|
محاضرة عن الحزب الماركسي
الحزب الشيوعي السوداني
(Sudanese Communist Party)
الحوار المتمدن-العدد: 8183 - 2024 / 12 / 6 - 17:47
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
الحزب الشيوعى السوداني
مكتب التثقيف المركزى
تقديم يسرنا ان نقدم هذه المحاضرة للكادر والأعضاء عن الحزب الماركسي، من إعداد النيلة عضو مكتب التثقيف، وهي جهد مقدر، ومساهمة تساعد في المزيد من الوضوح حول طبيعة ووظيفة الحزب الشيوعي، مع المحاضرات السابقة التي قدمناها مثل: العمل التنظيمي، قضايا البناء والتنظيم، مهارات العمل الإداري، التنظيم ودراسة الواقع، ومهام فرع الحزب. الخ. ونأمل ان تثير المحاضرة نقاشا مثمرا يسهم في تطويرها، وأخيرا نأمل تقديم المزيد من المساهمات. مكتب التثقيف المركزي ٦ ديسمبر ٢٠٢٤
الحزب الماركسى
The Marxist Party
يدعى أعداء الشيوعية أن تكوين حزب شيوعي هو عمل مجموعة محرضين قليلين. وإن كان ذلك صحيحا، فإن الشيوعيين يكون قد تمت ازالتهم تماما منذ زمن طويل وذلك لأنهم ظلوا مضطهدين منذ عقود عديدة. ومثال لذلك الفاشية الايطاليه التي سددت للحزب الشيوعى ضربات قاتلة. وعلى مشارف الحرب العالمية الثانية كان عدد أعضاءه لا يتعدى 1500 عضو. ولكن بعد تحطيم الفاشية نمى الحزب الشيوعي بسرعة وأصبح حزبا جماهيريا ووصل عدد أعضاءه الى مليوني عضو.
وفى دول عديدة تقوم البرجوازية بتعريض الشيوعيين لأنواع من القمع، والاعتقال والتعذيب والقتل بوحشية، ولكنها لم تنجح فى اى مكان في تحطيم الأحزاب الثورية للطبقة العاملة. ان الاضطهاد لا جدوى منه ضد الأحزاب المستندة فى نضالها على الماركسية. وذلك يثبت ان الأحزاب الشيوعية ظهرت للوجود استجابة للاحتياجات الموضوعية العميقة للتطور الاجتماعي وفى الأساس استجابة لمتطلبات ومصالح الطبقة العاملة.
ماهو الحزب الذى تحتاجه الطبقة العاملة؟
أن الإثبات العلمي للدور التاريخي للطبقة العاملة توضحه حاجة الطبقة العاملة لحزب سياسى مستقل لإنجاز التحول الثورى للمجتمع الرأسمالي إلى المجتمع الاشتراكي. فى عام 1847 قام ماركس وإنجلز بانشاء اول منظمة شيوعية كانت تسمى الرابطة الشيوعية Communist league، والتى تعتبر نموذج للأحزاب الشيوعية الحديثة. وعلى أساس خبرتها وأيضا خبرة جمعية العاملين العالمية Workers Association التى ظهرت عام 1864 والتى عرفت فى تاريخ الطبقة العاملة بالدولية الأولى، توصل ماركس وأنجلز لنتائج مهمة فيما يختص بدور حزب الطبقة العاملة الثوري@، من حيث تنظيمه وسياساته.
وتحت ظروف تاريخية جديدة طور لينين النتائج التى توصل إليها ماركس وأنجلز وقام بصياغتها فى شكل تعاليم متجانسة ومترابطة عن الحزب. لقد كشف لينين عن الدور القيادى للحزب فى حركة الطبقة العاملة، وقد قام بصياغة أسسه التنظيمية ولوائح حياته الداخلية والمبادىء الأساسية لسياساته وتكتيكاته وتعتبر هذه التعاليم من اهم اسهامات لينين في الماركسية.
الطابع الثورى للحزب الماركسى
Revolutionary Character of a Marxist Party
من كل التنظيمات التى أنشأتها الطبقة العاملة، فقط الحزب الشيوعي وحده هو الذى يعبر بطريقة صحيحة عن المصالح الأساسية للطبقة العاملة ويقودها للنصر على الرأسمالية. ومن دون مساعدة الاتحادات المهنية وتبادل المساعدات مع المنظمات المماثلة الأخرى فإن الطبقة العاملة لن تستطيع لوحدها هزيمة للرأسمالية ووضع النهاية لها، وتبني المجتمع الاشتراكي. ولهذا السبب فإن العاملين يحتاجون لمنظمة من نوع أعلى، منظمة لا تحصر نفسها فى النضال من أجل تلبية الاحتياجات الانية للعاملين ولكنها تهدف لتوصيل الطبقة العاملة للسلطة وذلك لأجل أحداث التحول الثورى فى المجتمع. وبهذه المنظمة نعنى الحزب الشيوعي. ومن أجل أن تكون مجموعة معينة من طبقة مدركة لمصالحها ومكانتها، ولكى تفهم ان تتابع وتراقب تنفيذ سياساتها الخاصة، فإنها تحتاج أن يتم تنظيم طليعتها المتقدمة فى أسرع وقت وبأي تكلفة حتى وان كانت عناصر هذه الطليعة فى البداية تتكون من الجزء المهمل من الطبقة العاملة.
وطالما كانت الطبقة العاملة تمارس الصراع الاقتصادي فقط فإن البرجوازية لا ترى في ذلك اى خطورة كبيرة عليهآ، ولكن عندما تنتظم الطبقة العاملة سياسيا اى ان تكون حزب سياسي يعبر عن إرادتها كطبقة فإن البرجوازية سوف تبدأ الخوف من زوال حكمها. ذلك هو السبب فى توجيه الرجعية ضرباتها الرئيسية ضد الحزب السياسي للطبقة العاملة. وفى نفس الوقت تحاول البرجوازية تقويض الحزب من خلال الدعاية الرأسمالية التي تسعى لملاحقة العاملين ومطاردتهم بحيث يعملوا بدون قيادة حزب. إن احد مظاهر سيطرة البرجوازية على الطبقة العاملة هى الرفض الفوضوي للدور القيادي للحزب السياسى.
والفوضويون يرفضون تماما ضرورة وجود اى تنظيم سياسي. والنقابيون الفوضويون يدعون أن الطبقة العاملة يجب أن لا ترتبط بالعمل السياسى وفقط تكفى الاتحادات المهنية. وبإنكارهم لحق الطبقة العاملة فى ممارسة العمل السياسي عبر حزبهم فإن الفوضويون فى حقيقتهم يريدون أن يخضعوا الطبقة العاملة للسياسة البرجوازية.
وبالفضح النظرى لعجز هذه الأراء، فإننا يجب أن نثبت أن حزب الطبقة العاملة السياسى فقط هو وحده القادر على توحيد، وتعليم وتنظيم طليعة الطبقة العاملة وكل جماهير العاملين، الطليعة القادرة لوحدها على مقاومة تذبذب واهتزازات مواقف البرجوازية الصغيرة، انتكاسات وتراجعات قادة الاتحادات المهنية وتحيزاتهم وسط الطبقة العاملة، وأن يقود كل الأنشطة المشتركة لكل العاملين. اى قيادة الطبقة العاملة سياسيا ومن خلالها قيادة كل جماهير العاملين.
ومهما كان الأمر فإن ليس كل حزب سياسى يطرح نفسه لقيادة الطبقة العاملة يستطيع أن يكمل هذه المهمة. ويتضح ذلك من خبرة أحزاب الاشتراكية الديمقراطية فى الدولية الثانية. وبالتأثير من خلال قادة الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الانتهازيين استطاعت البرجوازية على نطاق واسع أن تحتوى هذه الأحزاب تحت سيطرتها وتروضها وتجعلها بالكاد انه يمكن تمييزها عن المعارضة البرجوازية. ونتيجة لذلك فان أحزاب الاشتراكية الديمقراطية التى رفعت فى البداية آمال وطموحات عالية للطبقة العاملة ولكنها فقدت قدرتها على تنظيم وقيادة الطبقة العاملة الثورية. ويتضح ذلك بالتحديد من التناقضات الاجتماعية التى تحدث فى مرحلة الامبريالية والتى تتفاقم بشدة.
أن الواقع الموضوعي ومصالح الطبقة العاملة تجعل من إنشاء أحزاب للطبقة العاملة من نوع جديد مسألة مهمة وملزمة. ان الخصائص القومية وظروف الصراع تترك بصماتها على كل حزب شيوعي ولكن فى نفس الوقت فإن كل الأحزاب تشترك فى شيء عام يميزها جزريا عن الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية.
أن الشيء الرئيسى الذى يميز الأحزاب الجديدة هو عدم تصالحها مع الرأسمالية. ويشن الشيوعيون نضالا قوىا ونشطا لازالتها، وللتحول الثورى للمجتمع الرأسمالي، وذلك لانها تتمسك بأن انتزاع السلطة السياسية بواسطة الطبقة العاملة وإقامة ديكتاتورية الطبقة العاملة شروط جوهرية لهذا التحول. عليه فإن التشدد الذى يظهره الشيوعيون ضد كل أشكال الانتهازية يكشف عمليا التعايش مع الرأسمالية.
أن الأحزاب الشيوعية لا تعمل بطريقة عمياء وتتلمس طريقها فى الظلام ولكنها تسترشد بنظرية ماركس الثورية التى تعبر عمليا عن مصالح الطبقة العاملة. إن الحزب هو اتحاد طوعى لأشخاص متوحدين فكريا اتفقوا بهدف تطبيق وجهة النظر الماركسية عن العالم وان يحملوا المهمة التاريخية للطبقة العاملة.
أن الطابع الثورى للحزب يحدد الأسس التنظيمية، وحدته، العمل المشترك ومرونته وتكتيكاته. بالاضافة لذلك نجد أن القوة الرئيسية للاحزاب الشيوعية تكمن في حقيقة أنها ليست أحزاب لأفراد معزولين أو مجموعات صغيرة من المهنيين الثوريين، لكنها تتكون من جماهير عريضه من العاملين، والتى بواسطتهم تبنى اقرب علاقات اتصال بهم وتعمل من أجل تحقيق مصالحهم بالنضال معهم.
