أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خيري فرجاني - لكي تنهض مجتمعاتنا من ثباتها














المزيد.....

لكي تنهض مجتمعاتنا من ثباتها


خيري فرجاني

الحوار المتمدن-العدد: 8178 - 2024 / 12 / 1 - 01:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى الواقع ان الظواهر الاجتماعية والإنسانية لاتعزى إلى سبب واحد، وكذلك ليست وليدة لحظتها، وانما بفعل تراكمات متعددة قد تستغرق وقتا طويلا كلما نضج الانسان وتقدم حضاريا وفكريا وثقافيا كلما كانت حياته افضل، واستطاع أن يتخلص من عقده وامراضه النفسية والاجتماعية، لذلك نجد الحياة فى الغرب اكثر سهولة ويسر من حايتنا فى الشرق، وبرغم صعوبة الحياة فى مجتمعاتنا الشرقية بما تحمل فى طياتها من عقد ومشكلات اجتماعية وسياسية واقتصادية واخلاقية وازدواجية فى المعايير، إلا أننا نزيدها صعوبة وتعقيدا اكثر مما هى علية من صعوبة وتعقيدا، فكلما قست علينا الحياة واتعبتنا نذهب نحن بدورنا لنقسو على انفسنا ونقسو على من حولنا ومن نختلف معهم ونتجاهل طبيعتنا وكوننا بشر، ولنا طبيعتنا الخاصة بما فيها، فنذهب ونحاكم ونحاسب كل من سلك طريقا او منهجا مغايرا لطريقنا ومنهجنا وسلوكنا، فمن يتخلف عن القطيع يمارس عليه كل اساليب القهر والإرهاب حتى يرجع مرة اخرى او يلقى مصيره الحتمى.
نحن نعيش فى مجتمعات مثالية فى الشكل ولكن المضمون والواقع العملي ابعد ما يكون عن المثالية، مجتمعات منافقة كاذبة خائفة دوما من افتضاح امرها وكشف زيفها، فظلت تكذب وتخادع وتخفى الحقيقة المرة حتى صدقت الكذبة واصبحت تمثل بالنسبة لها الحقيقة المطلقة.
لابد لهذه المجتمعات التى تخلفت عن ركب الحضارة الانسانية التى شاركت فيها لعدة قرون، ولكنها اصيبت فى النهاية بركود وثبات رهيب يكاد يخرجها خارج دائرة التاريخ بل وخارج اطار الحياة الإنسانية الكريمة، ان لم نكن قد خرجنا بالفعل، بحيث لم يعد لدينا ما نقدمة للحضارة وللمجتمع الإنسانى.
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن.. ماذا نقدم للحضارة الانسانية فى الوقت الحاضر، وان لم يكن لدينا ما نقدمه فالسؤال الحتمى اذن.. هل يمكننا ان نلحق بهذه الحضارة حتى وان لم نكن مشاركين فيها، او لم يعد لنا ثمة دور فى المنظومة الحضارية والإنسانية الآن؟
ان العالم يتقدم بسرعة فائقة بصعب لمن تخلف ان يلحق به، حيث يزداد عمق الفجوة اتساعا، فهم يتقدمون إلى الأمام فيما نتراجع نحن إلى الخلف، هم ينظرون إلى المستقبل ونحن ننظر إلى الماضى، هم اصحاب فكر يبحث عن الجديد، ونحن اصحاب فكر ماضوى، هم يبحثون عن حلول عملية لما يستجد من مشكلات، ونحن نكتفى برفع اكف الدعاء لحل هذه المشكلات والدعاء على الأعداء الذين تسببوا فيما نحن فيه من مشكلات داعين المولى ان يقتل ابنائهم وأن يرمل نسائهم.
لابد وان تنهض هذه المجتمعات من ثباتها وان تفيق من غفوتها وان تنهض من كبوتها وان تنظر للمستقبل وان تأخذ باسباب النهضة العلمية، من خلال منهج علمى وفكر منطقي واقعي، لا أن تستغرق فى الغيبيات حتى يمكن ان تلحق بركب الحضارة الإنسانية والتقدم العلمى الذى تخلفت عنه منذ عدة قرون حينما استغرقت فى الغيبيات وتخلت عن المنهج العلمى السليم.
ولكن كيف السبيل لتحقيق ذلك؟
اعتقد ان الأمر جد معقد وخطير، ولكن على كل حال اذا لم نستطع ان نغير الواقع حولنا فـ لنبدأ بأنفسنا، ابدأ بتغيير نفسك أولا.. جميل وصحي ان يعرف الإنسان نفسه جيدا، وما يعانيه من امراض وعقد نفسية ومجتمعية، ويبدأ فى علاج نفسه بنفسه، لأن علاج المشكلة يبدأ بمعرفتها أولا.
نحن نعيش بلا شك ازمة نفسية واجتماعية واخلاقية، بسبب النشأة والتربية فى البيت والمدرسة والجامعة وحتى فى العمل، فالإنسان يتأثر بالبيئة المحيطة، وانه من الصعوبة بمكان التخلص من كل هذه التراكمات. لابد من وجود منظومة ثقافية وفكرية تنهج منهجا علميا تؤمن بالتطور والتغيير وعدم التسليم بالثوابت والمطلقات او الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة (الدوجماتيقا)، لابد من التخلى عن طريقة التفكير النمطية التقليدية السطحية، التى اصابت مجتمعاتنا بالجمود والتطرف واللاعقلانية واللجوء دائما إلى الخرافة والأساطير وكل ما هو غيبى.
كل مرحلة جديدة من حياتنا تحتاج نسخة جديدة منا ولا بد أن نتعلم كيف نحترم المسافة التي تحفظ لكل فرد منا مجاله الخاص وكينونته الخاصة كانسان مستقل، له الحق في ان يعتقد ويفكر بحرية دون رقابة او حكم عليه او عزل له من المجتمعلقناعاته الفكرية.



#خيري_فرجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب السياسي كمنتج ثقافي أيديولوجي
- الولايات المتحدة الأمريكية وغطرسة القوة
- ثورة 25 يناير 2011 دراسة تحليلية
- الحداثة (العصرنة)
- نشأة وتطور جماعات الإسلام السياسي برعاية -أنجلو أمريكية-
- التراجع الحضارى وغياب لغة الحوار
- مدنية الدولة
- التسامح والتعددية الثقافية
- المساواةوتكافؤ الفرص
- المواطنة
- حقوق الإنسان من خلال المواثيق والعهود الدولية الحديثة
- أثر الجيل الرابع من الحروب على اقتصاديات الدول
- دور منظمات المجتمع المدنى في عملية التحول الديمقراطى في مصر
- جدلية العلاقة بين الدين والفن
- دور التنمية الاقتصادية في تحقيق الرفاهية والاستقرار:
- الار هاب الفكرى (الأسباب.. النتائج.. الحل)
- التنظيم الخاص والاغتيالات السياسية في منهج الإخوان:
- مبدأ الفصل بين السلطات
- الإسلام السياسي وديمقراطية الاجتثاث:
- جدلية العلاقة بين الدين والتنوير


المزيد.....




- -تزعج اليهود-.. بن غفير يأمر بمصادرة مكبرات الصوت الخاصة بال ...
- رئيس القائمة العربية بالكنيست والنائب العطاونة يستنكران دعوة ...
- أبسطي طفلك..تردد قناة طيور الجنة بيبي 2024 لمتابعة أحلى الأغ ...
- بعد إعطابها -الغولاني الإسرائيلي..المقاومة تواجه -الجولاني ا ...
- جولة ماكرون الأخيرة لكاتدرائية نوتردام قبل إعادة افتتاحها في ...
- باكستان: ارتفاع حصيلة أعمال العنف الطائفية بين السنة والشيعة ...
- هل يعود المسلمون بعد انقطاع؟
- حدث الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 toyor al janah T ...
- نزلها لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة كيدز الجديد 2024 على ال ...
- الجهاد الاسلامي تبارك عملية أرئيل..تؤكد أن شعبنا مستمر بنهج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خيري فرجاني - لكي تنهض مجتمعاتنا من ثباتها