أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - آرام كربيت - هواجس أدبية ووطنية وفكرية 365















المزيد.....



هواجس أدبية ووطنية وفكرية 365


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8179 - 2024 / 12 / 2 - 01:17
المحور: قضايا ثقافية
    


عمار كان في الرابعة عشرة من العمر عندما أحب فتاة سويدية في مثل عمره.
كما أحبها خمسة شبان في مثل عمره.
كان للفتاة حبيب يحبها وتحبه. وكانت تحضنه وتقبله وتمشي معه في المدرسة وسط الحسرة والألم التي أصابت اليافعين القادمين الجدد إلى السويد.
لم يستطع عمار أن يتمالك نفسه، أحضر صديقه الذي يتقن اللغة السويدية ووضع سكينًا في جيبه وانفردا بالشاب السويدي، قال له عبر المترجم والسكين بيده:
ـ عليك أن تترك الصبية وإلا قتلتك؟ إنني أحبها.
خاف الشاب وتراجع إلى الوراء:
ـ سأفعل كما تريد.
ثم بلغ الإدارة في اليوم الثاني.
استدعت الإدارة الأبوين، ونبهتهم أن أبنهم يتصرف كالمجرمين. ثم كلفتني أن أجلس معه وأفهم مشكلته.
في الحقيقة تعاطفت مع عمار وزياد وأحمد، وغيرهم كثر، مع ظروفهم، مع الثقافة التي تفصل الشاب والبنت عن بعضهما وتحولهما إلى غرباء.
كنت أنظر إليهم بحزن شديد، متكتلون على بعضهم، ينظرون إلى الشباب الآخر وكأنهم من كوكب آخر. واسأل نفسي:
من الذي يستفيد من العزل والحرمان؟ من الذي له مصلحة في تشويه البنية النفسية لليافعين؟
الحب هو سر الأسرار، سر الوجود والحياة.
ومن يلغي الحب والفرح من قلبه فهو مريض.

تستطيع أن تفجر نفسك بكل طيب خاطر، لكنك تعجز عن قراءة كتاب.

العقل كعقل قائم بذاته ولذاته، ولكن عند الفاعلية ينقلب على ذاته، يستقيل عنها، ويتحول إلى أداة.
بهذا نقول، أن العقل بريء عندما يكون قائمًا بذاته لذاته، لكنه يفقد استقلاله عندما يتحول إلى أداة.

بريجنسكي في كتابه رقعة الشطرنج الكبرى، وضع للولايات المتحدة استراتيجية عالمية لبقاءها متسيدة ومهيمنة على عالم القرن العشرين، وكتابه تقاطع مع كتاب صراع الحضارات لصاموئيل هنتكتون، الذي تبنتها الخارجية الامريكية أيام وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت، بالصدفة كلهم يهود، والغريب أكثر، أن أغلبهم من أوروبا الشرقية والمانيا، وكلهم تعرضوا للاضطهاد على يد النازية كما يدعون، ولكن هؤلاء بالإضافة لكيسنجر، هربوا من ظلم النازية وهتلر وجرائمه، وتوسعه ومحاولة سيطرته على العالم، فلجأوا إلى الولايات المتحدة ووضعوا أنفسهم في خدمتها، وخدمة مشاريعها الاستراتيجية، ورفعتها وتوسعها البربري على حساب إبادة شعوب أخرى وتمزيقهم، السؤال:
ـ كيف تدعي أنك مظلوم وهارب من الظلم، وتتحول إلى أجير في خدمة ظالم أقسى وأشرس وأمر؟
ففي كتاب بريجنسكي المذكور، وضع تركيا كأهم دولة على الرقعة العالمية في ما يسمى صراع الحضارات.
تركيا دولة تقع في وسط العالم، نصفها في الشرق ونصفها في الغرب، دولة إسلامية ولها هواء شرقي وغربي، أنها في حالة قلق دائم بسبب انتماءها الوسطي، لهذا اختارها بريجنسكي لتصبح الأهم على الأطلاق، فهذه الدولة يمكنها أن تضرب الإسلام بسيف الإسلام، وتضرب أوروبا بسيف قربها الحدودي والوجودي من اوروبا، في هذه الحالة تحتاج إلى قوى غير مستقرة، ضائعة في انتماءها كما هو حال تركيا.
اعتقد أن أردوغان افضل ممثل كوميدي لهذه المسرحية العنصرية المبتذلة. أردوغان سلطوي قميء، جنونه فوق مستوى العقل البشري، ولأعب كشتبانات أصيل.
اليوم يقدم نفسه مسلم، لكنه ضرب الدول الإسلامية، وهو في الناتو وجزء من المشاريع الأوروبية الامريكية، لكنه صديق الشرق أو يبدو هكذا، وعلاقاته مع روسيا والصين والهند ممتازة والباكستان وبنغلاديش.
دور تركيا في سوريا والعراق والخليج وليبيا وتونس والمغرب لا يخفى على أحد.
الولايات المتحدة اليوم لديها مرتكزات هائلة للحركة، تركيا مركزها الاساس، ولو بالخفاء.
الولايات المتحدة سيدة الاستراتيجيات العالمية والخطط البعيدة المدى لمصلحة نظامها السياسي، نظام رجال المال والتجارة والعسكر.


عندما كنت في التاسعة عشرة من العمر عندما ألح علي أحد المتزمتين المسيحيين، أن أحضر معه الصلاة.
قلت له مرات عديدة أنا غير مؤمن، ولا أستطيع الجلوس أو الوقوف في الكنيسة خمس دقائق.
ولكنه كان ملحاحًا وفي شوق أن يأخذني معه إلى الصلاة.
وعمليًا أنا لا أعرف الصلاة ولا أحبها.
قلت لنفسي لأذهب ربما نتعرف على بعض البنات وبعض الشباب، ونكسبهم كأصدقاء لنا.
قلت لصديقي موريس لأخذ رأيه بالموضوع
ـ هل تذهب معي إلى الكنيسة البروتستانتية؟
قال لي:
ـ هل جننت يا آرام، هؤلاء عينة من البشر لا ينسجمون معك ومع تفكيرك. لا تتورط.
المهم ذهبت مع هذا الصديق ودخلنا الكنيسة.
رأيت الوجوه عابسة كالشمع لا يضحكون اطلاقًا، ولا ينظرون نحوي ولا يبتسمون. وكأنهم أصنام.
كل واحد واقف أمام مقعده بصمت ورأسه منكس.
وبدأت الصلاة.
بدأوا يصلون وكأنهم آلة واحدة، رؤوسهم باتجاه الأرض وفي خشوع تام.
لا صور على الحيطان ولا بخور أو شموع، ولا التفاتة نحو اليمين أو اليسار. كلهم في اتجاه واحد مثل الطابور العسكري.
بعد خمس دقائق شعرت بالملل، التفت نحو اليمين ونحو الشمال، شعرت بالعزلة والورطة.
قلت لنفسي، ما فعلته غلط في غلط. هذا ليس مكانك، عليك بالهرب من هذه المصيدة على شرط أن لا تعود إلى أي كنيسة مرة أخرى.
إنه مكان مقفر لا حياة فيه. إنه كابوس.
فعلا خرجت من الباب دون أن يستوقفني أي إنسان او يسألني أحدهم أي شيء.
الأماكن المقدسة تدخل الكآبة إلى قلبي وعقلي، لهذا أشعر نفسي كأنني في القبر.


آرام كرابيت
عوالم تركية ــ لقيطة استانبول
لقيطة استانبول, رواية للكاتبة التركية إليف شافاك, تقع في 424 صفحة, مقسمة إلى عدة محاور. الرواية تضعنا أمام عوالم غريبة, متداخلة, شخصيات الناس, اقدارهم, ظروف حياتهم, وصدامهم مع تاريخهم. وهروبهم منه إلى الأمام, في محاولة نسيانه.
رضا قازنجي التركي, يستولي على مصلحة معلمه الأرمني ليفون, ثم على ابنته, ثم على اسمه وتاريخه, وأرثه الحضاري. ويتحول إلى مروج اعلامي للجمهورية التركية الفتية, جمهورية مصطفى كمال اتاترك, في محاولة الانسلاح عن الماضي القريب والبعيد لمصلحة القادم الجديد.
لم ينجب رضا إلا طفلًا واحدًا, طفل وحيد اسمه لفيننت, من زوجته الأرمنية الصغيرة, شوشان, التي لم تبلغ من العمر, وقت زواجه منها, إلا خمسة عشرة عامًا. حصل عليها من دار الأيتام أثناء هروبها مع أسرتها من الإبادة, ومقتلهم جميعًا.
تهرب شوشان, الزوجة مع أخيها من البلاد, من السلطنة. تتخلى برضاها عن زوجها رضا قازنجي ووليدها الصغير لفيننت, فلذة كبدها الذي لم يبلغ عامه الأول, انتقامًا من الألم والقهر الذي سببته لها, للأرمن حكومة بلادهم. ويرحلان إلى الولايات المتحدة, بعد أن علمت بمقتل قومها وعلى رأسهم أخيها الكاتب, الذي ألف قصصًا كثيرة للأطفال, وحلم بالحمامة الزرقاء, والأرض السعيدة, على يد الدولة كدفعة أولى لتصفية قومية كاملة التي بدأت بالمثقفين.
عندما يكبر طفل رضا, لفيننت, ويصبح رجلًا يتحول إلى شخصية عصابية متناقضة, نتيجة القسوة التي عاناها في طفولته وحرمانه من أمه. وجه حميمي, لطيف ومرح مع الناس في خارج البيت, وأخر قاسي وشرس مع داخله, مما انتج عائلة مشوهة, مريضة, أغلب أفرادها من النساء, لأن الرجال يموتون تباعا عندما يصلون إلى سن الأربعين من العمر.
ابنه مصطفى, وابنته زليخة, في لحظة حماقة يتعاركان. وفي لحظة غياب العقل, يغتصب الأخ أخته, فتحبل, وتلد آسيا!
آسيا شخصية طيبة, متمردة, بيد أن أهدافها مشتتة, ولا تعرف إلى أين تأخذها قدماها, جريئة لها علاقات كثيرة مع المثقفين الأتراك, الهشين في تكوينهم النفسي والفكري.
رواية متداخلة جدًا, يشعر المرء أنه أمام كاتبة مبدعة, متمكنة من أدوات عملها وشغلها, تستحق أن يقف المرء أمام أعمالها بكثير من الاستغراب والاحترام, لقدرتها الغريبة على دخول عوالم شخصياتها المتناقضة.
يرحل مصطفى إلى الولايات المتحدة في محاولة نسيان ماضيه, تاريخه, وسره القاسي والخطير, القابع في قلبه. ويخجل من افشائه لأي إنسان. تلعب الأقدار لعبتها, يتزوج امرأة أمريكية, كانت متزوجة من حفيد زوجة جده رضا قازنجي, جدته شوشان, ولديهما ابنة اسمها أرمانوش. تدور الأيام ويرغم مصطفى في العودة إلى الوطن بعد عشرين سنة من الهروب, بعد وصوله بفترة يقتل على يد أحد أفراد الأسرة, بطريقة غامضة.تم تسميمه من قبل إحدى أخواته.
في العزاء, يكون جثمان مصطفى/ تركيا/ مسجى على المنصة في منزل العائلة, أمام النائحات بالاجرة. والناس ملتفين حوله, الجيران, الأقرباء, الأهل والأخوات في انتظار انتهاء المراسم. في هذه اللحظة المشحونة بالحزن والتزلف, تقول زليخة لابنتها آسيا:
ـ هذا الميت, هو أبوك, خالك, وأنا أمك, عمتك. لقد اغتصبي هذا المشبوه عنوة في بيتنا.
هكذا تشرح الكاتبة التركية, المبدعة, إليف شافاك, تاريخ بلدها ومجتمها, في رواية لقيطة استانبول.
الرواية رائعة بغض النظر عن كل الاسقاطات الفنية على الشخصيات. لقد اجادت, وابرعت في عملها. أنا شخصيا مذهول من قدراتها الأدبية الابداعية.
نفهم من خلال هذا العمل, أن المحاكمة الأولى يجب أن تكون للسلطة الاستبدادية في تركيا, التي لم تستطع أن تحمي مجتمعها, فصفت قسم كبير منهم بدم بارد, لتحل أزمتها على حساب ضحاياها, تحت دوافع غير مقنعة.
نقرأ في سياق الرواية, أن الشابة ارمانوش المولودة في الولايات المتحدة من أب أرمني وأم امريكية, جدها رضا التركي, وجدتها الأرمنية, شوشان, تسافر إلى استانبول في محاولة معرفة تاريخ أسرتها, بيت جدتها القديم في أحد أحياء المدينة, تقول لعائلة رضا قازنجي, جدها:
ـ لقد قتلوا خالي وصفوا عائلتنا في استانبول.
تقف العائلة المكونة من نساء فقط, مذهولين. وتكلموا بصوت واحد:
ـ من هو المجرم الذي يقتل الأطفال والنساء. هكذا كان رد العائلة التركية على استفسار الفتاة الارمنية لغياب التاريخ الحقيقي للأتراك عن الشعب التركي الحالي.
نعرف دوافع الكاتبة, كأنها تشير, أن الإنسان عندما يخرج من التقوقع القومي أو الديني, سيرى الحياة أجمل وأروع. وأن هناك نبل عند الناس في كل مكان. ولا يقبلوا أن يقتل أي كائن تحت ذرائع سياسية.
الروائية إليف, عرت التاريخ, سلطت الضوء على تشوه الحاضر عبر عمل أدبي جاد. كتبت عن ويلات المجتمع, القتل والمذابح التي حدث في بلدها. وما تم تغييبه أو تشويهه.

الثورات التي تجتاح المنطقة تدعونا إلى التأمل في جوهر ما يحدث، في العمق.
إن مطالب الناس الحقيقة تتجاوز قدرة الدول على حمله. ولم تعد الديمقراطية المفصلة على مقاس النخب التقليدية يرضيها، خاصة في ظل عولمة تتجاوز قدرة الدول على التعايش ضمن الأطر التقليدية للحدود الوطنية الضيقة. وبغياب البعد المعرفي والفكري فإن البشرية مقدمة على أزمة بنيوية تتجاوز القدرة على حلها في المستقبل القادم.
الدولة بالمفهوم السائد هو مشروع نخبوي تقليدي قائم على تراتبية دقيقة، تديرها أحزاب وجمعيات وقوى تقليدية جدًا تقبل توزيع المهام بينها بانتظام عبر برلمانات شكلية، بيد أنها ستصطدم مع التطورات التي ستطرأ على العالم.