طليعة الطبقة العاملة وكل جماهير العاملين
Vanguard of the Working Class and All the Working People
أن الحزب الشيوعي هو طليعة الطبقة العاملة، اى الفصيل المتقدم والواعى طبقيا والقادر على قيادة الجماهير فى نضالها من أجل الإطاحة بالرأسمالية وبناء الاشتراكية. ويجب أن يقوم الحزب بتعليم الماركسية لطليعة الطبقة العاملة والتى باستطاعتها قيادة كل الجماهير لتحقيق الاشتراكية وتوجيههم، وتنظيمهم. وذلك لأنه يمثل المعلم والموجه والقائد لكل الكادحين والمستغلين فى مهمة بناء الحياة الاجتماعية من دون سيطرة البرجوازية.
أن الحزب الشيوعي حزب الطبقة العاملة فى حين انه حزب طبقى، فإنه فى نفس الوقت له جذور عميقة ليس فقط وسط العاملين ولكن أيضا وسط القطاعات الأخرى من الجماهير العريضة. ان الشيوعيين من نوع خاص انهم عمال وفلاحين ومثقفين انهم عاديين، ومتواضعين واضحين وبسيطين. ولكنهم يتميزون بوعيهم الطبقى والفكرى العالى والقوى وبالتالى يتميزون بالطابع الثوري والاستعداد لمواجهة اى مشكلة او محنة من أجل الفكر السامي الذى اتحدوا من أجل تحقيقه. وترتبط حياتهم بمصالح الجماهير ويهتمون بجدية باى شيء يعمل على إثارة اذهان الجماهير.
أن جماهير الحزب الشيوعي تشمل ممثلى كل القوى الجماهيرية التى شاركت في النضال ضد الرأسمالية، وبالاضافة لذلك أفضل الأعضاء من الطبقة العاملة،
لقد كشف التاريخ أنه قبل أن تكون الاحزاب الشيوعية طليعة حقيقية فإنها عادة تمر خلال عدد من مراحل التطور السياسى والتنظيمى. فى البداية نجد أنها لم تكن أكثر من مجموعات دعائية يتم تسيير عملها في الأساس من خلال صفوف عضويتها. وذلك ضرورى لضمان الوحدة الفكرية، وتعليم العضوية وتحسين التنظيم. بعد ذلك يأتي الزمن الذى يذهب فيه الحزب للجماهير ويبدأ فى قيادة الاحتجاجات والاضرابات وأنشطة جماهير الطبقة العاملة الأخرى. وهذه المرحلة تتميز بدمج الحركة التلقائية للطبقة العاملة مع الأفكار الاشتراكية وتحولها لوعى طبقى وحركة منظمة. وفى المرحلة التالية يصبح الحزب قوة سياسية حقيقية وقادرا على قيادة ليس فقط غالبية الطبقة العاملة ولكن أيضا عدد مقدر من الجماهير.
فى بعض الدول الرأسمالية لم تكن الأحزاب الشيوعية قادرة على أن تكسب جماهير الطبقة العاملة العريضة ولم تصبح بعد أحزاب جماهيرية. وبما ان الطليعة تقوم بتوحيد القطاع الأكثر وعيا من الطبقة العاملة فى
صفوفها، فإنها تلعب دورا مقدرا في حياة ونضال جماهير العاملين. ومن الواضح إنها سوف تكون قادرة على لعب دور كبير عندما تلتف الجماهير حولها. عند ذلك تصبح قوة سياسية جماهيرية قادرة على قيادة جماهير العاملين للتحرير الاجتماعي، ولبناء المجتمع الجديد (الاشتراكى).
أن السرعة التى بواسطتها يمر الحزب من مرحلة لاخرى تعتمد على الظروف الموضوعية بالإضافة لصحة سياساته الخاصة وقدرته على القيادة. إن تفاقم الأزمة العامة للرأسمالية ونجاحات القوى الاشتراكية وزيادة النضج السياسى وخبرة عضوية الحزب، تشكل في أيامنا هذه الشروط الموضوعية المطلوبة لكل الأحزاب الشيوعية للدول الرأسمالية لترتفع لمستوى أعلى من التطور
المركزية الديمقراطية فى تركيبة وحياة الحزب
Democratic Centralism in the Structure and Life of the Party
أن أسس البناء التنظيمى للحزب الشيوعى تنبع من الدور المقدر أن يلعبه فى حركة الطبقة العاملة بالإضافة لطبيعة أهدافه ومهامه.
أن المصالح التى يعبر عنها الحزب الشيوعي لا تمثل المجموع الكلي المجرد للمصالح الخاصة للأفراد العاملين او مجموعات من العمال. إنها تمثل مصالح كل الطبقة العاملة والتى تكشف عن نفسها فقط من خلال الارادة المشتركة التى توحد افعال كثيرة كانت معزولة عن بعضها فى نضال واحد مشترك، وفقط نجد أن القيادة المركزية هي التي تستطيع توحيد كل القوى، وتقودههم نحو تحقيق هدف واحد وتتيح وحدة أفعال العاملين غير المنسقة كأفراد أو كمجموعات. إن المركزية المطلقة والالتزام الصارم للطبقة العاملة يشكل أحد الشروط الأساسية للانتصار على البرجوازية. ولكن الإرادة المشتركة للحزب لايمكن ان توجد من غير الديمقراطية والمشاركة والجماعية،وأيضا عن طريق مقارنة مختلف الآراء والمقترحات ثم بعد ذلك اتخاذ القرارات الملزمة للجميع. عليه فإن الارادة المشتركة التي تم الوصول اليها تتميز بأنها تعطى التعبير الكامل والصادق للاحتياجات الموضوعية للصراع الطبقي للطبقة العاملة.
عليه فإن مركزية الحزب الشيوعي تعتبر مركزية ديمقراطية اى إنها تقوم على ارادة أوسع عضوية للحزب. وفى الواقع العملى فإن المركزية الديمقراطية هى الوحدة العضوية بين المركزية والديمقراطية الداخلية فى الحزب.
ماذا تعني الديمقراطية الداخلية فى الحزب؟
١ تعنى أن أعضاء الهيئات القيادية يتم انتخابهم من القاعدة للقمة اى من الفروع إلى اللجنة المركزية.
٢ تقدم الهيئات كشف حساب دوري للمنظمات التي انتخبتهم اى الفرع لأعضائه ولجنة المنطقة للفروع والمكتب السياسي للجنة المركزية واللجنة المركزية لمؤتمر الحزب العام.
٣ مشاركة الاعضاء فى وضع خط وسياسة الحزب من خلال مناقشة البرنامج والدستور وقرارات المؤتمر والاشتراك أيضا فى كل المناقشات حول هذه الوثائق قبل إجازتها والموافقة عليها.
ماذا تعنى المركزية؟
١ الانضباط الحزبي التام والصارم والتزام الآقلية براي الأغلبية مع الاحتفاظ برايها.
٢ أن تلتزم الهيئات الأدنى بتنفيذ قرارات الهيئات الأعلى بدون شروط.
٣ أن ترسل الهيئات الأدنى المعلومات والتقارير للهيئات الأعلى بانتظام.
أن تطبيق المركزية الديمقراطية فى حياة الحزب الداخلية تحددها الظروف التاريخية التى تتطور وفقا لها. وعندما يتعرض أعضاء الحزب للاضطهاد والقمع ومنظماته للحل، يضطر الحزب الى العمل فى ظل ظروف السرية لانه يصبح من الصعب عقد الاجتماعات المنتظمة وتبادل الآراء. وتحت هذه الظروف تسيطر المركزية، وفي بعض الأحيان يتم شغل المناصب القيادية بتسمية زميل أو زملاء بواسطة الهيئة القيادية لملء المناصب الشاغرة لحين اجتماع الهيئة الأعلى لتجيز هذه التعيينات أو ترفضها. ولكن حتى تحت أقسى الظروف، فإن الحزب يناضل من أجل المحافظة قدر الإمكان على أوسع ممارسة ديمقراطية داخلية.
ضرورة الوحدة بين المركزية والديمقراطية:
أن الوحدة بين الديمقراطية الداخلية والمركزية لم تأت صدفة، لقد نبعت من العوامل الموضوعية أثناء النضال الثورى. وأنها تتكيف وفقا لحاجه الحزب فى توجيه نضال الطبقة العاملة والسير به نحو النصر.
العوامل التى تحدد المركزية :
١ ضرورة وضع برنامج يحدد أهداف النضال ويجب اعتباره خطة عمل ملزمة لكل الاعضاء.
٢ وجود دستور ولوائح توضح أسس الحياة الحزبية ويلتزم كل الاعضاء بتنفيذها.
٣ يتم توجيه المنظمات والهيئات الحزبية بواسطة اللجنة المركزية فى الفترة بين انعقاد المؤتمرات والمكتب السياسي فى الفترة بين إجتماعي اللجنة المركزية ويجب أن تلتزم العضوية بتنفيذ القرارات الصادرة.
أن المركزية لا تعنى سلطة الأفكار فقط، ولكنها تعنى بالإضافة لذلك سلطة الممارسة. ان قواعد المركزية لايمكن الاستغناء عنها وذلك لأن الحزب الموحد والمنظم هو الوحيد الذى يكون قادرا على تنفيذ دور الطليعة للطبقة العاملة وقيادة كل الجماهير.
العوامل التى تحدد الممارسة الديمقراطية هى:
١ أن الحزب لا يمكن أن يوجد من غير توفر الديمقراطية بين أعضاءه. وبما أن عضوية الحزب اختيارية فإن قوته تعتمد على النشاط الواعى لاعضاءه. وان هذا النشاط سوف يكون أكثر فاعلية وبعيد المدى بمشاركة الاعضاء فى قرارات وحياة الحزب الداخلية.
٢ أن الحزب لن ينال دعم العاملين أو يكون قادرا على توجيه وقيادة الجماهير نحو التغيير الثورى للمجتمع الا اذا كان منظمة ديمقراطية.
