|
التزوير والتلاعب في الانتخابات الأمريكية..
أحمد فاروق عباس
الحوار المتمدن-العدد: 8173 - 2024 / 11 / 26 - 07:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مازلنا مع الحياة السياسية الداخلية في امريكا وقضاياها ، ونبحث اليوم قضية التلاعب والتزوير وتزييف الانتخابات في أمريكا ولماذا تظهر مرات وتخبو مرات اخري ... والشكوك القوية حول تزوير الانتخابات الرئاسية في أمريكا قديمة، وجاءت علي لسان شخصيات كبيرة ومسئولة، وليست ادعاءات رجال مجهولين أو مبالغات صحف، فقد وجهت اتهامات عديدة بالتزوير في كثير من الانتخابات الامريكية ، أشهرها انتخابات ١٩٦٠، ١٩٦٤، ٢٠٠٠ ، ٢٠٠٤ ، ٢٠٢٠ !! وأيضا في كثير من انتخابات الكونجرس وانتخابات حكام الولايات ..
ففي انتخابات الكونجرس لعام ١٩٤١ أعلن ليندون جونسون ليلة الانتخابات أنه متفوق علي خصمه بفارق بسيط ثم توجه ليأخذ قسطا من الراحة ، وبعد استيقاظه عرف انه خسر الانتخابات بفارق ١٣١١ صوتا !!
وكان ما حدث أن منافسه قام بالتلاعب بصناديق الاقتراع التي كانت موجودة ببيوت بعض القضاة ، وعندما توجه لمقابلة الرئيس روزفلت فيما بعد قابله ضاحكا بصوت عال وقال له : يبدو يا ليندون أن أبناء مدينة تكساس أمثالك لم يتعلموا الدرس الذي اكتسبناه نحن في نيويورك وهو أنه علي أي مرشح أن يجلس فوق صناديق الاقتراع فور انتهاء عملية الاقتراع " ..
ومن صور تزوير الانتخابات الشهيرة في أمريكا وقائع تزوير ليندون جونسون نفسه انتخابات مجلس الشيوخ عام ١٩٤٨، فقد تعلم جونسون الدرس ، وحاول تطبيقه ، فلم يفز جونسون علي منافسه سوي ب ٨٧ صوتا فقط من بين أكثر من مليونين من الاصوات التي اودعت صناديق الاقتراع، وتحدثت اصوات كثيرة وقتها واثناء حملة جونسون للرئاسة بعد ذلك بأكثر من ١٦ سنة بأن عملية فرز الأصوات انطوت علي الغش والتزوير، ولم يستطع جونسون او حملته الرد ...
وثار جدل شديد في انتخابات ١٩٦٠ بين كينيدي ونيكسون بتزوير الانتخابات لمصلحة كينيدي ، خصوصا وأن الفارق بينهما كان ضئيلا للغاية ، فقد فاز كينيدي بالرئاسة بنسبة ٤٩,٧١% مقابل ٤٩,٥٥ لنيكسون ، وجاء فوز كينيدي بهامش لم يتعد ١١٣٠٥٧ صوتا من مجموع ٦٩ مليونا شاركوا في الانتخابات ..
وانطلقت علي الفور أحاديث تزوير الانتخابات ، وركزت الانظار علي ولاية إلينوي ، التي كانت من أواخر الولايات في إظهار نتائجها ، فقد كان تحول ٤٤٨٠ صوتا هناك من نيكسون الي كينيدي كفيلا بحرمان الرجلين معا من أي أغلبية انتخابية ، وجاءت من إلينوي أخبار بأن بعض المقترعين حرموا من التصويت ، وعن وجود أصوات بأسماء مقترعين وهميين لا وجود لهم ، وعن وجود تلاعب في فرز الأصوات وتعدادها ، وظهرت صور فوتوغرافية لمقترعين تدس الأموال في أيديهم بعد التصويت ، وسجلت مكالمة تليفونية لعمدة شيكاغو يقول فيها لكينيدي " بشيء قليل من الحظ ، وبمساعدة حفنة من الاصدقاء المقربين فإنك ستفوز بإلينوي " وجاءت مكالمته الهاتفية تلك بينما كانت الأصوات متأرجحة لا يستقر لها قرار ..
