أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بير رستم - حروبنا الطائفية القادمة














المزيد.....

حروبنا الطائفية القادمة


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 8183 - 2024 / 12 / 6 - 22:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل أستطاعت أمريكا مع حلفائها وبالأخص إسرائيل، إشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة، وذلك بقيادة تركيا والإخوان من جهة وإيران من الجهة الأخرى، وربما لذلك جاء على لسان مستشار المرشد الإيراني؛ بأن تركيا وقعت في فخ أمريكا وإسرائيل، وفعلاً جاء الوزير الإيراني لتركيا في محاولة منه لتصحيح الموقف، لكن عاد دون تحقيق ذلك، مما جعل الوزير عراقجي يقول؛ بأن “هناك خلاف عميقة بين الموقف الإيراني والتركي، وبأن كان يتأمل أن يصحح هاكان فيدان، وزير خارجية تركيا، بعض الأخطاء في السياسة الخارجية التركية”، وهو ما يكشف بفشل اللقاء والمحادثات بين البلدين.

وبذلك نستدل، بأن تركيا ماضية في سياستها الجديدة في إخراج إيران، أو على الأقل إضعافها والتمدد على حسابها وهو ما لن تقبل به إيران حيث الصراع القديم الجديد بين الإمبراطوريتين؛ الصفوية والعثمانية، وهو ما تريده أمريكا وإسرائيل حيث صراع هاتين الدولتين وإضعافهما هو لصالح الدور الإسرائيلي النامي في المنطقة، لتحل محلهما كسيدة أولى “للشرق الأوسط الجديد”، وخاصةً بعد التطبيع مع المجموعة العربية وعلى رأسها السعودية.. طبعاً هذا السيناريو هو أحد السيناريوهات المرشحة بأن تمضي تركيا بها، وهو المرشح عموماً، إلا إذا أستطاع الروس إقناع تركيا بالعودة لمخططات أستانة.

وكذلك فإن هذه الحرب تخدم بالإضافة للأمريكان والإسرائليين، مجموعة مراكز دولية اخرى وفي المقدمة منها؛ الدول العربية وبالأخص دول الخليج، ليتخلصوا من التهديدات الإيرانية لها وخاصةً بعد أن أصبحت العراق في ركب إيران وذلك بعد إسقاط نظام صدام وتسليم البلد للشيعة؛ حلفاء قم والملالي، حيث كان الخليجيين يدفعون مليارات الدولارات للنظام العراقي السابق، وقاموا بتمويل الحرب العراقية الإيرانية، باعتبار أن العراق “حامي البوابة الشرقية”، لكن وبعد إنهيار البوابة، بل وتحويلها ل”حامي البوابة الغربية” لإيران، فإن من مصلحة دول الخليج إضعاف إيران وحلفائها!

ولذلك نجد؛ بأن المجموعة العربية تريد النأي بالنفس عن هذه المعركة، فحتى إنعقاد الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية تم تأجيله وذلك لكون من مصلحة هذه الدول أن يتفاقم الصراع بين تركيا وإيران، بل يأملون لو تمتد لمواجهة إيرانية تركية مباشرة وذلك في مواجهة كسر عظم لوريثي أكبر إمبراطوريتين في المنطقة حيث الدولة الصفوية ذي المذهب الشيعي أمام الدولة العثمانية السنية، بمعنى أن لهذه الحرب جذورها التاريخية، وبالتالي إضعافهما سيقوي مركز الدولة الإسلامية العربية وتعيد مكة كمركز ديني للعالم الإسلامي؛ السني على الأقل، وتأخذ مكانة تركيا والتي أستولت عليها بمساعدة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين. يضاف إلى هذا وذاك؛ بأن هذه الحرب قد تعيد سوريا للصف العربي بعد إخراج إيران أو على الأقل إضعافها لتخفف قبضته على رقبة النظام السوري.

لكن ما يدفع من جهة أخرى تركيا للعودة إلى حظيرة أستانة هو بقناعتي يكمن في سببين إثنين؛ أولاً خوف تركيا من تقسيم سوريا ولو فيدرالياً وبالتالي تكوين إقليم “كردي”، كما هي تنظر للإدارة الذاتية وهو ما يشعر تركيا بالقلق وتداعياتها المستقبلية على الداخل التركي وبالأخص أن المجموعة السياسية التي تقود العملية محسوب على العمال الكردستاني والتي ترى فيه تركيا عدواً يهدد تركيا بالانقسام! أما السبب الآخر هو ضعف سيطرة تركيا على المناطق الجديدة والتي دخلها قوات هيئة التحرير حيث النفوذ في تلك المناطق باتت لأمريكا وربما إسرائيل وبريطانيا، كما صرح اليوم وزير خارجية روسيا؛ لافروف، مما يعني بأن هناك جهات دولية لها تأثيرها الأكبر على هذه الجماعة وليست تركيا، كما تروج إعلامياً، وبالتالي قد يقدر لافروف إقناع فيدان بالعودة للحضن الروسي والخروج من الفخ الأمريكي الإسرائيلي.

