محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 10:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ذكرتُ في مقالٍ سابقٍ بأن الرئيس جو بايدن المنتهية ولايته الرئاسية وقدراته الذهنية، سوف يستثمر ما تبقى من أيامه في المكتب البيضاوي بحثا عن " ورطة" مناسبة للرئيس الجديد دونالد ترامب. وافضل ورطة في عالم السياسة اليوم هي اشعال نيران الحروب هنا او هناك دون التفكير في العواقب الوخيمة. خصوصا اذا كان هدف الورطة شخصا مثل الرئيس المقبل ترامب. خصم سياسي عنيد ومكروه ومثير للجدل بالنسبة لازلام جو بايدن.
أن ما يجري في سوريا هذه الأيام ليس صراعا بين " المعارضة" والنظام الحاكم فقط. إنما هو صراع متعدّد الاقطاب ومتشعب الاهداف. ويقف خلفه لاعبون مهرة في زعزعة الأوطان وتخريب البلدان. وهو أيضا ليس صراعا بين أبناء البلد الواحد كما يحصل في الكثير من دول العالم. بل هناك أكثر من طرف أو جهة لديها "مساهمة" فعّالة في تصعيد الصراع لكي يصل الى مرحلة "الفوضى الخلّاقة" المشؤومة. ليجد الجميع انفسهم في مستنقع من الدماء والدمار والخراب. وهذا هو بالذات الهدف الاول والاخير لامريكا وصنيعتها الكيان الصهيوني، الذي يامل في نهاية المطاف ان يكون الرا بح الوحيد والمستفيد الاول من خراب بلاد العرب.
والمشهد الحالي في سوريا يظهر لنا أن اذرع تركيا وايران وامريكا واسرائيل وتنظيمات "اسلامية" متطرّفة، إضافة إلى اذرع غير مرئية لدول عربية اخرى، جميعها تتقاتل ضد بعضها البعض. وكل هذه القوى المتناقضة في الاهداف والنوايا والطموحات، متّفقة على شيء واحد فقط دون الإعلان عنه. وهو تدمير سوريا ارضا وشعبا ونظاما. كما حصل للعراق سابقا. لان استقرار اي بلد عربي هو كابوس حقيقي لحكام تل أبيب. ولاحظوا ما يجري في لبنان وليبيا واليمن والسودان. وفي زمن ما كانت هذه البلدان مصدر قلق كبير بالنسبة للكيان الصهيوني.
واذا كانت نوايا الرئيس الأمريكي الجديد صادقة ومساعيه جادّة في وقف الحروب وحلّ النزاعات المسلحة، كما اعلن في اكثر من مناسبة. فإن المخرف جو بايدن إضاف "وجع راس" جديد للإدارة الجمهورية القادمة. قد لا تنفع معه مسكنات طبيّة او "چاي العباس" على أمل زواله.
وقد يكون جو بايدن سعيدا، قبل أسابيع قلائل من نهاية عصره " الديمقراطي" الاسود، وهو يرى الجميع ضد الجميع في حرب "بسوس" عربية اسلامية معاصرة هذه المرّة. وكانّي اسمعه يردّد بفرح غامر: "نارهم تاكل حطبهم".
اذا كان ذلك في خدمة دويلة شعب الله المحتار بامره !
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