أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - كورنولوجيا الرأسمالية والمصير الأخروي - الزمر















المزيد.....

كورنولوجيا الرأسمالية والمصير الأخروي - الزمر


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 11:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حذر الله المؤمنين الرأسماليين من تجاهل إجراءات المغفرة المنصوص عليها في الكتاب المنزل ، رافضا كافة الأعذار التي سيأتون بها يوم الحساب ، ليبرروا أسباب عودتهم الى الكسب اللامشروع ، والإسراف المالي والجسدي على الملذات الدنيوية ، من المعروف عن الرأسمالي بأنه شخص مهووس بالمال والأرباح ، من السهل عليه الاعتقاد بالله واليوم الأخر، ولكن من الصعب التخلي عن تراكم رأس المال، ولو كان على حساب المعاصي والمحرمات والانتهاكات الإنسانية ، لازال التنزيل يطرح الآيات الاخروية على المؤمنين الرأسماليين لتثبيتهم على عقيدة بالبعث والنشور الأخروي ، مؤكدا لهم ان الإخلال ببنود المغفرة الاخروية بأعذار كاذبة هو كذب وتكبر على الله قال الله ، ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله ، الذين اخلوا بشروط المغفرة لأسباب تكبرية كاذبة ، وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ، وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون

وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ{60} وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ{61}

أول شيء خلقه الله على كوكب الأرض هو الماء ، من خاصيته روح الحياة ، وكان عرشه على الماء، أي فرض الله إرادته الطوعية على الماء لينساب باتجاه المنحدرات والمنخفضات مكونا الأنهر والبحار والمحيطات كمصدر مجدد للحياة ، بالإضافة الى استجابته الفيزيائية للعوامل المناخية كدرجات الحرارة والرياح، اللذان يساهمان في تجدده في الطبيعة ، فكل استكشاف جديد وصل إليه الإنسان في مجال الطاقة والمعادن والفلزات والموصلات وأشباهها أوجوده الله في الطبيعة من قبل خلق الإنسان ، الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ، كل شيء خلقه الله في الطبيعة موكل لأداء وظيفة طوعية مسخرة تصب في حياة الفرد ورفاهيته ، فكل مادة مسخرة تؤدي وظيفة تساهم في تجديد الحياة على الأرض تسمى مقاليد، من ضمنها الظواهر الطبيعية والمناخية ، له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون

اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ{62} لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ{63}

لكل مادة في الطبيعة وظيفة خلقية سخرت لرفاهية الإنسان وراحته، فالانتظام الدنيوي نابع عن انتظام المسخرات السماوية كالظواهر الطبيعية والمناخية ، والتي بموجبها ينظم الإنسان حياته عمله ونشاطه المعيشي ، فمثلما للرئاسة مقاليد انتقالية تنتقل من حاكم الى أخر، للسماوات والأرض أيضا مقاليد انتقالية تنتقل من سنة الى أخرى تنقلها العوامل المناخية والظواهر الطبيعية سنة بعد أخرى ، وبموجب تلك المقاليد ينظم الإنسان حياته ،غير ان شياطين الاعتقادات الدينية السياسية اخفوا مقاليد السماوات والأرض عن الوعي البشري للاستفادة منها اقتصاديا ، ولما حررها التنزيل من هيمنة الآلهة بات الفرد أكثر وعيا وإدراكا لخالق السماوات والأرض ، ان تحرير مقاليد السماوات والأرض من هيمنة الآلهة ضربة في صميم الاقتصاد السياسي للرأسمالية الدينية التي تعتاش على خرافات وأساطير الرزق والحمل والإنجاب بتدخل الملائكة بنات الله ، بما ان مقاليد السماوات والأرض مصدر ريعي مرتبط بالملائكة بنات الله ، طلب الرأسماليون المؤمنين من محمد بالموافقة على البقاء على الكسب المالي من خرافات الآلهة ، رد الله عليهم ، قل لهم يا محمد أفغير الله تأمروني اعبد أيها الجاهلون ، محذرا إياه من طاعة الرأسماليين قائلا ، ولقد أوحي إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ، بل الله فاعبد وكن من الشاكرين

قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ{64} وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{65} بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ{66}

حذر الله الرأسماليين المؤمنين من عواقب انهيار اقتصادي ومالي قادم، تفرزه التغيرات والأحداث التي ستطرأ على الجيوثقافية المكية بعد استجابتها لتيار عقائدي ناسف للتاريخ والتراث الديني ،غير ان الكريبكائية الرأسمالية حالت بينهم وبين استيعاب التحذير الاقتصادي ، مما اضطر التنزيل الى اطلاع الرأسماليين المؤمنين على التغيرات الاخروية التي ستطرأ على المسخرات السماوية والأرضية لتعطيل وظائفها الدنيوية ، حينها سيقرون بعظمة الخالق وقدره العالي لكن بعد فوات الأوان ، قال الله وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة ، والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ{67}

