|
هواجس عن الطفولة ــ 360 ــ
آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8173 - 2024 / 11 / 26 - 16:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في صيف العام 1971 كنت في الثالثة عشرة من العمر، في الصف السابع، تعرفت على شاب أكبر مني في السن، بحدود السنتين. كنت واقفًا في زاوية الشارع الذي أقطنه مع أهلي في مدينة القامشلي. في هذه الفترة شعرت أنني تحررت من فترة الطفولة الأولى، وأصبحت كبيرًا، وأميز الكثير من الأشياء، وحضرت الكثير من الندوات السياسية في المدرسة في زمن صاخب، فيه حركة سياسية نشيطة في العالم والمنطقة وسوريا. ليس مهمًا شكل النشاط، لكنه بالنسبة لي كان شيئًا رائعًا. مر يعقوب وأمعن النظر في عيني، ألقى السلام علي فابتسمت وبادلته بالسلام، قال لي: ـ الأخ يقطن في الحارة؟ ـ نعم ـ منذ متى أنتم في الحارة؟ ـ منذ ثمانية أشهر ـ حارتكم جميلة، فيها أعدادية القادسية للبنات، ونظيفة وسكانها أنيقون. كان واقفًا على مسافة، ثم اقترب مني أكثر، ومضينا نتحدث في شؤون المدرسة والحياة والرياضة، قال لي: ـ أنا أقطن في الحارة الغربية، جئت إلى هنا لأن بيت أخي كبرو يقطن في زاوية الشارع، ومد أصبعه وأشار لزاوية البيت والنافذة التي تطل علينا، ثم قال: ـ هل تحب أن نتمشى قليلًا؟ ـ نستطيع المكوث هنا ونتابع حديثنا، لكن لا مشكلة. مشينا، وبدأ يعقوب يسترسل في الحديث في السياسة، أخذني إلى بلاد بعيدة جدًا، بلاد الواق واق، إلى الصين وفيتنام وكوريا الشمالية والجنوبية والهند واليابان، إلى الثورة الصينية وانتصارها بقيادة ماو تسي تونغ، وانتصار كيم إيل سونغ على كورية الجنوبية وتدخل الولايات المتحدة إلى جانب هذه الأخيرة، وعمالة تشان كا شيك، وفورموزا، والقصف الأمريكي على فيتنام ومعركة ديان بيان فو، والجنرال جياب. في المحصلة وضعني يعقوب في أجواء سوريالية على تكعيبية، على تجريدية، ضيعني، وصرت أنظر إليه وكأني أنظر إلى خيالي. ولم استوعب كلمة واحدة. رأيت الأسماء تطير في الفضاء، تسبح فيه ثم ترتد علي، وترقص أمامي، وأنا تائه، أركض وراءه بسرعة هائلة، وأرى وأسمع أسماء غريبة وعجيبة تهرب، ثم أطرح على نفسي الأسئلة: ـ من هو ماو ومن هي فوزموزا، ومن أين جاء بتشان كا شيك، ومن هو جياب أو كافور أو أراغون أو فولتير أو سارتر أو ألبير كامو؟ هل يتكلم بالألغاز، هل سلطه الله علي ليتوهني؟ صرت أمشي معه وكأني أمشي مع ظلي، وكل دقيقة وأخرى يسألني: أليس كذلك.. أليس كذلك؟ فأردد خلفه كالصدى البعيد: ـ طبعًا طبعًا. وأنا كالسكران لم أكن أفقه أي شيء. الله عليك يا يعقوب شو عملت فيني في ذلك اليوم.
يخلق النص مأزومًا، لأن النص الأصلي لم يخلق ولن يخلق، وكل نص يولد دون أب أو أم، يولد عاريًا معزولًا مسكينًا. وفي العراء يبقى باردًا لا غطاء عليه، يحتاج من يغطيه، يدفئه، ليحميه من نفسه، لهذا فإن التأويل يمنحه القدرة على الوقوف على قدميه لبعض الوقت. هناك محرك يبث فيه الحياة بتوصية من السلطة، من الحاكم، يخرج النص من عزلته، من قوقعته، يدفعه ليمشي في الحياة، في الشوارع، عبر أذرع حامل له، كرجال الدين والسياسة والاعلام وجميع القوى التي بيد السلطة المسيطرة أو المهيمنة. التأويل مفتاح لتحريك الميت سريريًا إلى أن يستنفذ مهامه.
