أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - قتلوا السيد الوزير .. مرتين !!














المزيد.....

قتلوا السيد الوزير .. مرتين !!


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محمد بن منصور أبو نصر الكندريّ وكان يلقب عميد الملك ، وكان وزير السلطان طغرلبك السلجوقى . هذا الوزير محمد بن منصور أبو نصر الكندريّ قتله السلاجقة سنة 457 هجرية وهو شاب فوق الأربعين من العمر.!!
يقول عنه ابن الجوزى فى المنتظم :
(وكان طغرلبك قد بعثه ليتزوج له امرأة فتزوجها هو فخصاه طغرلبك ثم أقره على خدمته فلما مات وتمكن ألب أرسلان بعثه إلى مرو الزود فقيل له‏:‏ انه لا يؤمن فبعث غلمانًا لقتله فدخلوا عليه فقال له أحدهم‏:‏ قم فصل ركعتين وتب إلى الله تعالى‏.‏ فقـال‏:‏ أدخـل أودع أهلـي ثـم أخـرج‏.‏ فقالوا‏:‏ افعل فنهض فدخل إلى زوجته وارتفع الصياح وعلق الجواري به نشرن شعورهن وحثون التراب على رؤوسن فدخل الغلام فقال‏:‏ قم‏.‏ قال‏:‏ خذ بيـدي فقـد منعنـي هـؤلاء الجواري من الخروج فخرج إلى مسجد هناك فصلى فيه ركعتين ثم مشى حافيًا إلـى وراء المسجـد فجلـس وخلـع فرجيـة سمـورًا عليـه فأعطاهـم إياهـا وخـرق قميصه وسراويله حتى لا يؤخذا فجاءوا بشاروفه فقال‏:‏ لست بعيار ولا لص فأخنق والسيف أروح لي‏.‏ فشدوا عينيه بخرقة خرقها هو من طرف كمه وضربوه بالسيف وأخذوا رأسه وتركوا جثته فأخذتها أخته فحملتها إلى كندر بلده وكان عمره نيفًا وأربعين سنة‏.‏(
التعليق
هذا الوزير البائس كان يمثل طبقة الكتّاب الذين يخدمون العسكر المتحكمين. وكان من حق السلطان أو الخليفة المتحكم المستبد أن يقتل من يشاء ( بسيف الشرع ) حيث يملك الأرض ومن عليها, ومن حقه أيضا أن يعاقب كيف يشاء من الرعية واعوانه على السواء. وكل ذلك طبعا فى إطار الشريعة الاسلامية التى يزعمزن الانتساب اليها، وفى هذا العصر العباسى الثانى عاش أئمة الفقه والحديث من البخارى ومسلم و ابن حنبل وغيرهم فما سمعنا لأحدهم صوتا فى الانكار على حق السلطان المستبد فى قتل من يشاء واعتصاب ما يشاء.
المهم هنا ان السلطان السلجوقى بعث وزيره ليخطب له امرأة ،ولا بد أنها كانت رائعة الجمال لأن الوزير الأحمق ( أبو نصر الكندرى ) عندما رآها نسى نفسه و منصبه والمهمة المكلف بها والمصير الذى ينتظره ، فغيّر مهمته من رسول السلطان الى غريم للسلطان يتزوج من أراد السلطان زواجها. ولا ريب أنه حاز اعجاب المرأة اذ وافقت على ان تتزوجه بدلا من السلطان وأن تتحمل معه العواقب المنتظرة.
كانت العواقب شديدة ـ لا أراكم الله مكروها فى عزيز لديكم ـ إذ أمر السلطان باخصاء الوزير، أى قطع أعضائه التناسلية ليحرمه هو وعروسه من التمتع بشهر العسل و كل ما سيأتى بعده من شهور. وكى يزيد فى التشفى منه أمر باستمراره وزيرا فى خدمته ليراه كل يوم ويسأله عن أحواله ( وإزاى حال المدام ) وكيف يقضى ليله بعد انتهاء أوقات العمل الرسمية..!!
ومات طغرلبك ( المفترى ) وجاء من هو أكثر قسوة منه وهو السلطان ألب أرسلان فأراد نفى الوزير الخصى المسكين الى مرو فنصحه المقربون اليه بأنه اذا ذهب الى هناك قد يتآمر على السلطان ودولة السلاجقة. فقرر السلطان بقتله. وأرسل بعثة لتنفيذ الحكم . دخلت البعثة عليه داره وهو وسط نسائه و جواريه وزوجته ( التى هى سبب المصائب)، وهنا بالطبع نتوقف كيف ظل يحتفظ بأطنان اللحم الأبيض ممثلا فى كل تلك الجوارى والنساء بعد أن أصبح خصيا ؟ هل لمجرد العشرة ـ بكسر العين ـ او للذكرى والبكاء على زمن ولى وضاع. يبدو أنها العشرة لأن نساءه ظللن أوفياء له عند قتله فارتفعت أصواتهن بالعويل والبكاء وتعلقن به وهو بين يدى رسل الموت والاعدام.
دخل عليه الغلمان المكلفون بقتله فأمروه بالصلاة والتوبة قبل أن يقتلوه. وهذا يعنى أنه طالما أمر السلطان يقتله فهو آثم عاص مستحق للموت ، وعليه أن يتوب قبل القتل كى لا يخسر الدنيا والآخرة.
المسكين طلب منهم أن يسمحوا له بدقيقة يودع فيها زوجته ( سبب المصائب ) ودخل وأخبرها وسرعان ما ارتفع الصراخ وتعلقت به جواريه وقد نشرن شعورهن و حثون التراب على وجوههن يحاولن منعه من الخروج. فدخل كبير فرقة الاعدام يأمره بالخروج لينهى مهمته ، وخرج به من البيت الى مسجد ( لاحظ اختيار المسجد هنا ومغزى كونه مقرا لتنفيذ الشرع عندهم ، والى أى حد استخدموا رموز الاسلام فى تطبيق شرع همجى يناقض الاسلام ) دخل المسكين الى المسجد فصلى فيه ركعتين بعد ان عجز عن الصلاة فى بيته بسبب صراخ النساء. مشى من المسجد حافيا الى وراء المسجد ، وخلع ثيابه الرخيصة وأعطاها لفرقة الاعدام بينما خرق ومزق ثيابه الثمينة حتى لا ينتفع بها أحد. جهزوا له أدوات الخنق فرفض أن يخنقوه ليس لأنه يعانى من ضيق التنفس والربو ولكن الخنق هى العقوبة المألوفة وقتها للصوص وقاطعى الطريق من ( العيارين ). طلب أن يقتلوه بالسف لأنه أكرم له. قطع خرقة من ثيابه فغطوا بها عينيه،و استسلم للسيف فقطعوا رأسه وأراحوه من صداع القلق الذى عاش فيه طوال خدمته للعسكر الحكام ـ عليهم لعتة الله تعالى فى كل زمان ومكان. أخذت فرقة الموت رأسه للسلطان وتركت بقية الجثة ملقاة بدون رأس وبدون أعضاء تناسلية .. وجاءت أخته فحملت ما بقى منه لتدفنه فى قريته الأصلية ( كندر ) . خرج من هذه القرية شابا طموحا فعاد اليها جثة تنقص الرأس وأشياء أخرى . سلبه السلطان طغرلبك أعضاءه التناسلية ، ثم سلبه السلطان ألب أرسلان رأسه ..قتلوه مرتين !!
و تبقى العظة من تلك القصة التاريخية لكل مثقف يبيع دينه وعقله لكى يخدم الطغاة العسكر المستبدين.
ماذا لو عاش فى قريته راضيا قانعا متمتعا بأهله و محتفظا برأسه والأشياء الأخرى ؟؟
ما رأيكم ـ دام فضلكم ؟؟



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الشعوبية و الأحاديث السنية
- الجد والهزل
- معركة الربا
- هذا السلطان الكردى الأعجوبة
- سيدنا فرعون
- جيلنا .. جيل النكلة والمليم !!
- البكاء غدا على أطلال وطن !!
- يسألونك عن النقاب
- النذر وأشياء أخرى
- مستر أندرسون .. بورك فيك
- قصة حياة كتاب ( الصلاة فى القرآن الكريم
- فى اصلاح الاخوان المسلمين فى مصر
- نكاح الشياطين لنساء المسلمين
- الحسد
- الروح
- فى تسامح المسلمين
- الدكتور أحمد صبحي منصور للحوار المتمدن.. إن العصر الآن ليس ع ...
- معنى الاسلام ومعنى الطاغوت
- حول ما قاله البابا بندكت السادس عشر عن الاسلام
- صدق الله العظيم .. وكذب شيخ الأزهر


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - قتلوا السيد الوزير .. مرتين !!