أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الرحمن سليمان - اعدام صدام : الضحية والجلاد














المزيد.....

اعدام صدام : الضحية والجلاد


عبد الرحمن سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 12:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هاهو الجلاد يشبه ضحاياه في رقدته الاخيرة ، بل ربما كانت رقدته الاولى والوحيدة التي يرقدها بسلام وتصالح مع ضحاياه بعد 69 سنة من عمره البائس والملغوم بالقسوة والعنف والدسائس والمخاطر والمخاوف ( الحسابات الدقيقة ) ، لمن يتذكر خطاباته الاولى يوم كان نائبا ، والتي لم يستطع أن يتحرر منها حتى الموت ، حتى أمام اللحظة الاخيرة ، ظل ( الخائف الابدي ) صدام حسين في صراع مرير يتحايل فيه على خوفه ويتحاشاه وينكره ، بعد أن تمكن منه ، ليلة القبض عليه في حفرة العنكبوت ونقلتها العدسات الخارجية ، لتظهر لعالم العقل والتحليل ، صورة ذاك النرجسي المستهلك ، على حقيقته المرة ، وحتى المهينة بصورة تجاوزت فيها الاهانة حدود الفرد ، تلك الصورة التي لصقت أكثر من غيرها من الصور التي تلتها ، في ذهن العالم الخارجي والتي تطابقت تماما لما يتصوره في اللاوعي الجماعي السائد عن طبيعة الحكم والحكام والمحكومين في بلدان ( تجمعها الطبول وتفرقها السياط ) كما يعتقدون في الاغلب الاعم
حقا أن تلك الصورة التي ظهر فيها منسجما ولاول مرة مع ذاته والتي حاول بكل ما أرتكب من جرائم لاتحصى ، طيلة حكمه، بحق شعبنا المنكوب ، أن يخفيها ويرحلها نفسيا على مجتمع بأكمله ويخلق منه شبيها لاعماقه الداخلية ، كانت صورته هو ولاتلتقي في خطوطها وملامحها العامة ( وان التقت في بعض من تفاصيل ) مع صورة العراق والعراقي ، صورة المذهول والمرعوب والحائر والمشعوذ والذليل الذي يدعي الجبروت ويدعو للفروسية والتحدي ، والذي يسمي الانهار والجبال والشوارع والمدن والمطارات والولادات الجديدة باسم واحد عنوانه : الكذب
، لنكن عقلاء ، ان لم نستطع أن نكون منصفين في فترة أحوج ما يكون فيه عراقنا بحاجة للتحكم بالعقل ، هل تشبه هذه الصورة التي يحملها العالم عنا شهامة العراقي السني وبسالته وحتى بساطته التي عايشناها سوية طيلة قرون ؟ أم تشبه تضحيات العراقي الشيعي وحزنه العميق والدفين وطيبة قلبه وتسامحه ؟ أم تشبه العراقي الكردي في كرمه وحكمته وشموخه الذي لايشبه الا شموخ الجبال ؟ أم تشبه أخلاق وسجايا مكونات الشعب العراقي الاخرى التي عرفت دوما بميولها المسالمة وحبها الازلي للعراق ؟
السياسيون العراقيون ، أخطأوا ، يوم كان ينبغي أن ينتهي فيه صدام حسين ، شخصا ورمزا بالصورة التي قبض فيه عليها ، والعراقيون أيضا أخطأوا حيث لم يظهر فيهم " ثائر رومانسي وربما مجنون أكثر عقلا من عقلاء البرلمان " يطلق رصاصة الرحمة على الذي أختلفنا حوله حيا وميتا
