|
كيف أدمن الصهاينة انتهاك الشرعية-6
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 11:02
المحور:
القضية الفلسطينية
هذه واجهة الحضارة الامبريالية
حين هبطت الصهيونية على ألأرض الفلسطينية وعد زعيمها، هيرتزل، أن دولته ستكون واجهة الحضارة امام البربرية. الغرب هو الحضارة والشرق، خاصة العنصر العربي هو البربرية. وبعد رحيل هيرتزل بثلاث سنوات عاب الناقد الأدبي الصهيوني، كلاوزنر ،على الكتاب الصهاينة الترويج للتعايش مع العرب، أو الاندماج بهم او مساعدتهم كي ينهضوا؛ قال ان اليهود عاشوا الفي عام وسط أناس متحضرين(أظنها حضارة اللاسامية والبوغروم لليهود!) ولا يجوز ان يتعايشوا أو يندمجوا في مجتمع أشباه متوحشين (يقصد العرب) ؛ وإذا كان لا بد من الاندماج فليكن مع متحضرين. من قسمات الوجه الحضاري مجازر الرجال في القرى التي تغزوها الميليشيات. في أكثر من قربة سيطرت عليها الميليشيات يجمع الرجال في ساحة القرية ، ويتقدم جندي ، غالبا ما يكون عنصر مخابرات، يسلم ورقة لرجل مغطى رأسه بكيس داخل سيارة، تبين انها تضم أسماء أفراد من القرية. يمر الرجال أمام رجل الكيس ويؤشر على البعض ممن ترد أسماؤهم بالورقة، وينحّون جانبا. بعد الانتهاء من العرض يؤمر الرجال المفروزون بالتحرك الى حيث يعدمون رميا بالرصاص. الأسماء بالورقة أعدت قبل سنين على ايدي فرق من "جوالة مشيا على الأقدام". غير ان المعلومات المجمعة، كما سيتببن، يستحيل الحصول على بعضها بواسطة "جوالة مشيا على الأقدام" تجوب القرى الفلسطينية؛ لكن المعلومات المجمعة عن القرى تقتضي جماعات او فرق تقيم بالقرية تحمل أسماء مستعارة وبمبررات مموهة. ربما كانت اول دراسة أنثروبولوجية عن الريف تتم في فلسطين من إعداد جنود الوكالة اليهودية، يورد كتاب "دولة الإرهاب.." تفاصيل الحكاية: كان من الضروري لخطط الوكالة اليهودية على المدى البعيد ان تحصل على معلومات دقيقة شاملة عن المناطق "العربية" وتحقق لها ذلك بتشكيل فرق للمراقبة تتظاهر بأنها " جماعة من المتنزهين" او " السياح الذين يتجولون مشيا على الأقدام". ويبدو من وصف مبكر لهؤلاء كتبه البريطانيون عام1942 انهم لم يكونوا على وعي بالهدف الحقيقي لهؤلاء الجوالة. بدأ تنفيذ الفكرة عام 1937. تتشكل فرق من اليهود تضم رجالا ونساء وطلبة للقيام بجولات واسعة المدى مشيا على الأقدام، كثيرا ما تجري عبر المناطق العربية...."(92) كانت الصور التي يلتقطها " المتجولون" تعالج في مختبر للصور يعمل في الظاهر على انه شركة ري، اما رسم الخرائط فكان يقوده شخص تابع للجامعة العبرية يعمل في مجال الطوبوغرافيا، وعمل أيضا رسام خرائط للبريطانيين. وتضمنت المعلومات التي جمعوها عن كل قرية طوبوغرافيتها وطرق الوصول اليها وميزات أراضيها وينابيعها ومصدر دخلها الرئيس، وتركيبتها الاجتماعية والسياسية، وانتمائها الديني، وأسماء زعمائها، وأعمار افرادها ودرجة عدائها للمشروع الصهيوني- (والمشاركون في ثورة الثلاثينات) كل ما كانت تدعو اليه الحاجة لمعرفة " أفضل الطرق لمهاجمة" القرى وفقا