أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الشائعات في زمن الحرب: بين التضليل والتحقق














المزيد.....

الشائعات في زمن الحرب: بين التضليل والتحقق


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تصبح الشائعات في أزمنة الحروب، أداة خفية، لكنها فعّالة، قادرة على تغيير مجرى الأحداث، وزرع الفوضى والبلبلة في النفوس. فالإعلام، بمختلف وسائله: المرئية- المسموعة والمقروءة ولاسيما في زمن ثورة الاتصالات ووسائل التواصل التي جعلت من كل مواطن متحرر من أميته في صورة: إعلامي، يتحمل مسؤولية كبرى في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، من خلال التحقق والتدقيق قبل نقل أي معلومة للجمهور.

أتذكر أنه أثناء تغطيتي- إلى جانب سواي من الغيارى- لأحداث انتفاضة عام 2004، أدركتُ عن كثب خطورة التعامل مع الشائعات، خاصة في ظل الأجواء المشحونة. في إحدى الوقائع، روى لي أحد الأشخاص- بحضور الصديق سيامند ميرزو- عن صورة قال إنه التقطها للحظة إطلاق النار الأولى في الملعب البلدي بالقامشلي. عندما طلبت منه إبراز الصورة لتوثيق الحدث، تهرب، وتبين لاحقًا أن زعمه في التصوير غير صادق. كان الحدث بحد ذاته حقيقة، لكن مساهمته المفترضة في توثيقه كانت محض افتراء. هذا الموقف عزز لديَّ قناعة بضرورة التحري الدقيق عن المصادر، مهما كانت ثقتنا الظاهرية بها.

وإنه في ظل تغطية أي حدث إشكالي، أميل دائمًا إلى التروي والابتعاد عن التسرع. ومع ذلك، فإن توافق شهادات أشخاص عدة موثوقين حول واقعة معينة قد يدفعنا كصحفيين إلى تبني المعلومة، شريطة أن ندقق في خلفياتها وأبعادها. التزام الدقة لا يعني البقاء صامتين، إلى أن تنتهي الحرب ووصول المعلومة على طبق من ذهب، فالخوف من الوقوع في فخ الشائعات الكاذبة يجب ألا يعطل واجبنا الإعلامي، بل علينا الاعتماد على تحليلنا ومعاينتنا لما يجري على الأرض.

عودة إلى الحدث الرئيس:

تركيا والسياسة الناعمة- استراتيجية جديدة أم تضليل متقن؟

ما تشهده المنطقة اليوم من تطورات، خاصة مع التحركات التركية عبر أدواتها الجديدة مثل "هيئة تحرير الشام"، يبرز نموذجًا مختلفًا من الحروب. تركيا، التي فشلت في تحقيق أهدافها عبر دعم الفصائل المرتزقة ذات الأساليب الوحشية، انتقلت إلى تبني تكتيكات أكثر دهاءً. المدعو: أحمد الجولاني، الذي تلطخت يداه بالدماء، يبدو أنه يسعى لتجميل صورته أمام المجتمع الدولي باتباع نهج سياسي ناعم. لكن من يتحمل وزر وإثم دماء الأبرياء يجب أن يُقدَّم للمحاكم، لا أن يتحول إلى شخصية سياسية تحاول تلميع صورتها.

توقيت التحركات التركية ليس عشوائيًا. الحرب المسعورة التي شنتها تأتي في لحظة انتقال السلطة في الولايات المتحدة بين رئيس عُرفت فترته بالركود، وآخر ذي صلاحيات محدودة، سبق وخذل السوريين والكرد والأرض والسماء. اختيار هذا التوقيت يكشف عن خطة مدروسة، هدفها الاستفادة من الفراغ السياسي لتحقيق مكاسب ميدانية. التحركات المفاجئة، وسقوط المدن بوتيرة متسارعة، كأحجار الدومينو، يوحي بوجود تفاهمات مخفية، سمحت لهذا السيناريو بالحدوث دون مقاومة تُذكر.

الجولاني، الذي اتجه نحو دمشق متوقفًا في حماة، مبتهجاً بتحقيقه المخطط المطلوب منه- من قبل تركيا، وربما موافقة إسرائيل و سكوت أمريكا وروسيا كما أكثر من حدث سابق ضد الكرد، يقدم نموذجًا آخر للعبة السياسية التي تبدو مدعومة ومخططًا لها. هذه التطورات تزيد من تعقيد المشهد، حيث يتضح أن الكرد هم أول المتضررين من هذه الحرب، لأن: إيران- في الأصل مندحرة، وهكذا. لو كان المستهدفون في هذه الحرب أطرافًا أخرى، فإنه كان يمكن إبلاغ قوات سوريا الديمقراطية بذلك، وأنهم فيما إذا خالفوا، فإن إعلان ذلك أمام جميعهم كان سيمنح العملية شفافية. لكن ما يحدث يشير إلى أن الهدف الحقيقي كان الكرد، الذين تُركوا مرة أخرى ليواجهوا مصيرهم وحدهم.

