|
اعدام ام ماذا؟
سلام ابو زينب العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 1785 - 2007 / 1 / 4 - 12:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد سقوط نظام صدام واحتلال العراق من قبل امريكا وبريطانيا وهرب صدام وجلاوزته الى اماكن مجهولة ومن ثم القاء القبض عليه في حفرته المشهورة كان من المتوقع ان تكون هناك تغيرات في الساحة العراقية وكان الجميع على امل ان يصبح العراق من جنات عدن لما قد يتحقق فيه من تطور سياسي جديد وبزوغ عصر ديمقراطي يعتمد على التعددية الفكرية السياسية.. وتسارعت الاحداث لنجد انفسنا قد اصبحنا قاب قوسين او ادنى من حرب طائفية بعد ازدياد اعمال العنف الطائفي وظهور عدد من الظواهر الجديدة على المجتمع العراقي كالقتل على الهوية او الخطف وعلى ايدي مليشيات تهيأت لها الضروف للولادة والنشأة بعد ان انزوت باحضان هذا وذاك ممن هم محسوبين على الدولة العراقية والتي تم انتخابها على اسس شرعية على حد قول دول الاحتلال.. اما هذا الاحتقان الطائفي والذي ولد نتيجة ظروف معروفة وابتداءا بعمليات القتل التي قام بها صدام وجلاوزته لابناء الشعب الواحد اثناء احداث 1991 وانتهاءا بتشكيل مجلس حكم اعتمد في تشكيله على الطبيعة الطائفية وفي النتيجة تطور الوضع الى تشكيل حكومة طائفية تعتمد في توزيع وزاراتها على المحاصصة الطائفية لا العمل السياسي الحر.. وحصل ما حصل.. وازدادت الهوة بين ابناء الشعب الواحد وبقي الوضع المتأزم يزداد حدة بعد تحويل عدد من المليشييات او تحويل افرادها الى كوادر وزارة الداخلية والدفاع.. وماذا حصل نتيجة ذلك؟ منح هذا للمليشيات الشرعية في القتل والخطف فكل عمليات الخطف حصلت من قبل رجال كانوا يرتدون البزة العسكرية للحرس الوطني او ملابس مغاوير الشرطة اما وسائل تسليحهم فهي ذاتها التي تستعملها كوادر ومنتسبي وزارتي الداخلية والدفاع حتى سياراتهم هي نفسها التي تستخدم في الداخلية او الدفاع.. وعلى هذا الاساس اصبحت تلك الكوادر تملك الولاء لمليشياتها لا لوطنها تنفذ ما يطلب منها حزبيا لا ما يطلب منها وطنيا.. وهكذا اصبح الحلم الامريكي في زيادة الفرقة بين ابناء الشعب الواحد حقيقة لا خيال . ويوما بعد يوم تثبت الوقائع هذا وبالدليل القاطع اخرها كان شريط الفيديو والذي تم تسجيله عن طريق هاتف نقال صور عملية اعدام الطاغية والذي شاهده الجميع على شاشات التلفاز او مواقع الانترنيت وفيها يظهر جلادون هتفوا باسم احدى المليشيات دون غيرها قبل واثناء عملية الاعدام لتتحول هذه العملية من تنفيذ حكم لمحكمة رسمية عراقية الى تنفيذ حكم قتل من قبل احدى المليشيات ،على ان عملية الاعدام هذه كان لها من المفروض ان تكون حكومية لجهة تنفيذية تابعة للدولة لا تابعة لمجموعات مسلحة كان على الدولة ان تحلها قبل ان تتغلغل فيها. وما كان متوقعا قد حصل، فقد تحول الاعدام الذي كان يحلم به كل العراقيين ممن ذاقوا الاسى والحزن والتعسف والدكتاتورية الى عملية قتل تخللتها بعض الهتافات الطائفية.. وهنا تأتي تساؤلات عدة عن هوية من قام بعملية التصوير وكيف سمح له بعملية التصوير اصلا ؟ وهل هناك أي قصد من اظهار هذا الشريط وبهذا الوقت وبهذه الطريقة امام الملأ؟ وتساؤلات اخرى تشمل الناحية الامنية والسرية في تنفيذ الاعمال الرسمية.. كلها تساؤلات بلا اجوبة ولا نجد لها جواب حتى مسؤولينا لم يجيبوا عليها او حتى يعلقوا.. ويبدو ان الايغال في الحقد بين ابناء الشعب الواحد اصبح اكثر مما نتوقع. اننا نتألم اكثر من قبل لما يحدث وما سيحدث ولم يكن في بالنا يوما ما ان يصل العراق الى ما وصل عليه اليوم. ومنذ هذه اللحظة سأتوقع اسوأ من هذا وعلى عراقنا الرحمة فقد مات بايدي جلاديه انفسهم في السابق وقد قتل بيد ابنائه اليوم مرة ثانية.. وما سبيلنا اليوم الى المزيد من الدعوات التي تدعوا العراقيين لتصفية خلافاتهم وانهاء أي حكومة طائفية من شأنها تقسيم العراق وتسير ابنائها على طريق الاحتقان الطائفي. اننا نأمل من عراقنا ان يكون محتضنا لكل الطوائف وتسوده الديمقراطية الحقة لا المعتمدة على اشباه الحروف والتي من شأنها تزوير الوقائع.. لقد فاض بنا الكيل من كل عملية خطف او قتل على الهوية ويكفينا هذا هدرا للدم العراقي، كفانا هدرا للوقت فقد اصبحنا في اسفل الامم وقد تراجعنا كثيرا.. كفانا احلاما بالسلطة.. وكفانا هدرا لاموال الشعب.. وكفانا تمسكا بارائنا الفردية.. علينا ان نذوب جميعا في بودقة العراق يحترمبعضنا لاراء البعض الاخر لنعيد بناء عراقنا ولنسير بخطوات واثقة تمكننا من ادارة امورنا بانفسنا لا بتدخل دول الجوار لتصبح معادلة العراق بعد التغيير صحيحة وتستحق منا ان نبذل الغالي والنفيس لتحقيقها.. علينا ان ننبذ كل مظاهر الطائفية التي قد زرعها بنا اعداؤنا ولم يبقى لنا الا الامل في تحقيق احلامنا في عراق متقدم ديمقراطي فمتى نغمض اعيننا لنفتحها مرة اخرى لنجد كل احلامنا وقد تحققت وهذا لا يحصل الا بارادتنا جميعا.. وما بقي علينا الا الانتظار لنرى ما خبأه لنا الزمن متمنين ان لا تكون احلامنا اصغاث سمادير فهل ستتحقق قريبا؟
#سلام_ابو_زينب_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب
...
-
لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح
...
-
الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن
...
-
المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام
...
-
كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
-
إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك
...
-
العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور
...
-
الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا
...
-
-أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص
...
-
درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|