المتضرر الوحيد من نهاية العالم الدنيوي هو الرافض للبعث والنشور الأخروي ، فما لا يقبل الشك ان للعالم نهاية صرح به خالقه وهو بكل شيء عليم ، من دلائل نهاية العالم هرم أجسادنا واندثار وزوال المادة الغير متجددة في الطبيعة ، فالطبقة الرأسمالية لا تعي الاندثار المادي لأنها في رفاهية متجددة ،عكس الطبقة الفقيرة والكادحة وأصحاب الدخل المحدود الذين يشعرون به ويبدو ذلك واضحا على أثاثهم ومقتنياتهم ، فالرأسمالي يعيش بعيدا عن التغيرات الفيزيائية التي تطراء على الحياة لانشغاله بتراكم رأس المال ، ونظرا لعدم استجابة الرأسمالية المكية للانهيار الاقتصادي والمالي القادم ، أطلعها التنزيل على آلية البعث والنشور الأخروي قائلا ، ونفخ في الصور والصور تعبير مجازي يخفي كورنولوجيا نهاية العالم ويكذب العلامات الدنيوية للساعة ، ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن والأرض إلا من شاء الله ، إلا من شاء الله استثناءات لا يعلمها إلا الله ، ثم نفخ فيه أخري فإذا هم قيام ينظرون ، كورنولوجيا بداية القيام أو النفخة الثانية أيضا لا احد يعلمها إلا الله

وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ{68}

من خلال دراستنا للقران اتضح لنا ان آلية الحساب الأخروي للأمم تختلف من امة الى أخرى، فالأمم التي رفضت بالإجماع الدليل المادي على وجود خالق أهلكت بالكوارث الطبيعية ، فلا تحتاج يوم القيامة الى شهادة شهود إنما تساق مباشرة الى مصيرها الأخروي ، أما المجتمعات التي ظهر فيها أنبياء ورسول وكتب منزلة كالتوراة والإنجيل آلية الحساب ستكون على شهادة الأنبياء والمؤمنين منهم ، أما الطوائف والديانات التي عاصرت نزول القران ستحاسب وفق ما جاء فيه ، أما آلية الحساب ما بعد القرن السادس الميلادي ستكون على الكتاب وذلك يعتمد على مدى وعي وأدرك الفرد للنصوص القرآنية ، بما ان الكتاب تطرق الى ذكر كافة الديانات والاعتقادات الاسترولوجية والكسمولوجية والأنطولوجية والظنية والأديان السياسية سيكون هو الفيصل بينهم يوم القيامة ، ما بعد النفخة الثانية ستستفيق البشرية على عالم أخر عطلت فيه المسخرات السماوية والارضية قال الله وأشرقت الأرض بنور ربها ، ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ، ووفيت كل نفس ما عملت وهو اعلم بما يفعلون

وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ{70}



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسراف الرأسمالي والبعث والنشور - الزمر
- فوبيا الوطأة وشفاعة شركاء الله - الزمر
- راديكالية المتشاكسون على شركاء الله - الزمر
- جيوبوليتيكية المهجر والردة عن الدين - الزمر
- الدين الخالص وخرافة أولياء الله - الزمر
- ميتاترون وخرافة الملأ الأعلى – ص
- الباراسيكولوجيا وخرافة الملأ الأعلى – ص
- التوتاليتارية الرأسمالية الدينية - ص
- التوتاليتارية بين القضاء والزعامة الدينية - ص
- التوتاليتارية بين الدين السياسي والتنزيل - ص
- الديانة الإبراهيمية بين مكة وأمريكا – الصافات صفا
- الاثنوغرافيا وتراثية الاعتقادات البشرية - الصافات صفا
- إبراهيم بين الكسمولوجيا والأديان السياسية-الصافات صفا
- الاسترولوجيا بين الرجعية والتقدمية- الصافات صفا
- الاسترولوجيا وراديكالية اليمين – الصافات صفا
- استرولوجيا الكوكب الشمسية – الصافات صفا
- الكريبكائية المكية بين البراغماتية والإلحاد السياسي
- الكريبكائية المكية والشيطنة العالمية
- الكريبكائية المكية والبعث والنشور الأخروي
- الكريبكائية المكية والمسخرات الكونية


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - كورنولوجيا الرأسمالية والمصير الأخروي - الزمر