ولم يكن هؤلاء الاصدقاء - كما هو موثق بصورة كاملة في كتاب ريتشارد ماهوني عام ١٩٩٩ وعنوانه " أبناء وإخوة " عن آل كينيدي - سوي رجال المافيا المحليين ، الذي قال زعيمهم جيانكانا " لولاي لما وصل جون كينيدي الي البيت الأبيض " ، وقال شقيقه تشاك " اتذكر كيف أن رجال المافيا وقفوا بطريقة تهديدية الي جانب صناديق الاقتراع ، حيث أوضحوا للناخبين أنهم يريدون أن تنصب أصواتهم لمصلحة جون كينيدي كلها ، وقد كسرت كثير من الأذرع والسيقان قبل إغلاق الصناديق " وقال مايكي كوهين الذي كان له ارتباطات بعوالم الجريمة المنظمة في شيكاغو " أعرف أن أناسا معينين في منظمة شيكاغو كانوا يعلمون أنه يتعين عليهم إنجاح جون كينيدي ، لقد تمت سرقة منصب الرئاسة في شيكاغو في الحقيقة وبدون أي شك علي يد جهاز الحزب الديموقراطي " !! وحتي روبرت بلاكي استاذ القانون الكبير والذي عمل في وزارة العدل ايام رئاسة كنيدي نفسه استعمل كلمة السرقة لوصف النصر الذي حازه كينيدي في إلينوي ..
ولم تكن المشكلة في شيكاغو فقط ، فقد ترددت أحاديث الغش والتزوير في الانتخابات في تكساس وميزوري ونيو مكسيكو وهاواي ونيفادا ، وان تلك كانت بكل تأكيد قادرة علي قلب النتيجة ..
ولعدة أيام كانت خشية جون كينيدي أن يطعن نيكسون في النتائج ، ولكن نيكسون لم يفعل ، فاليد العليا التي جاءت بكل من كينيدي ونيكسون للانتخابات لم تكن تريد تشكيكا او ظلالا علي الانتخابات التي تتبجح حول العالم بأنها مثالا علي الديموقراطية ، والتي تطلب من الجميع تقليدها ، وقال نيكسون فيما بعد " لم يكن يستطيع أن يعرض البلد لمثل هذا الوضع " برغم أنه كان يحس بالمرارة الشديدة ، وقال له أيزنهاور ناصحا " أن ذلك سيمزق البلاد " وعلي أية حال فقد كوفئ نيكسون علي صمته أن رشحه الحزب الجمهوري مرة ثانية في انتخابات ١٩٦٨ وسمح له بالفوز بالانتخابات هذه المرة ، قبل أن يطرد منها بفضيحة ووترجيت في منتصف فترة رئاسته الثانية ، وهو حدث مازال غامضة اسبابه الحقيقية حتي الان ، فقد سبق أن تجسس الاخوة كينيدي والحزب الديموقراطي علي نيكسون وحزبه الجمهوري في انتخابات ١٩٦٠ وبصورة أكبر عند ترشح نيكسون كحاكم لكاليفورنيا سنة ١٩٦٢ ، فلماذا تغاضت المؤسسة الحاكمة عما فعله كينيدي والحزب الديموقراطي أوائل الستينات وتم اصطياد نيكسون ومحاكمته وطرده من منصبه قرب منتصف السبعينات ؟!
وكانت المعركة الانتخابية عام ١٩٦٤ اكثر الانتخابات بذاءة حتي ذلك الوقت، وفقد الشعب الأمريكي وقتها ثقته في الطبقة السياسية وفي النظام الحزبي ، فقد ظهرت فيها مجموعة من الفضائح، ووصف جولدووتر فيها جونسون بأنه لص، غشاش، مزيف، مزور، متستر علي الفضائح، مثير للشغب، ممالئ للشيوعيين، لن يطول العمر به أكثر من شهور ...
فيما وصف جونسون فيها جولدووتر بأنه : متعصب، عنصري، متطرف، مجنون، جرب ( جربان ) مغامر، ديكتاتور، محام جاهل، فاشل في دراسته، فاشستي النزعة، معرض للإصابة بالانهيار العصبي، وجوده خطر على البلاد .... الخ.
