوب استهلاكية للكثير من المعدات التي كانت تعتبر حتى الخمسينيات من القرن الماضي من (الكماليات) كالسيارات ومكيفات الهواء والأدوات المنزلية الكهربائية المختلفة كما أخذت هذه المجتمعات بأنظمة غذائية جديدة أدت إلى الإفراط في استهلاك الغذاء وخصوصاً اللحوم بأنواعها. وعملت هذه الدول الصناعية على نقل مفاهيم المجتمعات الاستهلاكية إلى شعوب الدول النامية وساعد على ذلك سهولة النقل والتنقل، ووجود الاتصالات السريعة بأنواعها المختلفة. إضافة لذلك رأينا خلال العقدين الماضيين صعود دول نامية فقيرة، مثل الهند والصين اللتان تمثلان حوالي 40% من نفوس العالم، تطورتا لتصبحا من الدول الصناعية النامية وبنشاط اقتصادي عال ومستمر، ودخولهما تدريجياً في(عصر الرفاهية) الاستهلاكي. جميع هذه الأمور أعلاه تعني التوسع في استهلاك الطاقة والغذاء والسلع الاستهلاكية التي تحتاج إلى كميات هائلة من المياه بالإضافة إلى استهلاك المياه للأغراض الإنسانية والمدنية.
ومع زيادة عدد السكان بالعالم وازدياد استهلاك المياه باستهلاك مختلف السلع كنمط للحياة التي يتطلع إليه (الجميع) سواء في الدول المتقدمة أم الدول النامية وظهور ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة الفعاليات الإنسانية للثورة الصناعية خلال المائة والخمسين سنة الماضية كل ذلك ادى بما لا يقبل الشك في الوقت الحاضر حسب رأي مجمل العلماء في العالم إلى تغيرات مناخية تؤدي إلى تغير في سلوك الطبيعة بما يتعلق بدرجات الحرارة والرياح والعواصف وتساقط الامطار والفيضانات ومنها زيادة في شحة المياه كل هذه المسائل تتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ البشرية والأرض ومن هذه الإجراءات ومحاولات السيطرة على (الانفجار) السكاني بحيث لا يتجاوز عدد سكان الأرض عن (9) مليارات نسمة في سنة 2050 من خلال التوعية ونشر ثقافة تحديد النسل أو من خلال إصدار قوانين تسير بهذا الاتجاه.
اما بشأن امتنا العربية فلقد كان لدى العرب كميات مائية متجدده سواء السطحية او الجوفية افضل مما عليه اليوم فلو نضرنا لأي بيانات معده من المؤسسات العربية المتخصصة حول المياه المتجددة التي للأسف لم يحسن العرب استثمارها في حينه بسبب تخلف طرق الاستخدام للمياه لوجدنا كثيرا من التناقضات بين المتوفر وسلوكيات الاستخدام ومع سلوكيات دول المنابع للمياه العربية كل ذلك ادى لجعل غالبية العرب يعيشون الشحة المائية
ان الكثير من دول العالم الثالث باتت اليوم تعيش العطش وبعض الشعوب عاشت صراعات وتقاتلت على قطرة الماء وقد توصلت دراسة حديثة صادرة عن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) التابع لجامعة الدول العربية بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ايكادرا) الى ان التصحر اصبح مشكلة عالمية تهدد الكوكب والمنطقة العربية بالعطش والجوع . وقد أكدت أن ظاهرة تدهور الأراضي الزراعية تعد من أهم المشاكل البيئية التي يعاني منها العالم العربي مما أثَّر بشدة على الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وتشير الدراسة إلى أن المنطقة العربية تُعد من أكبر مناطق العالم معاناة من هذه المشكلة وذلك لظروفها المناخية غير الملائمة ومحدودية مواردها الطبيعية ولفتت الدراسة الأنظار إلى أن مستويات شُح المياه في معظم بلدان المنطقة من بين المستويات العليا في العالم اما بشان العراق فأن معدلات هطول الأمطار بالعراق منخفضة وغير منتظمة مما جعل البلاد تمر بحالات جفاف متكررة وادى ذلك لتدهور الاراضي الزراعية وانخفاض إنتاجيتها وهو مما ادى للأضرار بحياة الإنسان في عموم البلاد العربية
****حروب القرن
يقول خبراء (متخصصون بالمياه ) أن حروب القرن الواحد والعشرين، ستكون حروباً من أجل المياه مثلما كان القرن العشرون مسرحاً لحروب كونية وإقليمية من أجل السيطرة على مصادر الطاقة وفي مقدمتها النفط فبدأت تركيا تمهد لصراعات القرن الحالي بإقامتها مشروع (GAP) العملاق الذي سيؤثر في مختلف جوانب الحياة في العراق وسوريا بل أنه سيؤثر حتى على البنية الاجتماعية في البلدين فضلا عن التغييرات البيئية الهائلة التي ستنتج عن الانخفاض المرعب لمناسيب المياه والذي بدأت أولى علاماته بالظهور.
ان ما يدعوا للقلق في منطقة الشرق الأوسط هو أن الحروب القادمة ستكون حروب مياه فالذي يسيطر على مصادر المياه ومنابعها ويحتجزها يكون هو الذي يفرض إرادته السياسية والاقتصادية على المنطقة بأكملها وستصبح الصراعات السياسية وصراعات الطاقة ثانوية ولعل قيام تركيا ومن دون مراعاة مصالح جيرانها بإنشاء مشروع (GAP) الضخم (مشروع إحياء منطقة جنوب شرق الأناضول) كما تسميه سيكون أحد أهم أسباب النزاعات المستقبلية في المنطقة.
ان اهداف تركيا من انشاء مشروع الكاب (وهي الدولة التي كانت عاجزة اقتصاديا على تنفيذ هكذا مشروع ) لا تقتصر على المجال الاقتصادي فقط كما تدعي وإنما هو مرتبط بتوجهات سياسية أيضاً فعلى الرغم من قول الأتراك: أن أهداف المشروع إنمائية بحتة إلا أن الدوافع السياسية واضحة للعيان فكثيراً ما تلجأ تركيا إلى تسويق سياستها المائية باستغلال الأزمات مع الدول المتشاركة وعلى سبيل المثال في عام 1987م ربط الرئيس التركي آنذاك (توركت أوزال) منح سوريا (12) مليار متر مكعب من المياه إذا ما أوقفت دعمها لحزب العمال الكردستاني.وكذلك لم تقطع المياه عن دجلة بالعراق حينما تفاهمت مع العراق بالمجال الامني لمحاربتها حزب العمال الكردي التركي
ان ما يؤكد على حقيقة سياسة تركيا هو تصريحات الرئيس التركي السابق (سليمان ديميريل) والذي قال علنا(لا حق لسوريا أو العراق في المطالبة بحصتهما في الأنهار التركية كما لا يحق لتركيا المطالبة بحصة من نفط سوريا والعراق… يحق لنا أن نفعل ما نشاء فمصادر المياه لنا ومصادر البترول لهم نحن لا نريد أن نتقاسم معهما ثروة البترول ولا يحق لهما مشاركتنا في ثروة الماء) ولقد نسي هذا الرجل ان المياه ثروة طبيعية متحركة وعابرة للحدود بينما البترول ثروة ساكنة داخل حدود دولة واحدة فالماء ثروة طبيعية مختلفة كلياً عن النفط فدول كثيرة بالعالم تتشارك في موارد مائية مصدر معظمها خارج حدودها لذلك فلا يحق لتركيا ان تنظر للماء هكذا نظرة والا فان معظم سكان العالم سيعانون من العطش

أضرار كارثية
ان انخفاض واردات المياه من تركيا لكل من سوريا والعراق اصابهم بأضرار كبيره وخطيرة جدا حيث أدى إلى تقليص الرقعة الزراعية في المنطقة بشكل كبير فضلاً عن مساهمتها بشكل كبير في التغيير المناخي الذي طرأ على المنطقة كما أن انخفاض واردات المياه من نهر الفرات تقلل من مساحات الأرض الخضراء ويساعد هذا على زحف التصحر إلى مناطق كانت بمنأى عن هذا الخطر. وأدى انخفاض منسوب مياه السدود التي تتغذى من نهر الفرات إلى توقف محطات إنتاج الطاقة الكهربائية.كما تغيرت نوعيات مياه دجلة والفرات بشكل كبير داخل العراق
كذلك ما تسعى له اثيوبيا من التحكم بمياه النيل بحجة انتاج الطاقة الكهربائية وواضح من نتائج وطروحات المفاوضات التي تقودها اثيوبيا مع العرب ان الهدف سياسي واضح كما هي اهداف تركيا
كذلك ما قامت به الحركة الصهيونية ودولتها التي تأسست على اغتصاب فلسطين من العمل على تعطيش كل شعب فلسطين والاردن ولبنان وسوريا وتلاعبها بمياه نهر الاردن من اول ايام تأسيسها فالنوايا واضحة وهي تعطيش العرب لأراكعهم لقبول التعايش مع العرب الذي لازال مرفوض كليا من قبل اهل فلسطين وعموم الشعب العربي
من اجل كل ما يحاك للعرب من مخططات لتعطيشهم لابد للعرب عموما من التوحد بالشأن المائي والعمل على تحسين ادارة ما متوفر لديهم لتجاوز كل التحديات






المهندس الاستشاري
عبد الكريم حسن سلومي
25/11/2024



#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع الحال المائي بالمنطقة العربية ينذر بالخطر
- المياه والتنمية
- اثيوبيا والمياه العربية
- المياه العربية والأطماع الصهيونية
- المياه سلاح لتعطيش وتجويع و تركيع الشعوب
- السدود الكبيرة ودورها في احتكار المياه
- سياسات البنك الدولي الترويجية لمشاريع الاستثمار في المياه وخ ...
- تعطيش العراق مخطط واضح المعالم
- الامن الـمـائي الـعـراقي والغذائي في خطر
- واقع ومستقبل المياه في العراق
- ترشيد استهلاك المياه في العراق واجب وطني
- انتشار تجارة بيع الماء في مدن العراق تشجع على جعل المياه سلع ...
- الصرف الصحي ومياه الشرب في العراق وتحدياتها
- البيئة العراقية ومشاكلها
- المياه الجوفية بالعراق خزين استراتيجي يجب التعامل معه بحكمة ...
- هل المياه ستصبح سلعة مثل النفط خلال هذا القرن
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...


المزيد.....




- عارضة الأزياء باميلا أندرسون بإطلالة يغيب عنها المكياج..ما ا ...
- محلل لـCNN: الدبابات الإسرائيلية على بعد 30 كيلومتر من دمشق ...
- احتجاجات طلابية تشل التعليم في صربيا
- ترامب: هذا يوم عظيم لأمريكا
- الصين تخطط لإطلاق قطار -أسرع من الطائرات-!
- روسيا.. إصدار كتب حول الذكاء الاصطناعي لطلاب المدارس
- حمية غذائية تساعد على تخفيف الألم المزمن
- اغتيال حسن نصر الله أم سقوط بشار الأسد؟.. إيران تكشف أي الحد ...
- تقارير غربية: حماس تبدي مرونة بشأن اتفاق وقف النار وتوافق عل ...
- -منصة القاهرة- للمعارضة السورية تعلن موقفها من حكومة البشير ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم حسن سلومي - تعطيش العرب وحروب القرن المستقبلية