أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - التصوير من الجو عربيا لم ينضج بعد














المزيد.....

التصوير من الجو عربيا لم ينضج بعد


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 16:11
المحور: الصحافة والاعلام
    


قبل قرون مضت. كان المستعمر الأجنبي للبلدان العربية سباقا إلى التصوير الجوي للمناطق المراد احتلالها مستخدما طائرات الجيل الأول. ولهذه الغاية، سخر إمكانيات ضخمة وموارد بشرية وتقنية وفنية عالية الجودة. مستغلا أقصى ما وصلت إليه التكنولوجيا في ذلك الوقت ومسخرا وظائفها لهذا الهدف. وعلى الرغم من أن النية لم تكن سليمة والغاية ليست بالنبل الذي نتوقع ،إذ جاءت بهدف تكريس الاحتلال لهذه المناطق والاستحواذ على الأراضي والخيرات الوفيرة التي لم تطلها يد الاستثمار النفعي بعد. من مناجم ومعادن وحقول مترامية الأطراف بهذه الدول الضعيفة فقد أنجزت والحقيقة تقال رصيدا هائلا من ساعات التصوير الجوي. وظفته استخباراتيا لتعزيز استراتيجيتها المارقة. محققة بذلك غايتين. الأولى وثيقة صك إدانة للاحتلال. وأخرى وثيقة تاريخية لخدمة ذاكرة المحتل من إنجاز المستعمر البغيض.
وعلى الرغم من هذه النية الاستعمارية المقيتة للتصوير الجوي للمدن العربية التي كان يوازيها مسح أرضي. إلا أنها ملأت فراغا هائلا في الذاكرة الجماعية ما بعد الاستقلال. إذ حققت جانبا مهما من فضول المعرفة وشغف الاستطلاع على ما كانت تحبل به تلك الفترات العصيبة من تاريخ المقاومة ضد المحتل الأجنبي. ذلك أن كل ما نعرفه من تاريخ المقاومة العربية موثق بعيون المستعمر. والنتيجة أن هذه الفكرة الاستعمارية أدت عبر الصورة والكلمة مهمة تاريخية وحضارية سيذكرها التاريخ بمزيج من الفرح والألم فيما بعد.
اليوم، وبعد عقود من استقلال هذه الدول العربية قاطبة. لا نجد اهتماما بالتصوير الجوي بمعناه الحضاري والتاريخي مع استثناء طفيف في بعض دول الخليج كالإمارات العربية وقطر وربما السعودية فيما بعد ... على أن كل ما يتم عرضه على منصات التواصل الاجتماعي يعود لمصورين هواة مطاردون من طرف السلطة في بلدانهم. يغامرون بحياتهم ويجازفون بفقدان كاميراتهم "الدرون: المتطورة الحديثة التي اقتنوها من مالهم الخاص.
إلى عهد قريب وحتى يومنا هذا، لا يزال التصوير الجوي للمدن في البلدان العربية يثير قلقا قانونيا وأخلاقيا وتسيجه ضوابط وتشريعات تشوبها بوادر انعدام الثقة. فهي لا تكتفي بسن قوانين تعجيزية معرقلة بل تتعدى ذلك إلى حظر ومنع غير مبرر أحيانا. بعد أن تضع شروطا لا تتلاءم وما تعرضه تكنولوجيا التواصل الاجتماعي في سرعتها الجنونية الخارقة إذ في وقت تعرض فيه أمريكا والصين صورا من المريخ، ما يزال حاكم عربي يمنع تصوير بلدته المغمورة خشية من كشف عيوبها ونشر تفاصيل مريبة عن التدبير السيء وواقعها المتردي فيسعى بكل سطوته القبلية إلى إخفاءها على العيون.
والخلاصة إن تصوير المدن العربية من الجو تبدو فكرة بديعة وملهمة فلماذا لا تخصص كل ولاية ومحافظة في كل بلد عربي فريقا تقنيا خاصا لهذا الغرض؟ وإلى متى ننتظر صورا جميلة لمدننا من إنجاز طواقم غربية وأجنبية؟
ويعتبر زبير شولي ناشط تواصلي فكرة تصوير المدن المغربية من الجو فكرة جيدة وكاشفة للعيوب في آن. ويراها خدمة جليلة على مستوى إعادة التأهيل الهندسي للمدن المغربية مستقبلا. ويمضي واصفا واقع المدن المغربية من الجو عبارة عن غابة وأحراش من الإسمنت المراقة فوق الأرض كمرقة العيد، ليس فيها حدائق ولا شوارع ولا مؤسسات كبرى ولا حدائق متسقة تراعي الشروط الصحة والحضارية لبناء المدن. ويذهب بعيدا بالمقارنة بين المدن العربية بنظيرتها المدن الأوروبية من الجو "وكأن أحياءها ورود الزينة في بيت عريس هولندي أو طاولات كعكة عيد ميلاد أمير من الأمراء"