دور الإعلام في كشف الحقائق

في هذه اللحظة الحساسة، يتحمل الإعلاميون مسؤولية استثنائية في توثيق الأحداث، وكشف الخفايا، وعدم الانسياق وراء الروايات غير المؤكدة، والتنزه عن الاسترسال خلف الأهواء، كما نجده لدى كبريات القنوات الإعلامية. فمهمتنا لا تتوقف عند حدود النقل، بل تشمل التحليل، وقراءة ما وراء السطور، لتقديم صورة واضحة للجمهور. وذلك لأن الشائعات في زمن الحرب ليست مجرد كلمات عابرة، نتلقفها، بل أدوات تُستخدم لتشكيل الرأي العام، وتوجيه الأحداث. ومن هنا، تماماً، إنعلينا، كإعلاميين وصحفيين، أن نتحلى بالمسؤولية والحياد، دون أن نتخلى عن شجاعتنا في قول الحقيقة.



أجل.في زمن الحرب، قد يقع الإنسان في فخّين خطيرين:

الأول هو وطأة العاطفة التي تسيطر على تفكيره، مما يجعله يتخذ مواقف انفعالية دون تدبر. في ظلّ الألم والمعاناة التي تعيشها الشعوب أثناء الصراعات، تصبح العواطف دافعاً قوياً للمواقف السياسية أو الاجتماعية، حيث يغلب الانفعال على العقلانية، ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات قد تكون في غاية الخطورة. الفخ الثاني يكمن في المصادر المضللة التي تنتشر تحت شعارات أيديولوجية أو شعبوية، حيث تروج بعض الأطراف لأفكار أو معلومات مُحرفة لخدمة مصالح معينة. هذه المصادر قد تكون مدفوعة لأغراض سياسية أو اقتصادية، ما يساهم في تشكيل واقع غير حقيقي، ويجعل الأفراد يقعون فريسة للأكاذيب والتضليل. في هذا السياق، يصبح التمييز بين الحقيقة والزيف أمرًا صعبًا، وقد تتعقد الأمور أكثر عندما تكون العاطفة هي التي تحرك المرء في متابعة أو تصديق هذه المصادر المضللة.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان متذاكياً مجرم محتل في صورة ملاك!
- قوافل العودة إلى عفرين: حين يصبح الحنين إلى- المنزل الأول- م ...
- مصطلح الثورة في ترجمات القتلة وأشباههم!
- الكرد وحق الاستقلال و مواجهة مخططات الإبادة
- سوريا على مفترق طرق.. من أطلق النصرة من قمقمها؟
- عابرون في مهمة عابرة.. في منفذي المخطط
- سوريالية المشهد السوري: بين لعبة المصالح وتفكيك الجغرافيا
- انتفاضة نساء- كاخري-
- ضابط المخابرات منيرالحريري: ستوب...!
- الحرب الإلكترونية الأولى في دهاليز الإنترنت!
- الأدب الكردي المكتوب بالعربية3
- الروائي المصري أحمد طايل يحاور إبراهيم اليوسف1
- سليمان كرو إعلامي الإرادة الفولاذية!
- عين الحياة: في رثاء الجارة الطيبة!
- صفحات مطوية من انتفاضة الثاني عشر من آذار الكردية 2004- : من ...
- صفحات مطوية من انتفاضة الثاني عشر من آذار (1-3).. إلى إبراهي ...
- سبع عشرة سنة من الحفاظ على إحدى أهم المدونات الإلكترونية الك ...
- الإعلام ما بعد الحداثي بين دورين متناقضين.. وسائل تواصل أم و ...
- مؤسسات المجتمع المدني في دورها الكبير: الاتحاد العام للكتاب ...
- فرهاد محمد علي صبري تسع عشرة سنة على الشهادة البطولية! إلى أ ...


المزيد.....




- مصر.. رئيس غرفة الدواء لـ CNN: الشركات حصلت على جزء من مستحق ...
- ناشطة أوكرانية: الوضع في الجبهة أسوأ من أي وقت مضى
- حادثة هزت الشارع الموريتاني في سابقة غير مألوفة أغتصاب جماعي ...
- سكان الضاحية الجنوبية في بيروت يعيدون بناء منازلهم بعد الهجم ...
- سكان كيبوتس -عين هاشولشا- يعيدون بناء المنازل التي تم تدمير ...
- شولتس يرفض التكهنات بشأن وجود قوات ألمانية في أوكرانيا
- من حرّض ترمب للتهديد بـ-جحيم- في الشرق الأوسط؟.. إعلام عبري ...
- بيتر نافارو يعود للبيت الأبيض
- المرشح الرئاسي الأوفر حظا في رومانيا يتعهد بوقف المساعدات ال ...
- فوائد مدهشة لشرب القهوة يوميا!


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الشائعات في زمن الحرب: بين التضليل والتحقق