أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بهجت العبيدي البيبة - سوريا بعد سقوط النظام: تحديات المرحلة المقبلة بين مطامع الخارج ومعاناة الداخل














المزيد.....

سوريا بعد سقوط النظام: تحديات المرحلة المقبلة بين مطامع الخارج ومعاناة الداخل


بهجت العبيدي البيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 22:00
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


رؤية تحليلية للأزمة

لطالما كان موقفي ثابتًا ومعلنًا: لم يكن دعمي يومًا لنظام بشار الأسد، أو لأي نظام استبدادي آخر. همي الدائم وانشغالي المستمر هو الحفاظ على الدول العربية: مؤسساتها الوطنية، وشعوبها، بعيدًا عن الانقسامات أو التدخلات الخارجية التي تهدد مقدرات الأوطان وترابها المقدس. اليوم، ومع انهيار نظام الأسد وهروبه إلى جهة مجهولة، تدخل سوريا مرحلة غاية في الخطورة، حيث تتسابق القوى الإقليمية والدولية على ملء الفراغ السياسي، ما يجعل وحدة الأراضي السورية واستقرارها في مهب الريح.

فراغ السلطة: مخاطر متعددة

سقوط النظام في دمشق بعد إعلان الفصائل المسلحة المعارضة سيطرتها الكاملة على العاصمة، بما في ذلك القصر الجمهوري ومبنى الإذاعة والتلفزيون، ترك البلاد في مواجهة فراغ سياسي خطير. هذا الوضع يفتح الأبواب أمام سيناريوهات كارثية، تتراوح بين تفكك الدولة وتقسيم أراضيها، وبين تحويلها إلى ساحة صراع بين قوى دولية وإقليمية تسعى لتحقيق أجنداتها الخاصة.

روسيا وإيران: خسائر استراتيجية

روسيا وإيران، الحليفتان الرئيسيتان للنظام السوري، تكبدتا خسائر كبيرة مع سقوطه. روسيا، المنهمكة في حربها ضد أوكرانيا، لم تعد قادرة على تقديم الدعم العسكري والاقتصادي الذي كان يعول عليه النظام السوري. أما إيران، فواجهت ضربات موجعة من إسرائيل أضعفت نفوذها في المنطقة، مما جعل انهيار النظام السوري بمثابة ضربة قاصمة لاستراتيجيات طهران وموسكو في الشرق الأوسط.

إسرائيل: استغلال الفراغ لتحقيق المكاسب

في ظل الفوضى التي تعيشها سوريا، تسعى إسرائيل إلى استثمار انهيار النظام لتعزيز نفوذها، خاصة في الجولان المحتل. إن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول "نهاية الأسد" إنما تعكس رؤية إسرائيلية لمرحلة ما بعد النظام، حيث تسعى لفرض واقع جديد يخدم مصالحها الاستراتيجية. هذه الأطماع الإسرائيلية تشكل تهديدًا حقيقيًا لوحدة سوريا، ما يستدعي تحركًا عربيًا ودوليًا لحماية الأراضي السورية من التمزق.

تركيا: توسع النفوذ في الشمال السوري

لم يكن سقوط النظام السوري سوى فرصة ذهبية لتركيا لتعزيز نفوذها في الشمال السوري، خاصة مع استمرار دعمها للفصائل المسلحة المعارضة. رفض النظام السوري في السابق لأي وساطات لتحسين علاقاته مع أنقرة أفسح المجال أمام تركيا لترسيخ وجودها، مما يضع تحديات إضافية أمام استعادة سوريا لوحدتها واستقرارها.

الولايات المتحدة: غموض الموقف ودور منتظر

على الرغم من سقوط النظام السوري، يبقى الموقف الأمريكي غير واضح. تصريحات دونالد ترامب حول "إزالة الأسد كخيار مطروح" تؤكد أن انهيار النظام لم يكن بعيدًا عن الحسابات الأمريكية. لكن غياب رؤية أمريكية واضحة لما يجب أن يحدث في سوريا يترك المجال مفتوحًا لتدخلات إقليمية قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة بدلًا من حلها.

