أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - البدائية السياسية والعدالة الانتقائية















المزيد.....

البدائية السياسية والعدالة الانتقائية


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 07:40
المحور: قضايا ثقافية
    


تشير العدالة الانتقالية الى عملية تتضمن مجموعة من التدابير القانونية والسياسية والاجتماعية التي تسعى لتحقيق المصالحة، وتعزيز حقوق الإنسان، وبناء مؤسسات ديمقراطية،كذلك يمكن تطبيق مبادئ العدالة الانتقالية ثقافيًا، لكن ذلك يتطلب فهم السياقات الاجتماعية والثقافية المحددة لكل مجتمع،منها الاعتراف بالتنوع الثقافي واللغوي في المجتمع، يساهم هذا في إعطاء صوت لجميع الفئات في استخدام الرموز والقصص الثقافية لتعزيز الحوار و تطوير مناهج تتناول تاريخ الانتهاكات وتروّج لقيم حقوق الإنسان والمصالحة وتنظيم فعاليات ثقافية لمشاركة تجارب الضحايا وتعزيز الفهم الجماعي لمبدأ العدالة الانتقالية. يستخدم الفن ووسائل الإعلام للتعبير عن المعاناة وتجارب الضحايا، مما يساعد في تعزيز التعاطف والفهم مثل تقديم عروض مسرحية تعكس قضايا العدالة الانتقالية وتساهم في النقاش المجتمعي من خلال فعاليات تعزيز الوعي التاريخي، تنظم مهرجانات تجمع مختلف الثقافات للاحتفال بالتنوع وتعزيز السلم الاجتماعي وتنسيق جهود العدالة الانتقالية والتفاهم وتقليل التوترات .تطبيق مبادئ العدالة الانتقالية ثقافيًا يتطلب نهجًا شاملاً يأخذ بعين الاعتبار الفروق الثقافية والاجتماعية، ويعزز من فرص السلام والمصالحة. في المجتمعات المتنوعة يواجه تطبيق مبدأ العدالة الانتقالية ثقافيًا عدة تحديات، منها الاختلافات الثقافية والعرقية التي تؤدي إلى صراعات حول كيفية تفسير الماضي. بعض الثقافات قد تشعر بالتهميش أو الاستبعاد من العملية، مما يزيد من التوترات . تعارض مصالح السياسيين مع مبادئ العدالة الانتقالية، يؤدي إلى تقويض الجهود الرامية إلى المصالحة وفقدان الدعم السياسي. بعض التجارب المؤلمة من الماضي تشكل عائقًا أمام الحوار والتفاهم، حيث يكون من الصعب تجاوز الأحقاد التي تعرض لها الضحايا، المعاناة تجعلهم مترددين في المشاركة في عمليات المصالحة. الاستقطاب بين الجماعات المختلفة يؤدي إلى صعوبة بناء الثقة والتعاون واستمرار الممارسات التمييزية يؤثر سلبًا على جهود المصالحة.ان نقص الوعي بمباديء العدالة الانتقالية وأهدافها، يؤدي إلى عدم المشاركة الفعالة ويمكن أن تنشأ مفاهيم خاطئة حول العدالة الانتقالية، مما يُعرقل جهود التطبيق . ضغوط المجتمع الدولي بشكل غير مناسب حول كيفية تطبيق العدالة الانتقالية، يؤدي إلى عدم ملاءمتها للسياق المحلي و تؤدي التدخلات من قبل قوى خارجية إلى تعقيد العملية بدلاً من دعمها. تتطلب مواجهة هذه التحديات جهودًا مشتركة وتعاونًا بين مختلف الفئات في المجتمع، لضمان تنفيذ فعّال لمبادئ العدالة الانتقالية.
العدالة الانتقالية ومعالجة الاضرار
تتناول العدالة الانتقالية كيفية معالجة الأضرار التي لحقت بالضحايا، وكيفية تحقيق العدالة للجميع، بما في ذلك الجناة، ميشيل فوكو يعتبر أن التاريخ هو سلسلة من العلاقات السلطوية، وأن العدالة الانتقالية يجب أن تتناول هذه العلاقات وتعيد التفكير في مفهوم السلطة.كما يركز الفلاسفة النفعيون على تحقيق أكبر قدر من السعادة والرفاهية، مما يستدعي التفكير في كيفية تحقيق المصالحة والعدالة بشكل يمكن أن يحقق الرفاهية للجميع. العدالة الانتقالية تحمل معنى عميقًا في سياق الفلسفة، حيث تتداخل مع عدة مجالات مثل التاريخ، الأخلاق، الهوية، وحقوق الإنسان. من خلال هذه الأبعاد، يمكن فهم العدالة الانتقالية كعملية تهدف إلى معالجة الأضرار و تحقيق المصالحة، وبناء مجتمعات أكثر عدلاً وسلمًا ، تتداخل العدالة الانتقالية مع الثقافة والسياسة حيث تستخدم الفنون (مثل السينما، المسرح، الأدب) لتوثيق تجارب الضحايا والتعبير عن المعاناة، مما يعزز الوعي بالانتهاكات، الثقافة تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الذاكرة الجمعية حول الأحداث المؤلمة، مما يساعد في توثيق التاريخ وتعزيز التعافي في سياقات ما بعد الصراع، يمكن أن تسهم العدالة الانتقالية في استعادة الهوية الثقافية التي تضررت بسبب الانتهاكات، تعزز العدالة الانتقالية فهم التعددية الثقافية والاعتراف بتجارب الجماعات في فضاءات الحوار بين الجماعات الثقافية المختلفة، مما يعزز المصالحة وفهم الآخر.