٣ أن الديمقراطية من غير مركزية ستحول الحزب إلى منظمة غير موحدة وعاجزة عن قيادة الطبقة العاملة.
٤ وأن مركزية من غير ديمقراطية لا تمكن الحزب من ان يكون القوة الواعية للمناضلين من أجل تحقيق أهداف الشيوعية وسوف يكون معزولا عن الجماهير، ويصبح غير قادر على تأهيل أعضائه وتربيتهم كمناضلين نشطين ومقتنعين بأهدافه.
وفى كل حزب شيوعي نجد أن مباديء المركزية الديمقراطية تحدد الأحكام التى تحدد البناء والشكل التنظيمى، ولوائح الحياة الداخلية، وطرق الأنشطة العملية الخاصة بهيئات الحزب، وواجبات وحقوق أعضاء الحزب.
أن واجبات عضو الحزب تشكل حجر الزاوية لكل نشاط الحزب. وبما أن الحزب الشيوعي مكلف بتحقيق المهام التاريخية العظيمة لاعادة التنظيم الجذرى للمجتمع، فإنه يجب أن لا يعتبر نفسه أنه عبارة عن اتفاقية مجردة لعضويته مع برنامج الحزب. إن الشيوعي هو الذى يساهم بصورة فعالة ونشطة فى تنفيذ برنامج الحزب ويجب ومن المهم أن يعمل فى احدى هيئاته تحت قيادتها واشرافها.
Democracy and Leadership of the Party
الديمقراطية وقيادة الحزب
يتم تنظيم الحياة الداخلية للحزب بحيث تسمح باقصى مشاركة ممكنة للأعضاء فى الممارسة العملية. ويمثل ذلك جوهر ديمقراطية الحزب. ويتم توفير كل الظروف الضرورية لاتاحة الفرصة لكل أعضاء الحزب لمناقشة كل المسائل المطروحة، والتأكد من تنفيذ كل القرارات التى تم الاتفاق عليها، مثل انتخاب القادة وأيضا يجب أن يعرف الأعضاء ويتابعوا أنشطة واداء القادة.
أن الحزب الشيوعى لا يختزل ديمقراطية الحزب الداخلية فى المشاركة المجردة لاختيار القيادة، أن مثل هذه الفكرة عن الديمقراطية السائدة فى أحزاب الاشتراكية الديمقراطية، فى الحقيقية تتضمن نقل لوائح وأحكام البرلمان البرجوازى فى حياة الحزب الداخلية. إن ديمقراطية الحزب الشيوعي هى ديمقراطية التأثير العام والنشط، اى الديمقراطية التى لاتقتصر على حق كل الاعضاء فى الانتخاب والمناقشة ولكن بالاضافة لذلك المساهمة فى الجانب العملى فى توجيه عمل الحزب.
ولكن مساهمة الشيوعيين النشطة فى عمل الحزب وفى أنشطة الحزب الأخرى لاتنتقص من أهمية القيادة أو دور القادة الذين يمتلكون القدرات والمعرفة والخبرة الضرورية المطلوبة.
أن تاريخ حركة الطبقة العاملة في مختلف الأقطار أثبتت أن الأحزاب السياسية يمكنها أن تعمل بنجاح اذا امتلكت مجموعات من الأعضاء مستقرة وتتمتع بالخبرة والنفوذ. ان مثل هؤلاء يشكلون النواة القيادية للحزب، وكوادره وقيادته المنتخبة التى تنظم عمليا تنفيذ القرارات المتخذة وتضمن استمرارية الخبرة والتقاليد الحزبية.
أن الأشخاص الذين يقودون الحزب لا يتعالون على الحزب ولكنهم يكونون تحت مراقبة وإشراف الحزب. وتحت ظروف الديمقراطية نجد إن أنشطة أعضاء الحزب السياسية تكون مكشوفة لتشاهد مثل المسرحيات. وان اى فرد يعرف ان اى رمز سياسي يبدأ فى الظهور بهذه الطريقة أو تلك، يمر خلال التطور، ويتصرف بطريقة أو أخرى ليطور نفسه وعليه فإن كل أعضاء الحزب الشيوعي يعلمون كل الحقائق، ويمكن أن ينتخبوا أو يرفضون انتخاب هذا الشخص أو ذاك لوظيفه حزبية محددة. إن الانتخاب الطبيعى بالإعلان والدعاية الكاملة والمراقبة العامة، تتيح فى التحليل النهائي ضمان أن اى رمز سياسى سيحصل على وضعه المناسب وينجز العمل الذى يتناسب مع قدراته وسلطته ويحس بتأثير أخطائه على نفسه،
ويثبت أمام كل العالم قدرته على الاعتراف باخطائه وتجنبها.
وخلال عملية انتخاب منظمات الحزب من الفروع إلى اللجنة المركزية يجب احترام و تنفيذ الاتى:
١ التجديد المنظم لأعضائها واستمرارية القيادة.
٢ أيضا من المهم تحديد فترات لتجديد القيادة والالتزام بها مثلا أن لا يترشح عضو اللجنة المركزية لأكثر من دورتين.
٣ ويعتبر حق الأعضاء فى مناقشة أهلية وكفاءة المرشحين من صميم الممارسة الديمقراطية.
٤ويجب أن لا تحد الهيئات الأعلى من الديمقراطية الداخلية.
٥ يجب أن لا تحد الهيئات الأعلى من حقوق المرشحين.
عليه فإن ديمقراطية الحزب تعتبر شرط اساسى ومهم جدا لاختيار وتعليم القادة. وفى نفس الوقت نجد ان الديمقراطية هى ضمان لأن تعتمد القيادة على الخبرة الجماعية أكثر من الانعكاس المجرد للاراء الشخصية لبعض أعضاء الحزب المحددين البارزين.
القيادة الجماعية للحزب والمسؤولية الفردية
Group Leadership and Individual Responsibility
أن مبدأ العمل الجماعي يظهر الطبيعة الديمقراطية للحزب ويعتبر أعلى مبدأ فى قيادة الحزب. وايضا يسمى القيادة المشتركة وذلك لأن القرارات التى يتم اتخاذها تكون نتيجة لمشاركة، اتفاق، وإجماع الاعضاء وليس لفرد.
ويمكن ممارسة القيادة الجماعية من خلال مناقشة المسائل الأساسية ويتم الاتفاق عليها من قبل الهيئات القيادية للحزب. والقياده الجماعية للحزب سوف تتحول إلى مجرد وهم اذا لم يتم دعمها بالمسؤولية الفردية. وبعد مناقشة مشكله معينة واجازتها واتخاذ قرار بشأنها بشكل جماعي يجب اختيار الشخص الذى يكون مسؤول عن تنفيذ القرار.
أن القيادة الجماعية لا تعنى إلغاء المسؤولية الفردية. والمسؤولية الفردية لا يتم تحديدها من قبل شخص ما في موقع قيادي يجب عليه تقديم تقارير عن عمله للقيادة الجماعية التى ينتمى إليها، بل أيضا من قبل كل عضو فى الحزب الذى يجب أن يشترك فى اتخاذ القرارات، وفي ممارسة النقد والنقد الذاتى فى كل نشاط حزبى. وبالاضافة لذلك يجب على كل فرد أن ينفذ المهمة المكلف بها.
تقديم التقارير
Introducing Reports
تقديم التقارير الدورية للهيئات القيادية، من اهم العوامل التى تساعد فى مراقبة الأداء ومعالجة الأخطاء والخلل فى الوقت المناسب. والتقارير يجب أن تتضمن نسية تنفيذ مهام الهيئة الحزبية وأيضا أداء الأعضاء. ومن المهم مناقشة التقارير بأسرع ما يمكن وذلك لاتخاذ القرارات الصحيحة. وذلك لأن مناقشة التقرير وتقييم المعلومات المضمنة فيه تمكن الهيئة من التقدير الصحيح والمعرفة التامة بالشخص الذي يكون مؤهل لشغل الموقع القيادي وأيضا تحدد من يجب إعفائه من منصبه القيادي.
وأيضا يجب على كل هيئة قيادية تقديم تقارير عن المهام والواجبات التى تقع تحت مسؤوليتها.
أن التقارير تحتوى على المعلومات السياسية والمعلومات الداخلية الخاصة بالحزب لها أهمية كبيرة فى حياة الحزب، وتقع تحت مسؤولية القيادة. ومن المهم عمل طوافات لحضور اجتماعات ومؤتمرات هيئات الحزب وتقديم تقارير عن القضايا الوطنية والعالمية.
ومن أجل عرض أهداف النضال للجماهير يجب على قادة الحزب تقديم المعلومات الضرورية وذلك لرفع وعيهم الثورى. وهنالك بعض القضايا التى يجب مناقشتها إطار الحزب نفسه لأن العدو اذا اتطلع عليها، فإن مصالح الحزب والشعب سوف تتضرر. وفى هذه الحالة يجب على أعضاء الحزب الالتزام بقواعد السرية التى لا يمكن الاستغناء عنها تحت هذه الظروف.
Freedom of Discussion and Criticism
حرية المناقشة والنقد :
أن دستور الحزب لا يحدد فقط الواجبات والمهام الملقاة على أعضاء الحزب، بل يضمن حقوقهم أيضا. ومن بين هذه الحقوق تلك التي تمكنهم من الاشتراك فى الاجتماعات و المؤتمرات العامة ومناقشة سياسة الحزب ونشاطاته بحرية، وتقديم المقترحات والدفاع عن مواقفهم حتى يمكن التوصل لاتفاق حول الموضوع المطروح للنقاش.
أن المناقشة الواسعة لكل القضايا الأساسية والوصول الجماعى لكل القرارات تشكل أحد أهم الوسائل لعمل الحزب. ويعتبر ذلك من أساسيات تعميم الخبرة المكتسبة بالاضافة لكشف العيوب بحيث يقتنع كل الاعضاء بصحة القرارات المتخذة.
وأن اى عملية مناقشة يجب أن تتضمن النقد اى كشف العيوب والتأكد من أسبابها وتقديم المقترحات لمنع حدوثها. ويجب توجيه النقد فى الاجتماعات والمؤتمرات لأى عضو سواء ان كان عضوا فى القاعدة أو في القيادة. وإن يتم النقد فى المكان والزمان الصحيحين. باستخدام الوسائل الصحيحة. ويمكن رفع الآراء إلى الهيئات الأعلى فيما يختص باعتراض العضو على القرارات التى اتخذت مع التزامه بتنفيذ هذه القرارات. إن الحزب يدين أولئك الذين يرفضون الصمت على الآخرين الذين ينتقدونهم. وليس هنالك فرد فى الحزب لا يخضع لاشراف أعضاء الحزب وليس هنالك من هو فوق النقد.
أن مثل هذا النقد العملى يساعد فى التقدم والتطور ويربى العضوية تربية سليمة. ولكن الحزب دائما يميز بين النقد الذي يقويه والنقد الذي يضعفه والذى يتحول إلى النقد من أجل النقد مما يؤدي إلى التغييب المجرد. ويجب ضمان حرية النقد ومنع الآخرين من خنقها، أيضا يجب على الحزب فى نفس الوقت أن لا يسمح لأحد باستخدام هذه الحرية بهدف أضعاف صفوفه. ولكن السؤال المهم أين نضع الخط الفاصل بين النقد البناء والمفيد والنقد الضار؟ هذا الخط الفاصل يتم تحديده بالاتى:
١ برنامج الحزب
٢ قرارات الحزب
٣ لوائح الحزب
فى حين يضمن الحزب حقوقا كثيرة لاعضاءه، فإن الحزب فى نفس الوقت ومن الطبيعى أن يحتاج لقانونية برنامجه، وأهدافه. إنه لا يمكن أن يدافع عن الآراء المعادية للحزب، ويعتبرها لاترقى لمستوى العضوية.هل يعتبر ذلك تقويض لديمقراطية الحزب وتجاوز لحرية التعبير بالنسبه للاعضاء؟ لا انه ليس كذلك لأن من حق اى عضو أن يكتب ويقول ما يريده، من دون اى قيود. ولكن اى منظمة طوعية بما فيها الحزب لها حرية طرد الأعضاء الذين يستخدمون اسم الحزب للدفاع عن الآراء ألمعادية للحزب. إن الحزب منظمة طوعية واذا لم يعمل الحزب على تنظيف نفسه من الذين يدافعون عن الآراء ألمعادية بالضرورة سوف يكون معرضا للانقسام، فى البداية فكريا ثم بعد ذلك عضويا.
قبل اتخاذ القرار يتم التعبير عن مختلف الآراء وهنالك وجهات نظر مضادة يمكن ان تتصادم داخل الحزب، ولكن بمجرد اتخاذ القرار يجب على كل الشيوعيين أن يعملوا مع بعض لتنفيذه. ويمثل ذلك جوهر دستور الحزب، والذى يتطلب التزام الآلية براي الأغلبية ويجب جعل القرارات المتخذة ملزمة بالكامل لكل الاعضاء. إن الانضباط يمنح الحزب التنظيم المطلوب والعمل الهادف. ولكن ذلك لا يتم تحقيقه بواسطة الانضباط الأعمى. إن قوة الانضباط فى الحزب تكمن فى حقيقة انه انضباط صارم ومستمر. وانه قائم على الوحدة الفكرية للاعضاء واقتناعهم الواعى بقرارات الحزب التى شاركوا فى وضعها.
أن وحدة الفعل تعنى انه لا توجد اى اختلافات فى الرأى داخل الحزب. واذا حدث ذلك فان الحزب سوف يتحول من تنظيم حى إلى تنظيم ميت. إن وجهات النظر المختلفة والاختلافات حول المسائل المحددة يمكن أن تظهر فى العمل اليومى. ويعتبر ذلك شى طبيعى وصحى. إن الانضباط الحزبى لا يتوقع أن يتخلى اى عضو عن قناعاته اذا اختلفت مع مباديء الحزب. ولكن الحزب يجعل من الضروري على اى عضو :
١أن يلتزم بالقرارات المتخذة
٢وأن ينفذها بطريقة واعية حتى وان لم يكن مقتنع بها أو اختلفت مع مشروع قرار اقترحه شخصيا ولم ينال رضى الاغلبية.
٣أيضا الانضباط الحزبى يتطلب أن لا تناقش المسائل الحزبية الداخلية خارج هيئات وقنوات الحزب.
وكل هذه المعايير الخاصة بحياة الحزب الداخلية نبعت من خبرة حركة الطبقة العاملة، والتى كشفت بطريقة مقنعة انه من غير الانضباط الصارم فان الحزب سوف يتحول إلى منظمة بلا ملامح ونادى للمناقشة ولن يستطيع أن يقود نضال الجماهير العاملة.
وللحزب قوانين صارمة فيما يختص بالأعضاء الذين لا يلتزمون بالقرارات المتخذة. وعندما يكون هنالك أفراد معينين لا يتفقون مع خط الحزب ويكونون مجموعات خاصة وينشؤون لوائحهم الخاصة، ان مثل هذه المجموعة التى تعارض الأغلبية تسمى فصيل. وفى الأحزاب الانتهازية المتوافقة مع الأنشطة البرلمانية يكون تكوين الفصائل شى عادى. ولكن بالنسبة للاحزاب الشيوعية فان قبول الفصائل يناظر انتهاء الوحدة الفكرية وقيادة النضال. ذلك يوضح لماذا يكون تكوين الفصائل أو المطالبة باعطاء الاقلية بعض الحقوق الخاصة لا يتوافق مع متطلبات الانضباط الحزبى. ذلك بالطبع يعني الحزب الماركسى الحقيقى، والذى تقوم قيادتـه بتنفيذ السياسة الماركسية المستندة على المبادىء السليمة.
أن أهمية وحدة الحزب تم التعبير عنها بوضوح فى أدب الأحزاب الماركسية، والتى تؤكد بان كل العمال الواعيين طبقيا يجب أن يفهموا بوضوح ضرر ورفض اى انقسام والذى بالتأكيد وحتما سوف يقلل من
تأثير الجهد الملموس ويجب أن يوصى الحزب فى حالة ظهور الانقساميين استخدام وتطبيق كل اللوائح الدستورية حتى درجة الفصل من الحزب.
عليه فإننا نجد فى الأحزاب الشيوعية أن الديمقراطية الواسعة تمتزج مع القيادة المركزية والمناقشة الحرة مع الانضباط الصارم ووحدة الفعل. إن الديمقراطية من غير القيادة المركزية تحول الحزب إلى مجتمع للنقاش الغير مفيد. والمركزية من دون ديمقراطية أو بديمقراطية ناقصة تنتج عنها البيروقراطية. وفى الجانب الآخر نجد أن المجتمع السليم بين الديمقراطية والمركزية يضمن التطوير الواسع للنشاط والمبادرة فى الحزب. وفى نفس الوقت تعمل على تقوية القيادة الضرورية للنضال السياسى.
أن الأشكال الملموسة التى تجسد مبدأ المركزية الديمقراطية تختلف حسب الظروف التاريخية. وإن الحزب فى حين يحتفظ بنوعه الاصلى فانه فى نفس الوقت يكون قادرا على تكييف صيغته حسب تغيير الظروف، وقادرا على تعديل هذه الصيغة وفقا لاحتياجات اللحظة التاريخية المحددة. إن فكرة توسيع الأسس الديمقراطية فى نشاط الحزب تعتبر شرط اساسى لدفع كل الشيوعيين لعمل الحزب النشط والفعال.
الانضباط الحزبى
Party Dicipline
أن اهم قاعدة فى المركزية هى الانضباط الحزبى الصارم. اذ أن الهدف من الانضباط الحزبى هو تعزيز الوحدة والتماسك. وهذه ضروريات لابد منها للحزب الذى يلعب دور الطليعة والقياده للطبقة العاملة ولجميع جماهير العاملين. وبما أن الحزب يمثل الوحدة والنشاط الطليعى للطبقة العاملة فليس ثمة مجال فيه لأجنحة أو جماعات. إن الحزب لن يسمح بوجود اى عضو انقسامى ضمن صفوفه، أو لأى عضو مناوىء للتنظيم إذ أن ذلك يفكك وحدة الحزب ويضعفه.
ان الانضباط الصارم يعني التزام كل الاعضاء غير المشروع بالقواعد المحددة فى دستور الحزب. والانضباط يذود الحزب بالتنظيم الضرورى المطلوب ويضمن نجاح اى عمل محدد يقوم به.
أن التنظيم والانضباط الذى ينبع من الحزب اضافه إلى كونه ضرورة موضوعية، فهو أيضا يتوافق وينسجم مع الظروف الموضوعية للطبقة العاملة وحزبها. إن الطبقة العاملة معتادة على الانضباط والانتظام وهما شيئان لا يظهرون بين البرجوازية الصغيرة والمثقفين الأفراد، الذين يرفضون اخضاع ارادتهم وحريتهم لمصالح المجموعة.
أن اى شخص لا يوافق على برنامج ودستور الحزب ولا يرغب في اتباع لوائحه لا مكان له فى الحزب، ولا يجبره احد بالانضمام أو الاستمرار فيه عضوا. إن الحزب هيئة تنظيمية محددة وموحدة، والذين يرفضون الخضوع لدستور الحزب ويرفضون ويعرقلون قراراته لاينتمون اليه. إن هذه هى القاعدة الأساسية.
أن الوحدة والتنظيم فى الحزب والتعبير عن إرادة الأغلبية يمكن الوصول اليها وضمانها فقط عبر اعتراف كل الاعضاء وارادة الأغلبية، وبالموافقة والالتزام المطلق بهذه الارادة. ومن يرفض الخضوع لارادة الأغلبية لا يخرق فقط انضباط الحزب بل يتجاهل مبدا الديمقراطية الداخلية من خلال عدم الاعتراف بإرادة الأغلبية بوصفها أعلى سلطة فى الحزب.
