أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - بين الموت والركام لا أحد














المزيد.....

بين الموت والركام لا أحد


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8174 - 2024 / 11 / 27 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أ
صرخ الشاعر " أحمد عبد المعطي حجازي " قائلاً " في هذا الزحام لا أحد "
وهناك من قال : " أرجو ألا يخدعك هذا الزحام حولي فلا أحد في الداخل " .. هذه الكلمات التي تمشي متثاقلة فهناك من صب داخلها باطون الخذلان ، لذلك صرخت صرخة الوجع الإنساني وجلست إلى جانبي ، تراقب معي الشاشات الفضائية التي تنقل الأحداث والأخبار في العالم .
الصور والتقارير الإخبارية القادمة من لبنان تختم ذاكرتي بشمع الوجع ، لأن الشمع الأحمر يليق بهؤلاء الذين قرروا إغلاق عيونهم وآذانهم به ، حتى أصبح الشمع المتراكم جبالاً من اللامبالاة، فهم يعتقدون أن التاريخ يملك الصفحات المنتقاة ، ويسجل ويكتب حسب ما يرونه ويريدونه ، إنهم لا يعرفون أن التاريخ يملك ذاكرة يقظة لا تنام ، وأتساءل باستهجان كيف ستكون صفحاتهم ؟؟.
صور اللبنانيين العائدين إلى بيوتهم المدمرة في بيروت والقرى ، إنها ذات الصور التي رأيناها سابقاً في كل الدول التي عانت من الحروب والويلات ، افتحوا البومات صور الحروب تجدون الابتسامات والدموع وتقبيل التراب وجدران البيوت التي ما زالت واقفة، والبكاء على الذين رحلوا .
الصور القادمة من لبنان من بيروت تحمل في طياتها وجوهاً عليها لغة جديدة، قسامتها مليئة بالغضب والإصرار والتحدي، صوراً تؤكد أن الذي كان يعتقد أن لبنان مرصوداً للضعف والمذابح والخوف والاقتحام ويكون - ملطشة - لأن لبنان خُلق فقط لكي يكون جميلاً فاتناً وموالاً رائعاً .
الصور القادمة من الشوارع والطرقات والسيارات التي تحمل العائدين وفوقها بقايا فراشهم وثيابهم تمزق كل صفحات التاريخ .. هناك قبل وهناك بعد ..!! وبينهما وجوهاً جديدة .
ب
الوضع في قطاع غزة صعب ، ولكن الأصعب من الجوع والبرد والمناشدات التي وصلت إلى طبقات الفضاء العليا ، رؤية العالم الصامت، بكل العهر الحضاري المدجج بالقوة التكنولوجية التي جعلت من الإنسانية ممسحة ملقاة في زاوية مهملة ، لقد اكتشفنا خلال الحرب على غزة أننا نعيش في عصر لا يملك إلا العناوين ، ولكن في داخل تلك العناوين ما زال يسكن رجل الغاب .
الوضع في قطاع غزة ليس فقط بطاقة تشفي وضحكات ساخرة من بعض الدول التي تدور في الفلك الأمريكي الإسرائيلي ، بل هي درساً لكل شعب يحاول أن يخرج عن خارطة طاعة و الصمت التي فرضتها الإدارة الامريكية والإسرائيلية وباقي الحضانات المفتوحة على مشارف طأطأة الرؤوس والخضوع .
ت
لم أكن يوماً عنصرية، لكن وزير الخارجية الأمريكي " لويد أوستين " الذي هو من أصول أفريقية وقد عاش المعاناة والوضع الأمريكي العنصري الذي كان يتمتع بتعذيب السود وتعاملهم معهم فقط عن طريق السيد والعبد ، حتى في العصر الحديث كان الأمريكي الأبيض يمنع السود من دخول الجامعات أو حتى دخول المراحيض المخصصة للبيض .. يقف وزير الخارجية الأمريكي " لويد أوستين" و يتكلم بطريقة صلفة ومتعالية عن الشعب الفلسطيني.
ث
رجل العام وامرأة العام
بدأت أسماء رجال ونساء العام 2024 .. تهطل أمامنا .. ولكن :
أ - رجل العام الذي تمزقت خيمته ونام في العراء جائعاً .
ب- رجل العام الذي تدمر بيته واستشهد أفراد عائلته ، ويردد الحمد الله.
ت- رجل العام الذي لم يبق له أحداً تهدم بيته واستشهد جميع أفراد عائلته ، وما زال يأمل أن المستقبل سيكون أفضل .
ث- رجل العام الطبيب الذي يعمل في أحد مستشفيات غزة المدمرة، لكن رغم ذلك يركض ويعالج ويتحدى شح الأدوية والأجهزة الطبية .
ج-- رجل العام الذي أصيب ولم يجد سريراً ينام عليه، وكان ملقى على بلاط المستشفى بصبر وثبات دون تذمر .
ح- رجل العام الذي يقف في الطابور عدة ساعات للحصول على وجبة طعام .
خ- رجل العام يحمل أطفاله من مكان إلى مكان خوفاً على حياتهم .
أما امرأة العام فهي المرأة الغزاوية واللبنانية الجنوبية التي لخصت جميع النساء اللواتي عشن مرحلة التهجير والجوع والخوف والدمار ، النساء اللواتي عشن مرحلة البكاء والنواح وانتشال الأبناء من تحت الركام والردم ، وجمعن أشلاء أطفالهن في كيس وقمن بدفهن .اللواتي وفرن الطعام لأولادهن بأقل الإمكانيات .
امرأة العام المرأة التي تبتسم رغم الآلام والأوجاع والفقدان ، ابتسامتها تنحني لها جميع الرسومات العالمية التي تخلد الابتسامات .
بدلاً من موناليزا " دافنشي " ضعوا صورة ابتسامة الطفلة الصغيرة التي ركضت وهي تحمل الرغيف الذي حصلت عليه بعد الوقوف في الطابور عدة ساعات ، تحضن أمها وتصيح بفرح طفولي " يما ... يما ... أخذت رغيف " .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اتكل لى زاد ترامب طال جوعه
- مقابر جماعية - هنا غزة
- أنا لا أثق ... آخ ياغزة
- في غزة .. شكراً للهواتف وصفحات التواصل الاجتماعي
- لن يكون في غزة - اربز جوت تالنت -
- الصبي الفلسطيني ودراجة الانتصار
- المطر الأحمر والأطفال
- خيمة وزغرودة وساق رجل
- حياة الماعز وحياة العامل الفلسطيني العاجز
- زمن الأوزان تحت الأنقاض في غزة
- الطفولة والحصان في غزة
- في غزة : يخرج ن القهر الرقص والطناجر
- مدرستي ما أحلاها
- في غزة أصبح اللون الأبيض رمزاً للوداع
- ما معنى أن تكوني امرأة في غزة
- الجاحظ بدر ... وسيبقى المفتاح في جيبي
- رجيم على الطريقة الغزاوية
- خيمة عن خيمة تفرق
- القوي عايب
- الدمى مربوطة خلف الدبابات


المزيد.....




- -موانا 2- تستطيع المشي على الماء وتحريك المحيطات.. ولكن هل ه ...
- الجيش الإسرائيلي: إسقاط طائرة بدون طيار تحمل أسلحة من مصر
- شراكات وعلاقات سياحية مميزة بين روسيا والإمارات ودول عربية أ ...
- وفاة أطفال وفقدان آخرين.. في فيضانات سريلانكا
- بعد الاتفاق بين إسرائيل وحزب الله.. ما التوقعات في غزة؟
- مدفيديف: الولايات المتحدة تريد استمرار النزاع في الشرق الأوس ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل هجماته ضد مراكز الإيواء ومحيط مستشفى ...
- سكان شمال إسرائيل غاضبون من وقف إطلاق النار مع -حزب الله-
- بيسكوف لـ-RT-: إن وقف إطلاق النار مهم جدا والأهم أن يتوقف مس ...
- انفراج أزمة الطلاب السودانيين في مصر بعد لقاء وزيري التعليم ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - بين الموت والركام لا أحد