الثقافة يمكن أن تؤثر على كيفية صياغة السياسات المتعلقة بالعدالة الانتقالية، حيث تعكس القيم والمعتقدات الثقافية في عملية صنع القرارويمكن أن تؤدي الحركات الثقافية إلى الضغط على الحكومات لتحقيق العدالة والمصالحة و توثيق الانتهاكات التاريخية وتساهم في الحفاظ على الذاكرة الجماعية في تعزيز الوعي الثقافي وتوثيق تجارب الضحايا. العدالة الانتقالية ليست مفهومًا سياسيًا بحتًا، بل تتداخل بشكل عميق مع الثقافة، من خلال الفنون، التعليم، الحوار، والتوثيق، يمكن أن تسهم العدالة الانتقالية في إعادة بناء المجتمعات وتعزيز المصالحة، لذا من الضروري النظر إلى العدالة الانتقالية كعملية شاملة تشمل كل من الجوانب الثقافية والسياسية .يواجه تطبيق العدالة الانتقالية في السياقات الثقافية مجموعة من التحديات التي يمكن أن تعيق فعالية العمليات وتؤثر على النتائج،مما يجعل من الصعب التوصل إلى توافق حول الوصول الى حلول ناجعة لبعض التحديات. تشعر بعض الجماعات الثقافية بالتهميش أو الاستبعاد من عمليات العدالة الانتقالية، مما يزيد من التوترات في الذاكرة الجمعية للألم تجعل من الصعب فتح حوار حول الانتهاكات، حيث يتجنب الأفراد التحدث عن التجارب المؤلمة. تُحمَّل بعض الجماعات بأكملها مسؤولية الانتهاكات، مما يعقد جهود المصالحة وتعيق جهود العدالة الانتقالية، خاصة إذا كانت تمثل مجموعة ثقافية معينة، مما يؤدي إلى عدم وجود إرادة سياسية لتحقيق العدالة. تتعارض المصالح السياسية مع تحقيق العدالة، مما يؤدي إلى انتقائية في العمليات.
العدالة الانتقالية والتمييز
التمييز في المجتمع يؤدي إلى تهميش جهود العدالة الانتقالية ويكون هناك نقص في الوعي بمبادئ العدالة الانتقالية وأهدافها، مما يؤدي إلى عدم المشاركة الفعالة،ويمكن أن تنشأ مفاهيم خاطئة حول العدالة الانتقالية، مما يُعرقل جهود التوعية، بعض المجتمعات تتمسك بالتقاليد أو العادات التي تعيق تطبيق العدالة الانتقالية، مثل ثقافة الصمت حول الانتهاكات.
العدالة الانتقالية ومقاومة التغيير
قد تكون هناك مقاومة للتغيير من قبل الأفراد أو الجماعات التي تستفيد من الوضع القائم غير المناسب لتؤثر على كيفية تطبيق العدالة الانتقالية، مما يؤدي إلى عدم ملاءمتها للسياق المحلي. في السياقات الثقافية التي تتطلب فهماً عميقاً للتحديات المعقدة التي تواجهها من خلال تعزيز الحوارو بناء الثقة، وتوفير الموارد اللازمة، يمكن تحسين فرص نجاح العدالة الانتقالية وتعزيز المصالحة في المجتمعات المتنوعة. في سياقات العدالة الانتقالية، يتطلب ممارسات فعّالة واستراتيجيات مدروسة حيث يتم الاستماع إلى الأفراد دون مقاطعة أو حكم مسبق، مما يعزز من شعورهم بالاحترام والتقدير.توثيق الشهادات والقصص الشخصية كوسيلة لتقدير تجارب الآخرين وتعزيز التعاطف تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية حول حقوق الإنسان وأهمية الحوار. تضمين موضوعات العدالة الانتقالية في المناهج الدراسية لتعزيز الوعي و توفير معلومات واضحة حول عمليات العدالة الانتقالية، نشر تقارير دورية حول التقدم المحرز في عمليات المصالحة والعدالة إجراء تقييمات دورية للمبادرات الحوارية لمعرفة ما يعمل بشكل جيد. تعزيز الحوار وبناء الثقة يتطلب جهودًا متعددة الجوانب تشمل تنظيم الفعاليات، التعليم، الشفافية، والمشاركة النشطة من جميع الأطراف المعنية. من خلال هذه الممارسات، يمكن تحسين العلاقات بين الجماعات المختلفة وتعزيز المصالحة. هذا من جهة ومن جهة أخرى، تتعلق بتطبيق القوانين والمعايير بشكل غير متساوٍ، حيث يتم اختيار بعض الأفراد أو المجموعات للاستفادة من نظام العدالة بينما يُستبعد آخرون.هذا يمكن أن يساعد في ظهور العدالة الانتقائية في مجالات كثيرة، مثل النظام القانوني، السياسية، الاقتصاد والثقافة ، مما يؤدي إلى تفشي الظلم وعدم المساواة ويمكن أن يعزز تأثير البدائية السياسية على العدالة الانتقالية في المجتمعات التي لم تتطور فيها الأنظمة القانونية بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى وجود معايير مزدوجة في التطبيق .