لكلمات أحد "الجوالة". وتوسعت التفاصيل لتشمل الفلاحة والزراعة وعدد الأشجار ونوعية بساتين الفاكهة، ومعدل ملكية الأر اضي للعائلة الواحدة، وعدد السيارات، وأسماء مالكي الدكاكين والعاملين بالورش، وأسماء أصحاب المهن والمهارات التي يتقنونها. وعندما حل العام 1948 كان لدى الجيوش الصهيونية صور وخرائط وإحصاءات دقيقة عن القرى والقرويين المراد محوها ومحوهم"(والكلام للمؤلف ،الكاتب البريطاني توماس سواريز). كما أد الفرق مهمتين إضافيتين: إذ مكنت المعلومات التي جمعتها من قيام الهاغانا بهجمات تدريبية على القرى الفلسطينية، كما موهت عملياتها الحركات العسكرية من مستوطنات التدريب العسكري المخفية وإليها، من أمثال أييليت هاشاهار، وقد اكتشفت ثلاث فرق تجسسية من هذا النوع وهي تتجسس على قرى فلسطينية في الأسبوع الأول من شهر فبراير 1944"(107) ازداد عدد "رحلات الاستكشاف" اليهودية مع ازدياد الأعمال الإرهابية. يلاحظ ان لكاتب يمضي مع الأيام في بحثه بين وثائق المخابرات البريطانية والأمريكية ووثائق أخرى فقد أوقف ثمانية وعشرون مستكشفا من مستعمرات إيمك وهم يستكشفون الأراضي الواقعة شرقي جنين يوم 23 أكتوبر، وتبعهم بعد خمسة أيام فريقان يضمان ما مجموعه ثلاثون مستكشفا. وجرى تسجيل فرق استكشاف أخرى من قبل دوائر المندوب السامي في نابلس، حيث لوحظت كاميراتهم وقنابلهم المضادة للأشخاص. واعتقل الجيش العربي عددا آخر من المستكشفين في منطقة الجليل"(117) تضاعفت رحلات الاستكشاف مشيا على الأقدام، وأدرك البريطانيون انها "تنبئ بمزيد من التوسع والاستيطان". وقال تقرير من نابلس ان " المخاوف قد ثارت من تصرفات مجموعات كبيرة من هؤلاء المستكشفين"...بينما كانت نابلس تنقل اخبار التجسس في الشمال ذكرت دائرة المندوب السامي في غزة مزيدا من رحلات الاستكشاف هذه في الجنوب.."(128) وعندما صد هجوم على معسكر الجيش العربي (وحدة أردنية وجدت بفلسطين) في جبل كنعان تبين ان المهاجمين جاءوا من مستعمرة بيريا. وقد وجد البريطانيون، الى جانب المخزون المتوقع من الأسلحة والمتفجرات، كمية من الوثائق تضم " معلومات وافية عن القرى العربية عن عدد السكان ومصادر الماء وعدد الماشية فيها "، فضلا عن عدد كبير من الرسوم والخرائط والملاحظات عن الأحواض والآبار والجسور ومراكز الشرطة واعمدة التلغراف وارتفاع الأسيجة والمعلومات الطوبوغرافية ..."(153). تثبت هذه المعطيات عن أنشطة الوكالة اليهودية وجود خطة معادية للقرى العربية بفلسطين، حيث لا قيادة ولا أسلحة وولا خبرات قتالية كالتي تملكها الميليشيات اليهودية. عمليا كان بن غوريون على ثقة تامة بأن تنجح خطة الصدام المسلح في الاستيلاء على فلسطين التاريخية جميعها. شاركت الهاغانا في الحملات العسكرية ضد الثورة الفلسطينية في الثلاثينات. فقد هيئ للهاغانا الضابط البريطاني، الميجر وينغيت، المتعاطف مع المشروع الصهيوني. أحدث الضابط البريطاني تحولا في العقيدة العسكرية للهاغانا؛ إذ دفعها للهجوم بدل الانتظار، واصطحب وحداتها في مهمات تعقب الثوار الفلسطينيين على الجبال كما كتب يغئال ألون في سرديته عن إنشار الجيش الإسرائيلي.. وهذا ما أكسبها خبرة قتالية ومعرفة بطوبوغرافية فلسطين. وحين شرعت الهاغانا مع المنظمتين الإرهابيتين ـ الإرغون وليهي - العمليات الإرهابية كانت تمتلك خبرة مكنتها من التفوق على المنظمتين. في الفصل الثامن " إسرائيل بلا حدود" (على صيغة أطباء بلا حدود، لكن منزوعة الأهداف الإنسانية) يقول المؤلف، توماس سواريز " لوعينت حدودا لدولة إسرائيلية، مهما كانت، وضمنتها الدول الكبرى، فلربما عاد السلام الى المنطقة"(317). غير ان تقريرا لوكالة المخابرات المركزية كتب بعد أحد عشر شهرا على إعلان الدولة، أورد " لا يتحرج الزعماء الإسرائيليون الآن من التعبير، وإن بشكل غير رسمي عادة، عن مطالبتهم بامبراطورية تتوسع باستمرار، وحدودهم الحالية (خط الهدنة وليس قرار 181) ليست في نظرهم سوى موطئ قدم. (315) وهنا كمنت مأساة الكونت برنادوت، الوسيط الأممي، مثل مأساة لورد موين، وقف كل منهما بجانب "البربرية"، عقبة في طريق توسيع حيز "حضارة" الاستعمار الاستيطاني. رأى الكونت برنادوت، أول وسيط دولي عينته الأمم المتحدة، ان الفلسطينيين المطرودين من ديارهم "سيكون ما ينافي مبادئ العدالة الأساسية أن يحرم هؤلاء الضحايا البريئة من حق العودة الى بيوتهم، بينما يسمح لليهود المهاجرين بالتدفق الى فلسطين". جلب على نفسه حقد الصهاينة. بصدد القدس لم يخف الوسيط الدولي رغبته في جعلها منزوعة السلاح وفقا للقرار 181. وجهت تهديدات مكشوفة لبرنادوت؛ " نحن نحذر مراقبي الأمم المتحدة، جنرالات برنادوت وموظفيه وجنوده الذين قد يرسلون لنزع سلاح القدس ولإقامة إدارة غير يهودية فيها-هذا غير ممكن ولن يكون". شكلت ليهي "جبهة أرض الأجداد" بعد ان فرغ برنادوت من وضع برنامجه لإحلال سلام فلسطيني –إسرائيلي. اغتالت برنادوت بمعرفة ومباركة الجيش. عبرت الحكومة عن اسفها لاغتيال برنادوت في العلن؛ لكنها لم تجر اي تحقيق في الجريمة. كان الاغتيال الأشهر بأيدي الصهاينة (والدليل على تحضرهم). حدث الاغتيال في شارع مزدحم لكن شرطة اسرائيل لم تطوق المكان إلا بعد24 ساعة من وقوع الجريمة، ولم تحقق مع شهود."(304) كان المفروض ان تبقى خطة برنادوت طي الكتمان الى ان تعرض على الهيئة العامة للأمم المتحدة؛ لكن عندما اغتيل برنادوت كان بن غوريون قد حصل بواسطة شخص أميركي كان على صلة به على نسخة من الخطة. كان القاتل هو اسحق شامير، وساعده ناثان يلن - مور مهندس الاغتيالات سيء السمعة وأصبح عضو كنيست، وصار شامير رئيس الحكومة. من التبريرات المستخفة بالعقول وتنم عن غطرسة ان بيغن ببساطة وجد المبرر لاغتيال برنادوت ، ملقيا المسئولية على الأمم المتحدة لأنها لم تعط فلسطين بكاملها مع شرقي الأردن للصهاينة عام 1947، ما جعله مطلوبا لمنظمة ليهي للتخلص منه. زار بيغن الولايات المتحدة وانتقد برنادوت الذي اغتيل بسبب محاولته تقييد السياسة التوسعية الإسرائيلية. كما انتقد اينشتين لأنه مع 21 أكاديميا ومفكرا يهودي هاجموه متهمين إياه بانه يدعو صراحة الى إنشاء