|
استشهاد نصر الله وقيادات المقاومة والخرق الأمني المعادي
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 8180 - 2024 / 12 / 3 - 12:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هكذا استُشهِد السيد الأمين العام وخليفته صفي الدين وقد فرَّ أحد رجال الخرق الأمني البشري إلى الكيان قبل اعتقاله بقليل.. مقابلة مع الإعلامي اللبناني المؤيد للمقاومة رضوان مرتضى وهذه مقدمة لها بقلمي: سلسلة الضربات الأمنية القاسية التي وجهها العدو إلى المقاومة الإسلامية في لبنان خلال عشرة أيام كانت مؤلمة ومذهلة ومحزنة للمقاومة وجمهورها لسهولتها وتكرار أساليبها واستمراريتها في حالة إطباق أمني معادٍ لم يسبق له مثيل. لقد بدأت هذه السلسلة بعملية تفجير البيجرات ثم أجهزة التوكي ووكي ثم اغتيال قيادة قوات الرضوان فاغتيال عدد من القادة فاغتيال السيد القائد الأمين العام فاغتيال خليفته المحتمل وأعضاء من المجلس التنفيذي الجهادي وقبلها بأشهر قليلة، حدثت عمليات اغتيال خطرة منها اغتيال القيادي الفلسطيني صالح العاروري وآخرين، وبعدها جاء اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في المقاومة الشهيد محمد عفيف النابلسي وعدد من زملائه بمقر لحزب البعث في لبنان ببيروت. *هذه الجرائم التي ارتكبها العدو، صحيح أنها لم تكسر الحزب والمقاومة ولكنها تركت الكثير من الأسئلة الحارقة معلقة، فالمقاومة انشغلت بالتصدي الباسل للعدو وخاضت واحدة من أعقد وأصعب معاركها في هذه الظروف، فتكاثرت الشائعات والأخبار المغرضة والمضللة وقبل أيام قليلة وفي لقاء مع قناة "الجديد" اللبنانية أدلى الإعلامي اللبناني المعروف بجرأته ونقديته ومواقفه المؤيدة للمقاومة رضوان مرتضى بتصريحات كشف بعض أوجه ما حدث، وسأدرج أدناه بعض ما قال بشكل شبه حرفي: "منذ سنة 2010 كان هناك عميل للعدو يدعى (أبو عبدو محمد سليم) وكان هذا الشخص مقاولا أشرف على تنفيذ تركيب كل نوافذ التهوية ومسالكها لجميع بنايات ومقرات الحزب ومنشآته العسكرية، وكانت بحوزته خرائط تنفيذية لها وللبنايات ويبدو أنها تُركت بحوزته. أي أن هذه المقرات والمنشآت معروفة للعدو منذ 2010. ولهذا كان طيران العدو يركز في قصفه على استهداف نوافذ البنايات لأنه كان يعرف ما وراءها. أما القول إن السيد الشهيد وخليفته السيد هاشم صفي الدين ومن معهما استشهدوا نتيجة انقطاع الهواء عنهم فليس صحيحا، لأن الأطباء الذين قاموا بفحص الجثامين أكدوا أنهم استشهدوا من الضربة الأولى نتيجة انفجار الشرايين بسبب قوة الضغط المتولد من الضربة الهائلة بالقنابل الأميركية الخارقة للتحصينات. *بالعودة إلى العميل "أبو عبدو سليم" فقد تم اكتشاف علاقة بالعدو من قبل أجهزة أمن الحزب قبل أكثر من عشر سنوات وذهبت قوة لاعتقاله ولكنه هرب كما يبدو بعد تحذير له من العدو وهذا يعني وجود خرق آخر فذهب العميل إلى الحدود الجنوبية بمساعدة ابنه الذي تركه هناك وعاد ومن هناك نقلته قوة من مخابرات العدو إلى داخل الكيان. *إضافة الى هذا العميل تم اكتشاف عملاء آخرين منهم مسؤول العمليات الخارجية ولقبه "شوربا" ومسؤول أخر هو أبو تراب ... وهناك شبهات على أشخاص هربوا من لبنان، وهناك أيضا أكثر من عشرة ضباط في الجيش