أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - من وحي كابوس يحدث على الأرض !














المزيد.....

من وحي كابوس يحدث على الأرض !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8179 - 2024 / 12 / 2 - 13:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أربعة مفاتيح متضافرة الأثر، يصعب فهم ما يجري في سوريا الشقيقة من دون اعتمادها منطلقات للتشخيص وأساسات للتحليل.
المفتاح الأول: الكيان اللقيط، يسيطر عليه قلق وجودي غير مسبوق، بعد السابع من أكتوبر 2023، وهو لا يخفي ذلك بالمناسبة على مختلف المستويات. أثناء الاستعدادات لوقف اطلاق النار في لبنان، أجرت قناتان عبريتان، أظنهما 13 و14، استطلاعًا للرأي، كانت كلمة "خوف" حاضرة بقوة على ألسنة المستطلعة آراؤهم.
الحكومة الفاشية في تل الربيع المحتلة تتصرف على هذا الأساس، وبودهم في الكيان لو يُشعلوا المنطقة كلها لإضعاف الجميع. وهذا ما عبَّر عنه المذهون بن غفير، بتمنيه لو تنتقل النار من شمال سوريا إلى العالم العربي كله.
ومن اللافت اشتعال الأحداث الأخيرة في سوريا، بعيد وقف اطلاق النار في جنوب لبنان بوقت قصير.
المفتاح الثاني: تلتقي الأطراف الإقليمية الفاعلة في المنطقة، وهي معروفة، على إضعاف العرب. فالسياسة لا تعرف الفراغ، ومنطقتنا (ونحن نستثني الكيان) مكوناتها الرئيسة ثلاثة: العرب والأتراك والإيرانيين. عبر التاريخ، كما تعلمنا دروسه وصراعاته وتحولاته، عندما يضعف أحد هذه المكونات يتمدد الآخرون على حسابه. ونحن العرب اليوم في حالة ضعف وتقهقر حضاري، أوصلنا اليها الإستبداد وأنماط التفكير الرافدة له.
المفتاح الثالث: تسيطر تركيا على حوالي 8800 كيلومتر مربع من أراضي شمال سوريا، فيها 14 قاعدة عسكرية و114 نقطة مراقبة وما لا يقل عن 10 آلاف عسكري تركي. حاول أردوغان "تطبيع" العلاقات مع سوريا الرسمية بوجود احتلال بلاده لهذا الجزء من سوريا، لكن السوريين رفضوا وهم على حق بالطبع، واشترطوا انسحاب تركيا أولًا من أراضيهم.
مفتاح رابع: واقع رسمي عربي انزلق إلى هوة اللامعقول على صعيد الإختراق السياسي والتطبيعي لصالح الكيان اللقيط، ورعاته الأنجلوساكسون.
ولا بأس من التذكير أن سوريا بالذات بحكم موقعها الجيوستراتيجي، فالق زلزالي سياسي ما يجري فيها ينعكس على المنطقة.
وعليه، لنتخيل مجرد تخيل، سيطرة التنظيمات التكفيرية الإسلاموية على الدولة السورية.
بداية، يستحيل أن تتفق هذه التنظيمات أو تتوافق على كلمة سواء، فسرعان ما سيكون التنازع والشقاق سيدا الموقف في علاقاتها، واستتباعًا الإصطفافات والتخندق، ثم الإقتتال لا محالة. وبطبيعي أمرها، سيدعي كل منها أنه الممثل "الشرعي والوحيد للدين الصحيح"، والأكثر تأهيلًا للنطق بإسم السماء، وزعيمه هو الأحق بمسمى أمير المؤمنين . أما التبارى في إصدار شهادات التكفير وتوزيع صكوك الغفران، فسيكون على أشده. وفي المحصلة، سيكفِّر كل من هذه التنظيمات الآخر، ولا بد سيشمل التكفير الغالبية العظمى من السوريين. وعلى هذا الأساس الظلامي القروسطي تبدأ حلقات سفك الدم والقتل على الهوية. وسيكون التنافس بينها على أشده في تطبيق أحكام القرون الوسطى، والضحية الأولى المرأة، حيث ستمنع من مغادرة منزلها، وستغلق المدارس والجامعات في وجهها. وهكذا ستبدأ سوريا طريقها إلى الأفغنة، وستغرق بالمزيد منها لعقود طويلة. ولنا أن نُمعن في الخيال والتخييل أكثر، فنتخيل شكل منطقتنا بعد عشرين سنة مثلًا. خلال هذه السنوات، سيكون الكيان اللقيط وكل من يهمه إخراج العرب من التاريخ إلى أطول أمد ممكن، قد استثمروا في أدوات التجهيل القروسطية، وأحالوا سوريا إلى مصدرٍ وبيء لصواعق الانتحار الذاتي للمجتمعات العربية وربما لغيرها أيضًا. لذا، فإن الموقف الرسمي العربي بإزاء ما يجري في سوريا غريب مريب، بقدر ما هو معيب، أقله من زاوية الدفاع عن النفس. أليس معيبًا أن يكون وزير خارجية إيران أول مسؤول من دول المنطقة تحط طائرته في دمشق، بعد التطورات المأساوية الأخيرة في سوريا؟! ما الذي يحصل لاثنتين وعشرين دولة ودويلة عربية؟!
بالمناسبة، الأردن أول المتضررين وأكثرهم تعرضًا لخطر محدق، في حال تحقق الكابوس الذي أضأنا على بعض أعراضه قبل قليل.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ضوء ما يجري في حلب وادلب
- هل من أساس لشرعية دينية للحاكم في الإسلام؟!
- ما أصعب الحياة من دون نصفنا الآخر !
- متى يتخطى الإعلام الأردني أسلوب الفزعة؟! حادث الرابية مثالًا
- الكيان يعربد ويقتل لكن هزيمته ممكنة
- هكذا هم الأقوياء يا بني قومي !
- وهمُ الدين الصحيح !!!
- الاسلام السياسي في تركيا وعند العرب
- المقاومة تفرض إيقاعها
- يخافون اسرائيل أكثر من عزرائيل !
- قمة الضعف وقلة الحيلة
- ليبيا تعلن فرض الحجاب !
- الإحتجاج بالنص الديني دليل أزمة وجودية
- قراءة في كتاب -الحرب- (4) والأخيرة. عرب يدافعون عن اسرائيل ع ...
- حكماء العرب
- قراءة في كتاب -الحرب- (3) من المسؤول عن جرائم الإبادة في غزة ...
- الغراب !
- قوة الصحافة في الحرية والمعلومة. قراءة في كتاب -الحرب- (2)
- قوة الصحافة في الحرية والمعلومة. قراءة في كتاب -الحرب- (1)
- رد هزيل وهايف !


المزيد.....




- رئيس الوزراء الفرنسي يدعو النواب لـ-التحلي بالمسؤولية- وحكوم ...
- سوريا.. مدى تهديد فصائل المعارضة وتحركاتها السريعة على بقاء ...
- أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يعاقب إسرائيل
- هل فعلا يجب شرب 8 أكواب من الماء يوميا؟
- نصائح لتعزيز منظومة المناعة في الشتاء
- مصر ترفع اسم ابنة رجل أعمال شهير من قائمة الإرهاب
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو ...
- منطقة عازلة وتنازل عن الأراضي.. كيف يخطط ترامب لإنهاء الحرب ...
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - من وحي كابوس يحدث على الأرض !