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف والسلوك الاستفزازي المرضي
- -التناغم المسبق- الليبنتزي والسياق العربي
- رماد التفاهة وانقراض السياق
- الراسمال الرمزي وتسويق الوهم
- هل الموتى يتعلمون
- التداوي بالفلسفة ام بالاعشاب
- الراسمال الرمزي ودوره في ترسيخ الاستلاب في الشرق الأوسط
- هل الغباء جريمة يعاقب عليها القانون
- عولمة التفاهة والشخصية المسخ
- الكفالة والعبودية
- استخدام التفكير النقدي لانتاج كتابة ابداعية بواسطة الذكاء ال ...
- الانسان الروبوت ومأسسة الجهل
- النقد الوجودي للميتافيزيقيا
- العقل البدائي والاحلام
- الدهشة والتفاهة
- ضرورة الدولة فلسفيا
- أساطير و بدايات
- تاريخ الكذب لدى الانسان
- ذهنية التغافل
- السماح بالتعليق والتصويت في الحوار


المزيد.....




- بـ82 صوتًا.. البرلمان الأردني يمنح الثقة لحكومة جعفر حسّان
- من حرّض ترمب للتهديد بـ-حجيم- في الشرق الأوسط؟.. إعلام عبري ...
- مصر وأوغندا توقعان إعلانا مشتركا لتعزيز مصالحهما والتشاور بش ...
- محمد صلاح يقترب من توقيع عقد جديد مع ليفربول
- نكت جنسية وتحرش.. مقدم برنامج -ماستر شيف- يجبر -بي بي سي- ع ...
- سهيل الحسن..-جندي الأسد المفضل- يظهر من جديد
- اليونسكو تدرج زي الشرق الجزائري ضمن الموروث الثقافي غير الما ...
- مقتل مصور وكالة الأنباء الألمانية أنس الخربوطلي بقصف جوي بسو ...
- قديروف يعلن مهاجمة مسيرة أوكرانية وسط العاصمة الشيشانية غروز ...
- بيان مصري عن محادثات لافروف وعبد العاطي عن التطورات في سوريا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - البدائية السياسية والعدالة الانتقائية