أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - لماذا خسرت هاريس وفاز ترامب ؟














المزيد.....

لماذا خسرت هاريس وفاز ترامب ؟


بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)


الحوار المتمدن-العدد: 8173 - 2024 / 11 / 26 - 07:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد طبل وزمر دام أشهر، انتهت الانتخابات الأمريكية الرئاسية والتشريعية، فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية لعام 2024، وكانت فرصة تجديد الولاية قد ضاعت منه في عام 2020.
النتائج كانت قاطعة، حصل ترامب على 312 مندوبا في المجمع الانتخابي وكان يكفيه 270 مندوب وحصل على 75 مليون صوت في التصويت الشعبي مقابل 71 مليون لهاريس، فارق كبير في الأصوات و فوز ساحق في التصويتين الانتخابي والشعبي لا يدع مجال لأي لبس أو تشكيك.
كما اكتسح الجمهوريون انتخابات الكونغرس بغرفتيه النواب والشيوخ، فحازوا أغلبية واضحة في مجلس الشيوخ 53 سيناتور للحزب الجمهوري مقابل 47 للحزب الديمقراطي وأغلبية مرتاحة في مجلس النواب 219 نائبا جمهوريا مقابل 213 ديمقراطيا، والجمهوريون أصلا حائزون للاغلبية في المحكمة الدستورية العليا 6 مقابل 3 مما يعني حصول الرئيس المنتخب على تفويض راسخ في السلطات الثلاث.
هكذا انفض المولد وعاد كل طرف إلى قواعده، الجمهوريون ورئيسهم لإعادة هيكلة الإدارة الجديدة وجدولة ما يجب تنفيذه من برامج ووعود، والديمقراطيون وأركانهم وقواعدهم للملمة الجراح وتقييم الوضع الجديد وتحديد الخسائر وأسبابها وذيولها .
ولكن تعددت الأسباب والموت واحد، وهذا ما يحصل مع أركان الحزب الديمقراطي الأمريكي وأعضائه وأنصاره، فالخسارة قد وقعت ويمكن الحديث عن عشرات الأسباب المباشرة لها وكلها تتموضع في التكتيك وليس في الاستراتيجية.
فأركان الحزب الديمقراطي من عائلة أوباما وكلينتون ونانسي بيلوسي، قد قادوا انقلابا ابيضا عندما دفعوا الرئيس الحالي جو بايدن، وفي اللحظات الأخيرة للانسحاب من السباق الانتخابي وعينوا نائبته كامالا هاريس لخوض الانتخابات مرشحة للديمقراطيين، وهذا الإجراء في نظر الكثير من الديمقراطيين أدى إلى الإطاحة بشرعية العملية الانتخابية نظرا لأن هاريس لم تمر بغربال الانتخابات التمهيدية الحزبية التنافسية، وهذا ما أوضحته في مقال سابق على منصة وايت هاوس إن أرابيك بأن هاريس هي مرشحة الصدفة.
فالمرور بالانتخابات التمهيدية لدى كلا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري هو من أساسيات العملية الإنتخابية في أمريكا ولها جذور تاريخية وتقاليد راسخة.
ومن الأسباب أيضا أن هاريس نائبة الرئيس الأمريكي عضو فعال في الإدارة الأمريكية الحالية ولا تستطيع التملص من تقييم أداء هذه الإدارة، مهما حاولت في مقابلاتها وأحاديثها أثناء الحملة الانتخابية الالتفاف والدوران على هذه الحقيقة.
لم تظهر هاريس كقائد محتمل للشعب الأمريكي بل كواجهة لفريق إداري للحملة الانتخابية، وهذا أضعف من حضورها على عكس الكاريزما المتألقة لدونالد ترامب الذي تجلى كقائد مسؤول عن برامجه و خياراته وقراراته.
تتعدد أسباب الفشل والخسارة ولا يسعها هذا المقال، ولكن كلها أسباب مباشرة تصب في التكتيك وهي مثل الزبد على أمواج البحر، أما في الاستراتيجية فما يمور في أعماق المحيط هو اضطراب و قلق.
رياح التغيير التي قادها باراك أوباما في حملته الانتخابية في عام 2008 هزت نظام التعليم والحقوق المدنية، وفتحت باب الهجرة والتغيير الديمغرافي على مصراعيه، ونفخت الهواء في شراع الليبرالية الجديدة،وشجعت أصوات التنصل من التاريخ الأمريكي المؤسس.
وعلى قدر ما تحمست قطاعات واسعة ومتنوعة من الشعب الأمريكي لهذه الشعارات، فإن هذه البرامج بدأت تفقد بريقها في التطبيق العملي, ومزاج هذه القطاعات الشعبية المتحمس بدأ يضمحل فهو يرى ويستشعر المخاطر.
تغيير ديموغرافية السكان , نشر الفوضوية في نظام التعليم تحت جناح الليبرالية أو اليقظة، نشر التفاهة والسطحية والعقم المعرفي في الجامعات والمعاهد, المبالغة في محاسبة الماضي على أخطائه,
وفيما تبدت حماية حقوق المثليين والاعتراف بهم كجزء من المجتمع تطور الأمر الى نشر المثلية وتشجيع الزواج المثلي والدعاية في الفنون والثقافة والآداب لهذا العارض الجانبي من الحياة البشرية وتصويره أساسيا, عدا عن تهديم صورة العائلة وقيمها.
كان هذا مبالغا فيه و صاعقا على التقاليد المحافظة للمجتمع الأمريكي، وآثاره تجاوزت حدود الاعتراف بالحقوق المدنية و الاعتراف بأخطاء الماضي ورد الاعتبار للمظلومين .
هناك نكتة يتداولها الأمريكيون منذ زمن عن الجمهوريين الذين يجمعون الأموال للدولة في عهدهم ويأتي الديمقراطيون ويصرفونها!، فما يبدو تضامنا او تكافلا اجتماعيا في البدء كبرامج الدعم في الصحة والتعليم يتجاوز حدوده ويتحول الى إنفاق مبالغ فيه من أموال الدولة، والتي هي أموال دافعي الضرائب.
و في السياسة الخارجية تحول الدعم الأمريكي لصمود أوكرانيا أمام الغزو الروسي مع استدامة الصراع إلى بالوعة لأموال دافعي الضرائب و إلى إرهاق للاقتصاد الأمريكي، وتأتي حرب إسرائيل على غزة وتدخل بايدن المباشر في تمويلها ودعمها لتزيد الطين بلة ويبدو للعيان أن المتضرر هو الشعب الأمريكي والمستفيد هو المجمع الصناعي العسكري.
وهكذا يشعل الديمقراطيون حروبا عالمية وعلى الجمهوريين أن يأتوا ليطفؤوها.
هذا الاستشعار وهذا الانزياح في المزاج الشعبي الأمريكي أدى إلى تقليص مساحة التصويت للديمقراطيين، وبينما بقي التصويت الجمهوري كتلة صلبة رغم الانشقاقات الفردية، فإن أجزاء مؤثرة من الطبقات والفئات العرقية المؤيدة تاريخيا للحزب الديمقراطي قد انحازت للجمهوريين.
(لقد خذل الديموقراطيين الطبقة العاملة فتخلت عنهم). حسب تصريح النائب اليساري بيرني ساندرز وكذلك الحال مع النساء واللاتينيين ومسلمي ميشيغان.
لم يخسر الديمقراطيون لأن الشعب الأمريكي ليس مؤهلا بعد لترئيس إمرأة، ولم يربح الجمهوريون لأن الله بعث لهم قائدا مثابرا، ولكن الانزياح في المزاج الشعبي الأمريكي يشد المكابح أمام الليبرالية الجديدة وإلى الخلف در باتجاه المحافظة واليمين هو العنوان الأكثر وضوحا على رأس تحليل نتائج هذه الانتخابات، والأيام القادمة حبلى بالمستجدات وأكثر ما تتجلى الآن في تعيينات الإدارة الجديدة التي بدأها ترامب .



#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)       Bassam__Abutouk#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام في المناظرات الرئاسية للانتخابات الأمريكية
- مرشحة الصدفة تواجه مرشح الاصرار
- غزة الفلسطينية تقاوم الاحتلال وتبحث عن الحياة
- للمال والاستيطان في إسرائيل وزارة واحدة
- viva نيلسون مانديلا
- غاز غزة قطبة مخفية في هذا العدوان السافر
- لجنة خاصة في الكونغرس لمواجهة الصين
- حكومة إسرائيلية متطرفة لا تستحق الفيتو الأمريكي
- لا حل للمنازعات بين الشعوب إلابالاعتراف والاعتذار
- قنوات دبلوماسية مفتوحة لمعالجة أزمة المنطاد الصيني ولكن القن ...
- سبع خطوات لفهم طبيعة الزلزال المدمر في تركيا وسوريا
- لتخطي تداعيات الحرب.. يجب إذلال بوتين في أوكرانيا
- مخاطر التخلي عن الشرق الأوسط
- الوثائق السريّة الفيدرالية وعقوبات التعامل الخاطئ معها
- نتنياهو ينهي حكم القانون في إسرائيل
- حكومة إسرائيل اليمينية ومستقبل العلاقات مع تركيا
- خطط اليمين المتطرف لتقييد هجرة اليهود إلى إسرائيل
- لا انفصام بين التنوير وحقوق الإنسان وحماية البيئة
- قصص حقيقية لقضايا اللجوء تعرضها السينما
- إيلون ماسك .. هل استحوذ على منصة تويتر بهدف انهائها؟


المزيد.....




- الهند.. أعمال عنف وإغلاق مدراس في بلدة بسبب مزاعم بناء مسجد ...
- أديل تودع الجمهور بالدموع في حفلها الأخير بلاس فيغاس
- النائب اللبناني قاسم هاشم: الإعلان عن اتفاق مع إسرائيل قد لا ...
- -هذا أنا!-.. أربع قصص لأشخاص ولدوا مرتين!
- فوربس: أخت غيران- الصغرى تشكل تحديا للدفاعات الجوية الأوكران ...
- تركيا: نتخذ خطوات ملموسة بشأن مذكرتنا الأمنية مع العراق
- معاناة قطاع غزة تتفاقم والجدل السياسي حول وقف إطلاق النار مع ...
- احتجاجات أنصار عمران خان: مقتل ستة أشخاص وسط مواجهات عنيفة م ...
- بدون تعليق: الأضرار التي سببتها العاصفة بيرت في المملكة المت ...
- شيطنة المقاومة!!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - لماذا خسرت هاريس وفاز ترامب ؟