أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - بهجت العبيدي البيبة - اهتمامات الشعوب بين العالم العربي والغرب: قراءة في أولويات ثقافية متباينة.. مصر نموذجا














المزيد.....

اهتمامات الشعوب بين العالم العربي والغرب: قراءة في أولويات ثقافية متباينة.. مصر نموذجا


بهجت العبيدي البيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 16:13
المحور: قضايا ثقافية
    


في عالم يزداد ترابطه بفعل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تظهر الفروقات الواضحة بين اهتمامات الشعوب العربية والغربية. ففي الوقت الذي يُظهر فيه المواطن الغربي انشغالًا بالقضايا الحيوية كالتكنولوجيا، والعلم، والاقتصاد، نجد أن المواطن العربي، وخصوصًا في مصر، يميل إلى متابعة موضوعات ترفيهية، ودينية سطحية، ورياضية مثيرة للجدل، تفتقر في كثير من الأحيان إلى العمق أو الجدية.

ففي مصر، تتميز البرامج الدينية بتركيزها على قضايا هامشية وفتاوى غريبة تُثير التعجب أحيانًا أكثر مما تُقدم حلولًا. فبدلًا من أن تكون هذه البرامج منصات للتوعية الدينية المعتدلة ونشر القيم الأخلاقية، أصبحت ساحات لمناقشة أسئلة مثيرة مثل "هل يجوز استخدام الميكروفون في الصلاة؟" أو "حكم زراعة عضو من حيوان لإنسان"، وهي قضايا لا تعكس احتياجات الناس الحقيقية أو تطلعاتهم الروحية.

يظهر اهتمام واضح أيضًا بإثارة الخلافات عبر مناقشة موضوعات جدلية تزيد من الانقسام داخل المجتمع، مما يُعزز ثقافة الجدل بدلًا من نشر الفهم العميق والتسامح.

أما الإعلام الرياضي المصري، فيُعد أحد أبرز الأمثلة على تقديم المحتوى المثير للجدل عوضًا عن التحليل الموضوعي. فرضا عبد العال، اللاعب السابق والمحلل الرياضي الحالي، مثلًا، يُجسد هذا النهج بوضوح. فتصريحاته المثيرة وتناقضاته الواضحة تُظهر أنه يسعى لجذب الانتباه وركوب الترند بدلًا من تقديم رؤى رياضية مفيدة.

كمثال، مواقفه تجاه اللاعب المصري المحترف في الدوري الألماني، عمر مرموش، كانت مثيرة للاستغراب. فبدلًا من تقديم تحليل موضوعي عن أداء اللاعب وأهميته كأحد ممثلي الكرة المصرية في الخارج، جاءت تصريحاته متخبطة وسطحية، تُركز على التقليل من إنجازاته بطريقة تُثير الجدل أكثر من كونها تُضيف شيئًا للمشهد الرياضي.

لا يمكن الحديث عن اهتمامات الشعب المصري دون الإشارة إلى سيطرة القضايا الترفيهية على المشهد العام. فأخبار الفنانة شيرين عبد الوهاب تُعد نموذجًا صارخًا لهذا التوجه. فحياتها الشخصية، وأزماتها مع المقربين، وحتى قراراتها العاطفية، تتحول إلى "قضايا وطنية" تُناقش على الشاشات ومواقع التواصل كأنها مسائل مصيرية.

إلى جانب ذلك، انتشرت أغاني المهرجانات التي باتت جزءًا أساسيًا من الثقافة الشعبية، رغم أنها تُقدم محتوى سطحيًا يفتقر إلى العمق الفني. ورغم الانتقادات المستمرة، تظل هذه الظاهرة مستمرة، معززةً ثقافة الترفيه السطحي على حساب الإبداع الحقيقي.

وفي المقابل، يُظهر المواطن الغربي اهتمامًا أكبر بالقضايا التي تُسهم في تقدم الإنسانية. فالقضايا العلمية والتكنولوجية، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، تحظى بمتابعة واسعة، حيث تُناقش في سياق تأثيرها على مستقبل البشرية.

كما أن القضايا الاقتصادية تحتل مكانة بارزة في الاهتمامات اليومية، حيث يتابع المواطن الغربي الأخبار المتعلقة بالأسواق العالمية والسياسات الاقتصادية التي تؤثر مباشرة على حياته. هذا التركيز يُظهر وعيًا عميقًا بأهمية التخطيط للمستقبل والتعامل مع القضايا الحيوية بحكمة.

تُظهر مواقع التواصل الاجتماعي الفجوة العميقة بين اهتمامات الشعوب. ففي مصر، تتصدر الترندات موضوعات مثل "جدل حول شيرين"، أو "تصريحات رضا عبد العال"، أو "أغنية مهرجانات جديدة".

