ديار الهرمزي
الحوار المتمدن-العدد: 8174 - 2024 / 11 / 27 - 15:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اليوم أُعلن عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان مما أنهى جولة جديدة من التصعيد بين الطرفين.
جاء الاتفاق بعد تدخلات دولية وضغوط من الأمم المتحدة حيث رحب الأمين العام أنطونيو غوتيريش بالخطوة معتبرًا أنها فرصة لإنهاء فصل دامٍ من الصراع وترسيخ السلام في المنطقة.
تم التأكيد على ضرورة اتخاذ تدابير ملموسة لحماية المدنيين وتجنب العودة إلى الأعمال العدائية.
الاتفاق يأتي في ظل وضع إنساني حرج حيث شهدت الأيام الأخيرة تضرر مناطق مكتظة بالسكان مثل الضاحية الجنوبية لبيروت وتفاقم أزمة النزوح نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية.
وأكدت الأمم المتحدة أهمية الالتزام بحماية المدنيين بما يشمل من لجأوا إلى الملاجئ أو بقوا في منازلهم.
الاتفاق قد يُمهّد الطريق لمفاوضات أوسع حول القضايا العالقة وسط توقعات بأن يسهم في استقرار أمني نسبي للطرفين على المدى القصير.
قبول إسرائيل وأمريكا بوقف إطلاق النار مع لبنان دون تحقيق أهداف عسكرية أو سياسية يمكن تفسيره على أنه انحناء أمام الإرادة اللبنانية وشروطها.
خلال جولات التصعيد الأخيرة ورغم الهجمات التي استهدفت مناطق مدنية في لبنان لم تتمكن إسرائيل من فرض معادلات جديدة أو تحقيق أي نصر استراتيجي خاصة في ظل جاهزية المقاومة اللبنانية للرد.
عوامل الانحناء الإسرائيلي والأمريكي:
توازن الردع الذي فرضته المقاومة:
المقاومة اللبنانية وخاصة حزب الله نجحت في تحقيق معادلة ردع قوية منذ حرب 2006.
تهديداتها بتوسيع نطاق المواجهة كانت عاملاً حاسماً في لجم أي تصعيد إسرائيلي إضافي.
الضغط الدولي:
التدخلات الأممية والدبلوماسية الدولية خاصة من قبل الأمم المتحدة أسهمت في فرض وقف إطلاق النار.
الأمم المتحدة أشارت إلى ضرورة حماية المدنيين وتجنيب المنطقة مزيدًا من التوتر مما أحرج إسرائيل وأمريكا أمام المجتمع الدولي.
عدم جدوى التصعيد:
أي تصعيد إضافي كان سيكلف إسرائيل اقتصاديًا وعسكريًا في ظل تنامي قدرات المقاومة اللبنانية وتنامي الدعم الشعبي الداخلي لها.
هذا جعل من الخيار العسكري مغامرة غير محسوبة.
حماية المصالح الأمريكية:
أمريكا بصفتها داعمًا رئيسيًا لإسرائيل فضلت الوساطة والتهدئة لضمان استقرار المنطقة وتجنب امتداد النزاع إلى دول أخرى قد تهدد مصالحها.
نتائج الاتفاق:
قبول وقف إطلاق النار دون فرض شروط إسرائيلية يعني اعترافًا ضمنيًا بصمود لبنان وشعبه.
فشل إسرائيل في تحقيق أي أهداف استراتيجية يظهر أن المقاومة اللبنانية نجحت في كبح جماح العدوان.
تثبيت معادلة الردع لصالح لبنان مما يعزز موقفه في أي مفاوضات مستقبلية.
هذا التطور يُعد انتصارًا للإرادة اللبنانية وتأكيدًا على أن أي محاولات للهيمنة أو فرض الإملاءات قد تصطدم بمقاومة صلبة ومواقف موحدة.
#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