|
التفكك العربي والخلافات العربية السبب في تداعيات ما وصلت إليه النظام العربي
علي ابوحبله
الحوار المتمدن-العدد: 8182 - 2024 / 12 / 5 - 11:53
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
المحامي علي ابوحبله الخلافات العربية وحالة والوهن والضعف الذي عليه النظام العربي في ظل غياب الرؤيا العربية هو الذي أدى للحالة التي عليها غزة اليوم من حصار وقتل وأباده وتحكم إسرائيل بالقرار العربي ، وتفرق العرب واختلاف أنظمتهم هو الذي أوصل العراق واليمن وسوريا وليبيا والسودان لما عليه حال أقطارهم وحال البلدان الاخرى ليس بأفضل حال من هذه البلدان ، وبدلا من تحقيق الوحدة العربية والتكامل الاقتصادي والسوق العربية المشتركة والعملة الموحدة كما فعلت أوروبا ، إلا ان الاستقواء العربي بعضه على بعض ومحاولات الاستظلال والتحالف مع قوى استعماريه قلب كل المعادلات وافقد ألامه العربية أمل تحقيق وحدتها وتر سخت العصبية والقبلية ليعود العرب إلى عصر الجاهلية عصر الغزوات ومحاولات الهيمنة والإخضاع تحت مفهوم السيطرة والاستحواذ والهيمنة من خلال التحالفات مع الاستعمار وقوى الصهيونية والهرولة نحو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب تناسى العرب قضية فلسطين وخضعوا للام لاءات الإسرائيلية والأمريكية كما سبق وأن استسلموا لقرار ترامب الاعتراف في القدس عاصمة للكيان الصهيوني ، لم نعد نسمع صوتا يستنكر ممارسات الاحتلال وتدنيس حرمة المسجد الأقصى وتدنيس حرمة المسجد الإبراهيمي بالخليل ولم نشهد موقف عربي يرقى لمستوى المذابح والجرائم التي ترتكب في غزه ، في مقابل ذلك من المشهد تحول النظام العربي إلى وسيط بين الكيان الإسرائيلي والفلسطينيين ووساطتهم لم تنجح بعد للتوصل لوقف إطلاق النار ووقف حرب الاباده وإدخال المساعدات الغذائية منذ السابع من أكتوبر 2023 ، وبدلا من قطع العلاقات وسحب السفراء وتفعيل ألمقاطعه ألاقتصاديه نشهد تطور في علاقات العديد من الأنظمة العربية مع إسرائيل على كافة المستويات ، حقا انه عصر الانحطاط العربي والاستسلام للمشروع الصهيوني للشرق الأوسط الجديد الذي يبشر رئيس حكومة إسرائيل نتني اهو بحدوثه فهل من المعقول أن يقبل العرب بما حل بهم بصمت مخجل وانكسار واضح دون سبب جوهري أو قوة طاغية ؟ وهل من المعقول أن نشاهد ما حل في سوريا من تآمر صهيو أمريكي ومن تدخل وغزو تركي عبر المجموعات الارهابيه ضمن مخطط لتحديد مصير سوريا العربية ، والعرب بعضهم مستمر في اعتبار تلك الدول أو بعضها صديقاً أو حليفاً سياسياً أو مذهبياً في حين يناصب العرب بعضهم البعض العداء ولأسباب متباينة . ما الذي جرى وحـَوﱠلَ العرب والمسلمين إلى أمم مهزومة تستجدي الدعم والمساعدة من الآخرين وتقدم نفسها وأوطانها قرباناً لمن يرغب من تلك الدول في دخول المستنقع العربي . إن مرارة التجربة العربية مع الاستعمار بأشكاله وألوانه المختلفة من عثماني إلى بريطاني وفرنسي وإيطالي وصهيوني وأخيراً أمريكي يتوجب اعتبارها موروثا سلبياً وقاسياً يستدعي المقاومة والإدانة والرفض وليس الإعادة والتكرار . ولكن لماذا يسعى بعض العرب الآن إلى طلب عودة الاستعمار بـِصَورِهِ المختلفة بل والترحيب به باعتباره ، الأمل والمخرج الوحيد لما يعانيه الوطن من أزمات معظمها صناعة محلية ، متناسين المآسي والآلام والتضحيات التي رافقت حقبة الاستعمار وما زالت ؟؟ يعاني الوطن العربي الآن من حالة من التمزق فاقت تصور وخيال أعدى أعداء الأمة العربية في الوقت الذي لم يسعى العرب فيه إلى استنهاض قواهم الذاتية لتصحيح هذا الوضع ، بل سعوا منفردين إلى الاستعانة بالأجنبي وبقوى استعمارية معروفة لإنقاذهم مما هم فيه وكأن الخلاص فيهم وبهم . ولكن لماذا تسير الأمور بهذه الطريقة ؟ المفاضلة بين الخضوع السياسي لأمريكا أو روسيا أو الانضواء المذهبي تحت الراية الإيرانية أو التركية ومسعى التطبيع والتحالف مع إسرائيل التي تغتصب فلسطين هو أمر محزن ويبعث على الأسى والغضب في الوقت نفسه ، إذ لا يوجد استعمار أفضل من استعمار ، فكل أنواعه وأشكاله سيئة والمفاضلة هي في نسبة السوء وليس إذا ما كان احدهما جيداً والآخر سيئاً ، أو إذا ما كان كلاهما جيد ولكن أحدهما أفضل من الآخر . فالمفاضلة بين أشكال الاستعمار وأنواعه ظاهرة أصبحت تجتاح العالم العربي الآن وتبعث على الصدمة والحزن الشديدين كونها تعكس حالة الإفلاس السياسي والأخلاقي التي يمر به النظام العربي . إن هذا النهج من التفكير قد أصبح أمراً متعارفاً عليه بين الأنظمة المستبدة ويعكس حالة من الضعف وفقدان الإرادة الذاتية التي تعكس عقلية الفاشل الذي يبحث عن سيد أو بالمفهوم الخليجي "عم"، يوفر الحماية حتى ولو كان ثمن ذلك "مص دماء" طالب الحماية . لا يوجد أي نظام حكم على وجه الأرض أهم من الشعب الذي يحكمه و الإدعاء بأن في سلامة النظام سلامة للبلد الذي يحكمه إدعاء باطل ، وهي صفة من صفات الأنظمة الاستبدادية في سعيها إلى البقاء في السلطة حتى ولو أدى ذلك إلى تدمير البلد التي يحكمها ذلك النظام . إن استعانة أي نظام حكم عربي بالأجنبي للإستقواء على مواطنيه هي المدخل لعودة الإستعمار إلى تلك الدولة وتسليم مقاليدها لذلك الأجنبي فيما لو أدى تدخله إلى بقاء نظام الحكم المعني في الحكم بالرغم عن إرادة شعبه . وهذا ما يجري الآن في العديد من الأقطار العربية. إن ما يجري الآن حقيقة هو استدعاء للقوى الاستعمارية واستعمال سطوتها للتأثير على مجرى الأمور داخل العالم العربي ، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تمزيقه وإعادة تشكيله وخلق كيانات هزيلة بديلة لن تكون راغبة أو قادرة على التخلص من نفوذ دول الاستعمار الجديد لأنها استمدت وجودها وشرعيتها من دعم تلك القوى لها . المغالاة في فعل الشئ لا تعني الإجادة بقدر ما تعني المبالغة أو التعصب . وهذا ما ينطبق على الكثيرين اللذين يغالون في التأييد أو يغالون في العداء هل في استبدال نوع من الاستعمار بنوع آخر أي فرق ؟ إن الفرق قد يعتمد بشكل أساسي على ما تريده القوة الاستعمارية كهدف استراتيجي من وراء تدخلها في هذه المنطقة أو تلك . والحديث قد يأخذ أبعاده الحقيقية عند النظر في سلوك تلك الدول التي تتدخل في الشأن العربي لتحدد مصيره إن التقاء المصالح للدول الكبرى والاقليميه هو في إعادة اقتسام المصالح وكأننا أمام سيكس بيكو جديد لاقتسام مصالح النفوذ والهيمنة على مقدرات ألامه العربية . وأهداف أمريكا وربيبتها إسرائيل وروسيا والغرب تلتقي في نواح كثيرة وأهمها ثلاث : أولاً : القضاء على ما يسمى بالإرهاب من خلال مزيد من الانتهاك للسيادة للأقطار العربية تحت شعار مكافحة الإرهاب ، وربما دخول قوات أجنبية إلى داخل الأراضي العربية كما هو حاصل اليوم في سوريا و العراق وليبيا واليمن وتواجد القواعد الامريكيه والغربية في الخليج . ثانياً : عدم اهتمام أمريكا بعودة الهدوء إلى الوطن العربي من خلال مناطق آمنة وهي المدخل للتقسيم الفعلي للعديد من الأقطار العربية إن ما نشهده على ارض الواقع هو تكريس لعودة الاستعمار لسوريا والعراق وليبيا ولبنان والعديد من الدول العربية بقرار ذاتي عربي وبرضي أنظمة الاستبداد العربي لتكريس الوجود الإسرائيلي والهيمنة الاسرائيليه تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد ؟
#علي_ابوحبله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفاسد فى ثياب الناصحين!
-
أهداف اليوم العالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة
-
مطلوب دور أكبر للاتحاد الأوروبي لوقف الصراع بالشرق الأوسط
-
المؤسسات والمنظمات الدولية يتوجب عليها التحقق في احتمال استخ
...
-
سوريا مستهدفه ضمن المخطط الصهيو أمريكي لإعادة ترسيم المنطقة
-
بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
-
ثقافة الاستسلام و الخضوع
-
- إسرائيل - تقطّع أوصال الضفة الغربية وتنتظر ألفرصه للضم
-
قرار وصف بالتاريخي و( إسرائيل في قفص الاتهام )
-
تحويل غزة إلى أرض غير صالحة للسكن للأجيال المقبلة ( الأرض ال
...
-
أطفال فلسطين بلا حقوق في اليوم العالمي للطفل
-
تفاؤل حذر يرافق زيارة هوكشتاين..
-
أزمة تجنيد الحر يديم في إسرائيل لم تنته بإقالة غالانت.. وكات
...
-
إسرائيل تسعى لاحتلال غزة
-
هل يمكن لترامب إنجاز صفقاته السياسيّة في ظلّ التعقيدات في ال
...
-
مطلوب تأمين قوافل المساعدات من - عصابات اللصوص و مافيا الحرب
...
-
مخطط “الضم” ترسيخ “ لقانون الغاب”
-
القمة العربية - الإسلامية: استنساخ لقرارات مكرَّرة... دون ال
...
-
مخاوف إسرائيليه من عودة ترامب إلى البيت الأبيض
-
هل تستسلم أوكرانيا وهل تتخلى أمريكا عن دعم اوكرانيا
المزيد.....
-
بيستوريوس: لا يجوز أن نكون في موقف المتفرج تجاه ما يحدث في س
...
-
أردوغان يعلن -مصالحة تاريخية- بين الصومال وإثيوبيا
-
الرئيس التركي أردوغان: اتخذنا الخطوة الأولى لبداية جديدة بين
...
-
قوات -قسد- تسقط طائرة أمريكية مسيرة
-
-CBS NEWS-: ترامب يوجه دعوة إلى شي جين بينغ لحضور حفل تنصيبه
...
-
مجلس النواب الأمريكي يصادق على الميزانية الدفاعية بحجم 884 م
...
-
العراق.. استهداف -مفرزة إرهابية- في كركوك (فيديو)
-
موسكو تقوم بتحديث وسائل النقل العام
-
قوات كردية تسقط بالخطأ طائرة أميركية بدون طيار في سوريا
-
رئيس الإمارات وملك الأردن يبحثان التطورات الإقليمية
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|