اللبناني على مستوى عقداء ومقدمين وعمداء تورطوا ببعض الأفعال". *هذه خلاصة مركزة لما قاله الإعلامي المؤيد للمقاومة رضوان مرتضى، وهي وإنْ كانت تحتوي على بعض المعلومات المهمة والتي تضيء على بعض جوانب ما حدث ولكنها تثير بدورها الكثير من الأسئلة الإضافية ولا تجيب على أسئلة أخرى مهمة وهي لا تخفي أوجه القصور أو الإهمال من جانب أجهزة أمن الحزب والمقاومة، إضافة إلى وجود جانب الاختراق البشري أو تكنولوجي المعادي الذي هو نقطة ليست لمصلحة هذه الأجهزة. ثم ما تفسير تكرار وقوع الاستهدافات الأمنية المعادية في الأماكن ذاتها وبالتكنيكات ذاتها ولماذا تنجح في كل مرة؟ لماذا لم يتم كسر حالة الإطباق الأمني المعادي أو في الأقل عرقلتها والتقليل من آثارها بتغيير أماكن القيادات وزيادة جرعة التمويه والتضليل المضاد وتغيير المعطيات والإحداثيات؟ حتى عصابة أو منظمة صغيرة حين يعتقل أو يقتل عضو فيها تلجأ إلى القيام بإعادة انتشار لعناصرها في أماكن بديلة وبعيدة غير مكشوفة للشرطة، فماذا تكررت الاستهدافات المعادية الناجحة في الضاحية ولم يتم اعتبارها منطقة مخترقة من قبل العدو وملوثة أمنيا وتجب مغادرتها بأسرع ما يكون؟ وردا على القول إنَّ الاغتيالات تمت بقنابل اختراق تحصينات لم يكن يملكها العدو وزودته بها الولايات المتحدة نسأل: لماذا لم يحسب حساب هذا الاحتمال؟ ولماذا ركنت قيادة الحزب طويلا وحتى وقعت المأساة إلى معطيات متغيرة من قبيل العمق الذي تصله قنابل العدو الخارقة للتحصينات، ولماذا لم يتم تغيير موقع خليفة السيد الشهيد الأمين العام بعد الضربة التي أستشهد بسببها وانكشاف أن العدو حصل على أسلحة أعمق مدى اختراقيا؟ *الأسئلة كثيرة وموجعة وحارقة فعلا والأمل كبير في تتوقف عندها قيادات الحزب والمقاومة بشجاعة وشفافية في قادم الأيام فمن لا يتوقف عند أخطائه وكبواته لن يستطيع النهوض منها ولا يستطيع تفادي مثيلاتها مستقبلا! *وأخيرا أعتقد أن الاستشهاد والتضحية بالنفس في الحروب وفي نشاط حركات المقاومة ليس هو الهدف الأول، أو لا ينبغي أن يكون هو الهدف الأول الذي يسعى خلفه المقاتل المتدين أو غير المتدين، بل هدفه الأول هو الانتصار على العدو فإذا حضر الاستشهاد فأهلا به وأنْعِم به... إنَّ هدف المقاتل والقائد المؤمن بقضيته هو الانتصار على العدو وإحباط عدوانه أو إزالة احتلاله والقتال بشجاعة وإخلاص ومعنويات عالية وبحذر واحتراس لكي يقاتل أطول فترة ممكنة ويلحق بالعدو أكبر الخسائر الممكنة وليس الهدف هو الركض نحو الشهادة ونيل الثواب الإلهي ودخول الجنة وجعلها الهدف الأول له لأن استشهاده - وخصوصا إذا كان قائدا استثنائيا ومحبوبا وذا كارزما قوية كالسيد الشهيد - يلحق بالمقاتلين وجمهور المقاومة ضربة موجعة وألما مريرا وصدمة نفسية وعاطفية لا يمكن نسيانها أو استيعابها بسهولة. أعتقد أن من واجب قيادات حركات المقاومة أن تثقف قياداتها وقواعدها وجمهورها بهذا المفهوم الذي خلاصته: نحن نقاتل أولا وحتى آخر لحظة ممكنة من حياتنا وآخر قطرة من دمائنا من أجل النصر، نحن نتوجه إلى النصر أولاً فإن جاء الاستشهاد في طريقنا إليه فأهلا به وأنعم وأكرم! *المجد والخلود في ذاكرة الشعوب لشهداء المقاومة قادةً ومقاتلين!