لكن بالمقابل خوف تركيا هو أن تتعرض لعقوبات أشد من أمريكا وإسرائيل وأوروبا، مما يجعلها أن تكون معرضة للإنهيار وربما تدخل هي الأخرى نفق الصراع الأهلي وذلك من خلال دعم الكردستاني أو على الأقل بفرض عقوبات اقتصادية لينهار الاقتصاد والليرة التركية أكثر وهي الخاصرة الرخوة لتركيا.. ما نود القول: بأن الوضع في سوريا مرشح لأكثر من احتمال، وإن تركيا يمكن أن تلعب دوراً مهماً، لكن بنفس الوقت خطير على كيانها نفسها؛ فأي خطأ في اللعبة قد توقعها في الهاوية، لكن وبكل الأحوال فقد نجح الغرب أن يوقع، ليس فقط تركيا، بل كل المنطقة في “فخ” حرب طائفية مذهبية؛ شيعية سنية، وسوف تستمر وللأسف هذه الحرب التي أخرجت من تحت الرماد ربما لأجيال قادمة، ولو بأشكال ومناطق صراع أخرى مختلفة في العالم الإسلامي.

للأسف شعوبنا ستدفع المزيد من الأثمان الباهظة ونحن نصفق لهذه الجهات التي تتصارع في المنطقة تحت مسميات وأيديولوجيات قرووسطية، ما زالت تريد لمجتمعاتنا أن تحدد قياس كلابيتنا وهل تكون فوق الركبة أم تحتها وطريقة مأكلنا ومشربنا وحتى زيارة قبورنا ودخولنا للحمام.. ولذلك ما زال الطريق طويلاً أمام شعوبنا لتقدر أن تعيش بعيداً عن سقوف الأيديولوجيات والديكتاتوريات في فضاء حر مستقل القيمة الوحيدة فيها هي كرامة الإنسان وليس مراعاة نصوص “مقدسة” عفى عليها الزمن ليقرروا لنا أن نعيش بلحية أو دونها، وكم طولها وهل يسمح لك بأن تربي معها شارباً أم أن تجعل من لحيتك سنة لتكون وفق مسطرة بروكروست القياسية.. يا ربي كم هو مرعب أن تعيش وأنت تحسب حساب كل خطوة في الحياة من خوفك الوقوع في إحدى المحظورات وفق قياسات الديكتاتور؛ ولا يهم إن كان الديكتاتور حزباً أو رجلاً أو نصاً مقدساً!



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس الإسلامي لا يصلح أن يكون بديلاً عن البرلمان العروبي
- بصراحة تامة؛ سوريا بين التقسيم الطائفي ودولة وطنية لا مركزية ...
- تركيا إلى أين..؟!
- شهادة رائعة من سيدة راقية
- المؤتمر العربي الأول ومبدأ الدولة اللامركزية واسقاطها على ال ...
- هل تتخلى أمريكا عن قسد لاختلاف أيديولوجي؟!
- وزير خارجية إسرائيل يدلي بأهم تصريح داعم للكرد!!
- هل يمكن أن يرتجى أي شيء من الكتابة في زمن السفالة؟!
- البارزاني -خائن-؟!
- أردوغان لن يقدر نسخ تجربة بوتين
- رسالة ونداء للرئيس مسعود بارزاني
- هل أخطأت الأحزاب الكردية عندما رفضت لقاء الأسد؟!
- إضاءات على عدد من القضايا الساخنة
- الهجرة هي مقياسي الأول في تقييم أي تجربة سياسية!!
- الأحزاب التركية واللعب بالورقة الكردية؛ هل يعيد الأتراك سينا ...
- تركيا تبحث عن -حسن خيري- آخر!!
- شرقنا والأيديولوجيات القاتلة
- لا ثقة بأردوغان وتحالفه السياسي
- تعليقات وتوضيحات حول الأيديولوجيا والتكنولوجيا!
- كردستان وأهميتها في رسم الخرائط والمشاريع المستقبلية


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بير رستم - حروبنا الطائفية القادمة