دولة فاشية" [نشروا بيانا في نيويورك تايمز بمناسبة الزيارة حذر الأميركيين من استقباله]. ومبرر اٍخر لمجزرة دير ياسين؛ فلدى إثارة موضوع دير ياسين رد بيغن بأن "جريمة" القرويين قاوموا عندما غزتهم منظمته، الأرغون. علما ان الضحايا صرعوا داخل بيوتهم وزار مندوب الصليب الحمر الضحايا داخل البيوت. .... أعلن بن غوريون، اثناء وجود بيغن في نيويورك، ان إسرائيل لن تعترف بالقرار 181؛ أعلن تنديده بأي توافق مع الأمم المتحدة، وحذر من اندلاع موجة إرهاب جديدة ان بقيت القدس منطقة دولية. (309). فبلت عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة في 11مايو 1948، على رغم سلوكها " الوحشي" وتحديها للأمم المتحدة؛ لكنها نكثت بوعودها بالالتزام (من جملة الوعود قبول عودة اللاجئين) بعد اربع وعشرين ساعة ،إذ نقلت مكاتب الحكومة الى القدس مباشرة بعد منع الأمم المتحدة هذا الأمر"(318) تطلب نجاح الرواية الصهيونية محو مئات القرى الفلسطينية.. زرعت إسرائيل فوق رمادها اشجارا، او بنت مستعمرات حملت أسماء جديدة ذات صبغة توراتية. (322) اتخذ مجلس الأمن القرار رقم 194 يقضي بعودة اللاجئين الى ديارهم؛ ردت إسرائيل بأن "قتلت في سنواتها الأولى نحو خمسة آلاف فلسطيني حاولوا العودة"(328) داست قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود مع الأردن وهاجمت بالضفة الغربية قرى قبية ونحالين ويالو وريف طولكرم وشرفات قرب القدس. وفي الساعات الأولى من 9 فبراير1951تسللت دورية مسافة كيلومترين داخل الأراضي الأردنية وقتلت من صادفتهم، رجلا وابنه وابنته. مآسٍ عديدة انزلتها بالفلسطينيين وحدات من جيش إسرائيل "تعطينا فكرة عن حاجة الدولة الإسرائيلية الى تهديد خارجي ملموس، والى إرهاب يخدم سياستها التوسعية"(340) لا تتحرج إسرائيل في انتهاك الهدنة بلبنان في الوقت الراهن بعد صدور بيان وقف إطلاق النار؛ اعتادت منذ بداياتها حمل القانون بأيديها ومارست " الانتقام "، مزدرية لجان الهدنة المشتركة. بحق وجه السؤال للممثل الإسرائيلي: "لماذا يجعلون من الصعب على الهيئة المختلطة للهدنة ان تتحقق من ادعاءات إسرائيل؟" في 4 ديسمبر اختفت ليا غستنغر، وبعد 22 يوما اكتشفت جثتها في كهف. منعت الأمطار من تقصي الأثر، ولفقت التهمة اوتوماتيا ضد "متسللين عرب". قتلت امرأة بالقدس يوم 30 ديسمبر ووجهت التهمة الى "متسللين عرب"، أحدهم ادعى انه "رأى رجالا يرتدون ملابس خاكي ممزقة" بالمنطقة. بلغت جرائم القتل المحلية عام 1951، وفق تقرير بريطاني، ما يفوق المعدل السائد في بريطانيا بأربع عشرة مرة". ...طلب من إسرائيل" ما لديها من أدلة عن القتلة لكي تتخذ إجراءات مناسبة" فردت إسرائيل "لا داعي لأن يتعب العرب أنفسهم بالأدلة ... فلدينا وسائلنا الخاصة في التعامل مع أمور كهذه"(341) يوم احتفالات عيد الميلاد بالتقويم الشرقي (6 يناير 1952) نسفت دورية بيتا قريبا من بيت جالا، وفجرت دورية أخرى بيتين الى الشمال من بيت لحم؛ وعبرت دورية ثالثة مسافة 3 كيلو مترات على امتداد اللطرون وفتحت النار على قرية عمواس. (341) لنتذكر ان الميليشيات الإسرائيلي استمرت عشر سنوات تهاجم العرب، تقتل وتفجر، كي تستفزهم الى رد فعل وتدعي انها إنما ’ تدافع عن النفس‘! كتبت الجيروزاليم بوست [عدد4 يناير 1952]:" لقد بلغت حوادث القتل والاغتصاب والسرقة مستويات مخيفة؛ ولم يعد بالإمكان نسبة هذه الأحداث الى ’ متسللين‘، او الى بقايا ذهان الحرب بين المهاجرين او كبار السن‘. لقد كان ذلك الى حد كبير نتيجة ما شاع بيننا من احتقار عام للقانون ومن عدم الاكتراث به.... نحن نواجه الآن وضعا سياسيا لا يتورع الناس عن ارتكاب الجرائم مهما بلع من فجاجتها او طبيعتها المرضية"(341) من تعثر عليه وحدات الجيش من الفلسطينيين متسللا تطلق عليه النار، وإن صدف ذلك بحضور مراقب أو صحفي أجنبي يودع المتسلل السجن ريثما يبعد بطريقة تعرضه للموت المحقق. "أجرت إسرائيل مسيرات إجبارية جماعية عام 1948عبر الصحراء ووادي عربة كتبت النجاة لعدد عثرت عليهم القبائل او جنود الجيش العربي ووثقت قصصهم وثبتت صحتها. قصص تتعلق بالمتسللين ودوافعهم. أجري ثلاثة مؤرخين مقابلات مع الناجين: ممثل عن الصليب الأحمر الدولي ومراقب بلجيكي ومراسل صحيفة الأبزرفر البريطانية. تبين من 49 مقابلة ان الناجين51 فردا وعززت قصصهم بعضها بعضا: "اواخر مايو جمع السجناء في معسكر اعتقال، وصبيحة يوم الأربعاء 31 مايو حملوا في شاحنتين من دون ماء او طعام جرى التوجه بهم جنوبا. وصلوا في وقت متأخر نقطة عسكرية قدر انها قريبة من بئر السبع، وصادف ان رأتهم امرأة تقيم في كيبوتس: "معصوبي الأعين، جلسوا مرعوبين. صعد جندي وراح يضربهم على عيونهم المعصوبة ثم أخذ يدوس فوق اجسادهم جميعا؛ وفي النهاية أطلق ضحكة مجلجلة مع شعور الرضا عن بطولته." تساءلت المرأة "الا يذكرنا هذا بتصرفات النازيين نحو اليهود؟" طلب السجناء الماء، واحضر الجنود الماء وسكبوه امام انظارهم بعد ان فكت العصابات عن اعينهم. " سكبوا الماء على الأرض". لم يسمح لأي منهم بالنزول حتى للتبول. اعيد تعصيب اعينهم ومضت بهم الشاحنات، فكت العصابات عن اعينهم فوجدوا أنفسهم في صحراء "تخلو من السكان تماما". امرهم الجنود بالمشي عبرها، وكما ورد بالتلخيصات: بدا ان الاتجاه الذي طلب منهم اتباعه هو الجنوب الشرقي، وقيل لهم ان من يتوجه شمالا سوف يقتل. اقتيدوا بمجموعات تتكون الواحدة من اربعة؛ وكلما انطلقت مجموعة يطلق الجنود صليات الرصاص. وصف المحققون المكان انه " من اشد الأمكنة حرارة ووحشة وعزلة عن العالم"، وتكثر فيه الأفاعي والضباع والذئاب، وهو ما يعزز الظن ان "الأفراد المفقودين افترستهم الحيوانات المفترسة". كان أقرب الأماكن هو ذهل، ويبعد عشرة اميال، ولكن احدا لم يكتشفه قبل مرور 36 ساعة. مشى البعض25 ميلا وصعدوا سلسلة جبال يبلغ ارتفاعها 3آلاف قدم قبل ان يصلوا منطقة مأهولة مجاورة للشوبك. كان من الممكن ان تمر الجريمة دون ان يلحظها أحد؛ ولكن صدف ان مر الصحفي جون فيلبي بعمان، وسمع بمن كتبت لهم الحياة. نشرت الأوبزرفر وصفه المرعب للحادث الذي قارن فيه بين النظام الإسرائيلي