أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما الذي يجري في سوريا، ولماذا الآن؟














المزيد.....

ما الذي يجري في سوريا، ولماذا الآن؟


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8178 - 2024 / 12 / 1 - 14:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما يجري شمال سوريا في حلب وادلب وحماة من هجوم كاسح لجماعات إسلامية كجماعة النصرة وهيئة تحرير الشام وداعش وهي جماعات سبق وأن صنفتها واشنطن وانقرة بأنها منظمات إرهابية وتم تخصيص ملايين الدولارات لمن يساعد على إلقاء القبض على قياداتهم، بالإضافة الى جماعة الإخوان المسلمين ومرتزقة من دول إسلامية متعددة، وهو هجوم تم بتنسيق ودعم تركي أمريكي إسرائيلي...هذا التطور المفاجئ يثير كثيرا من التساؤلات حول الانهيار السريع للجيش السوري في تلك المناطق وعن سبب الارباك وتأخر ردة الفعل القوية ممن يُفترض أنهم حلفاء للنظام السوري وتقصد هتا روسيا وإيران، أيضا : أين كانت كل هذه الجماعات الإسلاموية مما يجري في فلسطين وفي القدس ولماذا لم نسمع لهم صوتاً طوال أكثر من عام من حرب الإبادة على غزة؟ وما الذي تسعى له هذه الجماعات بالضبط؟
مع مرور الوقت يتأكد أن الجماعات الاسلاموية بالرغم مما بينها من خلافات واختلافات مذهبية وعرقية ما هي إلا مجموعات مرتزقة في خدمة أعداء الأمة العربية الطامعون بالأراضي العربية وبينهم وبين العرب حقد تاريخي: إسرائيل وتركيا وإيران وأمريكا، وأنها لا علاقة لها بالإسلام الحقيقي بل أساءت له وللمسلمين محليا ودوليا، وجعلت كلمة المرتزقة في زماننا تعني جماعات إسلامية.
استمرار الصمت العربي الرسمي على هذا التحالف الاسلاموي الذي توجهه تركيا وإسرائيل وأمريكا تحت تبريرات إنها حرب أهلية سورية داخلية أو ثورة شغب يقاتل ضد نظام دكتاتوري، قد يؤدي لأن ننقل هذه الجماعات نشاطها إلى العراق والأردن ودول عربية أخرى، وهناك سوابق حيث أرسلت تركيا حوالي خمسة آلاف من هؤلاء المرتزقة سوريين وغيرهم إلى ليبيا أيضا ارسلت مرتزقة إلى النيجر واذربيجان لتعزيز نفوذها هناك كما لا ننسى ما قامت به هذه الجماعات خلال سنوات ما يسمى الربيع العربي وقد اعترف حمد بن جاسم رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق في لقاء مباشر مع قناة قطر الرسمية أن قطر والسعودية مولوا داعش والنصرة وقوى المعارضة الأخرى بمليارات الدولارات بتنسيق مع واشنطن وذلك بهدف نشر الفوضى في سوريا وإسقاط نظام الأسد، وهو ما أكدته لاحقا وزيرة خارجية أمريكا السابقة هيلاري كلينتون في كتابها "خيارات صعبة" ،جثى ترامب اتهم في أغسطس 2016 أوباما وكلنتون علنا أنهم وراء تأسيس تنظيم الدولة (داعش) ،وفي أبريل 2023 اعترف روبرت كندي المرشح للرئاسة الأمريكية قائلا ( نحن صنعنا داعش).... وغيرهم من المسؤولين السياسيين ورحال الاستخبارات الذين اعترفوا أن داعش والجماعات الإسلامية المتطرفة صناعة أمريكية.
للأسف تحولت غالبية الجماعات (الإسلامية)، من جماعة الإخوان المسلمين إلى القاعدة وداعش والنصرة الخ، إلى جماعات مرتزقة في خدمة دول معادية للعرب والقضية الفلسطينية ولمن يدفع المال.
قد يقول قائل إنك تتجنى على هذه الجماعات وتتجاهل ثورة الشعب السوري ضد النظام وأن هدف هذه الجماعات إسقاط نظام الأسد وإقامة نظام ديمقراطي بديل على كل ربوع سوريا...
لو كانت هذه الجماعات جزءا من ثورة شعبية على نظام مستبد لتفهمنا الأمر، ولكن كيف لجماعات اسلاموية متطرفة لا تؤمن بالديمقراطية ومصنفة كجماعات إرهابية أن تؤسس نظاما ديمقراطيا؟ وهل إسرائيل وأمريكا وتركيا حريصون على الشعب السوري ويريدون نظاما ديمقراطيا؟ وكيف لهذه الجماعات أن توجد سوريا وتؤسس نظاما ديمقراطيا بالرغم مما بينها من اختلافات سياسية وتعدد مرجعياتهم ،من داعش والقاعدة والإخوان وتركيا وامريكا؟ ولماذا جاء هذا الهجوم مباشرة بعد وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية؟
ما يجري في شمال سوريا سيؤدي إلى تقسيم سوريا لدويلات تسيطر عليها جماعات متطرفة ولن تتوحد سوريا مرة أخرى وسيكون حالها حال العراق والسودان واليمن وليبيا، وكلها كانت ضحية ما يُسمى ثورة الربيع العربي وأكذوبة الثورة الشعبية من أجل الديمقراطية.
أما بالنسبة لعلاقة ما يجري في سوريا بفلسطين فهذه الأخيرة الخاسر الأكبر من التحولات التي تجري في العالم العربي بشكل عام، ولو كان ما يجري يندرج في سياق الانتقال والتحول نحو الديمقراطية لكانت فلسطين هي الرابحة لأن الشعوب العربية مع فلسطين وشعبها. لكن ما يجري في كل المنطقة العربية في السنوات الأخيرة ليس ثورة شعب وليس عبثيا أو مصادفة بل مخططا مدروسا، حيث فقد الفلسطينيون من كانوا يعتقدون أنهم حلفاء وتُركوا وحدهم في مواجهة العدو الصهيوني بالرغم من أن فلسطين ضاعت بسبب حروب فاشلة خاضتها الجيوش العربية. فقد الفلسطينيون نصف من كانوا يُفترض أنهم حلفاء بالتطبيع مع إسرائيل وفقدوا آخرين بانشغالهم بالفوضى والحرب الأهلية في بلدانهم، وما يعزز الشكوك حول ما يجري في سوريا وبما له علاقة بفلسطين أن هذه الأحداث تأتي في ظل استمرار حرب الإبادة على غزة وتهديدات اليمين الصهيوني بتهجير سكان القطاع وتصفية القضية الفلسطينية، ومباشرة بعد وقف اطلاق النار على الجبهة اللبنانية وما لحق بحزب الله ولبنان من خسائر، فأحداث سوريا سحبت الاهتمام العالمي من فلسطين والعدوان الصهيوني الى الملف السوري وتداعياته المحتملة، حتى الفضائيات الناطقة بالعربية جعلت أحداث سوريا لها الأولوية على الملف الفلسطيني.
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة الوحيدة في هذه الحرب هي الشعب الفلسطيني
- لم يتأسس محور المقاومة من أجل فلسطين
- كلهم انتصروا إلا أصحاب القضية
- على حركة حماس أخذ عبرة من التاريخ ومما جرى مع حزب الله
- حماس وأخذ عبرة مما جرى مع حزب الله
- عن أية أمة يتحدثون؟
- ستستمر الحرب على شعب فلسطين حتى لو توقفت على جبهة الشمال
- اسىئة تحتاج لإجابة من حركة حماس
- تفرقهم السياسة نظريا ويوحدهم الفساد عمليا
- قرار مهم بالرغم من استحالة تنفيذه
- ما هو سر الهيمنة الأمريكية؟
- جماعةالإخوان المسلمين والقاعدة وداعش، دور مطلوب رغم الفارق
- من يملك زمام المبادرة في حرب غزة؟
- ما اشبه اليوم بالبارحة
- التباس واقع ومفهوم القيادة والنظام السياسي في الحالة الفلسطي ...
- لا تساعدو العدو على تنفيذ مخططاته
- لم يعد مجالا للمجاملة ولا للمعاندة
- هل هو استسلام للأمر الواقع؟
- لا سياسة تخلو من مؤامرات
- كفى استهتارا بعقولنا يا أولي أمرنا


المزيد.....




- تحذير أمريكي للصين بعد مناورات عسكرية حول تايوان
- مرشح ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي: على واشنطن الاستمرار ...
- مقتل بلوغر عراقية شهيرة في العاصمة بغداد
- ترامب يزور السعودية في مايو المقبل
- مصر: السيسي بحث مع ترامب استعادة الهدوء في الشرق الأوسط
- الداخلية الكويتية تكشف ملابسات جريمة بشعة وقعت صباح يوم العي ...
- البيت الأبيض: نفذنا حتى الآن أكثر من 200 ضربة ناجحة على أهدا ...
- -حزب الله- ينعى القيادي في صفوفه حسن بدير ويدعو جمهوره لتشيي ...
- نصائح حول كيفية استعادة الدافع
- العلماء الروس يرصدون توهجات قوية على الشمس


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما الذي يجري في سوريا، ولماذا الآن؟