يخطأ من يعتقد أن الصراع في سوريا أحادي الجانب بين السلطة والمجتمع بشكل مجرد.
الصراع عالمي، بين منظومتين أو مستويين أو إرادتين، الشعب من طرف والحكومات المتضامنة معًا لكسر شوكة أية حركة سياسية من طرف آخر.
لو تحركت الشعوب للوقوف إلى جانب الشعب السوري لكانت النتائج باهرة.
إنها مهمة المثقفين الجدد، أن يربطوا بين مصالح الشعوب مع بعضها في مواجهة تضامن الأنظمة مع بعضها.



مع الأسف الشديد أن الكثير يظن سواء من السلطة أو المعارضة أن الحل العسكري سيحل المشكلة. وإن الانتصار العسكري سيحسم الموقف.
ما أراه، أن جراح بلدنا فتح على أكثر من مسار. ولن يضمد. خاصة بعد أن احتضن الغرب قوى المعارضة المأجورة، ذات نفس دوني، وروح عاجزة.
سيعاد إنتاج الاستبداد بشكل أسوأ وأكثر تبعية وخضوع.


الديمقراطية في ظل النظام الاستبدادي الدولي لا يمكن أن يقام في البلدان الصغيرة. قلنا أن العمل السياسي السلمي/ المظاهرات، العصيان المدني/ سيحسن شروطنا، ويرسي قاعدة سياسية تجبر الجميع أن يأخذوا مصالح شعبنا في الحسبان.
ما يحدث للأسف، سيعاد إنتاج نظام الاستبداد بصورة مشوهة أكثر، مسخ، تحت راية قوى مشوهة، مسوخ. ليس لها جذور على الأرض. شرعيتها من الخارج, مثل السلطة الحالية تمامًا.


أول شرط للاعتدال، أن لا تحس أنك كبير أو عظيم.
عليك أن تحس انك إنسان عادي، طبيعي، لا كبير ولا صغير.
أنا أكره الألقاب، اعتبرها حمل ثقيل، مرض يلجأ إليها البعض، من أجل تأمين الاستعلاء والفوقية، للنفخ، لتعريض الطيز.


لا يشعر الإنسان بالغربة إلا في وسط الناس.

في العام 1839 هزم الجيش التركي في موقعة نصيبين بالقرب من مدينة القامشلي أمام جيش محمد علي باشا والي مصر.
وفي العام ذاته استسلم الأسطول البحري التركي بالكامل، جنوده وضباطه وقائده وسفنه وبقية رجاله:
" ببوارجه التسعة، وإحدى عشرة سفينة من نوع الفرقاطة، وخمس من نوع الكورفت، وعلى ظهرها 16107 من الملاحين، والجنود الذي بلغ عددهم 5000، فيكون الجميع 21107 "
وضع الاسطول التركي المستسلم تحت تصرف المصريين في مدينة الأسكندرية.
عمليًا انتهى الجيش التركي أو لم يبق لهم جيش يذكر، وأصبحت العاصمة استانبول مفتوحة الأبواب لاستقبال الفاتح الجديد، جيش مصر العظيم.
وقبل أن يكمل محمد علي باشا طريقه باتجاه إسقاط الدولة التركية، وقف الأنكليز تحديدًا ضد سياسات محمد علي، وأجبروه على التراجع تحت نيران المدافع في بيروت، وبعد أن هددوه بإنهاء حكمه واحتلال مصر.
الأوروبيون هم من أوقف الدولة التركية على قدميها، وهم اليوم يتلقون الشتائم من أردوغان.
وفي معركة القرم 1853 ـ 1856 دخلت بريطانية وفرنسا إلى جانب تركية وهزموا روسيا.
وفي العام 1878 وقف الأنكليز إلى جانب الاتراك ومنعوا تقدم الروس الذين وقفوا على بعد خمسة عشرة كيلو متر من استانبول، أي في موقع سان ستيفانوس، وفرضوا معاهدة سان ستيفانوس الذي كان من نصوصها:
ـ تدفع الدولة العثمانية غرامة حربية قدرها 250 مليون ليرة ذهبية لروسيا، ويمكن لروسيا أن تتسلم أراضٍ بدلا من هذه الغرامة.
ـ يبقى مضايق البوسفور والدردنيل مفتوحة لروسيا وقت السلم والحرب.
تدخل الأوروبيون في الموضوع، وغيروا المعاهدة السابقة، بمعاهدة برلين الذي أعاد للأتراك كل ما خسروه وأجبر الروس على التراجع في الشرق والغرب.
وفي العام 1918 انهارت الدولة التركية، بالكامل فوقف الروس والبريطانيون والفرنسيون إلى جانبها، لأنها أصبحت الكعكعة الشهية للجميع، وكل دولة كانت تريد أن تخطب ودها، وكأنها امرأة لعوب.
وخلال المئة سنة الماضية عمل الأوروبيون ومن بعدهم الأمركيان على دعم الدولة التركية وإبقاءها قوية إلى اليوم.
الدنيا حظوظ ـ وربما علينا القول:
فتش عن الأيادي الخفية لليهود بهذا الجانب


الرأسمالية استثمرت الحداثة، اقتحمتها، وخربت أجزاء رائعة فيها، حولت كل إنجازاتها العلمية والثقافية والاجتماعية إلى سوق عرض وطلب في يد بعض الحثالة، لتتحول إلى بنوك وشركات سلاح.
بهذا فإن الحداثة والعقلانية سارا في اتجاه معاكس لما كانت تريده وترغبه. وما زال الصراع على اشده بين العقلانية المتنورة وبين من قبض عليها لمصالحه الشخصية.


طرح علي أحد الأصدقاء هذا السؤال:
ـ هل توافق على ان الحداثه قامت على بناء صورة عقلانية للعالم، وحملت تصوراً كونيًا يحل العلم فيه محل الله.
ازاحت الحداثه العقائد والانتماءات والثقافات التقليديه، فخلقت فراغاً كبيراً تم ملئه بفكرة النفعيه الاجتماعيه.
لقد كان للحداثه نتائج ايجابيه مذهله اما السلبيه فهي:
توحش الرأسماليه، تحكم الشركات بالدول، تسليع المرأة، تشريع الشذوذ الجنسي، تراجع معدلات الخصوبه، تفريغ الانسان من القيم، المشاكل البيئيه.
والسؤال هو هل توافق على ان الحداثه كانت هي السبب في تلك النتائج؟؟؟

