آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 00:11
المحور:
المجتمع المدني
المثقف يرفض السلطة من موقع أنه أحن من القائمين عليها، يرفضها علنًا، بيد أنهما في الجوهر، المعارضة والقائم عليها، يكملان بعضهما. أحدهما يستدعي الأخر للحاجة والضرورة.
لم يكن صحيحًا أن نستسلم للهمج، لسلطة الهمج، هؤلاء الدوغما وضعوا المثقف في مؤخرتهم، وقبل بها، بل مضى يُنظر لها.
حماس المفلسة ومعها حزب الله، أكمالا ما انتهى إليه النظام العربي الفاسد منذ العام 1948 وإلى اليوم، أي إلى الهزيمة المؤكدة.
والهمج في هياجهم، أقصى هياج، قادوا معاركهم، معاركنا المهزومة إلى النصر الآلهي، إلى الهزيمة المؤكدة.
هل كان يمكننا أن ننتقد حماس في بداية سبعة أكتوبر، لا، لم يكن، استطعنا أن نوشوش بصوت خافت ومكسور، أن ما تفعله حماس وحزب الله كارثة قادمة، لأن القطيع كان مدججًا بالصراخ الآلهي ومعه بعض مثقفي اليسار الخرائي، القابض الثمن
كثيرة المرات التي قلت فيها، أن موازين القوة مختلة، ليس من العقل أن يذهب الناس إلى الموت والضياع.
ولأن المثقف متردد، والبعض منهم مرتبط بأجندة، لهذا وقف إلى جانب هؤلاء المختلين عقليًا، والبعض منهم أخذ له قرشين نظاف من تعبه، وخواءه وذله.
ها نحن نقطف ثمن جديد، هزيمة جديدة، كررنا أنفسنا كالسابق، قبضنا مثل غيرنا، قبل عدة عقود صك هزيمتنا.
الكائن اللاعاقل لا يمكن أن يحقق نتائج صحيحة في ظل وجود خصم، يعرف يفكر ويخطط، وله أجندة عالمية مساندة له.
المأساة أن النظام العربي لديه أيديولوجية عروبية وإسلامية لا يخفى على أحد، بمعنى أن المؤسسات الإعلامية والمدارس تلقن الطفل أو المراهق أو الشاب أو الرجل والمرأة حب الوطن، تعلمه التضحية في سبيله، تدعو لوحدة الوطن الصغير، القطر الواحد، وتدعو للوحدة للوطن الكبير.
وهناك اعتزاز وفخر بالتاريخ، بأبطاله الميامين، المخلصين والمقدامين من أجل خير الإنسان والأرض وفق هذه المفهومين الفارغين من المضمون.
وتبذر فيه بذور الحرية، والاستقلال، والتضحية من أجلهما.
هل هذا الكلام صحيح؟
بالطبع لا، هناك انفصال بين القائل والفعل، النظام العربي والإسلامي يكرسان الطائفية والمذهبية، أما عن الحرية فحدث ولا حرج، كل شيء بالمقلوب، ولا يوجد من يفضح هذا الخطاب القميء والنتن.
فالحاكم لص هو وعائلته وأقرباءه وزبانيته والمحسوبين عليه وعلى زلمه، لهذا هناك صدام وزعزعة في نفسية الإنسان العادي بين ما يقرأ وبين ما يرى ويشاهد.
لهذا ترى الهوس في الدفاع عن المقدسات والعروبة والحرية، كلها مفاهيم عامة لا قيمة عملية وحقيقية لها، أنهم مجرد دبابير من أجل لسع المستمع واستفزازه واحتقاره والنيل من كرامته وشرفه، لأن الإنسان العادي يعلم أن يسمع ويراه هو مجرد كذب عليه وعلى لحيته.
الإنسان العربي والمسلم، كائن مسكين، لا حضور له بأي مناسبة سوى ترديد ما يسمعه.
الوعي هو أن ترى وتحدد بدقة أن هذا الوجود هو هوية، انتماء، تحديد بانتقاء لا يقبل الفراغ، أنه مسؤوليتك، وأن بقاءه بقاءك والعكس صحيح.