عندما انهار الاتحاد السوفييتي تنبأت بسحب المكتسبات الاجتماعية في أوروبا والغرب عمومًا، بمعنى أن يتم تغيير النظام كله. كنت اتوقع أن التغيير سيكون سريعًا، لكنه تأخر، وكانوا بحاجة إلى مبررات سياسية واقتصادية واجتماعية للقيام بالتحولات القادمة. اليوم الغرب يطرق باب المستقبل، العودة إلى التوحش الرأسمالي، وصناعة التبريرات كثيرة وسهلة جدًا. في السابق فعلها بسمارك وهتلر، وفعلها هوفر، المكارثية، مبنى التجارة، أما اليوم فحدث ولا حرج. الرياح السوداء اليوم تطوف فوق رؤوسنا كأجانب في أوروبا والغرب، وجميعنا أصبحنا بلا أخلاق، مجرمين وقطاع طرق، وصارت التهمة علينا بالمفرق والجملة، وبأن الغرب مثال القيم والمبادئ والشرق مثل قلة الأدب. مشاكلكم يا أوروبا والغرب هي فيكم، أنتم السبب، في سياساتكم، في إداراتكم المتعاقبة، في فشلكم في إدارة أزماتكم الاقتصادية، في تجميع الأموال كلها في يد القلة، في يد أصحاب البنوك والقطاعات العسكرية، في ليبراليتكم المتوحشة. هناك عشرات التريلونات من الدولات تسوح في الفضاء دون استثمار، نائمة في البنوك، وفقرائكم ينامون في الشوارع. ثم يأتي شخصية غوغائية، استعراضية مثل زعيم ال س د السويدي ويبعر علينا بكل الأساليب القميئة، باسأليب استعلائية قبيحة، يرجمنا بأقسى الكلمات، ويشتم جميع القادمين لهذا البلد. لدى الأجانب من أمثالنا الكثير من العيوب، هذا واقع، نحن بشر نغلط ونصيب، بينننا سيئين، لكن بالمقابل بيننا ناس أفضل وأنبل من الأوروبي بكل شيء، ونريد ونتمنى الخير للسويد وجميع البلدان الغربية. لكننا لسنا القابضين على الاقتصاد والسياسة، أو على النظام برمته، الملايين منا يريد أن يعيش، أن يعيش بالكفاف ولا علاقة له بالخراب الذي يحدث. الخراب صناعة، أنتم أيها الغرب مسؤولين عنها ولسنا السبب، نحن بعيدون عن صنع القرار السياسي والاقتصادي، عمليًا أغلبنا هامشي. الجرائم التي يقوم بها البعض منّا يتم حلها بالقضاء وليس بالرجم. أوقفوا الحرب في اوكرانيا، في فلسطين، أوقفوا استنزاف المال والاقتصاد، أجلسوا إلى طاولة المفاوضات وحلوا مشاكلكم الاقتصادية والسياسية التي هي جراء أزماتكم الدائمة التي تحدث كل ثلاثين سنة، وأزمة النظام العام منذ 2008 لم تحل إلى اليوم. أزمتكم هي أزمة النظام برمته، نحن أبرياء، لا علاقة لنا بأزمة بلادكم، بلادكم يريدون العودة إلى تغيير النظام كله الذي ساد خلال الحرب الباردة. أغلب الذين يتنطحون للتغيير في بلادكم سيعودون بأوروبا إلى فترة ما بين الحربين العالميتين، إلى وضع حجر الزاوية للبناء على نظام قميء سنعرف ملامحه في المستقبل. لكن الأكيد أن الحرب علينا كأجانب ستكون قاسية جدًا، تريدون أن تعيدون إنتاجنا بطريقة جديدة، تريدون تحويلنا إلى مجرد قطع شطرنج فارغة، لا قيمة إنسانية ومعنوية لنا، كارهين لأنفسنا.
أنت من تختار الصديق على مقاسك في كل شؤون الحياة وشجونها. إنه يقاربك في الثقافة والعمر والرؤية الأخ جاء بالرغم عنك، وربما لا يقاسمك شيئًا لا في الثقافة ولا في الرؤية ولا في المشاعر. الصديق هو التعويض الوجودي عن الفقد، عن الفراغ الذي يخلفه لنّا هذا الوجود، عن العزلة التي تلازمنا، ويمنحنا الفرح ويبدد عنّا فائض القهر. والحبيبة أو الزوجة لا تستطيع أن تختارها على مقاسك، لأننا نعلم أن اهتمامات النساء في بلادنا والعالم مختلف تمامًا عن الصديق الذي نختاره. بينك وبين الحبيب رغبات مشتركة وليس بالضرورة يقاسمك الفكر والثقافة والرؤية والهدف. ثم كم واحد منّا تزوج حبيبه؟ وكم واحد استطاع أن يكمل المشوار مع حبيبه قبل الزواج؟ أو قبلا ببعضهما؟ خيار الصديق للصديق أكثر تجذرا وعمقا من الأخ. أما الحبيب فهذا شأن صعب للغاية ربما نصل إليه وربما لا نصل. واختيارك للحبيب يدخل فيه ألف عامل وعامل وأهمه العامل النفسي. واللاشعور يفعل فعله في النفس الإنسانية في هذا الاختيار: هو الذي يحلل ويركب ليطابق الذات مع الذات الآخرى في المجال السلوكي والنفسي والعاطفي والأخلاقي والروحي.
التأويل يبث الحياة في النصوص المأزومة، يمنحها القدرة على البقاء. التأويل هو الحارس الخفي للمقدس، حارسه الشخصي، لولاه لمات الله منذ بدء الخليقة، منذ أول نص أدبي كتب على الجدران، وهو مرافق لانحدار الإنسان إلى الهاوية. النصوص المتلونة، يستطيع التأويل السهر على تدفئتها لتبقى سهرانة في نقش الظلام والجهل. إنه الأب الروحي للدين. اغلب النصوص التي نتداولها في حياتنا لا قيمة عملية لها، مجرد وهم، بيد أنها تعمل على تدوير نفسها بقوة التأويل. التأويل، قدر اللغة أن تكون مائعة، حرباء ملونة حسب الظروف والمكان والزمن، هو من حول الموتى إلى أحياء، يلعبون بيننا، يقرصون مؤخرتنا، يضحكون على قفانا، ولا قدرة لنا على فعل أي شيء. يستطيع النص أن يملأ وجهك بالبصاق، ولا خيار لك سوى أن مسح القذارة بيدك اليمنى، وتستعد لتقبل البصقة الثانية إلى الطرف الأخر من وجهك مرة بعد أخرى. اللغة خادمة مرات، ترفع من شأنك، ومرات تحط من قيمتك، بله تحول حياة البشر إلى إقياء دائم.
المونديال ساحة عالمية، منطقة حرة، مدتها شهر يستطيع المرء خلال هذا الشهر أن يحمل علم بلده، عاداته وتقاليده وقناعاته. ليس من حق قطر أن تمنع الناس العاديين من التعبير عن رغباتهم وقناعاتهم بحجة أنه يتعارض مع الدين الإسلامي. قطر هذه الأيام منصة عالمية، مستقلة عن الدولة وسياساتها ومواقفها وأخلاقها وانتماءاتها وإسلامها وعاداتها وتقاليدها. لنتذكر أن القيم الإسلامية يتعارض مع القيم الاجتماعية في الغرب، لو سألت أي أوروبي اذا يقبل بناء الجوامع على أرضه لرأيته رافضًا الفكرة جملة وتفصيلة ولكنه يخضع لقرارات الدولة والتزاماتها بحق الفرد في التعبير عن نفسه. قطر تمول بناء الجوامع والمدارس الإسلامية في الغرب، والمسلمين يعيشون في الغرب ويمارسون شعائرهم بكل حرية ويؤسسون الجمعيات الدينية والتجمعات في القاعات العامة، ويبشرون بدينهم في الشوارع وفي الأماكن العامة، وهذا أيضا يتعارض مع القيم الغربية العلمانية. مع هذا فإن الغرب لا يقف أمام تصرفاتهم. أنتم تمنعون الأخرين يمارسون شعائرهم، بيد أنكم تسمحون لأنفسكم النط على ألف حبل وحبل. الكيل بمكيالين ليس عدلًا، وحاجة تتاجرون بالدين والأخلاق.
الولايات لن تنقل الحرب إلى أراضيها، لن تتورط فيها بشكل مباشر. أنها أذكى من أن تدخل في حرب مباشرة مع روسيا أو الصين. إلى هذه اللحظة هي التي تقبض على كل شيء، القرار السياسي والاقتصادي، وعلى الطاقة، وعلى دولارها الفاعل بقوة، وعلى أسعار الفائدة. رمت الأوساخ على الجميع وجالسة في بيتها تسخر من الأوروبيين واليابان وكورية الجنوبية واستراليا، حلفاءها الحقيقيين هي بريطانية وكندا، وما تبقى مجرد زبد. الأمين العام لحلف الناتو يغرد خارج السرب، ربما يتم عزله قريبا لتصريحاته الغير مسؤولة.
قبل عشر سنوات التقيت بشاب كويتي مقيم في السويد، سألته: ـ من أين أنت يا أخا العرب؟ قال: ـ أنا كويتي. ـ كويتي، وفي السويد؟ قال: ـ أنا كويتي من فئة البدون. ـ ماذا تعني بكلمة البدون؟ ـ أنا كويتي عربي مسلم أبًا عن جد، لكن لا حقوق لنا، لا هوية ولا جنسية، في جميع دول الخليج يوجد فئة البدون. وأضاف: لدينا تصريح إقامة. وبعض دول الخليج يحتاجون إلى كفيل مثل أي مقيم جديد للعمل. بعد خمس سنوات حصل على الجنسية السويدية مثله مثل أغلب القادمين إلى هذا البلد. قطر كدولة واحدة من الدول الخليجية، تمارس الدونية ذاتها بحق فئة من شعبها، تتعامل معهم باستعلاء وفوقية، ولا تمنحهم حقوق السكان من قبيلة أخرى أو عشيرة أخرى. قناة الجزيرة تدافع عن اللاجئين الجدد القادمينال إلى أوروبا، وحقوقهم في أوروبا، مثلها مثل بقية الأقنية الخليجية كالعربية وسكاي نيوز وغيرهما. تتكلم قطر في المونديل عن القيم الإسلامية في قطر والخليج، وتقدم نفسها على أنها المدافع عن الإسلام وأخلاقه. وهل هؤلاء البدون خارج قيم الإسلامية وأخلاقه يا أعراب الخليج. نصبت قطر نفسها كمنصة عالمية عائمة، صاحبة مبادئ وأخلاق وقيم، وروجت نفسها على أنها دولة إسلامية، وجلبت واحد مثل ذاكر نايك ليشرح عن قيمها وقيم إسلامها، وهناك فئة من ناسها مسحوق الكرامة لا تعترف بإنسانيته ووجوده وحقه في الحياة. الأخلاق لا تتجزء يا قطر، أما أخلاق أو لا أخلاق، وحبل الكذب قصير.
عمار كان في الرابعة عشرة من العمر عندما أحب فتاة سويدية في مثل عمره. كما أحبها خمسة شبان عرب في مثل عمره. كان للفتاة حبيب يحبها وتحبه. وكانت تحضنه وتقبله وتمشي معه في المدرسة وسط الحسرة والألم التي أصابت اليافعين القادمين الجدد إلى السويد. لم يستطع عمار أن يتمالك نفسه، أحضر صديقه الذي يتقن اللغة السويدية ووضع سكينًا في جيبه وانفردا بالشاب السويدي، قال له عبر المترجم والسكين بيده: ـ عليك أن تترك الصبية وإلا قتلتك؟ إنني أحبها. خاف الشاب وتراجع إلى الوراء: ـ سأفعل كما تريد. ثم بلغ الإدارة في اليوم الثاني. استدعت الإدارة الأبوين، ونبهتهم أن أبنهم يتصرف كالمجرمين. ثم كلفتني أن أجلس معه وأفهم مشكلته. في الحقيقة تعاطفت مع عمار وزياد وأحمد، وغيرهم كثر، مع ظروفهم. وقلت: إن الثقافة التي تفصل الشاب والفتاة عن بعضهما، تحولهما إلى غرباء. كنت أنظر إليهم بحزن شديد، متكتلون على بعضهم، ينظرون إلى الشباب الآخر وكأنهم من كوكب آخر. واسأل نفسي: من الذي يستفيد من العزل والحرمان؟ من الذي له مصلحة في تشويه البنية النفسية لليافعين؟ الحب هو سر الأسرار، سر الوجود والحياة. ومن يلغي الحب والفرح من قلبه فهو مريض. والدين ولد مريضًا، وشوه من اعتنقه.
اليوم كنت مع طلاب المرحلة الاعدادية في الصالة التي جمعت عددًا كبيرًا من طلاب المدينة التي اقطنها/ اسكل ستونا/. لإقامة حفلة موسيقية لهم. كان العزفون بحدود المئة, والراقصون بحدود المائتي, والمتفرجون بحدود الاربعمائة. على المسرح, كانوا كالملائكة, كالفراشات, يعزفون ويرقصون ويغنون. انهمرت الدموع من عيني, عندما قارنت بين أطفالنا وأطفالهم. وتذكرت المرارة التي يعيشها شعبنا في هذه الظروف. قلت لنفسي: ما اجحظ هذه الحياة, تمنح لناس وتحبس لناس.
