أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم حسن سلومي - السدود الكبيرة ودورها في احتكار المياه















المزيد.....

السدود الكبيرة ودورها في احتكار المياه


عبد الكريم حسن سلومي

الحوار المتمدن-العدد: 8180 - 2024 / 12 / 3 - 10:01
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


السدود الكبيرة ودورها في احتكار المياه

لعبت السدود قديما وتلعب اليوم دورا رئيسيا في التنمية منذ الاف السنين قبل الميلاد حيث نشأت أولى الحضارات العظيمة على الأنهار الرئيسية مثل بلاد النهرين (دجلة والفرات) والنيل فلقد بدأوا رجال الحضارات ببناء السدود للسيطرة على الفيضانات وإمدادات المياه والري وقت الحاجه وكذلك للنقل والملاحة كما اصبح حديثا لبناء السدود دور كبير ومهم في الثورة الصناعية من خلال انتاج الطاقة الكهرومائية بالسدود وبحلول نهاية القرن العشرين كان هناك 45000 سد كبير في أكثر من 150 دولة في جميع أنحاء العالم تم بناء 50٪ من السدود الكبيرة بشكل أساسي لأغراض الري وتشير التقديرات إلى أن السدود تساهم في 12-16٪ من إنتاج الغذاء العالمي وكذلك تم بناء جميع السدود الرئيسية تقريبا من اجل انتاج الطاقة الكهرومائية وهي توفر الطاقة الكهرومائية حاليا بنسبة 19٪ من إجمالي إمدادات الكهرباء في العالم وتستخدم في أكثر من 150 دولة تقريبا ويوجد في تركيا ما يقارب 625 سداً
منذ بداية تاريخ البشرية ومنذ ما يقرب من 5000 عام عملت السدود على ضمان توفير المياه عن طريق تخزين المياه في أوقات الفائض وإطلاقها في أوقات الندرة وبالتالي منع أو تخفيف الفيضانات والمساهمة بشكل كبير في الإدارة الفعالة لموارد المياه المحدودة ووفرت حاجات الإنسان من المياه والخدمات المتعلقة بالمياه.
هناك عدد من السدود شيدت للتحكم في التدفقات الطبيعية وتنظيمها وتم التخطيط للعديد من السدود الجديدة لهذا القرن لمعالجة أزمة المياه المتصاعدة في العالم ولتوفير تكلفة رخيصة من الطاقة المتجددة. ومن أجل استخدام الموارد المائية بطريقة فعالة لغرض التنمية الاقتصادية للبلدان
السد الكبير هو السد الذي يبلغ ارتفاعه 15 متر أو أكثر من الأساس و إذا كانت السدود ارتفاعها يصل ل 15 متر ويبلغ حجم خزانها أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب فهي تصنف على أنها سدود كبيرة وبناء على هذا التعريف يوجد 45000 سد كبير في العالم.
وفقًا لدراسة اللجنة العالمية للسدود التي أجريت في جميع أنحاء العالم فإن معظم السدود (48٪ تقريبًا) تستخدم للري وبالتالي تساهم بشكل كبير في إنتاج الغذاء.
والتحكم في الفيضانات (8 ٪) والترفيه (4٪) والملاحة الداخلية والاستزراع السمكي.
إلى جانب ذلك تمثل السدود متعددة الأغراض نسبة تصل ل 30% من المجموع
ويضاف أيضا إلى أن السدود متعددة الأغراض تزداد أهمية للتنمية الاقتصادية الإقليمية ويتم توليد ما يقرب من خمس الكهرباء في العالم عن طريق السدود واضافة للتحكم في الفيضانات وتزويد المدن بالمياه ويمكن أن تساعد في الملاحة النهرية. والعديد من السدود متعددة الأغراض تأتي في المرتبة الأولى الري يليها التحكم في الفيضانات والطاقة الكهرومائية وإمدادات المياه المنزلية والصناعية والترفيه و تربية الأسماك والملاحة علما ان الخزانات الجوفية يتم استغلالها حاليا لتوفير حوالي نصف المياه للري
