أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بير رستم - بصراحة تامة؛ سوريا بين التقسيم الطائفي ودولة وطنية لا مركزية.














المزيد.....

بصراحة تامة؛ سوريا بين التقسيم الطائفي ودولة وطنية لا مركزية.


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 8179 - 2024 / 12 / 2 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأنا وسمعنا كثيراً خلال الحرب السورية الخطاب الطائفي ومن جهات عدة، لكن ما يحصل مؤخراً بات تجسيداً حقيقياً لتقسيم البلد وفق هذا الخطاب الطائفي حيث سلم الشمال السوري بمحافظاته الثلاث؛ حلب، إدلب وحماة لجماعات إسلامية راديكالية بحيث يمكن تسميته بتشكيل "إقليم سني" في الشمال تحت النفوذ التركي الإخواني الإسلامي، ولا تنسوا بأن هذه المحافظات الثلاث كانت في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات مسرح العمليات الإخوانية ضد سلطة البعث. وهكذا أصبحت سوريا مقسمة بين ذاك الإقليم السني في الشمال الغربي، بينما الشمال الشرقي هناك مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، يلعب الكرد دوراً مهماً فيه وتحت النفوذ الأمريكي، بينما في الساحل وصولاً لدمشق النظام "بصبغة علوية" تحت النفوذ الإيراني الروسي، وربما يصبح الجنوب إقليماً هو الآخر بهوية درزية وبحماية إسرائيلية.

وبالتالي باتت سوريا مقسمة بين أربعة أقاليم وأربع قوى أمر واقع على الأرض وهذه من مصلحة عدد من القوى الإقليمية والدولية وعلى رأسها إسرائيل حيث لا تريد دولة عربية على حدودها مثل سوريا، بل عدد من الدويلات بينها صراعات ونزاعات طائفية دينية وقومية، طبعاً القوى الإقليمية الأخرى وبالأخص؛ تركيا وإيران، تتنازعهما هدفان إستراتيجيان على طرفي نقيض حيث من جهة تريد كل دولة لها إرثها الاستعماري الكولونيالي أن تتمدد على حساب الأخرى وخاصةً بعد إضعاف إيران وضرب أذرعها في المنطقة حيث تجدها تركيا فرصة سانحة لتحل محلها في كل من سوريا والعراق بالأخص، لربما تحيي "الميثاق الملي" بضم محافظتي موصل وحلب ومعهما جنوب وغرب كردستان لنفوذها! وأيضاً يضاف عليها النزاعات الطائفية بين البلدين حيث صراع المذهبين الشيعي والسني، لكن ما يجعل البلدين أن يضبطا إيقاع النزاع بينهما هو الموضوع الكردي حيث المزيد من الصراع وتقسيم جغرافية سوريا، وقبلها العراق مع بروز دور كردي فيهما، يعني بالضرورة امتداد النيران لداخل جغرافية البلدين حيث الامتداد الأكبر لجغرافية كردستان المحتلة من قبل تركيا وإيران.

وبالتالي وإنطلاقاً مما سبق يمكننا القول: بأن سوريا والمنطقة عموماً أمام أحد سيناريوهين لا ثالث لهما؛ إما دويلات طائفية مذهبية دينية إثنية متصارعة ولن يقتصر الأمر على سوريا والعراق، بل سيمتد لكل من إيران وتركيا، أو دولة اتحادية لا مركزية "ديمقراطية" بالمعنى التشاركي والتعددية السياسية وليس بالمفهوم السياسي الليبرالي، والعامل الأساس أو لنقل "اللاصق" في الدولة الوطنية اللامركزية أو "الديناميت" في تفتيت هذه الدول هو العامل الطائفي والإثني، فإما تتوافق مكونات هذه الدول على مشروع وطني يضمن حقوق كافة مكوناتها؛ عرباً وكرداً وفرساً وأتراك، سنة وشيعة وعلويين ودروز ومسيحيين وباقي الطوائف والمكونات، أو تذهب المنطقة إلى تقسيمات جيوسياسية جديدة لنشهد ولادة عدد من الدول، كما حصل الأمر مع أوروبا الشرقية مع نهاية الألفية السابقة.