أنا متأكد أن العلمانية ستنتهي في تركيا، وضع أردوغان لبنتها الأولى قبل مجيئه إلى السلطة وقبله أربكان.
ستتجه تركيا نحو الأسلمة، وسينتهي أرث كمال أتاتورك، وستتزعم تركيا القادمة العالم الإسلامي عبر إنشاء رابطة إسلامية تضم مختلف الدول الإسلامية كما فعل السلطان عبد الحميد أثناء انقلابه على البرلمان، وحقوق الإنسان ودولة المواطنة، وكرس نفسه كخليفة للعالم الإسلامي.
شاءت الظروف أن تصل قوى سياسية عسكرية جديدة إلى السلطة، الاتحاد والترقي، الذي لا يعرف المرء من أين قرعة جاء أبوهم، وغيروا المعادلة في الداخل التركي وخارجه، وخدمتهم الظروف في الانقلاب الذي قام به لينين في روسيا، فثبت ما تبقى منهم في السلطة، وساعدهم الغرب أيضًا، بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى، ومجيء مصطفى كمال أتاتورك إلى السلطة وتبنيه العلمانية.
في الألفية الثالثة، كأنك يا ابو زيد ما غزيت، وكأن تركيا تعيد إنتاج نفسها، إنتاج السلطان عبد الحميد الثاني، بطقم معاصر، عبر أردوغان.
ستكون تركيا القادمة حاملة لواء الاسلام، إلى أن تأخذ معها العالم الإسلامي كله إلى النهاية المأساوية.
الديمقراطية ستبقى حكرًا على المسيحية الغربية، الكاثوليك والبروتستانت.
هذا ليس تنبئًا، هذا حقيقة دامغة، تفجير مبنى التجارة في نيويورك، ثم وصول أردوغان، واليوم هناك جيل جديد يربى في المدارس، معبأ أيديولوجيًا بالفكر والعقيدة الإسلامية والقومية المتعصبة كبديل عن العلمانية، مؤشر على هذا.


تلجأ الأحزاب إلى الأيديولوجية عندما تكون عاجزة عن تقديم أجابات حقيقية تمس حاجات المجتمع المعاصر، أو حاجات المجتمع والدولة عمومًا.
تحول هذه الأحزاب الدولة إلى حصان، تقفز عليه، تمسك الرسن، وتأخذها إلى تحقيق غاياتها، وسائلهم الكذب والادعاءات الكاذبة.
لا شك أن الدولة العاجزة تحتاج إلى هذه الايديولوجية.
الأيديولوجية وطروحاتها التوسعية ليست من مهام الأحزاب، ولا تستطيع أن تقفز فوق الواقع إلا بأستخدام عنف الدولة، لقصور الواقع عن التمدد نحو أبعاد بعيدة.
وإذا حدث ونجحت في تحقيق هذه الأهداف عبر العنف، كحرق المراحل أو القفز فوق الواقع سيرتد الأمر على هؤلاء بعد حين من الزمن مهما طال.
في ظل الأديولولوجية الدينية، في ظل صيرورتها في الدولة والمجتمع، في ممارستها العنف في الداخل والخارج، تنتج مجتمعًا مأزومًا، محبطًا، مدمرًا، ولا تستطيع أن رمم جراحهما الا بالانفكاك عن هذه الأيديولوجية، والانتقال الهادئ نحو واقع أخر.
وهكذا فعلت النازية والفاشية، وهكذا فعلت شيوعية لينين وستالين، أنهم أنتجوا مجتمعات مأزومة، لم يخرجوا من دهاليز التاريخ معافين إلى اليوم، فما زالت روسيا تجر أذيال خيبتها الدينية إلى اليوم، ويبدو ستستمر.
الأيديولوجية مرض سياسي، بله بنيوي، فيها زعبرة كثيرة، واستعراض مجاني للزعبرة، يقفز على سطحها أكثر القوى والشخصيات البراغماتية الذيلية العاجزة، والأكثر قدرة على الخطابة والفهلوية وعشق للسلطة والسيطرة.



الأجمل في حياة الغرب كله أنهم وضعوا التاريخ، تاريخهم خلف مؤخرتهم والتفتوا إلى المستقبل.
ونحن ما زلنا نركض وراء تاريخنا ونتمسك به، ونعطي شهادات حسن سلوك لهذا الزعيم أو ذاك، لهذا النبي أو ذاك، لهذا القواد أو ذاك.
نسينا أو تناسينا أن المستقبل في المستقبل وليس في الماضي.
محاضرات وكتب وأبحاث وقراءات عميقة للتراث والتاريخ، وهذا صح وذاك غلط، ونتمسك بالقادم من خلفنا.
لم ننشغل نحن وحدنا في هذا الموضوع، وأنما شغلنا الغربيين معنا، يدلون بدلوهم في كل شاردة وواردة، وأصبحوا جزءًا من اللعبة على أحقية هذا الجانب أو ذاك
وليصبح التاريخ ميدانًا لحروبنا البينية القادمة
يا أهلنا الأكارم،"دعوا الأموات يدفنون موتاهم "والتفتوا إلى بناء الحاضر والمستقبل.
لا يمكن إيقاظ الميت بعد أن مات.
كل الأنبياء والقديسين ماتوا ولن يعودوا إلى الحياة.
كمان الله مات وشبع موت.


أغلب دول العالم أصبحوا مجرد قطع شطرنج، قطع تبديل، أدوات لتمرير الأزمات بعد تفعيلها.
الناس والأوطان مجرد فضلات على المساحة الكاملة لرقعة الشطرنج العالمية، لها أذرع وقلب وأطراف ومركز.
في العام 2016 جرى صراع خفيف في منطقة كاراباخ، ثم توقف، وقتها توقعت أن ينتقل الصراع إلى هذه المنطقة ويستقر بدلًا من تفعيل داعش مرة بعد أخرى في فترة ترامب.
جاء ترامب، وغير مجرى الصراع مؤقتًا تحت يافطة محاربة الإرهاب والقضاء عليه، عطل داعش أو جمدها، وأعطى تركيا دورًا في العبث في أوروبا وشرق المتوسط، وتعزيز موقع روسيا من أجل تسيير حركية الصراع وانتقالاته السريعة من مكان إلى أخر.
صدقت كوندالايزا رايس أن روسيا دولة أقليمية طرفية
هذه الانتخابات الأمريكية هي محطة مؤقتة، استراحة، لاختيار خط ترامب أو بايدين؟
خط بايدن، بتقديري هو الأخطر والأخبث والأكثر استثمارًا وديمومة، والأطول مدة، أي تفعيل الصراع في منطقة القوقاز والجمهوريات السوفياتية إلاسلامية السابقة، لإشراك إيران كقوة فاعلة بعد دعمها وتحريرها من العقوبات، وإدخال السنة والشيعة في الصراع بقوة أكبر.
والقوقاز عمليًا منطقة ملتهبة، تحتاج إلى عود كبريت ليشتعل، وأذرع الصراع موجودة قائمة على ثلاث أرجل، خاصة بعد دخول روسيا في كاراباخ وتحييدها ومعها أرمينيا عن الصراع، ستعمل روسيا على تعزيز وجودها فيه، ليفتح الصراع على وسع. صراع سني شيعي عبثي ومهم لتدوير مصالح النظام الدولي، ليكون قوة استثمار عالمي.
مثلث أقليمي هائل، روسيا تركيا إيران، ارتذوكس سنة شيعة، مخلفات الماضي دينيًا قوميًا طائفيًا، دول وشعوب لديها قابلية، شهوة القتل والموت، لتفعيل الأزمات، أزمتها مع ذاتها ومع جوارها.
سنكون على موعد مع العجوز بايدن، والخبث الذي يقوده الديمقراطيين، ولا ضير من إشراك الخليج وأفغانستان وباكستان والذهاب بعيدًا إلى بنغلاديش والهند والسند وصولًا إلى الصين.
نعود للقول أن الرأسمالية ليس نمط إنتاج إنساني إلا في شكله الخارجي فحسب، ففي داخله نزوع هائل نحو التوحش والقتل والتخريب والانتحار الذاتي.

أنا لا أدري لماذا يحشرون الإسلام في الصراع الدائر على السلطة في سوريا.
الصراع لم يعد من أجل الثورة، والناس الذين قاموا من أجلها شبه تبخروا، وقضية الديمقراطية وتداول السلطة أصبح شبه حلم.
وسلطة الأسد لا تدافع عن العلويين. عم تدافع عن بقاءها.
الصراع أصبح حاجة خارجية، تفريغ فائض الحمولة السياسية الدولية في سوريا.
والخارج له مصلحة حقيقية في استمرار ما يحدث من حرب وقتال.
بشار عم يقاتل بالنيابة عن روسيا وايران والصين ومصالحهم، والباقي يقاتلون من أجل مصالح الخليج وتركيا والغرب.
حرب عبثية ولا معنى لها. وشعبنا عم يدفع الفاتورة، والدليل أن الأطراف الخارجية عم تتفاوض على القسمة، الكعكة، على سوريا كموقع ومكانة وجغرافية.
هذا أرث حافظ الاسد. واضح أنه كان سيفضي إلى هنا.
السياسة مثل الرياضيات إذا تشتغل غلط، تفضي إلى نتائج غلط.


هل هناك طريقة أخرى لادارة الدولة لدى الجيش الوطني؟
سيعملون دون تخطيط مسبق، دون عقل سياسي معاصر.
ثم أنهم خريجوا المخابرات التركية، لقد تعبت عليهم طعمتهم وعلمتهم ودربتهم ولقنتهم عقل اردوغان، وكبرتهم في مدارسه.
لدينا جيش كامل مرتبط نفسيا وعاطفيا وعقليا بتركيا، اعتقد أن لاءهم سيكون لتركيا.
علينا أن لا نفرح بما يحدث، لأن اللعبة كبيرة جدًا، واللقمة كبيرة.
ما يحدث يدخل في ظل صراعات داخلية وأقليمية ودولية، ويد الروس والأمريكان وإسرائيل ليس بعيدًا.



أما زال هؤلاء النمطيين في أوروبا يهتفون لغزة وحدها؟
لدينا أكثر من غزة اليوم واسوأ، لماذا لا يروهم، ويصفقوا ويدبكوا لهم، ويتضامنوا؟
هناك أكثر من إسرائيل في هذا العالم القبيح.


تستطيع أن تفجر نفسك بكل طيب خاطر، لكنك تعجز عن قراءة كتاب

عندما كنت أجلس مع الشبان العرب في المدرسة الاعدادية في السويد، كنت أحزن عليهم، أراهم لا يعرفون أن الحب مشاركة، لم يستطيعوا إقامة علاقة سوية عاطفية مع الفتاة.
تعلم أغلبنا في بلادنا أن الحب هو الجنس، لهذا كانوا ينظرون إلى الشبان السويديين بحسرة وألم، ينظرون إلى كل شاب وفتاة سويديين باستغراب واندهاش.
كانوا يستغربون كيف يحضن الشاب البنت، كيف يضمون بعضهم، يقبلون بعضهم أمام المدرس والأصدقاء والأهل وكأنه شيء طبيعي.
اكيد معاناتهم كانت كبيرة جدًا، لأنهم جاؤوا من بيئة جافة عاطفيًا، انتقلوا نقلة نوعية من مجتمع مغلق، مجتمع أحادي مشبع بقيم دينية، بيئة انقسامية على مختلف المستويات إلى بيئة منفتحة.
كانوا يتلمظون الحب دون أن يتذوقوه، دون أن يخوضوا غماره، لأن الجفاف خرب عقولهم وقلوبهم الطرية وحطم تكوينهم النفسي والعقلي
قلت لأحدهم:
لديكم البنات من بلادنا، أنهن أمامكم، رد علي أحدهم وهو في عمر السادسة عشرة سنة بعصبية، قال، وهل هؤلاء بنات؟
هذا الصدام مدمر، وسيبقى إلى أن نتخلص من هذا العقل الأحادي، العقل الديني المريض.

يعرف الحزب السياسي بالبرنامج السياسي الاستراتيجي والتكتيكي اي المرحلي.
هل قدم المسلحين الذين دخلوا حلب على أنهم قوى مدنية، قوى لكل السوريين، لديهم برنامج
دخلوا حلب بأجسادهم وأسلحتهم والياتهم، لكنهم لم يخبروننا ماذا يريدون، وما هي مهاهم، وكيف سيقودون البلاد وفق ماذا، وفق اي عقل؟
هذه القوى شوربة، قوى خام، دون هدف محدد أو رؤية محددة لإدارة الدولة.

أنا لا أثق بالإسلاميين، اعتبرهم عقل خام، عقل لا مفكر، لا عقلاني.
كل التجارب الإسلامية في الحكم أثبت عقمهم الفكري والسياسي، أنهم في حالة عطالة في مختلف المجالات.
جميعهم مرتبطين ارتباطات مشبوهة، نهاية سلوكهم السياسي هو تمزيق أي كيان سياسي يقودوه

عالمنا يعيش فوضى عارمة، بسبب غياب القوة المركزية، في غياب قطب ضابط لحركة الدول، جعل كل دولة تبحث عن أمنها، خاصة أن الولايات المتحدة لم تعد كما كانت، لقد تغلغل الفساد في أغلب مفاصل الدولة وزادت المحسوبيات، والغش باطراد.
كل دولة راحت تبحث عن أمنه الخاص بها عبر القوة الحاف، بعد أن ماتت الأيديولوجية أو تفسخت.
لا تجد دولة واحدة تدعوا إلى تحسين الواقع السياسي العالمي، وتطوير العلاقات الدولية بعد أن تعتقدت كثيرًا.
تجربة افغانستان، هروب الولايات المتحدة منها يجعلنا في حيرة من أمرنا، واليوم سوريا، أغلبنا يضرب كفًا بكف عن سبب تسليم مدينة حلب، ولماذا، ماذا جرى في عالمنا، من تواطأ مع من؟

