أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعيد الحمد - نهاية عام‮.. ‬إعدام صدام














المزيد.....


نهاية عام‮.. ‬إعدام صدام


سعيد الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 12:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ الصباح الباكر وجدت فضائياتنا فرصتها التي‮ ‬لا تعوض،‮ ‬ومناسبتها التي‮ ‬لا تتكرر في‮ ‬اعدام صدام‮.. ‬وكعادتها وجدت في‮ ‬الاعدام فرصة‮ »‬للعركة والتعارك‮« ‬بين فضائية مؤيدة للاعدام اقامت مهرجانات الفرح،‮ ‬وبين فضائية حزينة على الاعدام نصبت سرادق عزاء للشتم والذم‮..‬ ومع ان اعدام صدام كان النتيجة وكان النهاية المؤكدة عند كل الناس تقريبا الا ان اعدامه تحول فضائيا وعربيا الى قضية مثيرة للجدل،‮ ‬بدأتها الفضائيات وانتقلت عدواها الى الشارع العربي‮ ‬الذي‮ ‬وجد فيها موضوعا‮ ‬يتعارك حوله في‮ ‬زمن عربي‮ ‬تحول هو الآخر الى مجرد ردات فعل عاطفية جياشة تبدأ بقوة صاخبة ثم سرعان ما تنتهي‮ ‬وكأن شيئا لم‮ ‬يكن ابدا‮.‬ اهتمت فضائياتنا واهتم الشارع العربي‮ ‬بردات فعل العالم على تنفيذ الاعدام‮.. »‬ماذا قالت واشنطن ولندن وباريس وموسكو،‮ ‬وماذا قالت الانظمة العربية وكيف رفضت حماس وفتح والقذافي‮ ‬اعدام صدام‮« ‬ولم تهتم فضائية عربية بردة فعل اصحاب الشأن والمعنيين مباشرة بالاعدام،‮ ‬ونعني‮ ‬بهم العراقيين والشارع العراقي‮ ‬بمختلف طبقاته وفئاته وشرائحه‮.‬ الجميع افتى في‮ ‬الاعدام وموعده واسلوبه وتوقيته نهار عيد الاضحى،‮ ‬حتى ظننت ان صدام كان من العُبَّاد الزاهدين الكافّين العافّين الملازمين للجامع‮.‬ والجميع وفي‮ ‬مقدمتهم فضائياتنا التي‮ ‬خصصت ساعاتها الطويلة للحديث حول‮ »‬خبر‮« ‬اعدام صدام لم تذهب بعيدا لقراءة ظاهرة صناعة الدكتاتور وصناعة‮ »‬البطل‮« ‬وصناعة الفرد في‮ ‬تاريخنا‮.. ‬وهي‮ ‬صناعة بقدر مآسيها ونكباتها مازال الشعب العربي‮ ‬يتوق إليها ويتطلع نحوها بشوق معربد بآماله وطموحاته المعلقة والمؤجلة بانتظار‮ »‬بطل‮« ‬يصنعه الخيال الشعبي‮ ‬الواسع ليتحول واقعا الى دكتاتور‮ ‬يحكمه بالحديد والنار‮.. ‬وحين‮ ‬يموت أو حين‮ ‬يقتل او‮ ‬يعدم اذا بالجميع‮ ‬يذرف عليه الدموع مودعاً‮ ‬فيها‮ »‬بطله الدكتاتور‮«‬،‮ ‬متطلعا الى‮ »‬بطل دكتاتور‮« ‬آخر‮.. ‬يعيد فيه سيرة النكبة والنكسة والكارثة والهزيمة‮.‬ في‮ ‬غياب ثقافة المؤسسة او بالادق في‮ ‬غياب الوعي‮ ‬بدور المؤسسة وحكم القانون والمؤسسات نتعلق جميعا بوهم البحث عن بطل عن مخلِّص،‮ ‬ولا مانع بعدها ان‮ ‬يتحول الى دكتاتور دموي‮ ‬ينكل بنا او‮ ‬يقودنا الى الهزيمة،‮ ‬فالمهم هو‮ »‬البطل الفرد‮« ‬فالخلاص الفردي‮ ‬هو أملنا وهو تكوين نهجنا وثقافتنا وفكرنا الذي‮ ‬لم‮ ‬يخرج ابدا الى آفاق ثقافة المؤسسات،‮ ‬ثقافة القرار الجمعي‮ ‬والتفكير الجمعي‮ ‬على خلفية ديمقراطية القرار وديمقراطية الخيار وديمقراطية المسار‮.‬ ولأننا نتعلق بالسطحي‮ ‬في‮ ‬الظواهر وبالسطحي‮ ‬في‮ ‬قراءة الاحداث من حولنا،‮ ‬ولأننا نتوقف عند النتائج ونهمل الاسباب التي‮ ‬قادت اليها‮.. ‬لذلك‮ ‬يبرز ويشتهر اولئك المتسلقون والمنتفعون والذين‮ ‬يعرفون ويجيدون كيف‮ ‬يرقصون وكيف‮ ‬يستثمرون اللحظة والمناسبة والحدث لصالحهم الشخصي‮ ‬الخاص‮.‬ ففي‮ ‬يوم اعدام صدام والابصار العربية والعيون والآذان مشدودة الى الفضائيات،‮ ‬برز بشكل‮ ‬غير مسبوق وفي‮ ‬دعاية شخصية مجانية لم‮ ‬يحلموا بمثلها ولن‮ ‬يحلموا‮ »‬اعضاء هيئة الدفاع عن صدام‮« ‬من خليل الدليمي‮ ‬العراقي‮ ‬وصولا الى بشرى خليل اللبنانية مرورا بنجيب النعيمي‮ ‬القطري‮ ‬ووصولا الى محمد منيب المصري‮ ‬الذي‮ ‬كان اكثرهم تفرغا‮ ‬يوم العيد للخروج على الشاشات والفضائيات وبزهم وفاقهم بكثرة اطلالاته من كل فضائية،‮ ‬وكان تحت الطلب في‮ ‬كل ساعة من ساعات ذلك النهار المدفوع الاجر شهرة ونقدا ونجومية لمن‮ ‬يرددون نفس الكلام‮.‬ هدّد بعثيون مثل ابو محمد‮ »‬بأن العراق سينجب الف صدام وصدام‮« ‬وتمنى ذلك عرب كثيرون‮.. ‬فهل نسأل لماذا نعيد انتاج الدكتاتور‮!!‬
اعلامي بحريني



#سعيد_الحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خسارة على التسامح
- ضد المرأة‮.. ‬أم ضد الاصلاح؟
- ديمقراطية بلا حداثة .. أضغاث احلام
- حوار أديان أم حوار أفكار؟
- كرامتي في دوري و مساواتي
- في إيران , اعتداء صارخ على الديمقراطية المزعومة


المزيد.....




- إسرائيل: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل اختراق المجال الجوي ...
- الدوري الإنكليزي: ليفربول يتفوق بثلاثية على ليستر سيتي ومانش ...
- تونس: هجوم بسكين على عنصر أمن نفذه شقيق مشتبه به في قضايا إر ...
- مقتل عنصري أمن في اشتباكات بحمص بين إدارة العمليات العسكرية ...
- نتنياهو يضع عقبة جديدة أمام التوصل لصفقة تبادل للأسرى
- زلزال عنيف يضرب جزيرة هونشو اليابانية
- موزمبيق.. هروب آلاف السجناء وسط أعمال عنف
- الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق ...
- البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
- مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعيد الحمد - نهاية عام‮.. ‬إعدام صدام