|
إن كانت لدينا أيّ فرصة لإنقاذ الكوكب ، نحتاج إلى الإطاحة بهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ... و تعويضه بنمط حياة جديد كلّيا و نظام مغاير جوهريّا
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8179 - 2024 / 12 / 2 - 21:09
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ريموند لوتا ، في معهد بركلي للموسيقى ببسطن ، 29 أكتوبر 2024 جريدة " الثورة " عدد 778 ، 4 نوفمبر 2024 www.revcom.us
مقدّمة : في 29 أكتوبر 2024 ، ألقى ريموند لوتا مداخلة في معهد بركلي للموسيقى ببستن حول حالة الطوارئ البيئيّة. و كان لوتا في حوار مع أكاديمي و أستاذ في بركلى ، فكتور واليس ، الذى يكتب و يتكلّم عن " الإشتراكية البيئيّة " و كيف ننظّم لها اليوم . و قد نظّمت البرنامج مجموعة من طلبة بركلى شكّلت حديثا ناديا إشتراكيّا . و حديث لوتا بوجه خاص نشر نقاشا و جدالا حيويّين تركّزا على مسألتين كبيرتين و مترابطتين . المسألة الأولى كانت الإختراق التاريخي لبوب أفاكيان في تطوير الشيوعيّة الجديدة ، و الأهمّية التاريخيّة لقيادة بوب أفاكيان لإنجاز ثورة تحريريّة حقّا في عالم اليوم . و معظم الحضور لم يكن لديه تفاعل عميق مع أعمال بوب أفاكيان ، و التحدّى الذى وُضع أمامهم أرسى نقاشا صحّيا . و المسألة الكبرى الثانية تخصّ " نماذج من التغيير الاجتماعي " . هل " تبلغون الناس حيث هم " و تدفعونهم تدريجيّا إلى فهم أرقى و أكثر راديكاليّة ؟ كان هذا الفهم العفويّ لغالبيّة الحضور . أم ، كما كان يحاجج لوتا ، هل تقدّمون للناس حقيقة الحاجة و أساس الثورة المسترشدة بالشيوعيّة الجديدة – و تطبٌّون إستراتيجيا تتمحور حول " مقاومة السلطات ،و تغيير الناس ، من أجل الثورة " ؟ أدناه نصّ مداخلة لوتا و قد أدخلت عليه تعديلات طفيفة . *********************************** عنوان مداخلتى يتحدّث عن الواقع الأساسي أنّ الكوكب في خطر ... و النظام الرأسمالي – الإمبريالي هو المحرّك لهذه الأزمة الوجوديّة . لكن هناك طريق قابل للحياة و تحريري للتدخّل فى الوضع الإستعجالي للبيئة ... لمواجهة و معالجة هذه الأزمة على النطاق و بالصفة الإستعجاليّة المطلوبين . و هذا الطريق هو القيام بثورة – و إرساء نظام إشتراكي جديد قائم على " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفه بوب أفاكيان . و ثمّة تحدّى إستعجالي و تاريخي أمامنا . نحن نعيش الآن في زمن نادر في الولايات المتّحدة فيه من الممكن أكثر القيام بهذه الثورة . هذه لحظة صراع داخلي شديد و متفاقم في صفوف الطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة ، مع الفاشيّين – الجمهوريّين و الديمقراطيّين مجرمى الحرب في صدام . الطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة منقسمة على نحو لم تكن عليه منذ الحرب الأهليّة . و هؤلاء الحكّام غير قادرين على الحكم بنفس الطريقة الموحّدة التي حكموا بها لأجيال . فاشيّو ترامب لا يعترفون حتّى بشرعيّة الديمقراطيّين ، أو " النقل السلمي " للسلطة . و هناك جنرالات كبار متقاعدون يتحدّثون بوضوح أمام قسم من الجيش ، الآن مندّدين بترامب على أنّه