أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالكريم ابراهيم - التلفزيون يفقد بعض بريقه ... بعدما كان أنيس الاسرة














المزيد.....

التلفزيون يفقد بعض بريقه ... بعدما كان أنيس الاسرة


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8178 - 2024 / 12 / 1 - 20:25
المحور: المجتمع المدني
    


تعاود ذكريات التلفزيون بـ(جاسم سرحان) من أهالي مدينة الصدر، وكيف شرف هذا الجهاز المبهر – في وقته - البيت بعدما كان هو ومجموعة من أطفال المحلة يفترشون الأرض عند بيت جيرانهم (أبو محمد) وهو من القلائل الذين احضروا التلفزيون إلى منازلهم. ويقول سرحان " كان الجهاز بالأسود والأبيض، يُوضع على مكان مرتفع بعدما يُغطى بقطعة قماش من القطيفة تزدانها مزهرية للورد الصناعي" ولعل وضعه على مكانٍ مرتفعٍ لحماية من عبث الأطفال، ويضيف جاسم " كان أسعد أيام حياتي، حين كلفني هذا الجار الطيب بعملية تشغيل التلفزيون، وأصبحت مشرفاً عليه أمام أولاد المنطقة ". بما أن التلفزيون في السابق لم يكن سوى عن قناتين محليتين ، التاسعة والسابعة ،كما يقول (هادي عبود) من أهالي الصدرية" كان البث مباشر من خطابات سياسية وحفلات غنائية وثقافية ليتطور إلى عرض المسلسلات والأفلام الملونة في بداية سبعينيات القرن الماضي"، ويشير عبود إلى طقوس تلك الفترة الزمنية " كان ليوم الجمعة فيما مضى خصوصية لدى العائلة العراقية لاسيما عند الساعة الرابعة عصراً حيث يتم عرض الفيلم العربي وعادةً ما يسود الصمت ويتسمر الجميع أمام شاشة التلفزيون مع هدوء في أنحاء المنطقة " . لعب التطوير التكنولوجي في قلب حال صديقنا التلفزيون من مدلل الاسرة إلى من يعطف عليه بعدما كثر المنافسين له اليوم . وهذا ما ذكرهُ المهندس (حمدي وهاب) من أهالي شارع فلسطين " وسائل الاتصال في تطوير مستمر لا يتوقف ، وبدأ هذا الجهاز يفقد بعض بريقه السابق، فنهاك الموبايل واللاتبتوب واي باد وغيرها دخلت على الخط مما حدى بجامع الاسرة إلى أن ينزوي في مكان ما ، وأحياناً لا يعطف عليه أحد ". ويضيف وهاب " هنا اختلاف كبير بين تلفزيون الماضي عن الأجهزة المعاصرة حيث وسعت هذه الأخيرة حالة الانفرادية في حين كان التلفزيون في السابق وسيلة لجمع العائلة تحت ظلاله" . كثرة أجهزة التلفزيون لا يعني الاستخدام لها المستمر كما تقول (ميعاد محسن) من أهالي الشعب " اصبح في كل غرفة تلفزيون ، وهذه الكثرة لا تعني المشاهدة المستمرة ، بل هو لأغراض الديكور فقط ، وأحياناً يأكل بعض الأجهزة التراب دون أن تستعمل " .وقد تغيرالتلفزيون من حيث الشكل والحجم وأصبحت عملية التصليح أكثر سهولة كما يذكر المصلح (محمد سعدون) من أهالي المشتل " كان التلفزيون عبارة عن صندوق خشبي أو بلاستكيكي مربع الشكل مع شاشة محدبة . أختلف اليوم، والبلازما هي المسيطرة مع تقنيات الربط الحديثة بالانترنيت والحاسوب والموبايل " ويضيف " اعتقد ان التصليح اصبح اكثر سهولة بعدما كانت الأجهزة معقدة ". وفي نفس السياق يقول (أبو علي) من أهالي الصدرية " تفاجأت عندما ذهبت إلى المصلح لان المبلغ التصليح المطلوب يعاد تقريبا سعر جهاز جديد . فقررت إعطاء القديم إلى احد الدوارة وشراء تلفزيون جديد " ويذكر كيف أن تلفزيون أهله في السابق ملَ من كثرة دخوله ورش التصليح لدرجة انه اصبح من ذوي الخبرة في عملية فتحه وإعادة تركيبه .
بعدما شغل الناس لفترة طويلة من الزمن ، التلفزيون اليوم يلفظ أنفاسه الأخيرة كما يروج له بعض الخبراء في ظل منافسة كبيرة من قبل أجهزة الكترونية متطورة يدخل منها كل يوم نوع جديد ليلغي القديم في حركة مستمرة لا تتوقف عن دوران مع كل هذا التحدي مازال هذا الجهاز السحري في وقته يحمل الكثير من الذكريات القريبة التي تتحدث عنه بنوع من التعجب والابهار.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاكلات العراقية... البيتزا وكنتاكي تنافس الباجة والطابگ
- كراج النهضة و ضحكات هند رستم وبياض بانو الكان
- مقمص صالح المطهرجي كاتم صوت الأولاد الأشقياء
- ساحة الفتيان وطوبة الكريكر والاحذية البلاستكية
- كيف تفّوق (خصّاف العبد) على إسماعيل ياسين؟
- ناصر ومسلسل عائلة برادلي
- جسومة أم السمچ نصف القمر الثانية لبريجيت باردو
- ترويض الفكرة على صهوة الابداع
- كيف ابكى سلمان المنكوب كوبنهاكن على سمفونية (امرن بالمنازل)؟
- قطار هيفاء وهبي السريع
- فراسة (عذافة الحوّاف) وفطنة (شارلوك هولمز)
- عندما يَسرقُ الجفافُ من ميسان اسمها
- بلد الرطب في زمن طباخات الرطب
- قوطية حليب النيدو خزانة ذاكرة الطفولة
- حسين كصبة وسترة رابح درياسة
- من (دمعة ساري) إلى ( حريم السلطان)
- من (دمعة ساري) الى ( حريم السلطان)
- يا عيد يا بو نمنمه ،خذنا وياك للسينما
- رقعة المشاكسة على دشداشة وبجامة (البازة)
- ألفاظ الألعاب الأطفال الشعبية العراقية


المزيد.....




- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطنة -حدًا- وتكشف كيف قتلت ...
- الجماعات الارهابية تنفذ حملة تفتيش ودهم واعتقال في حلب
- كينيث روث: المحرقة عمّقت وعيي بحقوق الإنسان ومعاداة القمع
- رايتس ووتش: عوائق أمام دخول أطفال اللاجئين المدارس بمصر
- استشهد طفلاي وأصبت خلال محاولتنا النزوح بعد معاناة مع الجوع ...
- أنباء عن تقدم بصفقة الأسرى وحماس تصر على شرط وقف الحرب
- جيروزاليم بوست تناشد نتنياهو وترامب العمل لإعادة الأسرى وإنه ...
- عدد من ذوي المحتجزين يتظاهرون قرب منزل نتنياهو لإنجاز صفقة ا ...
- الامم المتحدة:هدم 1528 منشأة بالضفة وتهجير 3637 فلسطينيا منذ ...
- الاونروا: العملية الانسانية اصبحت مستحيلة بقطاع غزة بسبب الح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالكريم ابراهيم - التلفزيون يفقد بعض بريقه ... بعدما كان أنيس الاسرة