أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مظهر محمد صالح - الشخصية المستقلة ومطرقة التحيز السياسي : بين القبيلة والقومية والطائفة.















المزيد.....

الشخصية المستقلة ومطرقة التحيز السياسي : بين القبيلة والقومية والطائفة.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 8174 - 2024 / 11 / 27 - 18:18
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


اثار المفكر الدكتور عقيل الخزعلي رئيس مجلس التنمية العراقي في مقالا مهماً له نشر مؤخرا عنوانه : في العراق ؛ ضَرِيبَةَ أنْ تَكُونَ مُسْتَقِلّاً سِياسيّاً.
وكان الخزعلي يناقش مع واحد من الساسة الجدد الذي يجد في قضية الاستقلال الفردي السياسي كونها (اكذوبة) طالما يحمل الشخص رأياً سياسياً!
وهو ما عده إما نوع من التجديف الاكاديمي أو عدم الموضوعية في استخدام المصطلحات ودلالاتها، والأغرب من ذلك كلّه هو توافق الاغلبية الساحقة من الحزبيين على المقولة أعلاه ليكشفوا عن عُقَدٍ نفسيّة معروفة؛ بالاسقاط والانكار والحساسية المفرطة.
فبغض النظر عن اي الحزبيين يتحدث المفكر الخزعلي …الا انه يرى ان مقاربة مفهوم الاستقلال السياسي في العراق اليوم تعني أن يحتفظ الفرد بمسافة من جميع الأحزاب والجماعات السياسية دون أن يلتزم بأجندات أو أيديولوجيات محددة، بل يختار تقييم الأمور السياسية بموضوعية وفقاً لقناعاته الشخصية. ومع ذلك، وحيث تتشابك الهويات السياسية مع الطائفية والعرقية، يصبح الاستقلال السياسي موقفاً نادراً ومحفوفاً بالتحديات، حيث يُنظر إلى الشخص المستقل في الغالب على أنه “خارج عن السياق” وقد يُتهم بالانتهازية أو التهرب من المسؤولية الاجتماعية تجاه جماعته أو مجتمعه.
ففي تقديري ان ما اثاره الخزعلي اعلاه لايخرج عن تاثير دائرة التحيز السالب باشكاله وبواكيره كافة التي تلف الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في بلادنا.
فظاهرة التحيز bias تشير إلى الميل غير الموضوعي الذي يظهر عند اتخاذ القرارات أو إصدار الأحكام، بناءً على عوامل أو مشاعر ذاتية بدلاً من حقائق موضوعية.
فالتحيز قد يكون إدراكياً، اجتماعياً، أو عاطفياً، وله تأثير كبير على سلوك الأفراد والمجتمعات.
وان اخطر انواع التحيز هو ظاهرة الانكار Denialism
‎ففي علم نفس السلوك البشري، عد الانكار بمثابة اختيار الشخص لإنكار الواقع كوسيلة لتجنب الإيمان بحقيقة غير مريحة نفسياً.فالإنكار هو فعل غير عقلاني في الأساس يحجب صحة تجربة أو حدث تاريخي عندما يرفض الشخص قبول حقيقة ما.
ولكن بالغالب او الاعم هناك التحيز التاكيدي Confirmation bias الذي اثاره علماء النفس امثال Hart, William Albarracin, D. Eagly, A. H. Brechan, I. Lindberg, M. J. Merrill, L. ذلك في بحثهم المنشور في العام 2009 بعنوان : Feeling validated versus being correct: A meta-analysis of selective exposure to information", Psychological Bulletin, 135 (4): 555–58
‎حيث يظهر الأشخاص في هذا التحيز عندما يختارون المعلومات التي تدعم وجهات نظرهم، ويتجاهلون المعلومات المخالفة، أو عندما يفسرون الأدلة الغامضة على أنها تدعم مواقفهم الحالية. ليكون التأثير أقوى بالنسبة للنتائج المرجوة، والقضايا المشحونة عاطفياً، والمعتقدات الراسخة.
لذا فنجد ان التحيز التاكيدي هو جوهر التحيز الادراكي ، حيث يميل الشخص إلى البحث عن المعلومات التي تدعم معتقداته الحالية فقط، ويتجاهل ما يعارضه.
وبهذا يثير المفكر عقيل الخزعلي مشكلة التحديات التي تواجه المستقلين سياسياً في العراق والتي في مقدمتها
1. الضغوط المجتمعية والطائفية، حيث
يعيش العراق في بيئة سياسية واجتماعية طائفية وعرقية معقدة؛ اذ يُنظر إلى الفرد المستقل كحالة استثنائية يصعب فهمها أو تقبلها. اذ تواجه هذه الفئة ضغطاً كبيراً للتوافق مع الانتماءات الطائفية أو العرقية أو القبلية، وغالباً ما يتم اتهام المستقلين بأنهم لا يهتمون بمصالح مجتمعهم أو طائفتهم، مما يؤدي إلى عزلهم اجتماعياً ومهنياً.