فاشيّ . هذا النوع من التناحر الداخلي ، و هذا الإستقطاب في قمّة المجتمع و عبره ، يمكن أن يوفّر إنفتاحا للقيام بالثورة . وهذه فرصة لا ينبغي أن نفرّط فيها لأنّنا نواجه شيئا فظيعا أبعد من ما يوجد حتّى اليوم – و ليس فقط ارتفاع حرارة الكوكب التي تنحو نحو كارثة غير قابلة للإصلاح لكن خطر الفرض الشامل للفاشيّة ، و فظائع إباديّة جماعيّة حتّى أكبر في فلسطين المحتلّة ، و الخطر المتنامي لحرب عالميّة بين القوى الإمبرياليّة المسلّحة نوويّا . شيء فظيع ... أم شيء تحريري حقّا ، إذا إستغلّينا هذا الإنفتاح الناجم عن الإنقسامات العميقة و المحتدّة داخل الطبقة الحاكمة و المجتمع ككلّ – للتجرّء على الإلتحاق ب و المساهمة في و تولّى مسؤوليّة من أجل ثورة تسترشد بالشيوعية الجديدة التي طوّرها القائد الثوري بوب أفاكيان . و هذه الشيوعيّة الجديدة ذات دلالة تاريخيّة – عالميّة : إنّها إطار جديد تماما لتحرير الإنسانيّة . و هذه الثورة هي التي توفّر لنا أفضل فرصة واقعيّة حقّا ، و ليس ضمانا بل فرصة واقعيّة ، للتعاطى مع الوضع البيئي الإستعجالي كجزء من إقامة مجتمع تحريريّ . I – خلفيّة أزمة المناخ : يعرف الكثير منكم بعض المعطيات الأساسيّة لأزمة المناخ . فالسنوات العشر الأخيرة كانت أحرّ ما سُجّل أبدا ، بسنة 2023 أحرّ سنة سُجّلت على كوكبنا . و سنة 2024 الآن بصدد تحطيم ذلك الرقم القياسي في الحرارة . و قد دخل العالم منطقة خطرة و غير مسبوقة – بما أنّ إنبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري تتصاعد ، و بما أنّ حرارة سطح البحار ترتفع ، و بما أنّ درجة عذاب البشر تشتدّ بسرعة جرّاء موجات الحرارة القصوى و الإعصارات و الجفاف و الفيضانات . و الأسبوع الماضي ، أصدرت الأمم المتّحدة تقريرا بأنّ القوى المصنّعة الكبرى ليست أبدا تقترب من التقليصات الحادة في إنبعاثات الكربون اللازمة لتفادى الإرتفاع الكارثيّ للحرارة . و ها نحن في 2024 ، بعد عدّة عقود من التحذيرات العلميّة الأولى بإرتفاع حرارة الكوكب . و مع ذلك ، الوقود الأحفوري يعدّ 80 بالمائة من إنتاج الطاقة العالمي ، بما في ذلك في الولايات المتّحدة ( 1990 ) ! الولايات المتّحدة هي المذنب رقم واحد . إنّها أكبر باث تاريخيّا لغازات الكربون التي تحصر الحرارة في الجوّ . خلال الستّ سنوات الفارطة ، بما فيها تحت نظر ما يسمّى إدارة بايدن – هاريس " الصديقة للمناخ " ، أنتجت الولايات المتّحدة المزيد من النفط الخام من أيّ أمّة في أيّ وقت كان ! و في سباقها في الانتخابات الرئاسيّة ، أعلنت كمالا هاريس بصوت عال دعمها للتنقيب عن المزيد من النفط و الغاز الطبيعي . لذا ، بينما جرى تطوير المزيد من الطاقة الشمسيّة و الهوائيّة ، و صارت أرخص ثمنا ، توسّع التنقيب عن النفط و الغاز الطبيعي توسّعا كبيرا ( بشكل مربح ). و " نمط الحياة " الأمريكي المحتفلا به كثيرا من الفاشيّين – الجمهوريّين و الديمقراطيّين مجرمي الحرب يتغذّى على حساب العمل المستغلّ و المستغلّ إلى أقصى الدرجات لمئات الملايين في سلاسل التزويد العالميّة للبؤس – و ينهب المواد الأوّليّة و الموارد عبر الكوكب . فكّروا في التالى : سنحتاج إلى خمسة كواكب أرضيّة لإعالة سكّان العالم إذا إستهلك كلّ فرد الموارد بذات مستوى معدّل ما يستهلكه الفرد الأمريكي . خمسة كواكب أرضيّة ! ماذا عن النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى يدخل في حرب مع البيئة ؟ حسنا ، إنّه نظام له طبيعة و منطق داخليّين . ما يحرّكه هو البحث عن الربح و المزيد من الربح من الكتل الرأسماليّة المملوكة ملكيّة خاصة . وهي تتنافس و يجب أن تتنافس مع بعضها البعض من أجل حصّة أكبر في السوق – إعتمادا على المزيد من الإستغلال الفعّال للعمل البشريّ عبر العالم . و إذا لم تتوسّع و تستثمر لتتقدّم على منازعيها ، حالئذ تخاطر بالخسارة و الإنحدار . هذا نظام يتعاطى مع الطبيعة على أنّها مساهمة " خالية من الكلفة " تضخّ في إنتاج الربح ... نظام يحوّل أيضا الطبيعة إلى ملء نفاية لتبعات إنتاج الربح بلا هوادة – من سكب النفط ، إلى تلويث الجوّ ، إلى إفساد التربة . و السياسات الجغرافيّة التنافسيّة مبنيّة في أسس هذا النظام . فقد كان و لا يزال إنتاج و حرق الوقود الأحفوري أساسيّا للسير المربح للنظام الإمبريالي - العالمي . و التحكّم في النفط و أسواق الوقود الأحفوري و التمويل و النقل وسيلة بفضلها تهيمن القوى العظمى على الإقتصاديّات و على إقتصاد العالم . و فكّروا في التالي : آلة جيش الولايات المتّحدة للقتل و التدمير التي تفرض الإمبراطوريّة الأمريكيّة العالميّة هي وحدها أكبر مستهلك مؤسّساتي للنفط ، و وحدها أكبر باعثة مؤسّساتيّة للكربون في العالم . الحقيقة الباردة هي أنّ للتعاطي الجدّيّ مع تغيّر المناخ ، نحتاج إلى وضع شركات الوقود الأحفوري خارج العمل و مصادرة ممتلكاتها و ترك معظم الوقود الأحفوري في الأرض . و لكي يحدث ذلك ، ليتفاعل المجتمع مع الطبيعة على نحو مستدام – نحتاج إلى الإطاحة بهذا النظام . نحتاج إلى تركيز دولة ثوريّة جديدة و مشركة ملكيّة وسائل الإنتاج ... و إنشاء إقتصاد إشتراكي مخطّط . و هذا هو الأساس الاقتصادي المغاير راديكاليّا يجعل من الممكن لإستخدام مصادر المجتمع بوعي و جماعيّا و بصفة مستدامة – و نظام حكم يجعل من الممكن إطلاق العنان للناس ليذهبوا بالوضع الإستعجالي البيئيّ خدمة لمصالح الإنسانيّة عالميّا ، كجزء من إيجاد عالم دون إستغلال و إضطهاد . II- هناك بديل : لذا دعونى أمرّ إلى بعض المظاهر المفاتيح من المجتمع الجديد القائم على " دستور جمهوريّة إشتراكيّة جديدة في شمال أمريكا " . اليوم الأوّل ، نشرع في تفكيك الشبكة العالميّة السابقة للقواعد العسكريّة . و ستستخدم الدولة الإشتراكيّة الجديدة قوّتها و مواردها للترويج للثورة عبر العالم . و لتحرير الإنسانيّة ، و إنشاء الأساس العالمي للتعاطى مع هذه الأزمة العالميّة / كوكبيّة . و المجتمع الإشتراكي الجديد سيضع نهاية لسلاسل التزويد العالميّة الشديدة – التلويث التي يقوم عليها الاقتصاد الراهن . سنشرع في إعادة هيكلة راديكاليّة و عقلانيّة أنظمة التصنيع و النقل ، منتقلين بسرعة إلى الطاقة المتجدّدة، و بعيدا من اللاعقلانيّة و التبذير و النقل لمسافات بعيدة . والخبرات و التكنولوجيا توجد اليوم لإحداث مثل هذه التغيّرات ! لكن الآن ، في المجتمع الإشتراكي الجديد ، لن توجد بعدُ عوائق إنتاج خاص للربح . الجنرال موتورس و أكسن موبايل ، و شاس- مورغان لن تظلّ موجودة ! و المجتمع الإشتراكي الجديد سيضع مصالح الحفاظ و إصلاح الأنظمة البيئيّة للكوكب فوق التطوّر الوطني الخاص . ستشجّع و تقدّم الدعم العلميّ و التقنيّ و التنظيميّ للمبادرات العالميّة الجريئة لمنع الإنهيار المنتشر للأرصفة المرجانيّة ، و الغابات الإستوائيّة و أنظمة بيئيّة أخرى – و لجعله ممكنا بالنسبة إلى كلّ من العلميّين و اللاعلميّين للتعاون و التشارك عالميّا على نطاق غير مسبوق . و التخطيط الاقتصادي و الاجتماعي في المجتمع الجديد سيهدف إلى ربط العمل الذى هو في آن له معنى و خلاّق بإحساس الناس بالجماعيّة ، و العمل من أجل مصلحة الإنسانيّة في العالم . و لن يكون هذا نفسه المجتمع الإستهلاكي " المبذّر " الذى يرتهن بأقصى الإستغلال الخبيث ، بما في ذلك عمل الأطفال ، لخلق تبذير " آخر نماذج " هواتف آيفون . لكن لا شيء من هذا سيعنى أيّ شيء طالما لم يتشرّب الناس في المجتمع الإشتراكي الجديد بالقيم الجديدة ... للإهتمام و يصبحوا حامين و تحسين وضع الكوكب . و يجب أن يحدث هذا من خلال التعليم و وسائل الإعلام و الصراع الثقافي و السياسي و الإيديولوجي . و هذا ما يصبح ممكنا ، إذا و فقط إذا ، نقوم بالثورة إستنادا على الشيوعيّة الجديدة . III – بُعدٌ جديد تماما من الحرّية ، و المعارضة في ظلّ المجتمع الإشتراكي الجديد : عند هذه النقطة ، أرغب في قراءة مقتطف هام من الوثيقة ، و لدينا نسخا منها ، " نحتاج و نطاب ب: نمط حياة جديد تماما و نظام مغاير جوهريّا " و ما سنقرأه من قسم " بٌعدٌ جديد تماما من الحرّية و حقوق الشعب " . يقول : " و كما يُعرض في دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا ، الناس في هذا المجتمع الجديد لن يُسمح لهم فحسب بل سيقع تشجيعهم و تمكينهم من التعبير تماما عن آرائهم السياسيّة ، و التعبير عن أفكارهم بحرّية عبر الوسائل الفنّية و غيرها من الوسائل ، و المعارضة و الإحتجاج تحت حماية دستوريّة و مؤسّساتيّة لحقّهم في القيام بذلك . ستوفّر لهم وسائل القيام بذلك ، لأنّ ها جزء هام من إنشاء جوّ حيث يمكن للناس " التنفّس " و الشعور بالراحة و حيث سيجدون الإلهام للإلتحاق بالآخرين في الخوض في ما سيساهم و ما لن يساهم فى التغيير التحريري للمجتمع و العالم ككلّ ." و الآن ما صلة هذا المقتطف بمواجهة و التأثير على أزمة البيئة ؟ و الجواب هو ... كلّ شيء ! ترون عنصرا حيويّا للشيوعيّة الجديدة التي تقدّم بها بوب أفاكيان هي الأهمّية التي يوليها للصراع الفكريّ و العلميّ و الثقافي في المجتمع الإشتراكي – و للمعارضة – على نطاق لم يشاهد قبل في أيّ مجتمع ، في أي ممّا يسمّى الديمقراطيّة الرأسماليّة ، أو حتّى الإجتماعات الإشتراكيّة ، بما في ذلك الصين في ظلّ ماو . نحتاج إلى تحشيد العلماء و المهندسين ، و أخصّائيّين آخرين للعمل على الضغط البيئي و أشكال أخرى . فكّوا في علماء المناخ و المخطّطون للمدُن و الأخصّائيّون في تنوّع الحياة ، على سبيل المثال ، الذين لديهم عديد الأفكار و المقترحات ، الكثير من الفهم ، للديمومة – لكن أفشلوا بما يفرضه الربح في ظلّ هذا النظام . و يمكن إستبعاد هذه العراقيل في المجتمع الجديد . و في الوقت نفسه ، سيتطلّب المجتمع المجتمع و تتطلّب الإنسانيّة أيضا بحثا بعيد المدى و تفكيرا جديدا و تجريبا ليسوا مرتبطين مباشرة جدّا بالمعالجة الفوريّة و الإستعجاليّة للمشاكل . و هذا التجريب ينبغي أيضا أن يلقى الدعم و التمويل من الدولة الإشتراكيّة – لأنّه لأنّ÷ يضيف إلى مخزن المعرفة و حيويّة المجتمع . و هذا تعبير آخر عن كسر عراقيل الرأسماليّة ... و كذلك القطيعة مع مشاكل المجتمعات الإشتراكيّة السابقة . نحتاج إلى الصراع الفكريّ و التساؤل و روح السعي وراء الحقيقة مهما كان المكان الذى تؤدّى إليه – لأنّه ليست لدينا جميع الإجابات لأزمة البيئة و غيرها من الأزمات . هذه مسألة وضع البحث عن الحقيقة في الواجهة و في المركز . و في الوقت نفسه الذى نكسر فيه سلاسل العلم ، نحتاج أيضا إلى كسر حواجزه . فالحواجز التي تُبقى العلم نشاطا لقلّة نسبيّة يجب كسرها . و الناس عبر المجتمع ، المُضطهَدين و المهمّشين سابقا ، يجب أن يُدرّبوا على المنهج العلميّ . و هذا أمر يمضى في إتّجاه واحد . و هناك كذلك فهم نابع من تجارب حياة الناس القاعديّين – لنقل في الجماعات المتأثّرة بالتلوّث. يجب على المجتمع الإشتراكي أن يشجّع على كافة أنواع تجارب التلقيح و الفهم المتبادلين : و يتباد العلماء و الأخصّائيّون المعارف مع الفئات الواسعة من المجتمع ، خاصة المضطهَدين سابقا الذين حُرموا من مثل هذه المعرفة – سيتعلّم المحترفون البيض من الرؤى الثاقبة و تطلّعات الناس القاعديّين . و من الأشياء المرغوب فيها ستكون النقاشات الكبرى في العلوم و ضمن حركات المناخ و البيئة ( و سأعود للمسألة بعد لحظة ) ، و التي تُنشر شعبيّا و تبلغ كافة أنحاء المجتمع . و كلّ هذا جزء من الإطاحة بالإنقسامات الإجتماعيّة في المجتمع ، و التحسين من قدرات الناس على معرفة العالم و تغييره تغييرا واعيا – و تولّى مسؤوليّة أكبر حتّى عن المجتمع . و للإبقاء على المجتمع يسير قُدُما نحو عالم شيوعي خال من كافة الإستغلال و الإضطهاد ، نحتاج إلى قيادة ذات رؤية ثاقبة قائمة على العلم . غير أنّ جميع مظاهر المجتمع يجب أن يتمّ نقاشها على نطاق واسع . و الطريق إلى الأمام ليس معدّا سلفا. فالمشاكل و التناقضات في المجتمع التي لم يقع حلّها – سواء كنّأ نتحدّث عن الوضع الإستعجالي للبيئة أو التجاوز التام لإرث العنصريّة و إضطهاد النساء – هذه التناقضات التي لم تحلّ ستفرز جدالا و صراعا . و قد حلّل بوب أفاكيان كيف أنّ هذا مصدر إيجابي للديناميكيّة في المجتمع الإشتراكي . و قد شدّد على أنّ الإشتراكيّة لا يجب أن تسمح و تحمي فحسب المعارضة بل أن تشجّعها و تثمّنها بنشاط . و ذلك لأنّه ، مرّة أخرى ، يمكن لهذا أن يكشف عن فهم جديد و يُظهر نواقص و مشاكل في المجتمع الإشتراكي و يرفع من قدرة الناس على ترتيب ما سيساعد على تقدّم المجتمع و ما لن يفعل ذلك . و بما أنّنا نركّز على قضايا ، لنجرى تجربة تفكير . المسألة تُثار . في المجتمع الإشتراكي الجديد المعروض في " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " ، هل سيوجد دور و مجال و حماية للمجموعات و المنظّمات مثل ما هو اليوم تمرّد أكستنشن ؟ هل سيُسمح بهكذا نوع من الإحتجاج – و حتّى إحتجاجات أكثر راديكاليّة - في ظلّ الإشتراكيّة ؟ أجل ! يمكن للفرد أن يتصوّر فئات من الناس الواعين بالبيئة يمكن أن يكونوا غير صبورين على نسق التغيير و التحويل ، أو التوجّه العام الذى يُتّبع . هل أنّ أولويّات المخطّط الإشتراكي صحيحة ؟ وهل أنّ مشاريع الطاقة المتجدّدة على نطاق واسع أكثر من اللازم ؟ يمكن بوسعنا أن ننتقل بسرعة أكبر للأنظمة الفلاحيّة المدينيّة – لكن ماذا عن المدن المركّز عليها في المناطق الساحليّة التي تواجه خطرا ؟ أيمكن لهذا النقاش و الإختلاف مع سياسات الدولة – و المبادرات المستقلّة من الأدنى التي يجب تشجيعها في المجتمع الجديد – أن يتحوّل إلى نزاع مفتوح مع الدولة الإشتراكية – و يُشعل مسيرات جماهيريّة و إعتصامات تعرقل الأنشطة ؟ أجل . المعارضة من فئات من الشعب لسياسات متنوّعة و حتّى للإشتراكيّة نفسها ، لن يتمّ قمعها . طالما أنّ المعارضة لا تتّخذ شكل التخريب و التدمير العمد ، أو شكل جزء من المحاولات المنظّمة للإطاحة بالدولة الإشتراكيّة . يمكن لهذا أن يُصبح شديدا و حادا جدّا أحيانا بما في ذلك أن يتحوّل إلى إضطرابات قد تضرب جدّيا إستقرار المجتمع ( و يمكن أن يسعى المعادون للثورة أن يستغلّوها ) . لكن هذا جزء من بلوغ حقيقة المجتمع و العالم ، من التشجيع على التفكير النقديّ في المجتمع الإشتراكي ، و تمكين الناس من فهم أعمق و تغيير العالم تغييرا واعيا . و نحتاج ، كمات يقول بوب أفاكيان ، إلى أن نكون مستعدّين للمضيّ إلى حافة فقدان السلطة دون تجاوز تلك الحافة – دون خسارة المجتمع الإشتراكي و كلّ ما يعنيه للإنسانيّة في العالم . و هذا الجوّ من الصراع و المعارضة حيويّ لبلوغ الشيوعيّة، لشحذ الطاقة الخلاّقة و دفع المحاججة و إكتشاف طُرق جديدة للتقدّم ، و العمل و الصراع معا لتصوّر كيفيّة بناء مجتمع مزدهرا و يزدهر حقّا . و يعمل و يناضل بصورة إستعجاليّة لإنقاذ الكوكب من أجل الأجيال الحاليّة و الأجيال المستقبليّة . و هناك حاجة إلى قيادة شيوعيّة ذات نظرة ثاقبة و لبّ صلب ، كما يسمّيها بوب أفاكيان ، لقيادة هذه السيرورة المعقّدة إلى الأمام ...و للتعلّم منه . و هناك حاجة إلى أقصى درجات المرونة و التجريب و التجديد في المجتمع . لذا ثمّة نقاط مفاتيح أودّ أن أثيرها بصدد الشيوعيّة الجديدة و بلوغ مجتمع و عالم نتخطّى فيه الإستغلال و الإضطهاد ... و من خلاله يمكن للإنسانيّة أن تُصبح راعية للكوكب . VI – لدينا فُرصة في فترة الحياة : ختاما ، أودّ العودة إلى المكان الذى إبتدأت منه . هذا الزمن ليس زمنا " عاديّا " . الأحداث تتسارع . و الصراع بين قسمين من الطبقة الحاكمة يشتدّ و سيشتدّ أكثر خلال الانتخابات القادمة . و الوضع في الشرق الأوسط يتصاعد بسرعة ، مع مهاجمة إسرائيل مرّة أخرى و يتزايد التهديد بحرب أوسع نطاقا حتّى . و يمكن للأشياء أن تخرج عن السيطرة . و هذا زمن فيه يمكن أن يحدث التغيّر في الأسابيع أو حتّى الأيّام أكثر ممّا يحدث في سنوات و عقود . و ينسحب هذا على كلّ من الوضع الأوسع نطاقا في العالم و تفكير و تصرّفات ملايين الناس ! هذا زمن نادر فيه الثورة الشاملة التحريريّة المستندة إلى الشيوعيّة الجديدة ممكنة أكثر . هذا زمن فيه من الضروريّ و من الممكن قطع خطوات متقدّمة كبرى في ربط الناس فورا بالقائد الثوري الذى لا مثيل له ، بوب أفاكيان ، . خاصة من خلال الرسائل الثوريّة التي يصدرها بوب أفاكيان – مرّتان أو ثلاث مرّات أسبوعيّا - @BobAvakianOfficial . عالم مغاير راديكاليّا و أفضل بكثير ممكن ... بواسطة الثورة . شُكرا .
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 98 : فيما يختلف كذّابو الطبقة الحاك
...
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
-
الهولوكست / المحرقة التي تقترفها إسرائيل في غزّة – ماذا سنفع
...
-
إسرائيل تستهدف لبنان – قاتلة المدنيّين و الأطفال و عمّال الص
...
-
إذا كان الإسرائيليّان نتن – النازي و غالانت مجرما حرب – و هم
...
-
بوب أفاكيان – الثورة 105 : لا : القبول و رفض مقاومة فاشيّة ت
...
-
النظام يوفّر لكم - خيارا - بين الإبادة الجماعيّة مع الديمقرا
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 103 : لماذا يساعد الديمقراطيّون الف
...
-
باسم الإنسانيّة ، نرفض القبول بأمريكا فاشيّة ! هذا النظام بر
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 102 : - - بلدان - داخل هذه البلد –
...
-
مهما كان من يفوز في نوفمبر ، ستواصل الولايات المتّحدة الإعدا
...
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني- الماوي ) :الفخ
...
-
الفاشيّة و النظام بأكمله – لماذا ليس بوسع ممثّلى - السائدين
...
-
إسرائيل تصعّد حربها على لبنان – قاصفة بالقنابل ليل نهار ، قا
...
-
بينما تواصل حزّورتها المزيّفة و الرثّة عن - دعاة السلم - ، ت
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 81 : لماذا لا أشارك في السباق من أج
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 101 : - الخيارات - في هذه الانتخابا
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 53 : لماذا كان من الضروريّ التصويت
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 54 : لماذا رغم أنّه كان من الضروريّ
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 51 : الإسترتيجيا و التكتيكات الثوري
...
المزيد.....
-
«تضامن في منزل الأسرة».. اليوم الـ 64 من إضراب ليلى سويف
-
بدء محاكمة 5 من محتجي طريق الموت بالدقهلية الأربعاء
-
شادي محمد ومعتقلي «بانر فلسطين ».. أمام المحكمة غدًا
-
القوى الامبريالية تتصارع على سوريا
-
شادي محمد ومعتقلي «بانر فلسطين ».. تجديد حبس 45 يومًا
-
تجديد حبس محتجي طريق الموت بالمطرية.. من بينهم «شقيق أحد الض
...
-
العدد 582 من جريدة النهج الديمقراطي
-
الشرطة الكورية الجنوبية تمنع مسيرة احتجاجية تطالب باستقالة ا
...
-
مصر.. حفيد عبد الناصر يوجه رسالة قبل بيع ساعة جده الذهبية (ف
...
-
على طريق الشعب: والعراق كذلك.. سوريا وجبهة التصدي المطلوبة!
...
المزيد.....
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|