أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( البطر والترف )















المزيد.....

عن ( البطر والترف )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 15:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال
قال صاحبى انه لم يعد يشترى اللحم من شهور لان ابنه خريج كلية الاداب قسم الفلسفة لم يجد عملا الا ان يعمل حارس امن على بوابة احد الكومباوندات ، وسكان هذا الكومباوند ياتى لهم الجزار بالذبيحة كاملة كل يوم ، يختارون منها ما يريدون ، والباقى بدلا من رميه فى الزبالة يوزعونه على الحراس ، وان ابنه اصبح ياتى لهم بلحوم جيدة جدا بالاضافة الى الاجزاء الداخلية من القلب والكبدة والارجل وخلافه . تذكرنا المنشور على الانترنت من اكوام اللحم فى مادب الاثرياء فى دول الخليج وهو لعدد قليل من الحاضرين ، والباقى يلقيه الخدم فى الزبالة ياكل منه الكلاب والقطط والفقراء ، وهو ما يحدث فى القاهرة حيث يلتقط الفقراء الطعام من الزبالة . فى نهاية القعدة اختلفنا فى وصف هذا هل هو ترف او بطر . ننتظر الاجابة منك يا شيخ احمد مع تأصيل قرآنى . وشكرا جزيلا .
الاجابة
البطر والترف بمعنى واحد . ولو وُجدت طبقة مترفة متبطرة فهو إرهاص بهلاك قادم ، قد يأكل الأخضر واليابس .
نبدأ ب ( البطر )
1 ـ بالبطر جاء وصف أكابر قريش فى موضوع موقعة ( بدر ) ، وقد خرجوا غطرسة وأنفة وغضبا حين علموا ان النبى محمدا تعرض لقافلتهم التجارية ، فكيف يجرؤ على هذا . قال جل وعلا : ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) (47) الانفال ).
2 ـ كانوا يرتزقون من استغلال البيت الحرام ، يحتفظون فيه بأصنام العرب مقابل ألّا تتعرض قوافلهم للسلب فى رحلتى الشتاء والصيف . لذا رأوا فى القرآن الكريم هدى ولكن هذا الهدى يهدد امنهم ومصالحهم الاقتصادية والتجارية . قال جل وعلا عن منطقهم وردّ عليهم : ( وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعْ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا ) (57) القصص ) بعده جاءهم التهديد بالاهلاك بسبب هذا (البطر ). قال جل وعلا : ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) القصص ) .
3 ـ وفى تهديد آخر بالهلاك لا يأتى فيه لفظ ( البطر ) ولا مصطلح ( الترف )، وإنّما المصير الذى يتسببان فيه . قال جل وعلا : ( فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) الحج ) الصورة الباقية بعد الإهلاك تدل على نتيجة الترف والبطر ، متمثلة فيما بقى من القرية الظالمة أو الدولة الظالمة : بئر معطلة ، كانت تخدم المستضعفين ، أو بتعبيرنا ( المرافق ) من ماء وكهرباء .. الخ ، وهذه تم تعطيلها لصالح قصر مشيد يرمز الى الأقلية المترفة المتبطرة . وهذا بالضبط ما ينطق به واقع الحال فى مصر الآن ، بيوت المستضعفين مهدمة أو محرومة من المرافق الصحية بتعطيلها او بارتفاع اسعارها ، بينما القصور والمدن الفاخرة يجرى تشييدها ، ومرافقها بالمجان لاسعاد المترفين المتبطرين . وسينتهى بها الحال الى أن تكون مساكن خالية خاوية . أو كما قال جل وعلا عن قصور قوم ثمود : ( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) النمل ) ورأيت هذا فى مكة ، أبراجا عالية مُشرفة على الحرم ويبدو بجانبها الحرم قزما ، ثم حوارى مكة فى حالة بائسة تشبه ( إسطبل عنتر ) فى القاهرة . ثم ما يعرف ب ( نيوم ) والبلايين المرصدة لها من ولى العهد ابن سلمان . بعد الآية ( 45 ) قال جل وعلا يخاطبهم ويخاطبنا : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48) الحج ).
الترف والمترفون :
1 ـ عن رفضهم الحق تمسكا بما وجدوا عليه آباءهم والمتوارث و ما يسمّى الآن ب ( الثوابت ) قال جل وعلا عن قريش : ( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) الزخرف ). بعدها قال جل وعلا عن الأمم السابقة : ( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) الزخرف ).
2 ـ وعن الأمم السابقة قال جل وعلا عن مترفيها :
2 / 1 : ( فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود )
2 / 2 : ( وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ (15) الانبياء ).
2 / 3 : ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ( 34 ) سبأ )
2 / 4 : ( وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ (34) المؤمنون ).
2 / 5 : القاعدة الأساس أن المترفين يأمرهم المصلحون والرسل بالهدى والعدل فيرفضون ، فيتم تدميرهم . قال جل وعلا : ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (16) الاسراء ) .
ثم عن عذابهم فى الآخرة :
1 ـ ( حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ ( 67 ) المؤمنون )
2 ـ ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ( 45 ) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ ( 46 ) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ( 47 ) أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ ( 48 ) قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ( 49 ) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ( 50 ) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ( 51 ) لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ ( 52 ) فَمَالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ ( 53 ) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ( 54 ) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ( 55 ) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ( 56 ) الواقعة )



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغزالى حُجّة الشيطان : الغزالى فى الإحياء يقرر الحلول فى ال ...
- عن ( الصالحين والصلاح / أروع حب أب لإبنه )
- عن ( ثقافة الاستبداد / لمذا خلع السيسى حذاءه / ثورة الجياع ا ...
- الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يقرر أفظع ا ...
- عن ( مشكلة سوريا وغيرها / منزل / تعطيل العشار / العنت / المس ...
- الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف ...
- عن ( علم الغيب والحتميات / الفرق بين ( مرية ) و ( يمترون ) ( ...
- عن ( التقويم الهجرى والعبادات / ليس بظلّام للعبيد )،
- الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
- عن ( تتفكه وفاكه وفاكهة / الدراما التركية )
- الغزالى حُجّة الشيطان ( 8) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 1 )
- عن ( العاجلة والأسر والتبديل / يصرم ، صارم )
- عن ( إعتدنا / مأزق السيسى )
- الغزالى حُجّة الشيطان ( 7 )
- عن ( إلياس / آيات نزول المطر / نتقنا / الدّع دعّا / بناء الس ...
- عن ( أسوأ البشر / واصب / رفع سمكها واغطش ليلها / مبطلون / شي ...
- الغزالى حُجّة الشيطان ( 6 )
- عن ( قسوة أبى / شجر و شجرة )
- تدبر آيات 32 : 34 من سورة الشورى
- عن ( رفيع / فى ثقافتنا الشعبية هذه الألفاظ / مُدرّسة سلفية و ...


المزيد.....




- اللواء سلامي:التصدي للتيارات التكفيرية خدمة عظيمة قدمتها اير ...
- اللواء سلامي: التكفيريون في الواقع نموذج غربي لردع النفوذ ال ...
- اللواء سلامي: التكفيريون في الواقع نموذج غربي لردع النفوذ ال ...
- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( البطر والترف )