الانتخابات النيابية في وضع الفساد وتغول الأجهزة

عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8180 - 2024 / 12 / 3 - 19:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التمثيلية الانتخابية البرلمانية في وضع من الفساد المستشري ووعي مسطح في الحضيض لن تؤدي إلا للفساد والتخلف فقد تتغير الأسماء دون تغير التوجهات والنتائج ودون تحقيق أدنى مطالب الشعب الملحة فقط يخدمون مصالحهم الشخصية ومصالح اللوبيات والمتنفذين وأصحاب المال والجاه فقد يدخلون ملائكة بوعود مجنحة فيتحولون بقدرة قادر إلى شياطين لا هم لهم غيرخدمة المافيات فالأخضر يصبح أحمرا والأبيض يصبح أسودا لا مبادئ ولا هم يحزنون يميلون حيث المصالح ويتركون من انتخبهم في التسلل والحسرة تأكلهم أكلا. فالتمثيلية الانتخابية النيابية مجرد مسرحية هزلية وتلاعب بعقول الناس البسطاء ودجل عقيم ومضيعة للوقت والمال في بلدان الوعي فيها مفقود والفساد فيها كالخبز اليومي لا محاسبة ولا عقاب ولا متابعة من طرف الأجهزة الرقابية النائمة في العسل وفي المكاتب المكيفة فالانتخابات التي لا تغير واقع الناس إلى الأحسن لا فائدة منها ولا حاجة لنا بها مادامت لا تلبي مطالب الشعب البسيط ولا تعبر عن حاجياته وطموحاته وكل ما يصبو إليه.فالانتخابات النيابية في وضع الفساد وتغول الأجهزة وهشاشة المجتمع المدني تؤدي حتما إلى قطيعة إقطاعية طبقية بين النواب والناخبين فيتحول النواب بحكم الضرورة والواقع إلى منظومة بيروقراطية تعمل بآليات المصالح تحت رحمة الضغوط من جانب الأجهزية الخفية والنفوذ المالي وحرب المصالح والمواقع وتغذي استقلاليتهم وبعدهم عن الناخبين الحصانة التي تجعلهم شبه أشخاص فوق القانون فلا تطالهم المحاسبة إلا بعد رفعها من طرف زملائهم وهذا شبه مستحيل بحكم التلاحم القطاعي سيء الذكر مما يترك للنواب بابا واسعا نحو الزيغ للفساد والقيام بصفقات مشبوهة خاصة عند سن قوانين لها تأثير كبير على الشركات الكبيرة وأصحاب النفوذ وبمرور الوقت يصبح هؤلاء منقطعين عن الواقع الشعبي وحاجيات الناخبين ويعملون لصالح الطبقة المتنفذة وبذلك يصبحهم هم أنفسهم متطلعين للولوج والانتماء للطبقة العليا المتنفذة وينسلخون رويدا رويدا من الطبقة البسيطة البائسة والمفقرة والمهمشة التي صعدتهم إلى الأعلى بعد أن كانوا مثلهم في القاع فتخلوا عنهم بعد أن ذاقوا بحبوحة العيش والرفاهية والجاه والظهور الاعلامي وجرت بين أيديهم النقود فغادروا طبقتهم الأم وتنكروا لوعودهم البراقة والتي انخدع بها الكثير من الناخبين ولهذه الأسباب لم يعد الناس يتعاطون بجدية للإنتخابات مهما كان نوعها فلا أحد يمكنه تمثيل شخص آخر بصدق وأمانة حتى يفوضه لتمثيله ويطلق له الحرية ليفعل ما يشاء فيتحول إلى شخص آخر انتهازي لا علاقة له بما كان قبل انتخابه.فالعملية الانتخابية بهذه الصورة هي ضحك على ذقون الناخبين واستهزاء بإرادتهم وتلاعب بعقولهم لا أكثر ولا أقل وقد وصلت هذه العملية إلى مرحلة الإفلاس والتلاشي ولعبة للنفاق والتحوز وتسطيح للوعي الشعبي وقمع لإراد أغلبية الناس.

#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات