كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الرابع

محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8179 - 2024 / 12 / 2 - 21:29
المحور: السياحة والرحلات
    

العراقيون مستاؤون جدا من رجال الدين الذين وقفوا موقفا سلبيا من دعم غزة وجنوب لبنان . انهم يتساءلون لماذا كان رجال الدين يصدرون الفتاوى لتشجيع الشباب المسلم القتال ضد القوات السوفيتية في أفغانستان وقتل منهم مليون , فيما سكتوا عن اصدار فتوى تطالب الشباب القتال الى جانب إخوانهم في غزة و جنوب لبنان ؟ او على الأقل كلمات جميلة تجبر خواطر المقاتلين هناك ؟ لماذا كان محاربة السوفييت جهادا ومحاربة جيش الاحتلال الصهيوني لا . ولماذا دعا رجال الدين المسلمين من جميع اقطار العالم الجهاد في العراق بعد تغيير 2003 في الوقت الذي اعترف العالم بأجمعه بسيادة العراق وان من يقوده كانوا عراقيون من سابع جد, فيما لم يدعموا شعبا احتلت ارضه وقتل ابناءه منذ اكثر من 70 عاما ؟ ولماذا اجتمع 700 رجل دين من خمسين دولة لدعوة الجهاد في سوريا , فيما يعتبرون الجهاد ضد محتل مغتصب مجرد " انكار فضل دولة تمنحهم الماء والكهرباء " في إشارة للغزاويين ؟ لماذا يحاولون التقليل من انتصارات المقاومة ويعظمون قوة الكيان ؟ بل ذهب البعض منهم بالقول ما فائدة مقاومة جيش مدجج بالسلاح وانتم ليس لديكم مضادات للصواريخ , وكان الرسول محمد كان يقود جيوشا جرار في معاركه مع اعداءه ؟ كان الرسول يقود معاركه جميعا بجيش اقل من عديد اعداءه .
لقد وصلت سفاهة بعض رجال الدين او المحسوبين على دين محمد ان يحثون الفلسطينيين بان خوات نتنياهو ( اليهوديات) حلال نكاحهم , فهل أجاز الرسول الأعظم الزواج من بنات بني قريظة او النضير او قينقاع قبل قتالهم والانتصار عليهم ؟ وهل يجوز الزواج من بنات تدربن على قتل أطفالنا ؟ وهل يجوز لرجل دين وهو يشاهد تدمير مدن وقتل الألوف من الأبرياء من اخوانه المسلمين ان يدعوا بان النظافة من التبول هي قضية يسال الله عليها قبل ان يسال عن فلسطين ؟ هل يحتاج المسلم الى هذه الموعظة السمجة الان ؟ وهل وصل الجهل عند المسلمين الى حد لا يعرف ان ينظف نفسه ؟ هل المسلم بحاجة الى مثل هذه التفاهات ام بحاجة الى كلمات وخطب تشحذ همم الشباب للدفاع عن مدنهم ومقدساتهم . رجل الدين يجب ان يعمل بما يأمره الله , وان لم يعمل بما يأمره الله فلا فائدة من علمه , بل يعد مخربا للدين , لا ينكر المنكر . هؤلاء هم الذين دعوا الشباب المسلم محاربة الجيش السوفيتي وهم يعرفون جيدا ان الجيش السوفيتي كان آنذاك اقوى من المقاومة الإسلامية 100 مرة , ولكن عندما وقفوا على القضية الفلسطينيين بدأوا يحثون الشباب المسلم بان إسرائيل قوية ولا طاقة للعرب على محاربتها !
لماذا ظهرت هذه الأصوات هذه الأيام والمقاتلون على جبهات القتال يسجلون أروع آيات البطولة ضد عدو لا دين له الا دين تدمير المدن وقتل النساء والأطفال ؟ اين الذين كانوا يحرضون المسلمين القتال ضد حكومات لبيا والعراق وسوريا ؟ اين اختفوا ؟ هل يعلمون ان فتاواهم هي التي دمرت قدرات العراق وسورية العسكرية ؟ اليس عدم قدرة سوريا الرد على الاعتداءات الصهيونية الشبه اليومية هو بسبب انشغال القوات السورية ضد المجاميع الإرهابية التي اسستها فتاواهم ؟ وهل يعلمون ان فتواهم هي التي قضت على قدرات الجيش العراقي بعد ان كان هذا الجيش من اقوى جيوش المنطقة ؟
لماذا لم يخرج صوت واحد من الذين كانوا يصدرون الفتوى ضد قادة دول عربية , تندد بسكوت حكوماتهم تجاه ما يجري في الجنوب اللبناني او في غزة أو تدعو حكام دولهم بدعم المقاتلين على جبهات القتال ! هل هذا اطاعة للحاكم بأمر الله ام خوفا على ترفهم وهم يعيشون تحت ظل هذا الحاكم ؟
اذا كان نكاح بنات موسى حلال عليكم فان بنات محمد النبي صيانة اعراض بنات محمد أولى . واذا كان حلال اكل ذبائحهم , فهل حلال ان يموت أطفال غزة جوعا ومرضا ؟
كثيرة كانت أسئلة اهل العراق لرجال الدين الذين نصبوا انفسهم بانهم أئمة على المسلمين وانهم حماة الدين . من يريد حماية الدين عليه حماية الوحدة بين المسلمين لا تفريقهم ويقول ان المذهب الفلاني يبقى عدونا حتى لو حرروا بيت المقدس . من الذي يقول ان المذهب يضمن دخوله الجنة ؟ المذهب لا يضمن دخول الجنة " الا الذين امنو وعملوا الصالحات " و من اهم الصالحات هو العمل بما يريده الله ومنها الانتصار للمظلومين . هل كانت هناك مذاهب في عهد رسول الله ؟ وهل من يريد حماية الإسلام يجب عليه اتهام من يخالفه في الفقه في اتهامات ما انزل الله بها من سلطان ؟ وهل ان جميع المذاهب الإسلامية بدون خلافات , واذا لم تكن هناك خلافات فلماذا لدينا أربعة مذاهب عدا تفرعاتها ؟
العراقيون متألمون جدا من رجال الدين الذين وظفوا الدين لخدمة الحركة الصهيونية ويعتقدون ان هؤلاء مجرد موظفين للدولة تستخدمهم متى ما دعت الحاجة اليهم , حيث ان هؤلاء الرجال معروفون بولائهم لسلطانهم والسير وفق اراداتهم , وبذلك اصبح في العراق شعورا بان الدين والسياسة في بعض الدول العربية تطابقا في دعم الكيان الصهيوني ضد إخوانهم في جنوب لبنان و غزة , وهي جراح ستكون من الصعب الشفاء منها وبكل تأكيد سيكون الدين الضحية الأولى , لان الدين الذي لا يقف مع المظلوم ليس دينا. بل ذهب العراقيون ابعد من ذلك وهو تحذير المواطنين من فتنهم , لانهم يملكون ادواتها وبذلك ينشغل المتحاربين فيما بينهم والخاسر الأول هي القضية الفلسطينية وهي حالة يريد أعداء القضية الفلسطينية تأجيجها بين المسلمين حتى يتركوا القضية الفلسطينية . انهم يريدون اشعال حرب طائفية ودينية في لبنان , ويريدون اشعال حرب طائفية في باكستان , وما قضية تغيير اسم جامع " فاطمة الزهراء" في ادلب من سوريا الا احد المحاولات .

#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات