منذر علي
الحوار المتمدن-العدد: 8178 - 2024 / 12 / 1 - 14:57
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
إنَّ الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أنَّ هناك عدوانًا صهيونيًا إمبرياليًا توسعيًا يستهدف الأمة العربية بأسرها. في هذا السياق، يتأرجح العرب بين موقفين متناقضين، يمثل كل منهما رؤية مختلفة لمستقبلهم وهويتهم.
الموقف الأول: هو موقف المساومين، الذين قبلوا العدوان بصفته قدر لا مفر منه. هؤلاء الأفراد اختاروا الاستسلام، وبدلًا من مقاومة الظلم، انخرطوا في مساومات مع العدو. لقد ساعدوا في تنفيذ مخططاته العدوانية ضد الأمة العربية، وانشغلوا بعد ذلك في أمور ترفيهية، مثل كرة القدم والرقص والغناء، متجاهلين ما يحدث من حولهم. إنهم يعيشون في فقاعة من اللامبالاة، حيث يعتقدون أنَّ الانغماس في الملذات يمكن أنْ يخفف من وطأة الواقع المرير. إنَّهم يظنون أن الهروب إلى عالم الترفيه يمكن أنْ يقيهم من عواقب العدوان، لكنهم في الحقيقة يساهمون في تعزيز هذا العدوان من خلال تجاهلهم للحقائق المُرة.
الموقف الثاني: هو موقف المقاومين، الذين رفضوا القدر الصهيوني والإمبريالي. هؤلاء الأبطال تمردوا على الظلم، وقاوموا المعتدي التوسعي الغاشم. خلال المواجهات الضارية، تمكنوا من إيلام العدو وفضحوا المجرمين الصهاينة، مثل نتنياهو وغالنت، وكشفوا عورات العالم الإمبريالي وانحطاطه، على ما تكبدوه من خسائر وصعوبات. إنَّهم يمثلون صوت الشجاعة والإرادة، وقد نالوا احترام العالم بفضل صمودهم وثباتهم في وجه التحديات. إنَّهم يدركون أنَّ المقاومة ليست مجرد خِيار، بل هي واجب وطني، وأنَّ النضال من أجل الحرية والكرامة هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل مشرق.
الآن، يبقى السؤال: هل ينتصر المساومون الراقصون، أم سيتبعثر المقاومون الصامدون وينتهون؟ الأيام وحدها كفيلة بكشف الإجابة. إنَّ التاريخ لا يرحم، وسيظهر في النهاية من كان على حق ومن كان على باطل. فالمستقبل سيحكم على من اختاروا الاستسلام والرضوخ، ومن اختاروا المقاومة والصمود.
إنَّ الأمة العربية بحاجة ماسة إلى الوعي والإرادة لتجاوز هذه المحن، ولتأكيد هويتها وحقها في الوجود. فالمقاومة ليست مجرد فعل، بل هي فلسفة حياة، تظهر إيمانًا عميقًا بالعدالة والحرية. في النهاية، ستظل الأجيال القادمة تتذكر من وقف في وجه الظلم، ومن اختار الهروب إلى عالم الأوهام. إنَّ الخِيار بين المساومة والمقاومة هو خِيار مصيري، يتطلب منا جميعًا التفكير العميق والعمل الجاد من أجل مستقبل أفضل.
#منذر_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