أما عبد الكريم الموخي فيعلق ساخرا " جميل جدا لكن المشكل هو مدى استثمار معطيات هذا الرصيد من التصوير الجوي على الطريقة العربية ويتساءل مشككا. لا زالت عقليتنا الإدارية ورقية. فما معنى أن تكون لك بطاقة وطنية بيوميترية تتضمن كل المعلومات الشخصية ويطلب منك صورة مستنسخة وأحيانا مصادق عليها..
من جهته يقول الكاتب والمؤرخ ادريس معزوز صاحب "أوراق كرزية"كنا سابقا نشتري البطاقات البريدية cartes postales الحاملة لمعالم المدن المغربية التاريخية والحديثة والمعالم الوطنية كالقناطر الضخمة والسدود والبحيرات وتحف الصناعة التقليدية الحضرية والقروية و. ونحرر الرسائل خلفها .اليوم لا أثر لهذه البطاقات .علما أنها يضيف معزوز "استشهارية تساهم في التعريف بجغرافية وثقافة بلادنا بما يعود بالنفع على القطاع السياحي.ونختم برأي الصديق قاسم العلام "غير أن تصوير بعض المدن المغربية في الصباح الباكر، يأتي لإخفاء بشاعتها ،والتستر على فوضى التعمير ما يعتبره "تدليسا على المشاهد.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبراء مغاربة وأجانب بالجديدة يتدارسون افضل السبل لإدماج الذك ...
- لا يعذر أحدهم بجهله القانون
- نجم الأكشن جيسون ستايثم Jason Statham من غطاس إلى مقاتل متوح ...
- تفاصيل أمسية شعرية احتفاء بصدور ديوان -نبش ذكريات محرمة- فكر ...
- التحول الرقمي المفهوم والتحديات
- كيانو ريفز نجم أفلام - John Wick - أو النجاح المشحون بالصدما ...
- معرض للفن المعاصر يطرح آسئلة الهويات و التنقل
- سعادة الجنرال في حفل زفاف موظفه البسيط بسلدومينوف دون أن يوج ...
- تخزين الأحلام رغبة مستحيلة
- توجعني الرطوبة ..
- في رواية -حادث مؤسف للغاية -للكبير دوتويفسكي لا تندثر المتعة ...
- - ساحرة بوربوبيلو - للكبير باولو كويلو : كيف اختفت أثينا الف ...
- خطاب الكراهية ومناهضة العنف من الرصد إلى التقييم
- التعليقات على السوشل ميديا مقاربة ملغومة
- انجرافات
- خطاب الكراهية على الميديا من الرصد إلى التقييم
- كامليون تبعث الروح في فن الخط العربي والزخرفة بفاس
- حوار شفيف مع الدكتور عزيز زروقي حول علاقة السينما بالأدب الم ...
- غياب الجمهور ناتج عن ضعف التسويق أم هزالة المنتوج؟ الفنان وا ...
- - لا نَمْلكُ إلا أرضاً واحدة، ويُمكننا معاً حمايتها-


المزيد.....




- لوحة لكلب قد تُحقّق أكثر من مليوني دولار في مزاد علني
- ملابس ملطخة بالميثامفيتامين داخل أمتعة سفر.. والقبض على صاحب ...
- هجوم -ردع العدوان-.. أول تعليق من وزارة الدفاع السورية على م ...
- ما هي قصة نهر الليطاني الأطول والأكبر في لبنان؟
- نزوح بلا نهاية.. مئات الفلسطينيين يهربون من شمال غزة في ظل ...
- بعد يوم واحد من وقف إطلاق النار.. سكان النبطية يعودون إلى دي ...
- سوريا ـ قصف قوات معارضة شنت -هجوما كبيرا- في شمال غرب البلاد ...
- مقتل قائد للمستشارين الإيرانيين في حلب السورية
- لافروف يؤكد أن ممثلي الناتو لم -يشموا بعد رائحة البارود- كما ...
- قادة دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي يوقعون على 14 وثيقة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - التصوير من الجو عربيا لم ينضج بعد