إن من يعترف بالديمقراطية الداخلية يجب بالضرورة أن يعترف بالانضباط الحزبى الصارم فهذان العنصران ليسا متناقضين بل هما يشكلان كلا واحدا لاينفصم.
علاقات الحزب مع الجماهير العريضة
Ties of the Party With the Broad Masses
أن الشيوعيين لايمكن أن يكونوا حزبا بالمعنى الحقيقى للكلمة الا اذا ارتبطوا عن قرب بالجماهير واستفادوا من دعمهم. واذا عجزت الاقلية عن قيادة الجماهير ولم تلتحم معهم عن قرب فانه لا يصبح حزب وليس له قيمة حتى لو سمى نفسه الحزب الشيوعي. ويمكن للحزب أن يطلق على نفسه انه طليعيا كما أراد ولكنه سوف يفشل فى ان يصبح حزبا طليعيا. وإن الحزب لا يستطيع أن يجبر الجماهير على ان تتبعه. وأيضا لا يمكن أن ينال ألافضلية بمجرد أن يدعى لنفسه دورا قياديا فى بياناته للجماهير.
لا يكفي أن تعلن الدور القيادى للحزب بل يجب أن يتم اكتسابه
It is not Enough to Proclaim the Leading Role of the Party It Has to be Won
هنالك طريق واحد فقط للحزب لكى يصبح قائدا حقيقيا ولا يتم ذلك إلا باقناع الجماهير بأنه يعبر ويدافع عن مصالحهم بطريقة صحيحة، وباقناعهم من خلال افعاله، ومن خلال سياساته، ومبادراته ونكران ذاته. ويجب على الحزب أن يكسب اعتراف وثقة الجماهير العريضة. لأنه لايكفى أن نطلق على أنفسنا كلمة طليعى أو الفصيل المتقدم ما لم نلتزم بهذه الأسس. ويجب أن نتصرف بحيث تعترف كل الفصائل الأخرى وتضطر لأن تقبل بأننا متوافقين مع الواقع.
أن للحزب الشيوعى برنامجه، والذى يتوافق مع المصالح الحيوية لجماهير العاملين. ويجب أن يشرح اهدافه بطريقة مقنعة علميا. ولكسب الوضع القيادى وسط الجماهير يجب على الحزب أن يجعل الأهداف النهائية لنضاله واضحة لجماهير العاملين. وفي نفس الوقت يجب أن يكون للحزب برنامج عملى يعبر عن الاحتياجات الانية لجماهير العاملين. وعلى الحزب أن يجتهد فى عرض مبادراته فى كل مجالات حياة الجماهير، وأن يعترف باحتياجات كل قطاعات العاملين وأن يناضل من أجل تلبية متطلباتهم.
ويجب على الشيوعيين كشف النظام الرأسمالي باستمرار، والذى استنفد مبررات وجوده. ويجب ان نضع فى الاعتبار أنه لا يكفى تقديم شعارات النقد فقط ولكن من المهم الإجابة على سؤال ما الذى يجب عمله اليوم وبأى طريقة؟. أيضا من المهم محاربة محاولات إطلاق الشعارات التى تخدم فقط تعبئة وعى الطبقة العاملة ضد الرأسمالية. إن الشعارات السلبية التى لا ترتبط بحلول إيجابية محددة لا تعبىء وعى الجماهير ولكنها تغبشه. لأن مثل هذه الشعارات تعتبر عبارات فارغه وصراخ اجوف وخطب لا معنى لها.
العمل حيث توجد الجماهير
The Work Where The Masses
يعتبر الشيوعيون أن من واجبهم العمل أين ما وجدت جماهير العاملين. وذلك يتطلب وجود علاقات قرب يومية ومنظمة مع الجماهير، وذلك لخدمة الجماهير والتعبير عن مصالحها المحسوسة الصحيحة. إن الحزب المتقدم والجيد التنظيم يجب أن يوصل كل انشطته للجماهير، وأن يكسب منها بدون استثناء أفضل القوى ويضمها إليه، ويفحصها عند كل خطوة، بطريقة موضوعية ويجب المحافظة على العلاقات مع الجماهير. وبمثل هذه الطريقة فإن التصنيف المتقدم يساعد فى تعليم وتنوير الجماهير ويعبر عن مصالحها وتعليمها التنظيم وتوجيه كل نشاط الجماهير على مسار سياسة الطبقة الواعية.
من الطبيعى أن يبدى الشيوعيون أهمية كبيرة لتنظيمات الجماهير، والاتحادات المهنية ومنظمات المرأة والشباب والتعاونيات. والاحزاب الشيوعية ليس لديها الرغبة فى حرمان هذه المنظمات من استقلاليتها بل على العكس من ذلك فهى تعتقد أن المنظمات الجماهيرية يمكن أن تؤدي دورها فقط عندما يقوم كل منها بأداء مهامه المحددة. والشيوعيين يلتزمون بقرارات ولوائح المنظمات الجماهيرية التى يعملون داخلها ويحترمون قوانينها ولوائحها ويحعلون من واجبهم مساعدة كل منظمة للدفاع عن مصالح جماهيرها.
فى الاتحادات المهنية يطرح الشيوعيين نفسهم كمحاربين أشداء من أجل تحقيق المصالح الاقتصادية للعاملين ويحرصون على تطوير وحدة الفعل للطبقة العاملة. وعندما يأتي وقت الاضرابات يظهرون باعتبارهم الاشد وفاء والمنظمين الأكثر فعالية وقوة فى لجان الاضرابات. ولذلك يكون العاملين مستعدين لترشيح مثل هؤلاء الشيوعيين لمواقع المسؤولية. وفى منظمات الشباب والمرأة والفلاحين وكل المنظمات الأخرى يناضل الشيوعيين لتوسيع نفوذ الحزب ليس عن طريق القيادة ولكن بقدراتهم وثباتهم الفكرى، وبغض النظر عن أنهم أعضاء فى الصفوف العادية أو قادة لهذه المنظمات. ومن خلال تنظيمات الجماهير ينشىء الحزب علاقات قريبة من الطبقة العاملة.
ويجتهد الشيوعيون فى البحث عن طريق للوصول لجماهير العاملين المنتمين لهذه المنظمات والتى يكون قادتها وفى بعض الأحيان الاعضاء العاديين يختلفون مع الشيوعية أو حتى يكرهونها. أما بالنسبة للجماهير فيجب علينا أن لا نختلف معهم ولكن علينا أن نجد طريق للوصول لعقول وقلوب جماهير العاملين دون أن نخشى انتماؤهم أو حتى تهكمهم واسائتهم.
ان ضرورة العمل وسط كل قطاعات الطبقة العاملة، تجعل من المهم أن نتعلم كيف نصل للاكثر تخلفا والأقل تطورا من أفراد هذه الطبقة، وأيضا إلى الأقل تاثرا بادبنا الماركسي وعلوم الحياة، و ذلك لكى نكون قادرين على التحدث معهم وان نقترب أكثر منهم، ونرفع من مستواهم بانتظام وبصبر لمستوى الوعي بالاشتراكية ويجب أن نتجنب العقيدة الجافة معهم، وأن نعلمهم ليس من الكتب فقط ولكن من خلال المشاركة فى الصراع اليومى لحياة هذه القطاعات المتخلفة والاقل تطورا من الطبقة العاملة.
أن المنظمات الأساسية فى الحزب تعمل كمعاقل لتنفيذ العمل وسط الجماهير. إنها تعمل حيث ما تجد الاتصال الافضل مع جماهير العاملين وتؤثر عليهم. يجب بناء المنظمات الأساسية بشكل رئيسي فى الصناعة، ويجب إعطاء أكبر قدر من الاهتمام لمنظمات المصانع والتى تكون من اقرب القطاعات للطبقة العاملة.
أن الأساس المناطقى لتكوين المنظمات الأساسية تبرر نفسها في الحالات التـي تمكن الحزب من عمل اتصال أوسع بالجماهير وأيضا الوصول لمثل هذه القطاعات من السكان كالحرفيين، الفلاحين، صغار التجار، العمال المهنيين، ربات البيوت الخ.. أن المبدأ المناطقى لمنظمات الحزب يتوافق مع الحركة الجماهيرية الشيء الذي يجب أن يوضع فى الاعتبار. إن الصورة النمطية لتوافق المنظمات فى كل الأحزاب ضارة تماما ويجب على كل حزب أن يراعى ظروفه التاريخية الملموسة، وبالرغم من أن الاساس الصناعى يتوافق مع الطبيعية الطبقية للحزب. ولكن التجربة العملية أثبتت أن معظم الأحزاب الماركسية تبنى منظماتها الأساسية وفقا للمبدا الصناعى أو المناطقى. ( مجال العمل، السكن، الدراسة)
أن قيادة الجماهير لا تعنى وعظهم، بل يجب أن يشارك الشيوعيين فى حل مشاكل الجماهير اليومية ومن خلال التعامل معهم وتبنى مشاكلهم. اننا يمكن أن نكسب الدور القيادى ببزل كل طاقتنا فى العمل معهم وأيضا بالتأثير الفكرى وبالضرورة ليس بالقابهم أو مكانتهم الوظيفية.٠
وحتى المشاركة في النشاط البرلمانى بالضرورة نجد أنه يرتبط بعمل الشيوعيين وسط الجماهير. ان الانتهازيون ينظرون للعمل البرلمانى كوسيلة لعمل اندماجات وتحالفات مع الفئات العليا لتسوية المشاكل خلف ظهور الجماهير. وعلى الجماهير كشف وادانة هذه الممارسة، وعليهم النضال من أجل أن تكون البرلمانات خاليه من الانتهازيين والمتطلعين للوظائف الكبيرة. وفى دول اوربيه عديدة حصد الشيوعيين ملايين الأصوات فى البرلمانات والبلديات ونالوا وظائف قيادية كثيرة فى ايطاليا وفرنسا. ونفذوا ما التزموا به للجماهير.
أن النشاط البرلماني المتصل بنضال الجماهير يمكن الشيوعيين من الحصول على نتائج حقيقية. وعندما ترى الجماهير ذلك فان نفوذ الشيوعيين سوف يذيد.