من خلال بناء السدود ستوفر الحاجة الأساسية من مياه الشرب وإنتاج الغذاء من خلال الري وإنتاج الطاقة والتحكم في الفيضانات وتوفير المرافق الترفيهية هي من بين الفوائد الرئيسية للسدود.
يقول تقرير للبنك الدولي ((بدون استغلال الأنهار سيكون العالم مكان مختلف كليا. تدعم الأنهار المستوطنات البشرية القابلة للحياة لكثير من الناس في النهر الكبير وأحواض الانهار العالمية
*****سابقا كان ينظر إلى السدود الكبيرة على أنها كانت فعاله في توفير احتياجات المياه والطاقة ولم يكن يتطرق الى المشاكل المرتبطة في انشائها سابقا فرغم انها وفرت الكثير من الامان من الفيضانات والطاقة الكهربائية النظيفة ومياه الشرب والري والتنمية لكن لها تأثيرات كبيره أيضا في المجالات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية حيث تتسبب البحيرات الواسعة المتشكلة خلف السد في فقد المياه بشكل كبير جراء التبخر من سطحها ,اضافة الى ان السدود الكبيرة لها آثارها المادية على سكان حدود وادي النهر وعلى طول مجرى النهر وفقدان ثروة الأسماك وانخفاض خصوبة الأراضي الزراعية والغابات بسبب فقدان المغذيات والأسمدة الطبيعية في الفيضانات الموسمية كما تنشر السدود الأمراض التي تنقلها المياه مثل الملاريا واليوم بعض العلماء لا يعتبرون الطاقة الكهرومائية طاقة نظيفة بسبب تدمير النظم البيئية للنهر ويعتبرون الاستثمار في محطات طاقة تعمل بالغاز أرخص وأقل خطورة.
***** السدود والطاقة الكهرومائية
تم بناء جميع السدود الرئيسية في العالم تقريبا للطاقة الكهرومائية. كان أول استخدام للسدود للطاقة الكهرومائية حوالي عام 1890وبحلول عام 1900 تم إنشاء مئات السدود الكبيرة في العالم.
وتمثل الطاقة الكهرومائية أكثر من 90٪ من إجمالي إمدادات الكهرباء الوطنية في 24 دولة ويعتمد حوالي ثلث دول العالم حاليا على الطاقة الكهرومائية لأكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء مثل ( كندا والولايات المتحدة والبرازيل والصين وروسيا - تمثل أكثر من نصف توليد الطاقة الكهرومائية في العالم.)
الطاقة الكهرومائية هي الأكثر وفرة واكثر مصدر فعال للطاقة المتجددة وتساهم بنسبة كبيرة من إجمالي الطاقة الكهربائية المتجددة المنتجة في جميع أنحاء العالم اضافة الى ان السدود تساهم بشكل كبير في الحد من تلوث الهواء.
ومن الحقائق المعروفة أن الطاقة هي واحدة من أهم السلع لتلبية الاحتياجات المادية للتنمية الاقتصادية للمجتمع الحديث لأن الطاقة المائية هي مورد محلي فإن الحكومات والمرافق في البلدان النامية تفضل في كثير من الأحيان توليد الطاقة المائية على الكهرباء المنتجة من الوقود الأحفوري والتي تستورد بالغالب بالإضافة إلى ذلك فإن تكلفة الصيانة المنخفضة و التشغيل البسيط المرتبط بالمشاريع المائية عكس الصيانة والتشغيل للمحطات الحرارية المعقدة علاوة على المشاكل الخطيرة بإنتاج الكهرباء باستخدام الوقود الاحفوري حيث يحتاج الى خبرات فنية معقده من حفر آبار لاستكشاف النفط والغاز إلى تحويل الوقود الأحفوري إلى طاقة كهربائية في محطات الطاقة الحرارية التي تستهلك إلى حد كبير من الوقود علاوة على ما تؤديه من تلوث للبيئة

*****السدود والري
لعبت السدود دورا كبيرا في التنمية منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد عندما انشأت الحضارة العظيمة الأولى على الأنهار الرئيسية حيث تم بناء سدود صغيرة فقط لإمدادات المياه والري وفقا لدراسات فان النصف من السدود الكبيرة في العالم تم بناؤها في المقام الأول للري ونحو 30-40 ٪ منها تخدم 271 مليون هكتارا من الأراضي المروية في جميع أنحاء العالم وتشير التقديرات إلى أن السدود تساهم بنسبة 12-16٪ من إنتاج الغذاء العالمي. يعتمد حوالي مليار شخص على الغذاء الذي ينتجه الري المرتبط بالخزانات ولا يوجد بديل اليوم لكيفية انتاج هذا الطعام

*****السدود والتنمية

لا تهدف مشاريع السدود إلى تحقيق منافع اقتصادية فحسب بل لها دور كبير في التنمية وفي الجوانب الاجتماعية والاقتصادية الشاملة ومشاريع الري الكبرى التي تعتمد على بناء السدود تساعد في التخفيف من هجرة سكان الريف إلى المدن مع تحسين مستواهم المعاشي وهم بمناطقهم الاصلية
ومن أجل إطعام سكان العالم والتي تتزايد بنسبة كبيره يجب تحقيق زيادة في إنتاج الغذاء وخاصة في البلدان النامية وهذا ما معناه زيادة في عمليات لسحب المياه من أجل الري
واليوم تنتشر ظاهرة شحة المياه بالكثير من دول العالم وهذا يتطلب انشاء العديد من السدود لغرض الحصاد المائي وتوفير خزين استراتيجي للدول
****الزلازل ومخاطر السدود
كمثال على مخاطر الزلازل هو ماحدث للسدود التركية وحدوث زلزال 6 شباط عام 2023 لذلك قال الباحث والجيولوجي الأردني) أحمد ملبح: (اتهم السدود التي أقامتها تركيا وتوسعت فيها بدرجة كبيرة تحولت إلى تهديد لأمن العراق المائي مع انحسار تدفق المياه إلى دجلة والفرات.
ويقول ملبح حسب ما نقلت عنه وكالة سبوتنيك الروسية: -إن السدود التي أقيمت في منطقة جنوب شرق الأناضول كان لها تأثير جيولوجي محتمل على الزلزال المدمر الذي ضرب في كهرمان مرعش.وأوضح أن السدود في جنوب شرق تركيا ساهمت في حجم الزلزال المدمر، الذي وقع في كهرمان مرعش وإن لم يكن بشكل مباشر مشيرا إلى أن السدود قد وصلت إلى أقصى طاقتها وأصبحت من أكبر السدود في العالم وتابع ان هذه الكمية من المياه المخزونة بالسدود يمكن أن تؤثر على قشرة الأرض وحتى على الأرض كلها مضيفا أن كمية المياه في السدود تعادل عشرة أضعاف المياه المخزنة في سد النهضة الإثيوبي الكبير.
وقال :-هذه الكمية من المياه، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على حركة الأرض، حتى ولو لثانية واحدة، ويتأخر دوران الأرض بسبب وزن الماء، وينتقل الماء إلى مناطق أخرى، ولو تفرقت لكان الوضع أسهل مما هو عليه الآن
وواقعا بدأ اليوم استخدام السدود من قبل الدول في اعالي الانهار المشتركة كسلاح اقتصادي ضد دول الممر والمصب للأنهار المشتركة معها وهذا يعتبر تحول كبير وخطير في السياسات المائية حيث اصبحت السدود الكبيرة سلاح اقتصادي خطير اكثر ايلاما للشعوب من اي سلاح اخر فيما اذا استخدم بعنجهية وغير اخلاقي بابتزاز دول الممر المائي والمصب من قبل دول المنابع وهذا للأسف ما هو واقع اليوم فعلا بمنطقة الشرق الاوسط حيث تستخدم كل من تركيا وايران واثيوبيا والكيان الصهيوني الغاصب سلاح المياه من اجل الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية وامنية بالمنطقة على حساب جيرانها



#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسات البنك الدولي الترويجية لمشاريع الاستثمار في المياه وخ ...
- تعطيش العراق مخطط واضح المعالم
- الامن الـمـائي الـعـراقي والغذائي في خطر
- واقع ومستقبل المياه في العراق
- ترشيد استهلاك المياه في العراق واجب وطني
- انتشار تجارة بيع الماء في مدن العراق تشجع على جعل المياه سلع ...
- الصرف الصحي ومياه الشرب في العراق وتحدياتها
- البيئة العراقية ومشاكلها
- المياه الجوفية بالعراق خزين استراتيجي يجب التعامل معه بحكمة ...
- هل المياه ستصبح سلعة مثل النفط خلال هذا القرن
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...
- لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ...


المزيد.....




- -تعرضوا لقسوة لا تتصور-.. شاهد بايدن يتحدث عن تاريخ العبودية ...
- قرب حدود سوريا.. فيديو يظهر تدريبات قوات عراقية يثير تكهنات ...
- عالمة روسية: الرغبة في الحفاظ على النظام والاستقرار ساهمت في ...
- المغرب.. تفاعل كبير مع واقعة الاعتداء على سائق تاكسي كان يق ...
- استسلام جنود أوكرانيين من اللواء الرئاسي عند وصول الجيش الرو ...
- مقتل طبيب فلسطيني واحتراق أكثر من 15 خيمة بقصف إسرائيلي على ...
- كوريا الجنوبية.. البرلمان يستعد للتصويت على عزل رئيس البلاد ...
- مراسلتنا: الجيش السوري يفشل هجوم التنظيمات المسلحة على مدينة ...
- محكمة أمريكية ترفض الدعوى المرفوعة ضد هانتر بايدن بعد العفو ...
- زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية يحذر من استفزاز محتمل ضد الج ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم حسن سلومي - السدود الكبيرة ودورها في احتكار المياه