الروائية كولين مكلو المبدعة تأخذنا إلى البعيد في عملها، طيور الشوك، , تأسر لبنّا، تجعلنا نسرح، نبحر في عوالمها، بشغف وحب، ورغبة في معرفة ذلك الجزء الغريب عنا، نيوزلاندا وأستراليا، نسبح في ظلال تلك الأرض الغريبة، غربة الإنسان في هذا الوجود. نتلمس التراب الأسود في مقاطعة ويلز الجنوبية الجديدة، الحر الشديد، الشمس الحارقة، الذباب الكثيف وقطعان الكناغر التي تسرح وتمرح. الكنيسة التي تملك السماء، وتقبض على الأرض، تستملك منطقة دروغيدا في علاقة مباشرة مع الكرسي البابوي، شيء من الذهول يخيم على حيوات الناس، أقدارهم، في بيئتهم الجديدة، وكأنهم مكلفين من الرب أن يدخلوا هذه المعمعة، يغطسوا في جورة الحياة، قسوتها. الركض الدائم وراء لقمة الخبز، دون أن يقف أحدهم مع نفسه ويسأل: ـ ماذا فعلت، من رجمت حتى أعاني هذا العذاب والألم. بسرعة هائلة، عبر المال تشكلت عائلات، بيوتات مالية تستملك قطاعات كبيرة من الأراضي المفتوحة على وسع السماء. المال، كل شيء يدور حوله، البنية النفسية للناس، العقلية، ذلك الصنم الذي ليس له انتماء، والركض السريع والمحموم وراءه. الصراع المحموم للناس من أجل الملكية، الانتماءات الشكلانية للذين جاؤوا إليهما هرباً أو تسفيراً أو تهجيراً، من قبل الحكومة البريطانية لمنفاهم الجديد، القاسي، ودفعهم بالقوة، إلى هذه البلاد البعيدة عن مركز الحضارة الرأسمالية. جاؤوا من إيرلندا الكاثوليكية الثائرة على المذهب البروتساتني، حوامل المصالح والصراعات.
القسم الأكبر سجناء، متهمين بجرائم، أو ثائر أو قاطع طريق. وأرادت الإمبراطورية لفظهم ورميهم في أتون عالم غامض في وجوده، على تلك السواحل الغريبة، الغامضة، نيوزيلادا وأستراليا. العلاقات العاطفية المريضة، المتكئة على قيم دينية، تجعل الإنسان مستلبًا، مرهونًا لقوانين الكنيسة والدين.
تستملكهم، وتأسر وجودهم. الرواية، تعري المجتمع النيوزلاندي، الأسترالي في الربع الأولى من القرن العشرين إلى ما بعد منتصفه، مروراً بالأزمة الاقتصادية الكبرى في العام 1929، والكساد الذي ضربهما، البطالة والمزيد من التشرد والجوع والضياع، تحكّم الزوج بادي بزوجته فيونا، بالأولاد والبيت طيلة حياته. وعندما مات انتقلت سلطته إلى ابنه بوب.
نكتشف هشاشة المرأة المهذبة، الخاضعة لقوانين الزواج، للرجل عبر استلابها والحاقها به. الدين، المذهب الكاثوليكي فاعل بقوة في تسيير العلاقات، عدم قدرة الناس القفز عليه، حساسية المذهب الكاثوليكي والبروتستاتني من بعضهما، انقسام المجتمع على ذاته، كل مذهب له كنيسته، رعاته، رجاله. وتسلّط الرواية الضوء على العادات والتقاليد السائدة، الحسب والنسب، المكانة الاجتماعية المرتبطة بالقوة، بالمال، والنفوذ والسلطة.
في بداية القرن العشرين في تلك البلاد، تعالج قضية الزواج، العلاقات خارج مؤسستها، العيب، كلام الناس، عدم تقبل امرأة أقامت علاقة مع رجل أو انجبت طفلاً. تتحول، في أو فيونا إلى عار، يلاحقها طوال حياتها. تتخلى عنها أسرتها بالرغم من أنها تزوجت وأنجبت تسعة أطفال. وفي لحظة غضب، يحقر الزوج بادي، ابن زوجته، الابن غير الشرعي، فرانك من عشيقها، بالرغم من أنه عاش طفولته في أحضانه. وكان بمثابة أبوه، بيد أنه عيّره بأنه ابن زنى، مما دفع هذا الشاب إلى الهرب وترك البيت، ثم يتحول إلى مجرم. إنه منحوس، يهرب من عاره، وعار أمه. تسلط الرواية بقوة الضوء على علاقة الدين بالمال، عشق القوة والسلطة، التراتبية، وفق حسابات دقيقة، وفق منظور شكلاني تراعى فيها القوة.
عائلة بادي، الزوج، العامل العادي، جزاز الصوف ينتقل من منطقة إلى أخرى بحثًا عن العمل. لا يعرف سوى إنجاب الأطفال والعمل. من النادر أن نراه يتحدث أو يتكلم. تابع أمين للكنيسة. زوجته. في أو فيونا، من عائلة نبيلة. في البدء، كان والدها، مجرماً محترفاً، هرب من السجن بعد أن قتل حراسه الستة. وشاءت الظروف أن يصل إلى سواحل نيوزلاندا، ويتحول بين ليلة وضحاها إلى مالك، يمتلك قطعات هائلة من الأرض البور، ويصبح رجلًا ثريًا، ارستقراطيًا، محترمًا، تحسده بقية العائلات.
تدخل، فّي، ابنة العائلة النبيلة في علاقة عاطفية مع رجل فتنجب منه جنينًا، بيد أنه يهرب من مسؤولية تبنيه. يستيقظ العار، العلاقة المربوطة بشروط المجتمع في داخل العائلة. تعمل هذه الأخيرة على التخلص من ابنتهم بأية طريقة. ترمى لأول رجل، (بادي)، من عائلة فقيرة، تتزوجه سترًا للعار. لا اسم له ولا مكانة، بيد أن، فّي، تبقى مخلصة لزوجها، أطفالها. ومن النادر نسمعها تتكلم أو تبدي رأيها في مسألة ما. خجلها من عارها ربط لسانها، أسكتها وأصبحت أسيرة له.
الشخصية المحورية في الرواية هي، (ميغي)، الفتاة، الوحيدة في الأسرة المكونة من ثمانية ذكور، يموت أحد الأطفال، قبل أن يكبر. تعشق ميغي الكاهن رالف، بيد أن هذا الأخير يعشق ذاته، المال، الخضوع التام، العبودية للكنيسة وقوانينها التي تحوله إلى مجرد تابع، خادم. كان يحبها، بيد أن شخصيته غريبة. هوسه بنفسه، ظنه أن جميع النساء يعشقنه لوسامته، جاذبيته الغريبة.
يهرب من هذا الحب، يجري ركضًا من مكان لأخر، يصلي، يتعبد، بيد أن الحب، العشق سلطان، يبقى عالقًا في أنفاسه، وروحه. ويركض معه، يلتصق بجلده ولا يتركه أينما ذهب.
تصور الرواية، كأن الحب بين الرجل والمرأة، القدر لا فكاك منه. مهما حاول الإنسان الهرب منه، يخرج له، ويحرك ذاته ووجوده دون أن يكون للإنسان القدرة أن يوقفه، وكلا الرجل والمرأة مستلبين لا قوة لهما على رفضه.
ميغي تهرب، أيضًا من ذاتها. تلجأ إلى رجل أخر شبيه بالكاهن رالف في الشكل والمظهر، بيد أنهما مختلفان بالجوهر. وتتزوجه دون معرفة لطباعه، عقله. وتتحول إلى شيء، ظل لا صوت له وكلمة. مستلبة بالكامل، لسانها مربوط مثل أمها، من الخجل، من الفضيحة، من قرارها الخطأ بالزواج من رجل اختارته بالخطأ شخصيات الرواية مأسورة، مسجونة في قوالب الأقدار.
كل شيء في استراليا غريب، الأرض، مزارع الأغنام، تحركات القطعان الكبيرة للأغنام التي تقدر بعشرات الآلاف، تغييرات الطقس السديمي المرعب، تقلباته. الطقس المداري الحار، هبوب العواصف الرملية، العجاج التي يسد الأنفاس ويعمي العيون، قلة الأمطار في منطقة ويلز الجنوبية الجديدة، الجفاف الحاد.
ومع هبوب الرياح والصواعق، تشتعل النيران في تلك المدارات القريبة من مدار السرطان، الحرائق التي تجتاح عشرات الآلاف من الهكتارات المعدة للرعي، تحولها إلى أرض سوداء يعقبها أمطار كثيفة عدة أيام. ومن الغرائب، أن جدولًا، شبه جاف، يتحول في ليلة ماطرة، إلى نهر بارتفاع سبعة عشر متراً.
كل شيء متناقض في ويلز الجنوبية الجديدة في أستراليا. أعلى معدل للأمطار في السنة حوالي 400 مم وعلى مسافة بعيدة، مقاطعة كوينزلاند الشمالية، الأمطار غزيرة ومرعبة، ويصل معدلها إلى 7500 مم، في بيئة مملوءة بغابات هائلة مزروعة بقصب السكر. جميع البيوت في غيللانبون مصنوعة من الأخشاب، ما عدا فندق امبريال والكنيسة الكاثوليكية، ومدرستها والدير وبيت الكاهن. وفي الطريق إلى دروغيدا، طيور الأمو تجري بسرعة الريح. العمال الرحل، المشردون، الذين لا يحبون الاستقرار، منطقة غيللانبون، أشجار الصمغ العالية.
في هذه المدينة ورثت السيدة ميري كارسون، دروغيدا، مساحات هائلة من الأراضي، عالم قائم بحاله، مقطوعًا عن الحضارة، فيه اسطبلات، حانات الحدادة، مسالخ، آلات زراعية. في شهر آيار من كل سنة، يبدأ جز قطعان الأغنام في روغيدا، بوغيلا، ديبان ديبان، وبيل بيل. فالجز الجماعي لصوف الأغنام كان شائعاً، معهم طباخيهم، ويشترون غذاءهم من المحطة، تأمين كميات هائلة من الطعام، إعداد وتنظيف الأكواخ الخشبية المتداعية.
وتعتبر دروغيدا أكبر مراكز الجز في ويلز الجنوبية الجديدة، لجز ثلاثمئة ألف خروف.
القطارات هي الوسيلة الوحيدة لقطع مسافات كبيرة من الغرب إلى الشرق ومن الجنوب إلى الشمال، وتكون عادة مكتظة بالناس الواقفين. فعند زواج لوك من ميغي، يسافرون عبر القطار من ويلز الجنوبية الجديدة باتجاه كوينزلاند الشمالية وقوفاً على أقدامهم عدة أيام. ومرات كثيرة يتوقف القطار دون سبب. ويتوقف، كلما خطر على بال السائق أن يصنع لنفسه كوبًا من الشاي أو ليمرر قطيعًا من الأغنام يتجولون على السكة. أو يثرثر مع أحد الرعاة. والمحطات، أبنية قبيحة، مطلية باللون الأخضر، بمقاعد خشبية سوداء.
يشعر المرء أن الإنسان في هذه الرواية يضع قدره فوق رأسه كحمل ثقيل، كصخرة جاثمة، لا تتحرك. يمشي وهو صامت، لا يعن من ثقل ضربات الزمن، ولا يتأفف أو يتذمر.
وكأن الحياة ولدت هكذا، مقلوبة، متقلبة، قاسية. والإنسان فيها مربوط بثقافة، تحثه أن يبقى على قدميه واقفًا دون أن يفكر في المقاومة أو الصراخ. نستطيع التعرف على المقاطعات الاسترالية، المدن، الأدغال، الصحراء، البيد، والغابات التي تحيط بالمدن، أعمدة الهاتف، أشجار الجوز الطويلة، الصمغ. وعندما تسافر الزوجة ميغي مع لوك غلى مقاطعة كوينزلاند، نتعرف على مدينة أخرى اسمها دنغلو التي بنيت على شكل تجمعات مستقيمة، يعيش فيها الكثير من الصينيين، يرتدون بنطالات سوداء حريرية. وكل التجارة في أيديهم. البيئة شديدة القسوة، كأن المكان يرصد حيوات الناس، يركعهم، يربطهم بأوتاد الوجع.
إنّها حكاية الإنسان، غربته، البراري، الطبيعة القاسية، يعصي على البشر ترويضها ومحاولتهم التأقلم مع الوضع القائم. الرواية طويلة جدًا، تمتد على مساحة 1322 صفحة مقسمة على ثلاثة أجزاء، بيد أنّها شيقة وجميلة.

وداعاً يا نهر الخابور ـ 7 ـ
إن حافظ الأسد, شرب الذل في بيته والحقد على كل ما هو جميل في هذه الحياة. ذيلي, مجرد حذاء في قدم اسرائيل والولايات المتحدة, كلاهما ثبتا وجوده وبقاءه ومجيئه إلى الحكم واستمرار تدمير مقومات الحياة في سورية. أذكر كتاب كمال جنبلاط, هذه وصيتي, يتنبأ أن يفصل هذا الواطي, حافظ الأسد, الساحل عن الداخل تلبية لمشروع والده, لفصل سورية عن بعضها وتمزيقها, لهذا باركت أولبرايت, وزيرة الخارجية الأمريكية ابنه بشار على رئاسة الدولة في سورية لمعرفتهم أنهما على خط سير ومسيرة واحدة, لإبقاء سورية كموقع ودولة ومجتمع مجرد مكان عائم, وظيفي لخدمة أجندة الأقوياء في تراتبية النظام الدولي.
ما أقسى أن يعيش الإنسان معزولاً في بلده, وحيدا, لا معين له, لا صديق أو رفيق درب. في الأوقات الصعبة, أيام البراءة والبساطة, عندما كان الخابور طفلا يقظًا, كنت أذهب إليه أبثه لواعجي وهمومي, أفرش حزني على ضفافه, أحدثه ويحدثني, نغني معًا أو نبكي معًا, أعود إلى نفسي أنثر هذا الوجع في الفضاء أو على وجنتيه, وأعود إلى هدوئي وطبيعتي. أما اليوم لمن أشكو أو أحكي, بعد أن مات الخابور وضاع في وجنات القدر.
في عالم الاستبداد, عليك أن تلغي عقلك. أن تتحول إلى ممسحة, تتكئ على الصنم, وتردد بين الفاصلة والأخرى, إنك تابع أمين له, تنفذ أوامره بدقة. أن تقول كثيرًا, وأن لا تقول شيئًا, أن لا يكون لكلامك أي معنى, مجرد زبد. أن تتحول إلى ببغاء, تنشر ادعاءات مغالية في التفاهة والسطحية. في عالم الاستبداد الواسع, تضيق بك الحياة وتصغر. حتى تبقى في مأمن, عليك أن تنفذ الوصايا, أن تقتل صوتك الداخلي, أن تقتل الحس السليم بالمسؤولية الفردية والجماعية في كيانك, أن تشوه جوهرك. إن تكون أنت لا أنت. إن تصبح ظلاً, شبح, وهمًا, شيئًا للأشيء. يجعلك عائمًا, تتجاهل الواقع, وتنساق وراء الوهم. ممنوع أن تتوقف أو تتانئ أو تفكر. يجب أن تخفض رأسك, وتسير في القطيع صفًا واحدًا. التفكير الحر سيكلفك كثيرًا, لهذا يجب أن تزاود, تكذب وتتملق, أن تقتل صوتك الداخلي, روحك وكيانك, تلغي نفسك, ثقتك بنفسك, وتضعه في الصنم. ليس مهمًا نوع الصنم, المهم أن تخدع نفسك, أن لا يكون لديك صوت فردي, تفكير فردي حر, وعليك أن تنجرف مع التيار العام. تلغي الشأن العام من ذاتك, وتلتصق بالصنم, تعبده وتقدم له آيات الطاعة والخضوع. إن ندافع عن هذا الصنم, الأب, الذي اغتصب أمنا وحولنا, وحولنا أنفسنا تلقائياً إلى مومياءات أو حشرات قارضة لا رأسها لها. هذا هو حال المجتمعات المستلبة, المهزومة, يجب أن يكون هناك كبير, كبير جدًا, أن يكون له المقام الواسع, الكلمة الكبيرة, أن يبقى كبيرا, أي لا يتحول إلى صغير.
ففي المجتمعات الأبوية, يجب أن تكون الكلمة للكبير. إذا أصبح الجميع كبارا, سيأكلون بعضهم. لهذا قالوا:
ـ من ليس لديه كبيرًا, عليه أن يشتري لنفسه من السوق, كبير, حتى لو كان تمثالا, أو مومياء.
التجربة, هي التي جاوبت على أسئلتنا على مرمى التاريخ القديم والحديث. وما أكثر الاصنام في حياتنا, المومياءات التي تعبد وتقدم لهم الشموع والبخور والسجود في متعة لا متناهية, ولا تضاهيها متعة.
إن الخروج من جوف المومياء, الاستبداد, تراتبية القوة والمال والسلطة, نحتاج إلى جلود وعقول ومفاهيم مختلفة في عالمنا المعاصر. إلى مفاهيم تكسر هذه التراتبية, وتنتج بديلًا لها, ترفع من شأن القيمة الحقيقية للطبيعة والكائنات والإنسان.
ما زال عالمنا المعاصر متوحشًا, جوقة ذئاب يقودوه, في عملية إقصاء كل فكر حر أو ممارسة حرة. البشر متخندقين ضمن كيانات هامشية أسمها قومية أو دين أو مذاهب. إن الوقت الذي يضيع من عمر الإنسان يذهب سدا لخدمة صناع القرار في هذا العالم.
الدولة, الحكومة, السلطة منتجات القوة, تدير هذا العالم بالأزمات, تدوير هذه الأزمات بما يتناسب مع كل مرحلة. في السابق كانت تقاد المجموعات البشرية تحت ظل الخضوع الكامل لهم بالقوة المجرة والثقافة الأبوية القائمة على الدين. وإن نصر السلطة هو نصر الله, وأن دخول عالم الله يكون بالسيطرة على الموارد والقوة وإخضاع قطاعات اجتماعية تحت شهواتهم وتسلطهم وأحذيتهم.
كنت أعمل في مؤسسة الإسكان العسكرية براتب كبير, يتجاوز الأربعة آلاف ليرة سورية في العام 1987, أقدمها كلها للأسرة ولم أكن أترك في حوزتي إلا مصروف الجيب حوالي مائتان ليرة كل شهر, وأحيانا لا أصرف قرشا واحدا, لكوني لا أدخن أو أسهر أو أشرب, جل وقتي بين العمل والبيت أو الأصدقاء الرائعين, اخترتهم بدقة شديدة, نشرب الشاي أو القهوة معًا, نلعب الشطرنج أو نتحدث في الشؤون العامة أو الخاصة, عن الحياة أو الزواج وبناء أسر جديدة في بيئة صعبة لا توفر للإنسان العادي الحد الأدنى من المال من أجل تحقيق ما يصبو إليه.
في الفترة الأولى من خروجي من السجن, كان هناك عددا كبيرا من الناس, وأقربائي وأخواتي وأصدقائي, وجودهم لم يسمح لي أن أفكر أو أقرر ماذا سأفعل في المستقبل. فالسجن أصبح ورائي والحياة ومتطلباتها أمامي وعلي أن اصارع من أجل أن أعيش وأحلم وأحب وأرتبط بامرأة, أتزوج وأعمل مثل بقية الناس, لكن من أين أبدأ وكيف أخط سير حياتي من البدء.
ذهبت إلى مؤسسة الإسكان العسكري من أجل أخذ براءة الذمة من العمل. وجدت هناك زملائي في العمل, سلمت عليهم وسلموا علي, دخلت الديوان وشرحت لهم ما أريد, قال لي أحدهم:
ـ أنت موظف. قلت:
ـ والمعنى؟
ـ ما زلت موظفًا!
ـ كيف تقول أنني موظف؟
ـ هذا هو الواقع.
ـ لقد حكمت علي محكمة أمن الدولة بالسجن ثلاثة عشرة عامًا مع الأشغال الشاقة وتجريدي مدنيًا وسياسيًا, وعلي حجر, مدة ثلاثة عشرة عاما أخرى, أي ينتهي حكمي في العام 2013, فكيف أنا موظف؟