عندما كان يعود أبي من العمل في نهاية النهار كان الصندوق الخلفي لسيارة اللاندروفر مملوءًا بالخيار والبندورة والقثة والعجور, البطيخ التنوري والجبس الاحمر. وأحيانا يجلب معه العنب أو التين أو الرمان. في مواسم البندورة نشتري 400 كيلو للتموين في الشتاء سعر الكيلو بحدود 12 قرش ونصف القرش. نتعاون جميعنا, أنا وأمي وأبي وخواتي بالعصر ووضعه في السطول ورفعه على السطح إلى أن يجف. وتصنع أمي مربى المشمش والتين والورد والقرع. ونمون الجبن البلدي والعدس والبرغل والشعيرية. وتجفف والدتي الباذنجان للمحشي والمسقعة, والباميا والفاصوليا الخضراء. كنت ادرس في مدرسة الشهداء للأرمن الارتذوكس. نقطع الطريق مشيًا على الأقدام, بحدود ربع ساعة. كانت مساحة المدرسة كبيرة جدًا. يمكن 100متر طول بمئة متر عرض, في الجهة الشرقية تتموضع المدرسة وفي الجهة الغربية الكنيسة. وما تبقى كان يزرعه القسيس كيفورك بالأشجار, سرو, صنوبر, ورد. كانت المعلمات يطلبن منا الخروج إلى الطبيعة في فصل الربيع. نجلس على الحشيش بقرب الكنيسة. ونسمع الدرس وأحيانا يطلب منا القسيس أن نسقي الأشجار أو نحفر ممرات للماء. لا أعرف لماذا وضعوا حاجزًا بين المدرسة والكنيسة بالبلوك بحيث أصبحت المدرسة ضيقة جدًا, وباحة الكنيسة واسعة جدًا. لم أعرف الحكمة من ذلك. لكن اعتقادي يقول أن دولة البعث أرادت التضييق على القوميات الأخرى كالارمن والسريان وغيرهم
الله حامل ثقافي وفكري واجتماعي وسياسي، خرجت الكثير من المجتمعات من كنفه أو مظلته. نستطيع القول لولا الله لكانت منطقتنا عارية ثقافيًا واجتماعيًا وقيميًا وأخلاقيًا إن السبب في الوحدة القومية والاجتماعية، ومنتج حصري لكل الأديان والطوائف والملل والنحل، والتراتبيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. السؤال: ماذا لو مات الله ودفن؟ ماذا نحن فاعلون؟ من أين سنجلب لنا ضرابي الرقع والدفوف والبكائين؟ كيف سنفكر دون وجوده بيننا. ونحن تعودنا عليه، على أخذه المبادرة منّا؟ وإنه يفكر بالنيابة عنّا. ونحن لم نتعود على الاستقلال عنه؟
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هواجس ثقافية ودينية 359
-
هواجس عن الاستقلال 358
-
هواجس عن اليسار ــ 357 ــ
-
هواجس تتعلق بعالمنا 356
-
هواجس عن عالمنا القائم اليوم 355
-
هواجس عن نهر الخابور 354
-
هواجس تاريخية ــ 353 ــ
-
هواجس عن الدولة 352
-
هواجس تتعلق بالرواية ــ 351 ــ
-
هواجس وقلق 350
-
هواجس فكرية وسياسية 349
-
هواجس وطنية 348
-
هواجس تتعلق بالقيامة ــ 347 ــ
-
هواجس عامة 346
-
هواجس القوة 345
-
هواجس اجتماعية ــ 344 ــ
-
هواجس فكرية ــ 343 ــ
-
هواجس اجتماعية فكرية سياسية أدبية ــ 342 ــ
-
هواجس أدبية 341
-
هواجس عامة 340
المزيد.....
-
-مصر هنا-.. محمد رمضان يرد على ترافيس سكوت بالمثل
-
هل يغيِر اتفاق لبنان المحتمل مسار الحرب في غزة؟ خبير يعلق لـ
...
-
مصر.. انتشال 4 جثث مجهولة بعد غرق المركب السياحي والعثور على
...
-
الحكم على الرئيس السابق لـ-بنك الصين- بالإعدام
-
مقتل شخص وإصابة 10 آخرين بغارة إسرائيلية على منطقة النويري ف
...
-
عشرات القتلى والمصابين في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي ناز
...
-
بعد وفاة فتح الله غولن، ما هو مستقبل حركته وأتباعه ومدارسه ف
...
-
سموتريش: -احتلال غزة هو الحل-
-
قصف إسرائيلي مكثف على الضاحية الجنوبية لبيروت تزامناً مع محا
...
-
-ماما ميركل- بعيدا عن صخب السياسة.. كيف تعيش حياتها الخاصة؟
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|