الشعب السوري: الضحية والركيزة الأساسية

الشعب السوري كان ولا يزال الطرف الأكثر تضررًا من هذه الحرب الطويلة. لكنه في الوقت نفسه يبقى ركيزة أي حل مستقبلي. إن بناء دولة قوية ومستقرة يتطلب الحفاظ على المؤسسات الوطنية باعتبارها الضامن الوحيد لوحدة البلاد واستقلالها، بعيدًا عن التدخلات الأجنبية والأطماع الخارجية.

الفائزون والخاسرون في المشهد الجديد

مع دخول سوريا مرحلة ما بعد النظام، يمكن قراءة موازين القوى كالتالي:
- الخاسرون: روسيا وإيران، اللتان فقدتا شريكًا استراتيجيًا في المنطقة.
- الفائزون: تركيا، التي عززت نفوذها في الشمال السوري، وإسرائيل، التي تسعى لاستغلال الفوضى لترسيخ سيطرتها على الجولان وتعزيز مكانتها الإقليمية.

رؤية مستقبلية: ضرورة الحل السياسي الشامل

إن الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها يجب أن يكون الهدف الأول لكل القوى المعنية. فالمستقبل السوري لا يمكن أن يُبنى على أنقاض الخراب أو بمشاركة الأطماع الخارجية. إن الشعب السوري وحده يجب أن يقرر مصيره، بعيدًا عن الحسابات الدولية والإقليمية.

ولا شك أن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته لوقف التدخلات الخارجية، وضمان مسار سياسي شامل يعيد لسوريا سيادتها واستقرارها. إن الأوطان ليست أنظمة ولا أفرادًا، بل هي شعوب ومؤسسات، والحفاظ عليها واجب يتجاوز كل الحسابات الضيقة.



#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم هاتف تسلا الرخيص ومعاناة الفقراء
- اهتمامات الشعوب بين العالم العربي والغرب: قراءة في أولويات ث ...
- في أسر الأسطورة: العقل العربي والإسلامي بين الماضي وتحديات ا ...
- في العالم المتقدم: الحسد خرافة تم تفكيك أسطورتها
- العقول التي صنعت المجد: العلماء والفلاسفة والأدباء قادة الحض ...
- إنترنت الأشياء: عصر جديد من الترابط الذكي في حياتنا اليومية
- ابن خلدون: أعجوبة مازال تأثيرها حاضرا
- المطبعة التي لم تصل: انغلاق رجال الدين يعيق تقدم المجتمع
- في الحب نكتب: سر الحياة وملاذ القلوب
- التعليم في مصر والعالم العربي: يجب نسف أسلوب التلقين
- كهف أفلاطون ومأساة المستنير في كل العصور
- في الحداثة .. مساهمة شرقية قديمة
- لا أوْلويّة تسبق أولوية التعليم والبحث العلمي
- العقل المحرر يرفض الأوهام والخرافات!
- على هامش مباراة السوبر.. من شعب مصر: شكرا دولة الإمارات
- عن منتخب مصر.. الخسارة المحزنة والفوز المفرح.. نظرة تحليلية!
- هل يشهد مطار القاهرة قداس صلاة!؟
- قداس صلاة بمطار القاهرة الدولي!
- أزمة الدولار في مصر ومبادرة النائبة غادة عجمي
- النادي المصري بفيينا يستعيد القمة!!


المزيد.....




- عارضة الأزياء باميلا أندرسون بإطلالة يغيب عنها المكياج..ما ا ...
- محلل لـCNN: الدبابات الإسرائيلية على بعد 30 كيلومتر من دمشق ...
- احتجاجات طلابية تشل التعليم في صربيا
- ترامب: هذا يوم عظيم لأمريكا
- الصين تخطط لإطلاق قطار -أسرع من الطائرات-!
- روسيا.. إصدار كتب حول الذكاء الاصطناعي لطلاب المدارس
- حمية غذائية تساعد على تخفيف الألم المزمن
- اغتيال حسن نصر الله أم سقوط بشار الأسد؟.. إيران تكشف أي الحد ...
- تقارير غربية: حماس تبدي مرونة بشأن اتفاق وقف النار وتوافق عل ...
- -منصة القاهرة- للمعارضة السورية تعلن موقفها من حكومة البشير ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بهجت العبيدي البيبة - سوريا بعد سقوط النظام: تحديات المرحلة المقبلة بين مطامع الخارج ومعاناة الداخل