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس سياسية 364
- هواجس وذكريات ــ 363 ــ
- هواجس كثيرة 362
- هواجس وذكريات عن مدينة الحسكة ــ 361 ــ
- هواجس عن الطفولة ــ 360 ــ
- هواجس ثقافية ودينية 359
- هواجس عن الاستقلال 358
- هواجس عن اليسار ــ 357 ــ
- هواجس تتعلق بعالمنا 356
- هواجس عن عالمنا القائم اليوم 355
- هواجس عن نهر الخابور 354
- هواجس تاريخية ــ 353 ــ
- هواجس عن الدولة 352
- هواجس تتعلق بالرواية ــ 351 ــ
- هواجس وقلق 350
- هواجس فكرية وسياسية 349
- هواجس وطنية 348
- هواجس تتعلق بالقيامة ــ 347 ــ
- هواجس عامة 346
- هواجس القوة 345


المزيد.....




- لماذا أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن عفوًا عن نجله هانتر الآن ...
- زيلينسكي يشكو ضعف القوات الأوكرانية وافتقارها للعتاد اللازم ...
- ماتفيينكو: إدارة بايدن ستبذل كل الجهود لمنع المفاوضات حول أو ...
- تشريعيات رومانيا.. الحزب الحاكم يحتفظ بالصدارة وسط صعود قوى ...
- ستولتنبرغ يدعو كييف إلى تقديم -تنازل مؤقت-
- 25 قتيلا على الأقل في غارات على شمال غرب سوريا وحلب خارج سيط ...
- الأوكسيتوسين لعلاج آلام البطن المزمنة
- مشروع قانون جديد يهدد ممتلكات أوقاف المسلمين في الهند
- عراقجي يصل أنقرة وجلسة طارئة لمجلس الأمن غدا بشأن سوريا
- تقرير: الحروب والتوترات الإقليمية تعزز مبيعات الأسلحة


المزيد.....



الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - آرام كربيت - هواجس أدبية ووطنية وفكرية 365