ولكن العقل يقول أيضا ، أن السياسة من أكثر الحقول عرضة للخطأ ، وفي هذه الفسحة يمكن أن يلعب المهرج والتاجر والخائن ، كما يمكن أن يلعب المخلص والوطني دوره في لعبة الاخذ والعطاء على هذه الارض التي لاينبغي أن تبقى والى الابد ، ساحة مفتوحة للغزاة والفاتحين لتمرير مآربهم ، يدمينا ويخنقنا فيها أبناء جلدتنا المجانين لدرجة تصل حد الكفر وحد الاستنجاد بطوق النجاة حتى وان جاء من قبل القراصنة
الامريكيون جاءوا للعراق بمشروع مدروس ومتكامل ، وان أخطأوا في الكثير من التكتيكات التي لا ولم تكلفهم الكثير لحد اليوم وخصوصا على صعيد مواجهة الارهاب الذي أستحدث أسلوبا في المواجهة العسكرية ( المفخخات البشرية ) والتي لم تستطع دولا أكثر قوة وا ستقرارا مثل اسرائيل مثلا أن تجد حلا عسكريا مضادا لها ، ولحين العثور على ذاك الحل المناسب، لم تكن الخرابة العراقية سوى أفضل الاماكن ، لحين مايقدر الله لهم من حلول أخرى وخصوصا أن خرابتنا غنية بالثروات وقادرة على دفع التكاليف ومخترقة منذ فترة الحصار في كل مؤسسات الدولةـالعشيرة ، رغم ادعاءات النظام المعروفة والتي كانت يقظة في احصاء أنفاس العراقيين وساذجة في ( حساباتها الدقيقة ) تجاه ما يخطط لها من الخارج ، والتي ظلت مخططاتها رهن الادراج منذ ما أسموه حينه بخطة تحرير العراق بانتظار اللحظة السياسية المؤاتية للتدخل والتنفيذ ، لست من انصار نظرية المؤامرة ولابأس أن تتخلص الشعوب من جلاديها بمعونة الخارج ان سنحت فرصة تاريخية لتقاطع المصالح ولسنا أول تلك الشعوب ولا اخرها ولكني لا أستطيع أن أفهم أسرار هذه المجاراة السياسية العراقية في توقيت كل شيء وفقا لاجندتهم ، هذا مجرد مثال بسيط ، أما واقع ماجرى ، فهو بدون شك ، أكثر تعقيدا مما يستوعبه هذا المقال ، وسيظل عصيا على الفهم ، في ظل الغياب المستمر للمؤسسة ، وما يساهم ومن يعرقل نشوءها ، لكي لا يتم مراجعة الذات الجماعية ولا يمكن تجاوز اخطاءها القاتلة وايجاد السبل اللازمة لمعالجتها ومنع تكرار ظواهرها في جميع مجالات الحياة ، ثمة الكثيرون والكثيرون ممن اجتمعوا سرا بدون اجتماع ، على ذبح العراقي وأول من يرفع عقيرته حزنا ونواحا وكذبا عليه ، هم قتلته الحقيقيون وكان دوما هذا العراقي الطيب القلب بمثابة قربان على مد العصور للانذال من كل حدب وصوب ، كما كان دوما قارئا مبتدأ وحزينا لكل ما يقال ، وهو الذي علمهم أولى حروف الكتابة
هذا هو بعض من عالم اليوم ياأصدقائي ، بخيره وبشروره الكثيرة ، ولكل بلد وامة وتاريخ ( صداما ) ظهر واختفى وعرفوا جيدا كيف يخفوه
لنتمنى جميعا ، عاما سعيدا وجديدا للعراق



#عبد_الرحمن_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع السيد سفيان الخزرجي مرة أخرى
- ماالذي يمكن لعراقيي المهجر فعله حقا في المرحلة الراهنة ؟
- محنة الخطاب السياسي في العراق
- المرأة:نصفنا الذي ننكر
- حديث أقل كذبا
- كل ديموقراطية وأنتم بخير
- العدالة بين صدام حسين وكمال سيد قادر
- ما بعد الانتخابات العراقية
- عقلية النهب السياسي


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الرحمن سليمان - اعدام صدام : الضحية والجلاد