قيادة الجماهير والتعلم من الجماهير
To Lead The Masses and to Learn From the Masses
أن الطريق الوحيد الممكن لقيادة الجماهير هو أن نضع فى الاعتبار خبرتهم ومستوى وعيهم الطبقى، دون أن نفقد ملامسة الواقع ومن غير التعالى عليهم، والا ستكون هنالك مخاطرة أن نكون فى وضع الطليعى الذى فقد الاتصال بالقوى الرئيسية له وأصبح متخلف عنها.
ولكن اهتمامنا بالوعي الطبقى للجماهير لا يفيد فى التعايش مع هذا المستوى مع تبنى مستوى تخلفهم. إن مثل هذا الفهم للارتباط بالجماهير يعتبر من خصائص الانتهازيون. إن الماركسيين الثوريين يفهمونها بطريقة مختلفة أنهم لا ينجرفون مع التيار. ان الحزب الشيوعي الذى يعمم تجربة طبقته وتجربة كل الجماهير، ويفسرها على ضوء دروس التاريخ والممارسة والنظرية الماركسية يكون في وضع يمكنه من تخمين الميول والاتجاهات التى لم تظهر نفسها تماما ولكنها تخاطب المستقبل. إن الحزب الماركسى لايخترع اى شئ، انه يسير متقدما الى الامام من الحياة ولكنه يسير فى مقدمة الحركة الذاتية للجماهير يرشدها لأنه يستطيع أن يقترح فى الوقت المناسب الحلول التى تثير عقول الجماهير.
أن الحزب يستطيع أن يقود نضال الجماهير ويعلمها اذا تعلم نفسه من الجماهير بمعنى أن يدرس باهتمام كلما يظهر من النشاط العملى للجماهير، وأن يهضم ويستوعب حكمة الجماهير. ان يتعلم من الجماهير لكى يعلمها هذا هو مبدأ القيادة الماركسية اللينينية.
ومهما كانت السمعة والشهرة التى تمتع بها الحزب، فإنه لا يستطيع أن يعيش على رأس المال السياسى السابق. يجب أن يذيد رأس المال باستمرار وذلك بكسب دعم الجماهير لسياسات الحزب وفى نفس الوقت فإن الحزب لا يمكن ان يتبنى حزلقة وادعاء الفاشلين. إن الشيوعيين لا يخشون أن يتكلموا عن ضعفهم أن الحزب الشيوعي لا يستطيع ان يتصرف مثل بعض الأحزاب التى تخفى أخطائها من الجماهير.
حول الاستراتيجية والتكتيك السياسى
On Political Strategy and Tactics
أن الأفعال التى تشمل أنشطة الحزب الماركسى ليست ارتجال لقيادة الحزب. إنها التعبير الملموس للخط السياسى الذى وضعه الحزب على أساس التحليل العلمي للمرحلة المحددة للصراع الطبقي فى الوضع المحدد. وفى اللغة السياسية نجد أن مصطلح إستراتيجية وتكتيك تستخدم أيضا لتوضيح هذا الخط.
أن مصطلح تكتيك يتضمن فى الغالب خط سياسى لفترة من الوقت قصيرة نسبيا تحددها ظروف ملموسة محددة، أما الاستراتيجية فانها تعنى الخط السياسي لكل المرحلة التاريخية. وهذا التمييز لا يتم استخدامه فى كل الأوقات. ويستخدم هذا المصطلح لتوضيح كل من مهام القيادة التي تتغير بسرعة نسبيا فى نضال الطبقة العاملة (تكتيك بالمعنى الضيق) والمهام التى ما زالت قائمة ومستمرة خلال كل المرحلة التاريخية. وعموما تكتيك الحزب يعنى تصرف أو سلوك الحزب، طابعه، توجهه وطرق نشاطه السياسى.
اما إستراتيجية الحزب أو الخط الاستراتيجي فتعنى الخط العام للحزب الذى يوجهه فى اتجاه استكمال المهام الرئيسية للمرحلة التاريخية المحددة، متخذين من الارتباط الحالى للقوى بين الطبقات كنقطة بداية. وهنا يكمن الفرق بين الاستراتيجية والتكتيك، والذى يحدد السياسة الحالية للحزب والذى يتم تجريبه لفترة زمنية قصيرة على أساس الخط العام للحزب.مثلا ( التكتيكى فى حملة الانتخابات والموقف من مناورات اليمين، تصرف ومنهج اليسار ). من المهم ملاحظة الخط الاستراتيجي وذلك لتفادي عدم رؤية المهام الرئيسية لكل المرحلة وأيضا لمنع اليساريين من تخطى المراحل.
السياسة الماركسية كعلم وفن
Marxist Policy As Science and Art
أن الأحزاب الشيوعية يمكن أن تبنى سياساتها على أساس علمى وحقيقة يعتبر ذلك من أكثر المصادر أهمية فى قوتها. وهذا يعنى أنه فى الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة فان الشيوعيين مسلحين أنفسهم بتعاليم الماركسية اللينينية يمكن أن يؤسسوا أفعالهم على معرفة القوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي وبالتحديد على معرفة قوانين الصراع الطبقي. ويجب ان يضعوا في الاعتبار توازن كل القوى الطبقية فى الوضع الملموس. وفقط فإن الاعتبار الموضوعى لمجمل العلاقات التبادلية مع كل طبقات المجتمع المحدد بدون استثناء وبالتالى اعتبار المرحلة الموضوعية لتطور هذا المجتمع او ذاك وللعلاقات التبادلية بينه وبين المجتمعات الأخرى، يمكن أن تعمل كقاعدة للتكتيك الصحيح للطبقة المتقدمة. وفى نفس الوقت فإن كل الطبقات وكل الدول لاتعامل بطريقة احصائيه ولكن بطريقة ديناميكية. اى ليس فى حالة سكون ولكن فى حالة حركة. والتي يتم تحديد قوانينها حسب الظروف الأقتصادية لحياة كل طبقة.
فن القيادة السياسية
The art of Political Leadership
ان السياسة ليست علم فقط ولكنها أيضا فن. وهذا يعنى ان القيادة تحتاج للتحليل العلمى الجاد للوضع، ورسم الخط الصحيح على هذا الأساس، ولكن أيضا تحتاج للقدرة الكبيرة، المهارة، والقدرة الفنية الحقيقية عند تطبيق هذا الخط. انه من دون هذه المهارة فإن أفضل خط سياسى يكون من غير فائدة وجدوى. إن القرار الصحيح وفقا للهدف الرئيسى وهو العدو الاساسى فى المرحلة التاريخية المحددة يكون غير مفيد اذا كان الحزب غير قادر على تنظيم النضال لهذا الهدف وضد هذا العدو. إنه من الممكن التحديد الصحيح لحلفاء الطبقة العاملة.
ولكن هل يكون من المفيد اذا لم يكن الحزب قادرا على أن يكسبهم لجانبه، وأن ينظم ويقود نضالهم؟.
عليه للقيادة السياسية من المهم ليس فقط ان تعرف ولكن أيضًا أن تكون قادرا على وضع هذه المعرفة فى الممارسة العملية. كيف يستطيع الحزب اكتساب مثل هذه القدرة، والمهارة؟.
أن الدراسات النظرية وحدها بالطبع لا تكفى. وكل حزب يمكن أن يجيد فن القيادة السياسية فقط من خلال خبرته المكثفة. وبالنسبة للحزب الثورى، لا توجد مدرسة يمكن أن تحل محل الصراع العملى بكل تجاربه ومحنه، انتصاراته وهزائمه، نجاحاته وفشله.
بالطبع ان كل هذه لا تعني أن كل حزب بالضرورة يجب أن يمتلك الخبرة المطلقة عن كل شيء، ولكنه يمكن أن يتعلم من انتكاسته. إن عملية تعلم فن السياسة يمكن جعلها اسرع، ويمكن أيضا تقليل عدد الأخطاء و الهزائم والفشل بصورة كبيرة اذا تمت دراسة والاستفادة من خبرة الأحزاب الأخرى والحركات الثورية العالمية بمهارة عالية. إن الأعمال التى تم تعميم هذه التجارب فيها تعتبر مساعد لا يقدر بثمن لاؤلئك الذين يرغبون فى تعلم فن القيادة السياسية.
ماهي مجالات النشاط الذى يتضمنها فن القيادة السياسية؟.
أنها تشمل فوق كل شيء القدرة على العمل وسط الجماهير. وفقط الأحزاب والقادة الذين ترتبط حياتهم بمصالح جماهير العاملين الذين يشاركونهم طموحاتهم وينذرون حياتهم لهم، انهم يستطيعون أن يلتزموا بهذه المهمة. إن احد مباديء فن القيادة السياسية هى أن الدعاية والتحريض لوحدها لا تكفى لجذب الجماهير فى النضال النشط، لذلك فان خبرتهم السياسية الخاصة ضرورية.عليه نجد أن فن القيادة السياسية يتكون من استخدام الوسائل والأساليب والتي بالحصول عليها من خبرة الجماهير ومستوى وعيهم الطبقى، يمكن أن تجعل الجماهير تتقدم في نضالها لتحقيق الأهداف النهائية. ويجب أن لا ينتظر الحزب بطريقة كسولة ان يعلم الواقع نفسه الجماهير، يجب أن يكون الحزب قادرا على تعليمهم ليوصلوا للنهايات السليمة. ويعني ذلك القدرة على توصيل الجماهير لوضع النضال الحاسم على أساس خبرتهم الخاصة.
أن الجماهير يمكن أن تخمن الواقع المحيط من خلال الحقائق التى يقابلونها كل يوم والتي تؤثر عليهم بشكل مباشر. عليه يمكن للاحزاب ان توصل جماهير العاملين للنضال ضد الرأسمالية فقط بقيادة النضال من أجل تلبية الاحتياجات الاقتصادية الحالية ومن أجل مصالح الجماهير السياسية، وبالوضع المتقدم للمطالب فى خط الاحتياجات المستعجلة لمختلف قطاعات جماهير العاملين. ويجب أن تكافح من أجل تلبية هذه المطالب.
