لجنة التنسيق في لقاءها التشاوري

حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 11:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

سيعقد في مدينة هامبورك الألمانية يوم 07 / 01 / 2007 اللقاء التشاوري الدوري للجنة التنسيق للجالية العراقية في جمهورية المانيا الأتحادية’ بالتأكيد سيعتصر الوافدون آخر ما لديهم من امكانيات مادية تلبية لرغبـة المشاركة ولقاء بعضهم هناك حيث ثمـة اشئلة وتسائلات في مخيلة الجميع يرغبون تبادلها مع بعضهم .
لجنـة التنسيق للجالية العراقية ’ التي تشكلت على اثر اللقاء التشاوري في برلين بتاريخ 10 / 09 / 2006 ’ ما كانت ولادتها سهلة .. كان مخاضاً كثير الأوجاع والتحديات والمتوقعة اصلاً .
ــ لماذا تشكلت ( ولدت ) لجنة التنسيق للجالية العراقية في المانيا ... ؟
ـــ ما هي الأنجازات التي تحققت من عمرها القصير ... ؟
ـــ ماذا سينتظر المشاركين من مهام واهداف على اصعدة النشاط الوطني الديموقراطي الأجتماعي وكذلك المهني والنقابي ... ؟
1 ــ ولدت لجنة التنسيق كرد فعل واع ورفضاً قاطعاً لتجربة سلبية مكلفـة رافقت النشاط الجماهيري منذ بداية الستينيات والى يومنا هذا ’ حيث اختلطت خطأً المهمات والمصالح المرحلية الملحة ــ النقابية والمهنيةــ للحركة الجماهيرية مع الأهداف المستقبلية للأحزاب والطوائف والقوميات ’ وفقدت جوهرها داخل الهوس الأيديولوجي ’ فتمزقت الحركة الجماهيرية عموماً خلف برامج وولاءات واستقطابات ودخلت في متاهات وصراعات مع ذاتها ’ فهناك اكثر من اتحاد للطلبة والشبيبة ’ واكثر من منظمة نسائية ونقابات عمالية وجمعيات فلاحية وروابط وتجمعات ثقافيـة ’ موزعة الأنتماء والولاء والتمترس ’ جميعها تتنافس وتتصارع وتتناطح ضعفاً وانهاكاً وشراسة خارج دائرة الهم المشترك مهنياً ووطنياً واجتماعياً مستنفرة مفتقرة لأبسط اولويات الخلق الديموقراطي.
تلك المنطلقات والتوجهات والقناعات الظارة فرضت على مسيرة ونهج الحركة الجماهيرية والنقابية والحقت الأذى بها ’ وقد دخلت مع الأسف منعطفاً خطيراً ’ خاصة بعد ان اصبحت الأطراف والكتل السياسية اخيراً جزاءً من مشروع التحاصص داخل فوضى ومجهولية افاق العملية السياسية الراهنة ’يتمثل ذلك بالتدخل غير المحتشم في شؤون التشكيلات الفتية لمنظمات المجتمع المدني ’ ومحاولة احتوائها او محاصرتها وتهميشها والغاء دورها ’ ووصل الأمر حـد السطو على بعض المنظمات الأنسانية بطريقة ابتزاز بدائية مرفوضة اجتماعياً واخلاقياً ’ مثال ما حدث في برلين حيث تجمعت الأضداد على سطح اللاخجل وجمعوا اغراءً بطانة تحت الطلب من ممتهني القال والقيل وزمر التشهير والأساءة وفبركـة الأكاذيب’ واقدموا بلا حياء على سرقة ــ منظمة الدفاع عن ضحايا النظام البعثي ــ ووضعوها تحت الأبط وخنقوا انفاسها وتركوها عاجزة في اروقة الهموم الشخصية والفئوية ’ الى جانب تكرار سلوكية فتح الأضابير الوهمية بغية التطاول على بعض الرموز والشخصيات الوطنية والنقابية والمهنية المستقلة .
هذا النهج المرير وتلك السلوكية الظارة ’ رفضته لجنة التنسيق بعد ان تشكلت على اساس الموضوعية والأستقلالية والحرص للأحتفاض بأكثر من خيط مبدئي مع الذين قد يستيقضوا على متغيرات الواقع الأصيل ويخلعوا الثوب الممزق لتجربة الماضي المرير .