العقل الذي تملكه، هو العقل الكلي الذي يجمع الكون في نقطة ارتباطك به.
كتبت قبل اسبوع، أن الجهل خيار شخصي، لدى كل واحد منّا كل الوسائل التي تجعله يعرف ويتعلم.
الإنسان يولد جاهلًا ثم يكتسب المعرفة من المحيط، وهذا المحيط هو الثقافة العامة والخاصة، هناك المدارس والمكتبات والجامعات والتلفزيون والراديو والسينما والفن والرواية.
الوعي والمعرفة كمان خيار شخصي، أنت من يدير ظهره للمعرفة.
الناس يميلون إلى الكسل والراحلة والاتكال، وكل العوامل الموضوعية تسمح للمرء بالتغلب على الجهل.
الجهل ليس قدرًا، أنه خيار.
هناك ناس مهووسين بالجنس، بكرة القدم، بالدين، بالثرثرة، بالسفر أو الرحلات، بالطبخ أو الأكل، بالعمل، النوم، لعب الورق، بمعنى، هناك فراغات هائلة في الحياة يعبأها كل واحد بطريقته. أما أن يبقى جاهلًا فهذا ليس مبررًا.
يقول البعض أن الديمقراطية تخدم الجاهل؟ قلت له:
لماذا الديمقراطية تخدم الجهل؟ المسألة تتعلق بالإنسان ذاته.
الجهل يزداد في الدول الاستبدادية. في الدول الديمقراطية يتشارك الناس والدولة في تنظيم الحياة بطريقة رائعة، وكل شيء متوفر فيها، المسرح والسينما والكتب والتلفون الحديث والكومبيوتر.
الدولة في السويد مثلا لا تتدخل في حياة الفرد بشكل مباشر ابدا
جميع الكتاب والمفكرين والأدباء والفنانين هم نتاج أصيل للسلطة، رمزيتها قابع في لا شعورهم، ووجودها هو السبب الأول لوجودهم.
أنها في حالة سكون في تكوينهم ومستمرة في ذواتهم بشكل مباشر أو غير مباشر.
السلطة هي المنتج الحصري لأدواتها، الثقافة والفكر والفن والأدب، بنسب مختلفة، لهذا فإن البعد عنها يشعر المفكر أو الفنان أو الأديب أو الفيلسوف بالغربة والضياع، لأنه يدرك في قرارة نفسه أن البعد عن هذا الرمز هو الموت الرمزي له.
إن التزاوج الموضوعي بين الذات ونقضيه أو شبيهه حقيقي، أي السلطة، كعلاقة الرجل والمرأة ببعضهما، لا يستطيع أحدهما الانفكاك عن الأخر موضوعيًا وذاتيًا وضروريًا لبعضهما.
إنه عشق أزلي وسيبقى مستمرًا إلى أن تتحول المسيرة البشرية إلى أشكال اخرى مختلفة في العمق والسطح.
إنهم ينتقدون السلطة أو يمدحونها من موقع العاشق المحب، المغرم بوجودها كحبيب يمده بالحب والحنان والبقاء.
لولا السلطة لما وجد الأدب والفن والمسرح والجمال. أنهم انعكاس لوجود السلطة، الوجه الاخر لها، يرصدون الألم الإنساني ويخففون من معاناته ويعرونها، ولكن لا يستطيعون أن يغيروا في تكوينها، بل ما يقدمونه لها يساعدها في تغيير جلدها. أنهم يعملون بجد في التغيير، وأنهم إنسانيون وقلوبهم نقية وجادة وحقيقية، لكن ليس بالامكان أكثر من تعرية الواقع. أنهم يجملون الحياة من خارجها ولا قدرة لهم على فعل غير ذلك. هكذا أرى، يبقى رأي.
لإن الإنسان تائه، غريب، تراه دائم البحث عن وجوده في الوجود.
هذا الوجود الغامض معضلة له، لأنه لا يمده بالأمان، بطاقة إيجابية تنزع عنه الاحساس بالخوف من هذا الكون المترامي الأطراف، الذي لا يمكن القبض عليه.
إن الخوف والضياع والغربة تدفعه للبحث عن الأمان في في ما وراء الطبيعة، الخاص به، عله يمده بالراحة الوجودية ويبعد عنه بعض التهميش الذي يشعر به.
إن الأنبياء المرضى، المهووسين بالأنانية، وحب الذات والشهرة والرغبة في الملكية الضيقة، لا يمكن ان يمدوا الإنسان العاقل المعاصر بالامتلاء، ولا يستطيعون أن ينقلوه نقلة نوعية إلى تبديد طاقة الخوف الكامنة في لا شعوره.
أغلب الفلاسفة والكتاب والفنانين والشعراء والأدباء مؤمنين، في لا شعورهم العام، خوفهم وحيرتهم يدفعهم إلى البحث عن الله الخاص بهم، سواء عبر نقض كل شيء أو تأكيده.
الخواء والضياع هما وراء أغلب هواجس المثقفين والمفكرين عبر التاريخ.
إن هذا الكون، والبحث عن بدايته ونهايته هو مرضنا جميعًا، هوسنا في تفكيكه وإعادة إنتاجه لنستطيع أن نعيش بأمان في ظله.
في داخل كل واحد منا غريزة التفوق، والرغبة في فناء الآخر.
لقد علمتنا الكتب أننا أسياد هذه الأرض. وإن الله سخر ما فوقها وما تحتها لنا وحدنا، لأننا أرقى الكائنات، وسلطنا عليها:
الحيوانات والغابات والأرض والماء والجبال والشجر والبحار والأنهار.
بالمجمل. لدينا يقين أن الطبيعة سخرت لنا، لتكون أداة في يدنا نفعل بها ما نشاء دون احترام لحق بقية الكائنات في الحياة.
ما هو حقيقي، أن خراب الإنسان بدأ عندما قتل الحيوان وأكله.
ما زلت أرى أن المبارايات التي كنت أشاهدها في فترة طفولتي على أرض ملعب الحسكة، هي الأجمل، وأرى أن نبيل نانو هو أفضل لأعب في العالم، ومعه بقية الطاقم في منتخب الحسكة.
كانت تلك الأيام مثل الفاكهة الطازجة، والخضروات الطبيعية قبل أن تدخل فيها الهندسات الوراثية.
كانت مبارايات طبيعية، لا هرمونات فيها ولا منشطات.
كان اللاعب يخرج من عمله إلى الملعب يتدرب أو يمارس التمارين السويدية أو الجري أو خلال المباريات.
كل شيء كان طبيعيًا إلى حد كبير، العلاقات الاجتماعية، الحب، هموم المستقبل البسيط.
زمن اللإنسان صنّع الرياضة الآلية، هندسها بالمنشاطات، أفقدها براءتها وجمالها، حولها إلى دولارات، وحول اللاعب إلى عبد رخيص، حصان سباق، وتحولت الرياضة إلى شيء يباع ويشترى.
ما زالت صورة اللاعب جوزيف عارف ونبيل نانو وايشايا وفيزي خليل، ونادي الخابور، ونادي غازي تبع دير الزور، قميصه الأزرق الفاتح في ذاكرتي حيًا يرقص، وأصبحت إنسانًا حنونًا يرى في الطبيعة البريئة هو المرجع للحياة والإنسان.
لم أعد أرى في عالم الآلة أي شيء يشدني، عالم إيلون ماسك وبيزوس وبيل كيتس كريه وقذر، عالم الانحطاط، سينهي الإنسان قريبًا.
استفحال قدرة الآلة على التحكم في حياتنا، تعني أن عالم التنوير وصل إلى نهايته، إلى طريق مسدود، إلى الانحطاط.
أصبحت الدول العربية المصدر الأول المصدر للرقيق، الإنسان الخام، معها إيران وأفغانستان والكثير من البلدان الأفريقية.
الخلل، يكمن في إدارة الدولة للبلاد، أسلوب إدارتها، قدرتها على الاستثمار في بلدها، تشغيل الثروة في جوانب كثيرة يكون المردود لمصلحة الدولة والمجتمع. وجلب الاستثمار الخارجي، بعد خلق البيئة الصالحة له عبر القوانين الفاعلة، والضامن له.
