سرياليات
يكتبها من بغداد / سيف الخياط *
من سوء حظي أني أعمل بالصحافة ولهذا تجدني دائم التنقل بين مقرات الأحزاب وبيوت الساسة ومكتب الإدارة المدنية علي اتصيد خبرا يتصدر الصفحة الأولى .. حتى بدأت أتخوف من كثرة ترددي على السادة الساسة العظام أن يهتز وسطي مثل راقصة شرقية، وقد تتساءلون ما علاقة (هز الوسط) بالساسة العظام، لأوضح ذلك ، أقول أن هذه ربما تكون حالة نفسية تخص شخصي الكريم، انتقلت لي من حكاية متهم عراقي - وما أكثر حكايات المتهمين- جُر أكثر من مرة إلى دوائر الأمن الصدامي للتحقيق، مع تنوع الاتهامات، فتارة يحسب على اليسار وأخرى على اليمين, وفي أحد الاستدعاءات وقف أمام ضابط الأمن ليدفع بخصره إلى الأمام ويقول أنا لست تقدميا، ثم دافعا عجيزته للخلف مؤكدا انه ليس رجعيا، لينتقل بعد ذلك إلى الدوران بخصره ليعرب انه انتهازي.
ولهذا قررت أن ارحم نفسي قليلا وابتعد ولو لبعض حين عن قصور الساسة، لكن أوامر رئيس التحرير صدرت بالتوجه لتغطية الجلسة الافتتاحية للمجلس الاستشاري لمدينة بغداد الذي يعد أولى الخطوات الديمقراطية حسب قول الإدارة المدنية، والحمد لله أنني لست الصحفي الوحيد وسط تلك القاعة التي ضمت أعضاء المجلس البلدي الموقرين والسادة أعضاء الإدارة المدنية وعلى رأسهم السفير بريمر.
وافتتحت الجلسة بخطاب السفير بريمر الذي لوحظ تأثيره على الحاضرين عبر الابتسامات التي جوبه بها حتى وهو يتحدث عن المقابر الجماعية وحكايات الرئيس المخلوع الدموية، ثم انبرى أخيرا رئيس المجلس الاستشاري الذي اختير بالإجماع لأنه أكبر أعضاء المجلس سنا ، و يختتم خطابه التاريخي بتقديم التهنئة باسمه وباسم أعضاء المجلس والشعب والوطن والقضية والأمة الإسلامية والعربية والهندوأوربية لــ السيد بريمر وأعضاء الإدارة المدنية والرئيس بوش والإدارة والشعب الأمريكي بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال الأمريكي ، ليصفق بعد ذلك المجلس و يقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء ، مع تمنياتنا أن يرفق رئيس المجلس خطابه القادم بعبارة ( مع أمنياتنا أيضا بيوم للاستقلال العراقي ).
*