أن الجزء المهم لفن القيادة السياسية هو مقدرة الحزب على توحيد جهوده مع جهود كل من يمكن أن يصل معه لوحدة الفعل، بما في ذلك الذين يختلف معهم حول المسائل الأساسية. ذلك مهم، بالرغم من صعوبته
أن فن القيادة السياسية يشمل أيضا القدرة على الاختيار الصحيح للاشكال المناسبة للنضال فى الوضع المعين، والقدرة علي الاستعداد لتغيير هذه الأشكال بسرعة أكبر ودون توقع. واذا عرف الحزب كيف يختار أشكال النضال بطريقة صحيحة، ووضع خط سياسى وفقا للظروف المعاشة، فإنه سوف يعمل بقوة ويحقق نتائج محددة تحت أكثر الظروف تعقيدا وصعوبة.
أن الحزب الماركسى لايقف بكسل وبعيدا ينتظر ساعه الصفر، لأن هذا الوضع يثير الحماس الثورى لجماهير العاملين ويضعف مقاومة أعداءهم. إنه يبحث ليجد إمكانيات للعمل وسط الجماهير، للنضال السياسى النشط حتى تحت أسوأ الظروف السائدة. عليه يعمل الحزب على تقوية مواقعها والشيء المهم يصبح أكثر قربا من الساعه الحاسمة للمعركة. ويستعد لهذه الساعة ليس لوحده فقط ولكن أيضا مع أوسع قطاعات ممكنة من جماهير العاملين. إن اسمى فن للقيادة السياسية يكمن بالتحديد فى القدرة على معرفة وإيجاد اتجاهات وأشكال النضال الذى يوفر الأساس للانتصارات المستقبلية ويجعلها أقرب حتى أثناء فترات الهدؤ الثورى. يجب على الحزب ان يعرف كيف يتصرف فى حالة فشل الثورة، على الحزب أن يكمل تعليمه ويجب أن يتعلم كيف يهاجم. ويجب أن يعرف أن الوقت قد حان لاستكمال هذه المعرفة بمعرفة كيف يتراجع وكيف يتقهقر ويتراجع بطريقة صحيحة. ويجب تعليم الطبقة الثورية ان تعرف من خبرتها البسيطة أن النصر مستحيل ما لم يتعلموا كل من الطريق الصحيح للهجوم والطريق الصحيح للتقهقر والتراجع.
القدرة على إيجاد الصلة الرئيسية
The Ability to Find The Main Link
أن فن وعلم القيادة السياسية يمكن مشاهدتهم أيضا فى القدرة على تحديد القضايا الرئيسية والتى على ضوء حلها يمكن التركيز على الجهود الخاصة.
ان الأحداث السياسية تتصل مع بعضها، ولكنها دائما مضحكة. ويمكن مقارنتها بسلسلة، ولكن الفرق ان تتابع الحلقات وشكلهم والقارنات couplings ليست بهذه البساطه مثل السلسلة التى يصنعها الحداد. بالاضافة لذلك نجد فى السلسلة العادية ان كل الحلقات متشابهة، أما فى الحياة السياسة هنالك أسئلة أساسية واخرى تابعة، وأسئلة ثانوية. يجب أن نكون قادرين فى اى لحظة محددة أن نجد الحلقة المحددة فى السلسلة التى يجب علينا أن نمسك بها كلها وذلك لأنه من الممكن لنا أن نمسك كل السلسلة وأن نستعد فى النهاية إلى الانتقال للحلقه التالية.
إن التحليل الماركسى للواقع والعلاقات القريبة مع الجماهير تمكن الحزب المنطلق من موقع محدد أن يتعرف على المسألة الرئيسية، والتى يمكن بحلها أن يقترب من تحقيق الأهداف النهائية للطبقة العاملة.
الحاجة لمحاربة انتهازيى الجناح اليمينى والطائفية
The Need to Fight Right Wing Opportunists and Sectarianism
أن البرجوازية الرجعية
لن تتخلى عن محاولاتها زعزعة الحركة الشيوعية من داخلها. إنها تضع آمال كبيرة فى استخدام الخلافات الداخلية للحزب فى تحقيق أهدافها وأيضا نشر الآراء الانتهازية وسط اعضاء الحزب المهتزين سياسيا. إن الحزب يستمر في النمو وتذيد صفوفه ليس بواسطة الاعضاء المتقدمين فقط ولكن أيضًا بواسطة الجماهير التى لا تمتلك النضج السياسى الكافي، بما فيهم بعض الذين ياتون من الشرائح المتوسطة المختلفة. الذين ياتون طوعا أو غيره بانتمائاتهم واوهامهم داخل الحزب. وهذا يوضح لماذا دائما توجد إمكانية سيطرة البرجوازية والبرجوازية الصغيرة على مختلف الآراء الانتهازية، والامزجة وعدم الثقة فى النصر، والتى يمكن أن تخترق الحزب الشيوعي. لهذا السبب فإن النضال من أجل نقاء وجهة النظر الخارجية العالمية الماركسية يعتبر قانون ثابت لوجود وتطور الحزب الشيوعي.
خطر التحريفية
The Danger of Revisionism
مع نمو نضال الطبقة العاملة، تغير الايديولوجيا البرجوازية لونها. وإن الأشكال الوقحة التى تبرر الرأسمالية يتم استبدالها بوسائل ناعمة للدفاع عنها. ولكنها لا تغير جوهر الايديولوجيا البرجوازية. وكذلك مهما اتخذت من أشكال، فإن الانتهازيون صراحة او خفية دائما يعملون من أجل مصالحة الطبقة العاملة مع الرأسمالية، وتكييف مصالح حركة الطبقة العاملة لتتوافق مع مصالح الطبقات الحاكمة. هذا هو السبب الحقيقي للمحاولات المستمرة للانتهازيين لتحريف الماركسية، ووجهة النظر outlook العالمية الثورية للطبقة العاملة. إن التحريفية Revisionism تمثل الاظهار الرئيسى لنفوذ وفساد البرجوازية على الطبقة العاملة.
ويسعى مفكرو الرجعية لتحريف أو بالضبط تشويه كل الاطروحات الماركسية. إن الجهود النظرية والعملية للتحريفيين فى التحليل النهائي دائما تخضع لمحاولة تصفية الحزب أو تحويله لمنظمة اصلاحية. وتحت بعض الظروف التاريخية فإن هذه النوايا لا يمكن اخفاءها وأحيانا تكون مستترة. واذا لم يواجه الماركسيون الثوريون المصفيين ويدحرونهم فان الطبقة العاملة سوف تدخل فى مرحلة انتفاضة ثورية فاقدة للتنظيم ومحرومه من قائدها المسلح بالنظرية الثورية.
إن السمات المميزة للتحريفية الحديثة هى بحثها عن قناع لتعاليم الماركسية العظيمة، وتعلن انها قد عفى عليها الزمن وتدعى انها فقدت أهميتها بالنسبة للتقدم الاجتماعي. إنها تضعف الثقة فى الاشتراكية وسط جماهير العاملين والطبقة العاملة. إن الرجعيين ينكرون الضرورة التاريخية لثورة الطبقة العاملة وديكتاتورية الطبقة العاملة، أثناء فترة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية. وتنكر الدور القيادى للحزب الماركسى، ورفض مباديء اممية الطبقة العاملة.وتنادى برفض المبادىء اللينينية لتنظيم الحزب وفوق كل ذلك المركزية الديمقراطية، لتحويل الحزب من منظمة ثورية الى جمعية للمناقشة والثرثرة.
وفى هذه الأيام لا يدافع التحريفيون بطريقة مكشوفة عن تصفية الحزب. وتحت ذريعة الديمقراطية الواسعة داخل الحزب فإنهم يبحثون عن طريقة لابعاد الانضباط الحزبى، وللحصول على حق الاغلبية فى عدم احترام والالتزام بالقرارات التى اقرتها الأغلبية. وايضا الحق فى تنظيم فصائل خاصة بهم داخل الحزب. ولكن كل هذا يعنى زعزعة وحدة الفعل فى الحزب وتحويل الحزب إلى ساحة للصراع بين مختلف الفصائل.
أن التحريفيين دائما يتظاهرون بأنهم يحاربون الجمود العقائدي Dogmatism. إنهم يغطون رفضهم الحقيقى للماركسية بحقيقة أن تعاليم ماركس نفسها تفترض استبدال الاطروحات المنتهية بأخرى جديدة. ولكن استبدال الاطروحات القديمة بمقترحات ماركسية جديدة لا تعنى شيئا مع أبطال المبادىء الأساسية التى تشكل روح هذه التعاليم الثورية. إن خطر التحريفية بالتحديد هو انها تنكر الماركسية تحت غطاء تطويرها. و من الطبيعى أن تعتبر الأحزاب الماركسية إن النضال ضد التحريفية يعلو على كل المسائل الأخرى، بما فيها مسألة تنظيم الحزب باعتباره احد اكثر واجباتهم المهمة والدائمة.
الجمود والطائفية تؤدي إلى الانعزال عن الجماهير
Dogmatism and Sectarianism Lead to Isolation From the Masses
يجب على الأحزاب الشيوعية أن تبدأ النضال ليس ضد الرجعية فقط ولكن أيضًا ضد الطائفية Sectarianism. ظاهريا تبدو الرجعية والطائفية انهم نقيضى بعض تماما. لكن فى الواقع نجد أن الطائفية التى جعلت نفسها ظاهريا يسارية وثورية فانها أيضا تعمل على أضعاف الحزب. إن الطائفية تقوم على موقف الجمود من مختلف المقترحات والصيغ، بالرغم من انها تتيح إجابة لكل المسائل الممكنة فى الحياة السياسية. وبدلا عن دراسة الحياة الفعلية ينطلق العقائديين من مشروع واذا لم تتطابق الحقائق مع هذا المشروع فإنهم يتجاهلون الحقائق.
والجمود العقائدى يعنى عدم ملامسة الواقع، وإذا لم يحارب الحزب العقائدية فانه سوف يصبح طائفة غير ملامسة للواقع وبعيدة عنه.
أن محاولات التشبث بالماضي وبالسياسات والأشكال التنظيمية التى لم تعد تستجيب للظروف المتغيرة، فإنها تعنى فى الحقيقة سياسات الخمول الثورى. لقد أكدت ممارسة كل الأحزاب الشيوعية صحة ذلك. فى البداية ارتكبت أحزاب شيوعية كثيرة أخطاء ذات طبيعة طائفية. وقد أظهرت هذه الأخطاء نفسها فى رفض العمل داخل الاتحادات المهنية التى يقودها المرتدون والانتهازيون، للمشاركة في البرلمانات البرجوازية ليقوموا بالمساومة عند الضرورة، وعموما يستخدمون تكتيكات مرنة.
ويجب مكافحة مظاهر الطائفية اليوم قبل الغد. إن جوهر الطائفية يتكون من الانعزال عن الجماهير، والفشل فى الاستفادة من الفرص المتاحة للعمل الثورى والتهرب من القضايا الحيوية الهامة التى تطرحها الحياة نفسها. وفى حين تبحث الرجعية عن مصالحة الحزب مع الرأسمالية فإن الطائفية تحرم الحزب من العلاقات والارتباط بالجماهير، والتى بدونها لا يستطيع الحزب النضال الناجح ضد الرأسمالية. عليه من المستحيل تقوية الحزب بدون محاربة الطائفية مهما كانت مظاهرها.
أما فيما يختص بمسالة حياة الحزب فإن عدم ثقه الطائفيين فى قوة جماهير الطبقة العاملة تجد التعبير عنها فى المسعى للتخلص من ديمقراطية الحزب والأشكال الجماعية للقيادة، وجعل اى شئ مركزى، وتحويل انضباط الحزب الواعى الى انضباط ميكانيكي يقوم على التخويف والقمع، واستبدال الإقناع بالاسلوب الجبرى. انه ليس مستغرب أن العقائدية والطائفية لا تنفصل عن عبادة الفرد. الغريبة عن الماركسية. وبتشويه الفكرة اللينينية عن الحزب فإن العقائدية والطائفية تتسببان فى أن يفقد الحزب سماته الأكثر أهمية كمحارب يعمل كتنظيم مستقل يتواصل مع الجماهير بقرب.
لقد أكدت تجربة الأحزاب الشيوعية الحاجة لمحاربة العقائدية والطائفية وأيضا الرجعية بحزم.. لقد ثبت أن الطائفية والعقائدية فى الواقع النظري والعملي وفى غياب المكافحة الجادة ضدهم، يمكن أن يصبحوا الخطر الرئيسى عند مرحلة معينة من تطور الحزب. إن الطائفية والعقائدية تهلك الحزب بالانتظار السلبى للاحداث أو اليسارية والمغامرين.
الطابع الاممى للحركة الشيوعية
The International Character of Communist Movement
أن الحركة الشيوعية اممية فى جوهرها، وذلك بمكانتها الموضوعية كحركة لها أيديولوجية واهداف مشتركة، وتحارب عدو مشترك. ولكن حركة الطبقة العاملة الأممية بطبيعتها، تتطور على أساس قومى. وتحت ظروف معينة يمكن أن تؤدي لظهور خطر تعارض المصالح القومية المصطنع مع المصالح الأممية. وبالنسبة للجماهير التى تم تحرير نفسها من العقلية القومية الضيقة وقصر النظر فانه يبدو أن الظروف السائدة فى وطنهم استثنائية بعض الشيء وأن نضال الطبقة العاملة هناك يتجه لأن يكون مختلفا جزريا مما يحدث فى الدول الأخرى.
أن مثل هذه الأراء ليست خاطئة بصورة عميقة فقط ولكنها أيضا ضارة. أن قوانين التطور الاجتماعي تعتبر ذات طابع عالمى وتسرى فى كل الدول. وذلك يوضح لماذا تكون حركات الطبقة العاملة في مختلف الدول مشتركة فى الكثير من السمات ولماذا يجب على الأحزاب الشيوعية أن لا تعزل نفسها عن بعضها البعض، ولكن على العكس، انها تتبادل الخبرة، وتعمل باتفاق مشترك ولاتعمل تنازلات لمصلحة الظاهرات الذاتية والحصرية القومية. وللاستفادة من خبرة الأحزاب الشيوعية الاخرى من المهم أن نكون قادرين على استيعابها بطريقة خلاقة وليس ميكانيكيا. أن اى خبرة تكون مشروطه بظروف معينة مثلا المكان، الزمان، الوضع والعلاقات المشتركة بين القوى الطبقية. وإذا لم نضع فى الاعتبار الظروف الملموسة فإن الخبرة والممارسة التى تبرر نفسها فى وضع، يمكن ان تعطى نتائج أخرى فى وضع مختلف. وللاستفادة من الخبرة يجب أن ناخذ جوهرها ليس الاهم محليا أو قوميا بل المهم عالميا، والذى يراعى ويتبنى طبيعة القانون العام. ويجب أن نعرف كيف نطبق الخبرة بطريقة صحيحة وفقا للظروف الملموسة لمختلف الاقطار.
أن تبادل الخبرة والتنسيق ببن أنشطة الأحزاب الشيوعية لمختلف الدول يحتاج لبناء روابط وعلاقات قريبة بينهم. وان أشكال هذه الروابط تختلف حسب الظروف التاريخية.
فى البداية كانت الأحزاب الشيوعية ما زالت ضعيفة. ومعظمها تكون من العناصر الثورية للمنظمات الاشتراكية الديمقراطية والسندكاليين الفوضويين. وهذه العناصر أتت ومعها بقايا الانتهازية والطائفية. يجب عمل الكثير لتقوية الأحزاب الجديدة بتعليمهم بالأفكار الثورية الماركسية وتدريب قادة الحزب.
ولكن مع تطور الحركة الشيوعية أصبحت الأحزاب أكثر قوة. إن النضج السياسي المتزايد للاحزاب الشيوعية يجعل من وجود منظمة شيوعية عالمية شيء لا داعي له. لأن هذه المنظمة لا تستطيع ان تقود كل الحركة الشيوعية لأن هنالك ظروف عالمية حدثت بعد الحرب العالمية الثانية فى عام 1943 اجتمعت اللجان التنفيذية واتخذت قرار بحل الشيوعية الدولية وتمت الموافقة عليه من كل الأحزاب الشيوعية.
أن تاريخ الحركة الشيوعية يعرف أشكال أخرى من العلاقات بين الأحزاب الشيوعية. والآن أكثر شكل واسع هو اجتماع قادة الأحزاب وتبادل المعلومات والاراء، تبادل الوفود والاجتماعات والمؤتمرات الموسعة لمناقشة المسائل المستعجلة وتبادل الخبرة وتنسيق النضال المشترك للأهداف المشتركة من أجل السلم والديمقراطية والاشتراكية. وآفاق التطور الثورى تحت ظروف التعايش السلمى للنظامين الاشتراكي والرأسمالي.
أن العلاقات الاخوية بين أحزاب العمال والشيوعيين تقوم على مباديء الماركسية اللينينية وعلى مباديء الطبقة العاملة العالمية. وإن جوهر هذه العلاقات المشتركة يكمن فى مزج سيادة كل حزب بوحده الفعل لكل الحركة الشيوعية العالمية. وفى حين تظل الأحزاب الشيوعية مستقلة تنظيميا وسياسيا فان الأحزاب الشيوعية طوعيا تنطلق من وحدة ارائها على المسائل الدولية للطبقة العاملة، إنها توحـد فعلها وتضع خط موحد اذا كان من الضروري، وتعمل على حراسة مصالح جماهير العاملين فى كل العالم وتحفظ السلم والامن الدوليين.
المراجع
1-Fundamentals of Marxist Leninist Philosophy
2-Marxist Archive.
org
3- Historical Materialism
Maurice Cornfthe٣
#الحزب_الشيوعي_السوداني (هاشتاغ)
Sudanese_Communist_Party#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تصريح صحفي حول استهداف منزل عضو اللجنة المركزية محي الدين ال
...
-
بيان صحفي من فتحي الفضل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الس
...
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
-
الجرائم ضد الإنسانية .. لا تسقط بالتقادم..
-
حزب العمال الأيرلندي يخاطب التجمع العام حول الوضع في السودان
-
أنهوا احتلال مقر الحزب الشيوعي السوداني
-
السودان: اقتحام مجموعات عسكرية مسلحة لمقر المركز العام للحزب
...
-
بيان جماهيري لمكتب النقابات المركزي للحزب الشيوعي السوداني
-
يجب وقف الحرب وإزالة أسبابها واستعادة السلام.
-
نداء الى الشعب السوداني
-
بيان الحزب بشأن الاشتباكات المسلحة الأخيرة في السودان
-
مستجدات الوضع السياسي
-
تصريح صحفي لسكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
...
-
بيان سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني 18 يولي
...
-
الاعتصامات بؤر ثورية
-
بيان جماهيري؛ معاً لهزيمة التسوية
-
أوسع استنكار جماهيري لمجزرة 30 يونيو 2022
-
الهجوم على الحزب الشيوعي بهدف تمرير التسوية لتصفية الثورة..
-
مهام ودور فرع الحزب
-
تصريح صحفي من سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السودان
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
-
ما هي أبرز مخرجات الاجتماع بين الفصائل الفلسطينية في دمشق؟
-
الفصائل الفلسطينية:نؤكد ضرورة التلاحم بين الشعبين السوري الف
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
حزب العمال: مع الشعب السوري في تقرير مصيره في إطار سوريا حرة
...
-
بيان صادر عن الفصائل الفلسطينيه في دمشق
-
مجتمع في أوغندا يعود لممارساته القديمة في الصيد والزراعة لحم
...
-
بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
-
س?بار?ت ب? ?ووخاني ?ژ?مي ئ?س?د و پ?شهات? سياسيـي?کاني سوريا
...
-
النسخة الإلكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 582
المزيد.....
-
محاضرة عن الحزب الماركسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|