أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ديار الهرمزي - الدين الحقيقي يعارض الطغيان














المزيد.....

الدين الحقيقي يعارض الطغيان


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8179 - 2024 / 12 / 2 - 20:13
المحور: قضايا ثقافية
    


الدين في مفهومه العميق هو منهج حياة يهدف إلى بناء الإنسان من الداخل من خلال تهذيب النفس، ضبط الشهوات وتحقيق الانسجام بين الروح والجسد.

كما أنه وسيلة لتحقيق الأخلاق الرفيعة والمعاملة الحسنة مع الآخرين.

الدين الحقيقي لا يقوم على السيطرة على الآخرين بل على الحرية الفردية والإقناع بالحكمة.

أولاً: الدين كتهذيب للنفس

تزكية النفس وتطهيرها:
الدين يركز على تزكية النفس أي تطهيرها من الصفات السلبية مثل الحقد، الحسد والطمع.

يقول الله تعالى:
قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها
(الشمس: 9-10).

التزكية تشمل التحكم في الغرائز وتهذيب السلوك.

السيطرة على الشهوات:
الشهوات جزء من طبيعة الإنسان والدين لا ينكرها بل ينظمها بما يخدم الفرد والمجتمع.

الإسلام مثلاً يوجه الإنسان لضبط شهواته عن طريق العبادات مثل:
الصوم:
تدريب على الصبر والتحكم في الجوع والرغبات.

الصلاة:
وسيلة لتصفية الروح والتخلص من التوتر والغضب.

الزكاة:
تهذيب للنفس من الأنانية وتعويد على الإيثار.

تحقيق السلام الداخلي:
الدين يعلم الفرد كيف يجد الطمأنينة والراحة النفسية من خلال القرب من الله.

يقول الله تعالى:
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
(الرعد: 28).

السلام الداخلي يأتي من الشعور بأن كل ما يحدث في الحياة هو بإرادة الله وحكمته.

ثانياً: الدين ليس سيطرة على الآخرين

حرية الإيمان والاختيار:
أحد المبادئ الأساسية في الدين هو حرية الإنسان في اختيار عقيدته.

يقول الله تعالى:
لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي
(البقرة: 256).

الدين يُقدم كدعوة مبنية على الحكمة والإقناع لا على الإكراه أو التسلط.

الدين معاملة وليس هيمنة:
الدين ينعكس في السلوك اليومي والمعاملة الحسنة وليس في السيطرة على الآخرين.

يقول النبي ﷺ: الدين النصيحة.

النصيحة هنا لا تعني الفرض بل التوجيه بالحكمة والموعظة الحسنة.

رفض الطغيان باسم الدين:
استغلال الدين كوسيلة للسيطرة على الناس أو لتحقيق مكاسب شخصية يتعارض مع جوهره.

التاريخ مليء بالأمثلة التي توضح كيف أُسيء استخدام الدين لتبرير الظلم، لكن هذه التصرفات تناقض جوهر الدين الذي يدعو إلى العدل والرحمة.

ثالثا: الدين كإصلاح للمجتمع من خلال إصلاح الفرد

الدين ليس مجرد علاقة شخصية بين الإنسان وربه بل هو وسيلة لإصلاح المجتمع عبر تهذيب أفراده.

تعزيز الأخلاق:
الدين يعزز قيم العدل، الرحمة، التسامح والمساواة.

يقول النبي ﷺ: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

التعاون والتكافل:
الدين يشجع على التعاون بين أفراد المجتمع من خلال قيم مثل:

التكافل الاجتماعي:
كإطعام الجائع ورعاية المحتاج.

الإحسان:
تقديم الخير دون انتظار مقابل.

نبذ التفرقة والهيمنة:
الدين يدعو إلى التعايش السلمي بين البشر بغض النظر عن اختلافاتهم.

يقول الله تعالى: وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا (الحجرات: 13).

رابعاً: الدين ومواجهة السيطرة على الآخرين

الفهم الخاطئ للدين:
بعض الأفراد أو الجماعات يسيئون فهم الدين ويحولونه إلى أداة للسيطرة والتحكم.

هذه الظاهرة تُعرف بالتطرف الديني وهي بعيدة كل البعد عن جوهر الدين.

الدين ضد الطغيان:
الدين الحقيقي يعارض الطغيان سواء كان باسم السلطة أو الدين.

يقول النبي ﷺ: إن الله يرضى لكم ثلاثاً: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم.

الدين كنظام حياتي متكامل
الدين، في جوهره يهدف إلى:
إصلاح النفس:
من خلال تهذيبها وضبط شهواتها.

تحقيق السلام الداخلي:
عبر تقوية العلاقة مع الله.

بناء مجتمع متماسك:
قائم على الأخلاق والتسامح.

احترام الحرية الشخصية:
ورفض الهيمنة والسيطرة على الآخرين.

الدين هو رحلة روحية وسلوكية تبدأ بإصلاح النفس لتثمر في علاقات إنسانية قائمة على العدالة، الرحمة والاحترام.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحروب الثلاث بين الساسانيين وخانية الترك في القوقاز قبل ظهو ...
- الصراع بين الشعوب والحكام في الدول العربية
- التطوير الذاتي هو المفتاح الذي يؤدي إلى نمو القدرات
- ديمقراطية العراق بين الوهم والحقيقة
- التواجد التركي شرق الفرات قبل العرب وفقًا لموسوعة إيران قبل ...
- المواقف معيار الرجولة
- علاقة اللغات الأورالية-ألتاية باللغة السومرية
- انحناء آمريکا و اسرائیل امام ارادة لبنان
- قبيلة باراك التركمانية
- كل الشعوب لهم تاريخ،ولكن بعض الشعوب بنوا حضارات عبر التاريخ
- غياب إنسان طيب غربة
- مهزلة حقوق الإنسان في حرب غزة
- الفرق بين العقل، المخ، الفكر، والذهن
- كتابة التاريخ ليست مسألة إثبات أو طعن، بل هي أمانة علمية وأخ ...
- في المواقف يظهر الرجال
- الفلسفة وعلم الأخلاق
- هكذا كنا في خانقين
- تجاوز النزعات العصبية والتشدد هو ارتقاء الثقافة إلى مستوى عا ...
- العلاقة الطيبة هي جسر للسعادة النفسية والاجتماعية
- معالجة الأمراض الاجتماعية


المزيد.....




- الجنائية الدولية: الضغوط تهدد وجود المحكمة واستقلالها
- عقب سنوات من النزوح.. سوريون يعودون لمنازلهم بعد سيطرة المعا ...
- بعد حلب، المعارضة السورية تتقدم باتجاه حماة
- معارك حلب: تصفية حسابات إقليمية وتغير في المعادلة السورية
- غوارديولا يكشف حالته النفسية بعد دخوله في دوامة الهزائم
- سيناتور روسي: واشنطن تستهين بمخاطر اللعب مع الإرهابيين في س ...
- بوتين مازحا حول الانتخابات في رومانيا: المرشح لم يعجب السلطا ...
- البيت الأبيض: الولايات المتحدة لا ترى في إفريقيا ساحة لحرب ب ...
- سلاح الجو العراقي ينفذ غارة على مضافة لـ-داعش- في صلاح الدين ...
- ليبيا وروسيا تعززان التعاون الصحي باتفاقية شاملة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ديار الهرمزي - الدين الحقيقي يعارض الطغيان