يعني وباختصار لم تعد إمكانية إعادة أوإستمرار النظم السياسية المركزية ذات الحزب والعلم والطائفة والقومية الواحدة وبات الكرد رقماً أساسياً في معادلات المنطقة وسيكون لهم حصتهم في سياساتها وإدارتها وينالون حقوقهم إسوةً بباقي شعوب المنطقة، إن كانت في دول وطنية فيدرالية اتحادية أو من خلال ولادة عدد من الاقاليم والدويلات الكردية تحت مسميات متعددة، كما حصل الأمر مع العرب مع بداية الألفية السابقة، أما أن تبقى الأوضاع كما في السابق مع دول مركزية يحكمها قومية وأيديولوجية واحدة، فقد باتت من الماضي وكذلك لن تكون هناك أفغانستان وحركة طالبان في هذه الدول حيث التنوع الثقافي والإثني والديني لا يسمح بإعادة التجربة الأفغانية في مشرقنا الجغرافي.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا إلى أين..؟!
- شهادة رائعة من سيدة راقية
- المؤتمر العربي الأول ومبدأ الدولة اللامركزية واسقاطها على ال ...
- هل تتخلى أمريكا عن قسد لاختلاف أيديولوجي؟!
- وزير خارجية إسرائيل يدلي بأهم تصريح داعم للكرد!!
- هل يمكن أن يرتجى أي شيء من الكتابة في زمن السفالة؟!
- البارزاني -خائن-؟!
- أردوغان لن يقدر نسخ تجربة بوتين
- رسالة ونداء للرئيس مسعود بارزاني
- هل أخطأت الأحزاب الكردية عندما رفضت لقاء الأسد؟!
- إضاءات على عدد من القضايا الساخنة
- الهجرة هي مقياسي الأول في تقييم أي تجربة سياسية!!
- الأحزاب التركية واللعب بالورقة الكردية؛ هل يعيد الأتراك سينا ...
- تركيا تبحث عن -حسن خيري- آخر!!
- شرقنا والأيديولوجيات القاتلة
- لا ثقة بأردوغان وتحالفه السياسي
- تعليقات وتوضيحات حول الأيديولوجيا والتكنولوجيا!
- كردستان وأهميتها في رسم الخرائط والمشاريع المستقبلية
- قتلتنا خطابات وشعارات الأيديولوجيين
- عام على الطوفان؛ ماذا تم تحقيقه لصالح شعوب المنطقة؟!


المزيد.....




- -تعرضوا لقسوة لا تتصور-.. شاهد بايدن يتحدث عن تاريخ العبودية ...
- قرب حدود سوريا.. فيديو يظهر تدريبات قوات عراقية يثير تكهنات ...
- عالمة روسية: الرغبة في الحفاظ على النظام والاستقرار ساهمت في ...
- المغرب.. تفاعل كبير مع واقعة الاعتداء على سائق تاكسي كان يق ...
- استسلام جنود أوكرانيين من اللواء الرئاسي عند وصول الجيش الرو ...
- مقتل طبيب فلسطيني واحتراق أكثر من 15 خيمة بقصف إسرائيلي على ...
- كوريا الجنوبية.. البرلمان يستعد للتصويت على عزل رئيس البلاد ...
- مراسلتنا: الجيش السوري يفشل هجوم التنظيمات المسلحة على مدينة ...
- محكمة أمريكية ترفض الدعوى المرفوعة ضد هانتر بايدن بعد العفو ...
- زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية يحذر من استفزاز محتمل ضد الج ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بير رستم - بصراحة تامة؛ سوريا بين التقسيم الطائفي ودولة وطنية لا مركزية.