الأردن بلد فقير بالموارد، لكننا لم نسمع أردنيًا واحدًا ركب البحر وغرق فيه، الجزائر أغنى منه بمئة مرة، مع هذا أنه المصدر الأساس للرقيق.
وكمان مهمة الدولة السيطرة على التكاثر السكاني، في بلاد ليس فيها ماء شيحية بالمطر، وعدم مراعاة شعوب التوكل على الله عندما تريد تنفيذ برامج اقتصادية تهم المصلحة العامة.
لنكف عن رمي أوساخنا على الخارج، نقول أنه سبب أمراضنا، هذ لا يفيد، هذا تبرير قذر للسلطات الحاكمة.
ما يحدث من مصائب وانتكاسات هي مهمتنا كمجتمع ودولة، وعلينا أن لا نهرب إلى الأمام، والخليج نموذج أمامنا، ونقيضه العراق، فهذا الأخير أغنى منهم.
تبرير الأخطاء يعني أننا شركاء في تصدير الرقيق الخام.
أثبتت التطورات في لبنان أن كل الأحزاب الطائفية في لبنان متضررة من الثورة السلمية اللبنانية.
وكلهم، وأولهم حزب الله والقوات وجنبلاط ونبيه بري والحريري والعونيين، يريدون اساكت وتعطيل حركة الشارع والمستقبل والحياة.
وكلهم زعران، بلطجية، ولديهم انصار يمكن إنزالهم إلى الشارع بسهولة كالكلاب أو الذئاب الجائعة، يمكنهم عض أي إنسان بالقرب منهم.
زعران لبنان وإيران والعراق ونتنياهو متقاربون جدًا في السلوك والممارسة، ولا نستغرب أن يفتعلوا حرب ما أو مشكلة ما لتجييش الوضع، والدخول في حرب متفق عليها بينهم للهروب من مستحقات الواقع.
نتنياهو متهم بخيانة الأمانة والفساد، ويدافع عن خيانته، مثله مثل الزعران في لبنان وإيران وربما في غزة أيضًا.
أنظمة الفساد الشرق أوسط على علاقة وشيجة وعميقة بينهم وبين إسرائيل، بينهم وحدة حال، يتكئون على بعضهم لتفويت الفرصة على شعوب المنطقة للدخول في المستقبل.
في منتصف ستينيات القرن العشرين كانت مدينة الحسكة صغيرة لا تتجاوز العشرين ألف نسمة، تتوزع على عدة شوارع منها الفردوس، فلسطين، القامشلي والجسر، وبعض الأحياء الصغيرة جدا كالعزيزية وغويران، الحي العسكري والطيران ووسط المدينة.
كانت مدينة بسيطة لطيفة نظيفة ومرتبة فيها حوالي مائة سيارة أو أكثر قليلا.
في عصرونيات الصيف كانت سيارات الاطفاء ترش الشوارع كل يوم بالماء لإطفاء الحرارة وتبريد الجو.
وأذكر الحنتور الذي تقوده الخيول. منظره جميل ومهيب وعليه زينة.
والسائق دائم الالتفاف إلى الوراء، ويلسعنا بكرباجه كلما ركب أحدنا في مؤخرة عربته.
كنت مذهولا من نادي الحسكة الرياضي المجاور لمدرستي اللواء الخاصة للأرمن الارتذوكس.
ومعجبًا أشد الإعجاب بجورج مختار وزوزو عارف ونبيل نانو وفيزي خليل والحكم نوري.
كان الملعب هو آخر مبنى في المدينة ويقع في الجهة الغربية. ووراءه أرض زراعية.
نبيل ميزرا أول صديق لي في حياتي، ذكيًا واعيًا. وكان يتصرف كالكبار في السن. كنت في السادسة من العمر، ونبيل في الثامنة. هو أول من عرفني على السينما وذهبت إليها معه عندما بلغت السابعة وكان اسم الفيلم غصن الزيتون وكان مخيفًا لي لأن الباص كان يقترب كثيرًا من الشاشة ظنًا مني أنه سيدهسني. خاله ايشايا اللأعب الظهير في النادي المذكور.
نبيل وأنا كنا ننطلق من بيتنا في الحارة العسكرية لحضور مبارايات الدوري السوري أو أية مباراة لنادي الحسكة. أغلب عناصر النادي كانوا يعرفونه ويتوددون إليه. وكنت اشعر بالأمان بوجوده. ووالده كان يرتدي ثياب الشرطة، هذا كان مداعاة قوة وفخر لي في ذلك الوقت
لم يكن هناك تلوث سكاني أو صحي في المدينة. ولم يكن فيها عشرات الآلاف من السيارات وأكثر من نصف مليون نسمة خلال بضعة عقود وفوضى عارمة ورهيبة.
لقد كلفنا الحريق المفتعل للبرجين الكبيرين في الولايات المتحدة خراب منطقتنا وتصحيرها سياسيا واجتماعياً واقتصاديا, اليوم يمكننا أن نسأل ذات السؤال:
ما ينتظرنا الحريق في إسرائيل من أهوال, وما هي الكلفة التي سندفعها مرة ثانية؟
الا تشبعوا من أكل لحمنا, الا يكفي؟
حافظ الاسد, وصل إلى استنتاج أن بقاءه في رأس السلطة, هو إفساد كل شيء, الماء والهواء والتراب والخضار واللحم. وعلى رأس كل هذا هو إفساد الضمير وتخريبه. وأن لا يترك حجرا على حجر.
طبعًا, هذا جزء من تكوينه النفسي والعقلي, الخراب الذي كان معشعشًا في نفسيته ونفسية عائلته, لدرجة أنه بعد أربعين سنة من حكمه, أخرج جيلا كاملًا على مسطرته, وسلوكه وأمراضه الباطنية والظاهرية.
اليوم, نحن نحتاج إلى ثورة على النفس, لنكون أسوياء, لنستطيع أن نفكر مثل البشر. ربما المريض لا يعرف أنه مريض, هذه مشكلة كبيرة. لهذا نحتاج إلى المعرفة, أن نتعب على أنفسنا, حتى نخرج من هذا المرض.
خرب سورية كلها, وشعبها, بشان حضرة جنابه. زرع الطائفية, والعنصرية والمحسوبيات والاستزلام. وخلق جيلا مهزوما, ضعيفا, هشا يريد ان يكسب دون عمل. وحول الناس الى مخبرين على بعضهم واشترى النفوس بمالهم. بالمختصر, الفاسد إنسان ضعيف. الحرامي إنسان ضعيف, وخذ على هذه المسطرة. المشكلة, عندما يتبوأ واحد ضعيف مثل حافظ الاسد السلطة, سيضعف بلد كامل. وهذا الذي حصل. الناس في بلدنا مهزومين على كل الصعد
عندما أتكلم عن السويد, ليس حبا بهم, انما المقارنة بين عقلنا وعقلهم. كيف يفكرون وكيف نفكر. لست مغرما بهم ابدا. فأنا مثل اغلب المهاجرين اشعر نفسي مهمشًا.
لن اقول, أنها بلادا مثالية, بيد ان ناسهم يفكرون في الحياة بهدوء ودون توتر. والدولة عقل جمعي, المسؤولية يتحملها المجتمع كله
لست سويديًا, ولن أصبح إلى الجيل الرابع من بعدي.
لا حكم الا لله.
اعتبرها وصاية من الإنسان على الله ذاته, يقرروا بالنيابة عنه. لانهم يعرفون انه لن يتكلم.
تعبت من هزائم بلادنا، من أوجاعها، تعبت من إعلانات الحرب الكاذبة، من النتائج المحسومة سلفًا، من التضحيات المجانية.
لو أستطيع أن لا أتكلم، أن لا أنطق، أن لا أقول، لو يخذلني التعبير، أن يهرب الوعي مني ويتركني في ظلمته وحيدًا، أن أصبح أبلهًا لا يعرف أبعاد الصراخ.
الضجيج يلاحقني من مكان لمكان، الثرثرات المجانية، الصخب الذي لا نفع فيه.
بلادنا لا وزن لها، لا عقل لها، لا رؤية، سنبقى غرباء حتى في قبورنا.
هذا حظنا من الحياة، أن نحمل شمعة مطفأة لا تنير الطريق.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