1-رابط يحيل إلى المقابلة على قناة الجديد مع الإعلامي رضوان مرتضى: https://www.youtube.com/watch?v=UKgJeNxgfBU 2-رابط المقابلة كاملة مع رضوان مرتضى: https://www.youtube.com/watch?v=99dxyo_34T8
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول الاعتراض على عبارة -المعارضة السورية المسلحة-
-
لماذا حدث ما حدث في شمال سورية؟
-
جغرافيا التوراة والجوهر الإبادي التوراتي للحركة الصهيونية
-
انتصار أم هزيمة، صمود المقاومة وخيبة العدو!
-
بين التوراة والعلوم الحديثة: جنوب لبنان جزء من -إسرائيل- أم
...
-
بين أكذوبة بوابة إسرائيل وأنقاض -صقلغ- المزعومة
-
مشروع قانون هليفي لسرقة آثار الضفة وتلفيقات أركيولوجية أخرى
-
نتنياهو وترامب؛ الرجل وظلُّ ذيله
-
الإنسان المقاتل أولاً وليس الصواريخ
-
حظروا الكحوليات ليتاجروا بالمخدرات ويهرِّبوا الكحوليات!
-
تحميل: كتاب وودورد كشف تآمر الحكام العرب ضد المقاومة
-
العدوان الإسرائيلي على جبهة التراث والآثار: قنابل وأكاذيب!
-
الصوت العربي في الانتخابات الأميركية والتخويف بترامب
-
ترامب ليس جديدا على شعوبنا!
-
لماذا طالب السيستاني الآن بحصر السلاح بيد الدولة؟
-
مقابلة مع فنكلستين: إسرائيل تريد إبادة الفلسطينيين
-
لماذا يدفع البعض السعودية دفعاً إلى التطبيع ويسكت على الإمار
...
-
لماذا يعادي البعث العراقي المقاومة الفلسطينية واللبنانية؟ جر
...
-
محارق نتنياهو: الردع النكبوي الصهيوني وجه آخر للقتل النكائي
...
-
بصراحة :مواقف قطر أفضل من العراق والجزائر
المزيد.....
-
توغل إسرائيلي شمال خان يونس، ومقتل العشرات في غارات جوية
-
تعليق الدراسة بسبب انقطاع الكهرباء في كوبا
-
القاهرة.. منتدى لخريجي الجامعات الروسية
-
وفد أوكراني يلتقي مستشار ترامب المستقبلي
-
وسائل إعلام فرنسية: ميشيل بارنييه سيقدم استقالة حكومته الخمي
...
-
الولايات المتحدة تهدد بفرض عقوبات على جورجيا بسبب قمع الاحتج
...
-
فيتنام.. مقتل 12 جنديا في انفجار خلال تدريب عسكري
-
بعد زلزال دمياط.. رئيس البحوث الفلكية في مصر يوجه رسالة حاسم
...
-
شولتس يؤكد مجددا عدم السماح لكييف بمهاجمة عمق روسيا بصواريخ
...
-
تحذير.. أحد مكونات العطور قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة!
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|