والنظام النازي في ألمانيا. (333-335) كتبت جيروزاليم بوست تكذب تقرير فيلبي" وضع المساجين أمام معسكر للجيش الأردني قبل غروب الشمس بثلاث ساعات". صدرت مذكرة داخلية تنصح الحكومة بأن "تعد بتشكيل لجنة تحقيق من أجل تهدئة الأمور". (336) أواخر العام 1951تكشفت مأساة تشبه حادثة وادي عربة، وتعطينا فكرة عن حاجة دولة الصهاينة الى تهديد خارجي ملموس، والى إرهاب يخدم سياستها التوسعية، وعن تشويهها الأخبار. التحق القضاء بالهيئات الرسمية الإسرائيلية في ممارسة التمييز العرقي؛ دأب على الالتزام بتقارير العسكر وإقرار سرقة الأراضي العربية. بعد حزيران 1967 أيد القضاء الإسرائيلي، بما في ذلك المحكمة العليا ، إجراءات سلطات الاحتلال من مصادرة الأراضي بالضفة والقطاع والمصادقة على الاعتقالات العشوائية والحبس الإداري. حاول اهالي إقرط وبرعم الشكوى على سلطات إسرائيل بسبب التهجير القسري، وخذلتهم المحكمة العليا؛ حيث أقدم الجيش على هدم بيوت القريتين. أخيرا بنت إسرائيل مدينتين لا يسكنهما إلا اليهود على أنقاض القريتين. يتبع لطفا
.
.
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكابوس .. دولة منفلتة العقال
-
كيف ادمن الصهاينة انتهاك الشرعية-3
-
كيف أدمنت الصهيونية انتهاك الشرعية الدولية-2
-
كيف أدمنت الصهيونية انتهاك الشرعية الدولية-2
-
كيف أدمنت الصهيونية انتهاك الشرعية الدولية
-
ديبلوماسية المشترك الإبراهامي-2
-
-الإبراهيمية- وحواشيها : المنطلقات والأهداف(1من2)
-
إسرائيل بلا أقنعة
-
أربعينية رحيل المناضل الوطني ، الشيوعي نعيم الأشهب
-
سياسة أميركا الخارجيية رعت الفاشية بالداخل
-
المشهد الأشد بشاعة وقذارة في سياسة الولايات المتحدة
-
إسرائيل أعظم استثمارات أميركا بالشرق الأوسط
-
جدار جابوتينسكي في غزة
-
تراث باولو فريري: من من يسيطر على التعليم يمتلك القدرة على ت
...
-
تراث باولو فريري: من يسيطر على التعليم يمتلك القدرة على تشكي
...
-
الحقائق خلف حرب الإبادة في غزة ولبنان وما يضمره الكيد الصهيو
...
-
إيديولوجيا الصهيونية تدمير وإبادة جماعية تقنّعها بالدفاع عن
...
-
مشروع الشرق الأوسط الجديد ينهض من بيات ه الشتوي
-
نتفنيد أكذيب الصهيونية واختلاقاتها
-
نتفنيد أكاذيب الصهيونية واختلاقاتها
المزيد.....
-
مصر.. رئيس غرفة الدواء لـ CNN: الشركات حصلت على جزء من مستحق
...
-
ناشطة أوكرانية: الوضع في الجبهة أسوأ من أي وقت مضى
-
حادثة هزت الشارع الموريتاني في سابقة غير مألوفة أغتصاب جماعي
...
-
سكان الضاحية الجنوبية في بيروت يعيدون بناء منازلهم بعد الهجم
...
-
سكان كيبوتس -عين هاشولشا- يعيدون بناء المنازل التي تم تدمير
...
-
شولتس يرفض التكهنات بشأن وجود قوات ألمانية في أوكرانيا
-
من حرّض ترمب للتهديد بـ-جحيم- في الشرق الأوسط؟.. إعلام عبري
...
-
بيتر نافارو يعود للبيت الأبيض
-
المرشح الرئاسي الأوفر حظا في رومانيا يتعهد بوقف المساعدات ال
...
-
فوائد مدهشة لشرب القهوة يوميا!
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|