أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - الأنجرار الى الظلام














المزيد.....

الأنجرار الى الظلام


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8182 - 2024 / 12 / 5 - 20:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1 . تنجر أوضاع بعض الدول / خاصة العربية منها ، الى الأسلمة ، شعبا ونظاما حكما ، وما يتبع ذلك من قوانين وأسلوب مؤسساتي وأعراف وتقاليد .. ، هذا الوضع يحدث ، مثلا : في العراق / أحزاب دينية مع تدين متطرف شعبي ، وفي مصر/ شعبا مع تغلغل أسلامي في الأجهزة الحكومية ، ليبيا / المجتمعات القبلية .. ، اليمن / الحوثيين ، فلسطين / المنظمات والحركات الأسلامية ، حماس .. ، ولبنان / حزب الله الذي هو دولة داخل الدولة عدة وعددا .. العرب الأسلاميين مشبعين حتى الثمالة بالخلافة الأسلامية ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، يريدون تحضر وتقدم دولهم ، ولكنهم بذات الوقت ، غارقين في أوحال الأسلام الماضوي المتحجر ! . حكامهم بعيدون عن شعوبهم ، فهم يدعون الفضيلة والعفة ، وهم سارقين لقوت شعوبهم . يتظاهرون بالتقوى والتمسك بالدين والمذهب ، ويجلون مقدسات الأسلام ، ويمجدون محمد والصحابة ، ولكنهم يسرقون المال كله ، خلاف محمد الذي كان يأخذ الخمس " وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ / 41 سورة الأنفال " .
2 . ولكن في غمار كل هذا الواقع المرير ، هناك بارقة أمل . فمثلا : السعودية الوهابية / التي كانت ظلامية معتقدا ومذهبا وحكما .. ، أخذت تنسحب من الهوة المدمرة التي كانت تتخبط في متاهاتها لعقود .. فولي العهد / محمد بن سلمان ، قلب الطاولة - بكل معنى الكلمة ، على المؤسسة الدينية ، وعلى رجال الحكم والسلطة الدينية والقضائية والتنفيذية ، وعلى أمراء آل سعود ، دون أستثناء ! . السعودية التي كانت بالأمس ، لا حفلات ولا مهرجانات ولا فعاليات فنية ، وكانت الفعاليات الرياضية للرجال فقط . والمناصب الحكومية معظمها ذكورية .. أصبحت اليوم / بشكل أو بأخر ، على خطى دبي بقيادة حاكمها الشيخ محمد بن راشد . فالشعب تنفس الصعداء ، بعد أن أختنق لعقود .
3 . الشعوب العربية منغمسة بالأسلام الماضوي ، والمؤسسة الدينية تساعد على ذلك ، أكبر مثال على ذلك ، ما يحدث في مصر . فمؤسسة الأزهر لها دور رئيسي ، في تجهيل المجتمع ، بكل مؤسساتها التعليمية وتخلف مناهجها التعليمية ، وبكل فتاويها ، مع حراك الأخوان المسلمين والسلفيون وغيرهم .. الذين أخذوا أينشطون مجتمعيا أكثر من السابق ..
ففي مصر أرى " أن الرئاسة تحكم الدولة المؤسساتية ، تاركين المجتمع تسييره قيادات الأخوان والسلفيين والدعاة ، فالمجتمع بالعموم مهمش فكريا ، من كثر التعبئة الفكرية للأسلام الماضوي " .
4 . أذا بقينا نحيا على أمل أن يعود الماضي ، تحديدا " الخلافة الأسلامية " ، فلا بد لنا أن نقول لهولاء : أن الماضي لم ولن يعود ، والماضي لم يكن ورديا ، لأنه كان عهد دماء وسيوف ، فأتركوا هذه الأحلام المظلمة ، وأتجهوا بأمالكم نحو المستقبل . لأن بناء المستقبل ، هو الذي يحدد ما ستكون عليه الحضارة البشرية - وذلك لأن الأمم لا تبنى بأحلام الماضي .

أضاءة :
الحضارة لا تبنى بمعتقدات وثوابات وأفكار رجال قد قبروا منذ أكثر من 14 قرنا ! ، ومن يتبع الماضي سيبقى بكيانه وأفكاره وكل تطلعاته ماضويا ، أما من يتجدد بأفكاره وعقلياته / وفق مقتضيات الواقع .. هو الذي يضع ولو لبنة في عجلة التقدم - نحو حضارة كونية أفضل ، لخدمة الأنسانية جمعاء .. فحتى الفلاسفة الكبار ليسوا مستعدين للموت في سبيل أفكارهم ، فكيف الحال مع معتقد مضى عليه قرون .
( سُئل برتراند راسل 1872 – 1970 م / الفيلسوف البريطاني ، مرّةً : هل أنت مستعد أن تموت دفاعاً عن أفكارك ! ؟ . فقال : لا .. أنا لست شهيداً ! وأنا غير مستعد للموت في سبيل أفكاري ! لأني ببساطة غير واثق من صحتها ". .
يقول النقاد : إذا أردت أن تعرف فلسفة " راسل " فعليك أن تحدد السنة التي تتناوله فيها بالبحث ) ! ..
أذن الواقع والظروف الزمكانية ، ضرورية لمعرفة مدى توافق المعتقدات والأفكار مع أي مجتمع .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لحديث الحوت - أن الأرض مرتكزة على قرن ثور .. -
- قراءة لحديث محمد - خير القرون هو قرني ثم الذي يليه -
- قراءة للآية 194 من سورة البقرة
- أضاءة للآية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَ ...
- ما قيل وما يقال عن زواج الرسول بخديجة ودور القس ورقة - اللغز ...
- قراءة للآية - الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّ ...
- قراءة للآية 67 من سورة الأنفال - مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَك ...
- قراءة لحديث ( لا يموت مسلما الا ادخل الله النار مكانه يهوديا ...
- الوضع اللبناني الفلسطيني .. أضاءة !
- تساؤلات للآية ( وَالَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا ...
- أضاءات في المعتقد الأسلامي ..
- تساؤلات .. حول ولادة علي بن أبي طالب في الكعبة
- قراءة .. في سحر رسول الأسلام
- واقعة الطف .. تساؤلات عقلانية
- تساؤلات حول حديث ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة .. )
- أضاءة حول رسالة التوبة وبدعة اللاهوت الفلسطيني
- حد الردة في الأسلام .. أعدام للرأي الحر
- أضاءة .. حول صحابة محمد وتلامذة المسيح
- أضاءة .. أنتقال الخلافة في سقيفة بني ساعدة وعزل علي بن أبي ط ...
- قراءة للآية 22 من سورة الكهف


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - الأنجرار الى الظلام