2 ــ رغم قصر عمر لجنة التنسيق للجالية العراقية ’ استطاعت ان تنجز بعض النشاطات المثمرة ــ والغير كافية من وجهة نظرها ــ لكنها تبقى في جميع الحالات شي في اليد .. نشاطات اجتماعية تعزز الأخاء والتآلف بين ابناء الجالية ’ واخرى لأحياء ذكرى ضحايا وشهداء اهلنا كثقافة وطنية تضاف الى ذاكرة العراقيين وانعاش تقاليدنا الأجتماعية في اللقاءات الأخوية والتضامنية في المناسبات الوطنية والأنسانية ’ واخرها يوم التضامن مع اشقائنا في العراق ابناء الشريحة النبيلة الكرد الفيليين وتبني مطاليبهم ورفع قضيتهم العادلة .. وكذلك تبنت بقوة وحيوية مشاكل اللاجئيين السياسيين واستطاعت تقديم الكثير من المساعدات وتذليل صعوباتهم وتأمين مستقبلهم ’ واخيراً وليس آخراً الأستعدادات النشيطة ليوم اللقاء التشاوري الدوري الموسع لأبناء الجالية العراقية على عموم جمهورية المانيا الأتحادية والذي سيعقد في مدينة هامبورك الألمانية في يوم 07 / 01 / 2007 ’ الى جانب كل ذلك مواصلة اللقاءات والأتصالات التشاورية وتبادل الأراء والخبر ووجهات النظر بين اعضاء لجنة التنسيق ’ ورغم كل ذلك ومن منطلق الحرص وشحذ الحيوية ’ تضع لجنة التنسيق نفسها في زاوية التقصير لتوقض وتستنفر آخر ما تستطيعه من جهود ونشاطات مثمرة .
3 ــ اللقاء التشاوري القادم في هامبورك وخاصة اعضاء لجنة التنسيق وجميع المشاركين ’ ينتظرهم الكثير من المهام الحيوية ’ في مقدمة ذلك ترشيد واغناء التجربة ودفعها خطوات ثابتة الى الأمام .. نشاطات .. انجازات اضافية وصيغ تنظيمية .
على المشاركين ان يحددوا اهدافهم على ضوء القناعة الراسخة بجدوى تجربتهم .. ويرسموا خطوطاً واضحة لنشاطهم المستقبلي المشترك .. يقدروا تماماً حدود امكانياتهم لمواصلة العمل داخل اجواء قد تكون غير صحية احياناً .. ويدركوا ايضاً ان الأوضاع بمجملها تتطور لصالح العمل الوطني الديموقراطي والنقابي المهني المستقل .. وان تراكمات وسلبيات الماضي غير قليلة ومربكة ايضاً وان رموز الأنتكاسات والهزائم والأحباطات ’ احزاباً او تكتلات او تيارات ’ بمجملها عنيدة قليلي المرونة حـد الأنكسار .. وعلى التجربة الجديدة لنشاط منظمات المجتمع المدني ان تتجاوز تلك العوائق بقدر الأمكان ولا تشغل نفسها وتبدد طاقاتها في التوقف عند حواجز ردود الأفعال .
على المشاركين ايضاً ’ ان لا يحاصروا طاقاتهم ومبادراتهم في حدود المدينة والعلاقات الشخصية’ بل يحاولوا دائماً وبفعالية فائقة على تجاوز واقعهم وفتح الأبواب واسعة امام العمل المشترك على عموم المدن الألمانية وفتح قنوات التفاهم والتنسيق وتبادل الخبر والتجارب في اجواء من الصداقة والمودة ونكران الذات والتمسك بعروة النشاط الأيجابي المستقل مشتركاً ’ ليكن نموذجاً رائداً لعموم ابناء الجالية العراقية في الخارج .
واخيراً .. على المشاركين في اللقاء التشاوري في هامبوك ’ ان يدركوا حقيقة كونهم جزاءًً حيوياً رائداً من البديل الوطني الديموقراطي على صعيد الحركة الجماهيرية والذي ينموا الآن عراقاً جديداً .
02 / 01 / 2007

#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات