|
الى جماهير لبنان المتمدنة!
عصام شكري
الحوار المتمدن-العدد: 8174 - 2024 / 11 / 27 - 11:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منظمة العلمانية والحقوق المدنية في العراق 27 تشرين الثاني 2024 ———— صباح الاربعاء يوم 27 تشرين الثاني 2024 سيعلن وقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل. سينتهي حمام الدم الذي تقاتل فيه طرفان دينيان في منتهى الوحشية. لي كلمة لكم بهذه المناسبة السعيدة.
بادئاً اهنئكم بتحطيم حزب الله عسكريا وامنيا واجباره على الرجوع الى شمال الليطاني خائبا وموافقته على وقف دعم غزة وتوحيد الساحات وبقية الهراء. هذا الامر كان يمكن ان يحدث منذ 2006 بعد ان اختطف الحزب دون اي مسوغ جنديين اسرائيليين لتفتح ابواب الجحيم عليكم، ولكن الجمهورية الاسلامية الايرانية لم يرق لها الامر. كيف؟ فاساس وجودها السرطاني هو "الشيطان الاكبر" وان اي اسقاط لهذا الشعار، يعني عمليا، تفريغها ايديولوجيا من محتواها ومسوغ وجودها.
يتم السؤال الان في كل مكان بحيرة وترقب: هل ياترى سينزع حزب الله سلاحه؟ هل سيدير فوهاته على الجماهير او القوى التي كان متعاونا معها في الماضي؟. طبعا انتم متوجسون وخائفون. هذا الحزب راكم تلالا من الاسلحة في قبو منازل المدنيين الامنين في جنوب لبنان واختبئ قادته في الابنية السكنية بينكم مع علمهم الاكيد انهم يتم اغتيالهم واحدا واحدا. لم يأبه. استخدموكم كدروع بشرية. ليسوا هم وحدهم. رفاقهم في العراق ايضا يخرنون الاسلحة في البيوت والمناطق السكنية الامنة. هذا الحزب لم يأبه من يقتل ومن يهجر ومن يشوه وكم طفل سيسحق "فداء لصرماية السيد" كما يقول ازلام الحزب وبلطجيته. لا قيمة للانسان لديهم. الجنة الوهمية في رؤوسهم كالمصاب بمرض عقلي لا علاج لهم.
بنظري ان السؤال: هل سينزع حزب الله سلاحه خاطئ. ان من قرر وقف اطلاق النار هو علي خامنئي وليس نعيم قاسم. علي خامنئي هو من طلب منهم ان يتوقفوا ويقبلوا بشروط اسرائيل لوقف النار. انتهى الامر. ايران لم ترفع اصبع ازاء ما جرى من قصف وحشي على لبنان. يهددون ويرعدون ويزبدون ولكن لا شئ. هب بياض.
ولكن المهم ليس علي خامنئي. من يهتم للقتلة بعد اليوم. المهم هو انتم. شعب لبنان المتمدن العلماني التواق للامان والطمأنينة بعيدا عن هذه الاحزاب الدينية المجرمة، ونبراس التمدن والحداثة والمساواة في المنطقة. يسمي حزب الله كل من قتل في جنوب لبنان وبعلبك والضاحية وبيروت حتى الاطفال الرضع "شهداء على طريق القدس". والناس تسأل كيف تحطم هذا الحزب كنمر من ورق رغم كل التهديد والوعيد واللعاب الذي غطوا به الميكرفونات من صراخهم كالمعتوهين. كيف؟
اقول لكم ان جماهير العراق المتمدنة والعلمانية والانسانية تقف معكم في محنتكم ومصابكم. انها تساعدكم وتقف الى جنبكم. لقد تحملتم الكثير بسبب موقعكم الجغرافي السئ. تحملتكم الكثير من الجمهورية الاسلامية الايرانية وجلاوزتها. وفي هذا انتم تشتركون مع جماهير العراق في نفس المصير والمعاناة والالم. نحن موقعنا الجغرافي في نفس السوأ او اكثر.
ولان في بلدكم حرية التعبير والصحافة والاعلام وقوة للمجتمع المدني برغم السلطة الجبانة التي يتم شراءها بحفنة دولارات، فان تمدنكم لم تهزمه الجمهورية الاسلامية الايرانية ولم تقتله دولة اسرائيل، ان مجتمعكم المتمدن كفيل بمنع ظهور حركة الاسلام السياسي مجددا لتهديدكم وجلب المصائب على رؤوسكم.
ان بقاء حزب الله كحزب سياسي هو كوقوف انسان مصاب او مشلول بلا عكازات (مع احترامي لكل مشلول ومصاب). ان العكازة هي شعارات "محاربة اسرائيل" و"طريق القدس" و"سنصلي في القدس" و "رمي اليهود في البحر" و"تحرير الجليل" وغيرها من الشعارات. كلها شعارات عسكرية وحربية. فكيف يتحولون الى حزب سياسي؟
ولكن انتظار التحلل الايديولوجي والسياسي والاجتماعي لن يحدث تلقاءيا. انهم يتطلب تدخلكم انتم. الجماهير. وليس القوى السياسية الطائفية الاخرى. على جماهير لبنان نفسها ان تبدأ بحملة واسعة لنقد سياسات هذا الحزب واسقاط ممثليه وكشفهم وتعرية مقامراتهم بحياتكم وحياة اطفالكم. ان على جماهير جنوب لبنان والبقاع والضاحية حصرا وتحديدا محاسبة هذا الحزب على مغامراته بحياة الملايين ومحاسبةمن وراءه رأس الافعى؛ الجمهورية الاسلامية الايرانية.
اناشد كل العلمانيين والعلمانيات بلبنان وكل الاحرار والانسانيين والمساواتيين والاشتراكيين والعمال والمؤمنين بكرامة الانسان ان يتوحدوا لبناء مجتمع لا مكان فيه لمافيات الدين وتجاره اللصوص وبلطجيته (كبلطجية حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الذي اصيب بالهستيريا من انهيار حليفه وايضا الحزب القومي السوري الاجتماعي).
هذا الامر منوط بكم. ليس منوط بترامب ولا ناتانياهو ولا الاسد ولا كائن من يكون. انهم منوط بكم وبقدرتكم على توحيد صفوفكم نحو التمدن والانسانية وبناء دولة علمانية لا دينية ولا قومية قادرة على حمايتكم من تجار الدين والدم. تماما كما ان اسقاط الميليشيات في العراق والمنطقة منوط بجماهير العراق وحدها لا بأحد آخر. وان نهضتكم كطائر الفينيق سيشكل عاملا حاسما يدعم حتى نضال جماهير العراق وايران على طرد الاسلام السياسي الشيعي من عموم المنطقة كما طردت قوى الارهاب الاسلامي السني الاجرامية.
#عصام_شكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وداوني بالتي كانت هي الداءُ
-
الوهم الديني والنرجسية Narcissism!
-
الوهم الديني والنرجسية Narcissim
-
العلمانية ازاء الفدرالية بلبنان
-
ألاقتصادوية شلٌ لارادة الطبقة العاملة في العراق!
-
الارهاب: لا يمكن للغاية ان تبرر الوسيلة!
-
الحرس الثوري متعب. ولكنه يرد بقوة -في المكان والزمان الذي ير
...
-
كلارا زيتكن المحجبة، وعاشت النسبية الثقافية!
-
نساند بقوة شبكة مدى العلمانية الطلابية اللبنانية ونستنكر بطل
...
-
الفكر اليساري في العراق متخلف و لا انساني
-
الصهيونية والاسلام السياسي وجهان لعملة واحدة
-
هل تستبدل إسرائيل ب -العربان-؟
-
غزة ودريسدن
-
اليمين الديني الوحشي يغذي بعضه البعض
-
لا مكان لكم في اي حل! - حول تباكي اليسار القومي على كارثة غز
...
-
الصدر، قآني، نصر الله، خامنئي، ناتنياهو، ومصير سماسرة
...
-
المعتذرون للاسلام السياسي ليسوا اصدقاء جماهيرغزة، انهم خونته
...
-
نحو جبهة علمانية انسانية في الشرق الاوسط لانهاء هذه الكارثة
-
مقترحي من ستة نقاط
-
مليارديرية فلسطين واجترار الدعاية النازية
المزيد.....
-
حماس تشيد بالدور المحوري للمقاومة الإسلامية في لبنان
-
دول عربية واسلامية ترحب بتوقف العدوان عن لبنان وتدعو الى توق
...
-
دول عربية واسلامية ترحب بتوقف العدوان على لبنان وتدعو لوقفه
...
-
مستوطنون يهود على حدود مصر يزعمون سماع أصوات تحت الأرض
-
عاجل | حماس: نشيد بالدور المحوري الذي تلعبه المقاومة الإسلام
...
-
الأسد يصدر قانونا بإحداث جامعة -اللاهوت المسيحي والدراسات ال
...
-
الركن الأساسي في الإسلام .. كم يوم باقي على شهر رمضان 2025 “
...
-
نزل الآن التردد الجديد 2024 لقناة طيور الجنة بيبي على الأقما
...
-
الأزهر يصدر فتوى بشأن المراهنات على المباريات الرياضية
-
الزاوية اللؤلؤية.. قبلة المبعدين عن المسجد الأقصى
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|