أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - الحرب و الحرث














المزيد.....

الحرب و الحرث


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 22:50
المحور: القضية الفلسطينية
    



الحرب :
لو أردنا توصيف الحرب الدموية و التدميرية التي اندلعت في السابع من تشرين أول , أكتوبر 2023 ، انطلاقا من قطاع غزة ، هذا السجن الإسرائيلي الممتد على مساحة 360 كلم² ، لتجميع ازيد من مليوني فلسطيني ، وصولا إلى لبنان ثم إلى سورية و ربما إلى ما بعدها ، ليس استنادا إلى رغبات و طموحات الأفرقاء المتحاربة وإنما إلى المعطيات التي تبلورت و التي يمكن على الأرجح أن تتحقق في سياق السيرورة المستمرة حتى الآن ، بعد عام و نيف على ابتدائها ، ينبغي أن نتلمس العناصر المميزة لها من خلال ما تناهي إلى العلم عن الوقائع و التصرفات و الخطط التي اتبعتها الأطراف المتحاربة :
ـ نجحت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في اليوم الأول للحرب ، في تنفيذ عملية هجومية أذهلت القوات الإسرائيلية المرابطة في محيط السجن ، حيث تمكنت من الاشتباك معها و أسر العديد من أفرادها ، بالإضافة إلى دخول بعض المستوطنات و القتال فيها ضد الجيش الإسرائيلي . نجم عنه سقوط قتلى من الطرفين ، و أخذ رهائن من المستوطنين إلى داخل السجن . كانت مطالب المقاومة واضحة . تتلخص بوقف إطلاق النار ، تبادل الأسرى لدى الطرفين ، حصانة الأماكن الدينية و رفع بعض القيود عن حركة السجناء خروجا و عودة إلى القطاع .
ـ كان موقف الإسرائيليين عكس ذلك كليا ، حيث أعلنوا عن خطة عنصرية من أجل اجتثاث "خطر الفلسطينيين " بما هم في نظر " الإسرائيليين " حيوانات بشرية ، بجميع الوسائل من ضمنها استقدام قنابل أميركية خاصة لهذه الغاية ، و القنبلة الذرية كما اقترح أحد الوزراء . فرفض طلب و قف أطلاق النار و منع وصول الغذاء و الماء و المحروقات و ضربت المستشفيات و المدارس و عطلت أعمال وكالة غوث اللاجئين و دمرت الأبنية السكنية و قصفت معسكرات التجميع و الفرز. عملا " بخطة هانيبعل " ، بغية جعل قطاع غزة غير صالح للعيش . مجمل القول أن الإسرائيليين طبقوا بنودا من خطة تحاكي خطة النازيين في أوروبا في سنوات 1933 ـ 1945 .
ـ اللافت للنظر بصدد هذه المأساة هو أن دول أوروبا الغربية و الولايات المتحدة الأميركية تشارك في تطبيق هذه الخطة الإسرائيلية و تتبنى مستنداتها الأسطورية و العرقية و تشرِّع حق الإقصاء و الإلغاء و الإبادة استعادة للمدى الحيوي .
ـ من البديهي ان شبه الدولة في بلدان المشرق العربي دون استثناء عاجزة بالمطلق ، عن التصدي للقوى الغربية في إطار الخطة المشار إليها ، و عن قيادة مقاومة شعوبها في إطار دفاع هذه الأخيرة عن النفس . فمن هنا على الأرجح تولّد رضوخها و استعدادها للاضطلاع للقيام بدور الوكالة لصالح تلك القوى


الحرث :
مهما يكن فإن هذه الحرب لن تحسم في أغلب الظن الصراع على المدى الحيوي الذي تدعي القوى الغربية حق الهيمنة عليه و رسم حدود أقاليمه و احتلاله بذرائع التوبة و الخرافات القديمة و النسب إلى أقوام قدماء ، لكنها أثبتت أمورا لا مفر من أخذها بعين الاعتبار ، في تفكرنا و مراجعاتنا ، من الآن فصاعدا . بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، تحقق من و جهة نظرنا ، خلال هذه الحرب حرث نكتفي هنا بالإشارة إلى بعض علاماته ، لا سيما أن الحرب لم تضع أوزارها بعد :
ـ مضى على ابتداء الحرب أكثر من عام . قد يكون هذا الأمر نتيجة لصلابة المقاومة ، على عكس التجارب السابقة ،و قد يكون أيضا دليلا على حجم المشروع الاستيطاني .
ـ غابت عن هذه الحرب جيوش شبه الدولة في المشرق العربي ، التي شاركت في الماضي في الصراع تحت عنوان القضية الفلسطينية الذي كان يحسم عادة لصالح القيادة الصهيونية خلال أيام أو أسابيع قليلة ، ناهيك من أن جيوش هذه الأخيرة تكبدت في الحرب الحالية خسائر لم تعهدها من قبل .
ـ فقدت دول الغرب في هذه الحرب ، كل شيء تقريبا او بالأحرى كل أقنعتها ، حيث ظهر أنها ما تزال مدفوعة بالجشع الوحشي و أنها تميل للحرب استعمارا و إبادة ، حيث لا تتورع عن اللجوء إلى الأساطير و التمييز العنصري ، و اختلاق السرديات ، و انتهاك الأعراف و القيم و القوانين .صدق شاعر المارتنيك ، النازية ما تزال في ذهنية الحاكم في دول الغرب
ـ أحيت المقاومة القضية الوطنية الفلسطينية التي كان كثيرون ينتظرون إعلان وفاتها ، لدفنها نهائيا .
ـ أظهرت المقاومة في لبنان أنه إذا غابت القضية الوطنية او إذا كان المجتمع الوطني متفسخا ، تمكن الغزاة من مقاتلة المقاومة على حدود البلاد و في داخلها .






#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجمات شُرَطية !
- القانون هو ما تقتضيه مصلحة الشعب الالماني !
- النازية و الصهيونية !
- التطهير العراقي وسيلة لإستعادة الأهلية !
- الناس البشريون و الحيوانات البشرية !
- المجتمعات المفككة
- حرب هتلرية !
- مقاليع داوود و القرابات الإبراهيمية !
- التوافق على سحق غزة
- انتفاضة السابع من اكتوبر ضد قطاع الطرق
- آخر حلقات الحرب في لبنان !
- الكتابة في زمن الحرب !
- الحرب بالنقاط و الحرب بالضربة القاضية !
- التناقضات بين السلطة في شبه الدولة العربية و شعبها !
- الحرب الهانيبالية الإسرائيلية 2
- الحرب الهانيبالية الإسرائيلية
- المستعمر العنصري إستئصالي !
- القيادة الصهيونية و الفرد - العربي- في فلسطين !
- النزوع عن النازية !
- تلازم الحربين في أوكرانيا و فلسطين


المزيد.....




- توغل إسرائيلي شمال خان يونس، ومقتل العشرات في غارات جوية
- تعليق الدراسة بسبب انقطاع الكهرباء في كوبا
- القاهرة.. منتدى لخريجي الجامعات الروسية
- وفد أوكراني يلتقي مستشار ترامب المستقبلي
- وسائل إعلام فرنسية: ميشيل بارنييه سيقدم استقالة حكومته الخمي ...
- الولايات المتحدة تهدد بفرض عقوبات على جورجيا بسبب قمع الاحتج ...
- فيتنام.. مقتل 12 جنديا في انفجار خلال تدريب عسكري
- بعد زلزال دمياط.. رئيس البحوث الفلكية في مصر يوجه رسالة حاسم ...
- شولتس يؤكد مجددا عدم السماح لكييف بمهاجمة عمق روسيا بصواريخ ...
- تحذير.. أحد مكونات العطور قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة!


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - الحرب و الحرث