2. غياب التمثيل السياسي الحقيقي، حيث
يعاني العراق من نظام سياسي يعتمد على المحاصصة والتوافقات الحزبية، و يتم توزيع المناصب الحكومية والمكاسب بناءً على الانتماءات الحزبية والطائفية. ففي هذا السياق، يجد المستقلون صعوبة في الحصول على تمثيل سياسي حقيقي أو المشاركة في صنع القرار، لأنهم خارج دوائر الولاء الحزبي التقليدية التي تُعطي الأولوية لمن يدعم أجنداتها بشكل مطلق.
3. التهميش في المؤسسات العامة والخاصة، كون المستقلين ما زالوا يُعانون من تحديات في الوصول إلى الفرص الوظيفية والمهنية، لا سيما في القطاعات الحكومية التي تسيطر عليها الأحزاب. فغياب الولاء الحزبي أو الطائفي يُعتبر عقبة أمام المستقلين، إذ يُفضّل التوظيف وفقاً للانتماءات السياسية. ويصبح التقدم في المناصب والتدرج الوظيفي أمراً صعباً دون دعم أو حماية من جهة حزبية.
4. الخطر على السلامة الشخصية، حيث أنه في حالات كثيرة، يعد اختيار الحياد السياسي في العراق موقفاً محفوفاً بالمخاطر من التعرّض للتهديدات والاعتداءات من جهات سياسية متعددة قد ترى في استقلاله تهديداً لمصالحها أو نفوذها. وتُشير الدراسات إلى أن بعض المستقلين تعرضوا للعنف الجسدي أو التهديدات، خاصةً في الأوقات التي تشهد توترات سياسية أو انقسامات حادة بين الكتل المختلفة .
ما اجده من طرفي ان (التحيز الإدراكيّ cognitive bias ) لابد من ياخذ مكانه في هذه المناظرة الفكرية والعملية الراقية للدكتور الخزعلي. و يمكنني القول بما ياتي :
انه بحث من قلب حقيقة المجتمع المتحزب والمنقسم اثنيا وطائفيا
وهو مجتمع في الوقت نفسه متطرف في ممارسة التحيز bias على الرغم من ان الحياة هي متحيزة بطبيعتها ولكن بدرجات.
وما اراه ايضاً كخاصية شرق اوسطية هناك (ثلاثية خطرة )في مجتمعنا تهدد الوجود المستقل وتغربه وتقمعه وتمارس التدنية minimisation عليه
وهي الاستقطابات السياسية الاثنو طائفية يضاف اليها التصلبات المتحيزة في استهداف المستقلين الاحرار ما يجعل الاستقلال الشخصي في آخر السلم . فتجد غالبية المستقلين يذهب الى ماهو أسوأ، وهو اللجوء الى الحماية القبلية ، وهي دوامة تصادمية تعمل من داخل وخارج (الثلاثية الخطرة-The dangerous trilogy القبلية والاثنية والطائفية ).
فالحفاظ على الاستقلالية حتى داخل المجتمع العشائري يبقى يجعلك في اسفل السلم والحصيلة هي الاغتراب الاجتماعي Social alienation
انها الضريبة ان تكون مستقلاً والتي جسدها الدكتور عقيل الخزعلي في بحثه الذي جاء من قلب حقيقة المجتمع المتحزب والمنقسم اثنيا وطائفيا.
وهو مجتمع في الوقت نفسه نجده بات متطرفاً في ممارسة التحيز bias على الرغم من ان الحياة هي متحيزة بطبيعتها ولكن بدرجات حتى وان كانت ايجابية احياناً .
ختاماً، لما كان التحيز السلبي تحديدا ناجم عن الجهل أو نقص المعلومات ولاسيما عندما يكون لدى الأفراد معلومات غير كافية أو مغلوطة.كذلك فان للعادات والأعراف الاجتماعية من دور في تشجيع على السلوك متحيز. فضلاً عن الرغبة في الانتماء: اي الميل لتبني مواقف أو معتقدات المجموعة التي ينتمي إليها الفرد. فما علينا الا ان نتفق كثيرا مع الكاتب الخزعلي بان خروج المجتمع المستقل افرادا وجماعات من الضغوط المتحيزة المتحزبة لا يجد ظالته الا من خلال الانخراط في منظمات المجتمع المدني ما يتطلب إضافة الى ذلك : كيفية تقليل التحيز بالذهاب الى:
-التعليم والتوعية: اي زيادة فهم الأفراد لأشكال التحيز وأثرها.
- تعزيز التفكير النقدي: اي تشجيع الناس على تحليل المعلومات بشكل موضوعي.
- التنوع والشمول من خلال خلق بيئات تقدر الاختلافات وتحترمها.
وأخيراً ،ببقى الوعي والتدريب على اتخاذ القرار والتعليم على التقنيات النفسية والاجتماعية والسياسية لتجنب الوقوع في التحيزات السلبية الضارة ضد المجتمع المستقل هو جوهر تطور المجتمعات ورقيها والخروج من مازق الثلاثية الخطرة The dangerous trilogy التي تقيد استقلالية الافراد والجماعات في الحياة السياسية في مجتمعات العالم الثالث وهي: ( القبلية والاثنية والطائفية ).



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصالح البلاد العليا : دقة الذكاء بين الواقعية والأيديولوجية.
- البترودولار الاحمر :الصين و حروب العملة الناعمة
- السياسة الواقعية العراقية و الترامبية الجديدة
- الظاهرة المركزية في المنظومات الطرفية للراسمالية : غزة انموذ ...
- الكيان الأسرائيلي و حروب العولمة الموازية
- حرب اسرائيل وتعاقب الأجيال
- سوق الصرف غير النظامية في العراق: حصان( طروادة ) في الصراعات ...
- الثنائية القطبية (الموازية): اسرائيل وحلفاؤها القدامى والجدد ...
- الوصمة Stigma : بين الفرد و المجتمع والأيديولوجيا
- حوار الذاكرة القصيرة في حياة الشعوب.
- غياب الضمير والذهان السياسي الدكتاتوري.
- الأنتقائية بين الفردانية و المناهج الفكرية المدرسية
- الذكرى الثالثة والخمسين في معتقل شرق المتوسط-قصر النهاية
- نظرية المجال العام في حاضنة الأوليغارشية- القبلية
- المناظرات العامة : بين الحياد والتحيز الفكري
- حوار الاخلاق في الثقافة المشرقية.
- البنوك المركزية تغادر الليبرالية الجديدة .
- معركة ايديولوجية من انماط العالم الثالث
- حروب الشرق الاوسط الكبير
- ريتشارد مورفي ومستقبل الشرق الاوسط.


المزيد.....




- عمر محمد علي يقضي عيد ميلاده العاشر خلف القضبان
- الهدنة تعيد الجنوبيين إلى قراهم اللبنانية
- مكافحة الإرهاب في لندن: ستة أشخاص رهن الاعتقال بسبب صلاتهم ب ...
- مسلمو بريطانيا قلقون من اليمين المتطرف
- العاصمة مغلقة والإنترنت مقطوع وسط اشتباكات بين متظاهرين والش ...
- النهج الديمقراطي العمالي يساند ويدعم النضالات والاحتجاجات ال ...
- أهالي بلدات وقرى جنوب لبنان يسارعون للعودة إلى مساكنهم رغم ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- كلمة عمال وعاملات شركة سيكوم/سيكوميك بمناسبة اليوم العالمي ل ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ...دفاعا عن الجدل (الجزء الث ...


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مظهر محمد صالح - الشخصية المستقلة ومطرقة التحيز السياسي : بين القبيلة والقومية والطائفة.