أما في الغرب، تتركز النقاشات على قضايا مثل التغير المناخي، تطورات الذكاء الاصطناعي، وتأثير الأزمات الاقتصادية على حياة الأفراد. هذه الاختلافات تعكس اختلافًا جوهريًا في أولويات الشعوب وتوجهاتها الثقافية.

هذا التباين في الاهتمامات ليس وليد اللحظة، بل نتاج عوامل ثقافية وتعليمية وإعلامية متراكمة. ففي مصر، يعاني التعليم من التركيز على الحفظ والتلقين بدلًا من تنمية التفكير النقدي، مما يُضعف الاهتمام بالقضايا العلمية والمعرفية.

إن الإعلام أيضًا يلعب دورًا محوريًا في تشكيل اهتمامات الجمهور، حيث يُفضل تقديم محتوى ترفيهي مثير للجدل على حساب الموضوعات التي تُسهم في تطوير المجتمع.

أما في الغرب، فإن التعليم يُعزز التفكير التحليلي والفضول العلمي منذ الصغر، ويُسهم الإعلام في تقديم محتوى متوازن يجمع بين الترفيه والتثقيف، مما يُرسخ الوعي بالقضايا الكبرى.

مع إدراك هذه الفجوة، يُطرح سؤال مهم: كيف يمكن للعالم العربي، وخاصة مصر، إعادة توجيه اهتماماته نحو القضايا الجادة التي تُسهم في بناء مستقبل أفضل؟

الإجابة تكمن في إصلاح جذري لمنظومتي التعليم والإعلام. إن التعليم يجب أن يُركز على تنمية التفكير النقدي والاهتمام بالعلوم، في ذات الوقت الذي يجب أن يسعى الإعلام إلى تقديم محتوى يُحفز النقاش المثمر ويُعزز الوعي العام.

إن مصر، بما تمتلكه من إرث حضاري عظيم، قادرة على أن تقود هذا التغيير. إذا استثمرت في تعزيز قيم العلم والمعرفة، فإنها بلا شك ستتمكن من تحقيق نقلة نوعية تضعها على طريق التقدم الحقيقي.



#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أسر الأسطورة: العقل العربي والإسلامي بين الماضي وتحديات ا ...
- في العالم المتقدم: الحسد خرافة تم تفكيك أسطورتها
- العقول التي صنعت المجد: العلماء والفلاسفة والأدباء قادة الحض ...
- إنترنت الأشياء: عصر جديد من الترابط الذكي في حياتنا اليومية
- ابن خلدون: أعجوبة مازال تأثيرها حاضرا
- المطبعة التي لم تصل: انغلاق رجال الدين يعيق تقدم المجتمع
- في الحب نكتب: سر الحياة وملاذ القلوب
- التعليم في مصر والعالم العربي: يجب نسف أسلوب التلقين
- كهف أفلاطون ومأساة المستنير في كل العصور
- في الحداثة .. مساهمة شرقية قديمة
- لا أوْلويّة تسبق أولوية التعليم والبحث العلمي
- العقل المحرر يرفض الأوهام والخرافات!
- على هامش مباراة السوبر.. من شعب مصر: شكرا دولة الإمارات
- عن منتخب مصر.. الخسارة المحزنة والفوز المفرح.. نظرة تحليلية!
- هل يشهد مطار القاهرة قداس صلاة!؟
- قداس صلاة بمطار القاهرة الدولي!
- أزمة الدولار في مصر ومبادرة النائبة غادة عجمي
- النادي المصري بفيينا يستعيد القمة!!
- عبر الحوار المتمدن ... دعوة لنواب المصريين بالخارج للم الشمل ...
- حول مستشفى مجدي يعقوي .. سؤال يعكس عمق الأزمة!!


المزيد.....




- إعلان حزب البعث وتعهد الجولاني وفيديو يربط الأسد بالمخدرات.. ...
- كاميرا CNN تتجول داخل قصر بشار الأسد.. شاهد ما رصدته وما قال ...
- إسرائيل وسوريا ما بعد الأسد: تحركات مؤقتة أم خلق وضع جديد؟
- المكسيكيون يودعون نائبهم بينيتو أغواس أتلاهوا بعد مقتله في ه ...
- ملابسات اغتيال بمسدس صدئ!
- هل يكفّر زوكربيرغ عن ذنبه بحق ترامب؟
- قدري جميل: الحوار بين السوريين يجب أن يخلو من أي تأثير خارجي ...
- إعلام فلسطيني: 15 قتيلا على الأقل بقصف إسرائيلي استهدف منزلا ...
- مجلة -تايم- تختار ترامب -شخصية العام-
- السجائر الإلكترونية تثير القلق مجددا.. مراهق كاد يفقد حياته ...


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - بهجت العبيدي البيبة - اهتمامات الشعوب بين العالم العربي والغرب: قراءة في أولويات ثقافية متباينة.. مصر نموذجا