وجو الانتخابات الرئاسية الأمريكية مشحون دائما بالمؤامرات واساليب الخداع ، وعادة ما يستأجر كلا المرشحين الجواسيس لمعرفة أسرار المعسكر الأخر، ففي انتخابات ١٩٦٤ علي سبيل المثال أستأجر الحزب الجمهوري جاسوسا ــ اسمه لويس فلاكس ــ ودفع له مبلغا لكي يتسلل الي داخل اجتماعات الحزب الديموقراطي وينقل خططهم واسرار الحملة الانتخابية الي الجمهوريين، الا ان الجاسوس كان من الذكاء ان ذهب الي مقر الحزب الديموقراطي وأخبرهم بالقصة، وسمح له الديموقراطيون أن يعمل جاسوسا مزدوجا، فحضر اجتماعات الحزب الديموقراطي وزودوه بأخبار مضللة قام بنقلها الي الحزب الجمهوري.. وقبض أموالا من الحزبين !!
وبعد انكشاف القصة افاضت الصحافة الامريكية لأسابيع طويلة في تلك القصة المسلية وطرائفها..
والطريف ان رافق قصة الجاسوس المزدوج قصة اخري لا تقل طرافة، وهي القبض علي مساعد الرئيس جونسون في حمام جينكينز جمعية الشبان المسيحيين في نيويورك في صحبة رجل يعمل بوابا وعمره ٦١ عاما وهو يمارسان الرذيلة ( كان جينكينز قد ضبط في نفس المكان قبلها بست سنوات ــ سنة ١٩٥٩ ــ وهو يمارس نفس الشيء، ومن ثم اصبحت تهمة الشذوذ الجنسي ثابتة عليه) ..
وكما في حادثة التجسس افاضت الصحافة الامريكية في القصة انهارا من الكلام والبحث والتحليل !!
وفي مثل تلك الاجواء غالبا ما تتواري القضايا الجدية، وتصبح " المعركة " الانتخابية فارغة من أي مضمون حقيقي، ويصبح الاهتمام كله منصبا علي الامور الشخصية للمرشحين وطواقمهم المساعدة ، وماذا قال أو فعل كل منهما في الاخر ، وعن تدبير المؤامرات، وتنظيم الفخاخ ، واستئجار الجواسيس ...
وكان لريتشارد نيكسون نصيبه الكبير من أعمال التلاعب والمنافسة غير الشريفة في الانتخابات ، وقد دفعه الي طريق السياسة مدير أحد فروع بنك أوف امريكا وكان صديقا له وتكلم معه عن امكانية ترشحه عن الحزب الجمهوري في انتخابات الكونجرس ، وفاز بمقعده في الكونجرس عام ١٩٤٦ عن طريق اتهام منافسه جيري فورهيس - وهو رجل ثري درس في جامعة ييل وظل محتفظا بمقعده علي مدي خمسة انتخابات - بأنه شيوعي !!
وبرغم ان فورهيس كان معارضا بقوة للشيوعية وكان مؤيدا للنيوديل وهو البرنامج الذي وضعه الرئيس روزفلت لحل الازمة الاقتصادية في الثلاثينات الا ان الحملة الاعلانية الجارحة والدعاية السوداء لنيكسون صورت منافسه كواحد من الشيوعيين المنفلتين من عقالهم ، وبأن الانتخابات بين بديلين أمريكي وشيوعي !!
وفيما بعد وفي مجلس مع اصدقاءه قال نيكسون " كنت أعرف بالطبع ان فورهيس لم يكن شيوعيا ، وأعتقد انه لا يوجد رجل بمثاليات أعلي منه ولا دوافع ارقي ، ولكن .. كان عليَّ ان أفوز، وهذا ما لا تفهمونه ، إن الشيء المهم هو الفوز " ، وكانت تلك اول لمحة عن أسلوب نيكسون السياسي ونزعته النفعية وسعيه الي جني المغانم دون أي اعتبار للأخلاق وشرف الخصومة ..
وكانت الهدايا الانتخابية أيضا حاضرة في التجربة السياسية الامريكية ، فقد كانت القوي الرأسمالية التي تقف وراء نيكسون قد قدمت سلعا عينية بأسعار مخفضة - اجهزة كهربائية منزلية - لمن يسعده حظه بمكالمة تليفونية من مقر حملة نيكسون او من يزور مقر الحزب الجمهوري في الولاية ويستمع الي برنامج نيكسون ، وكذلك الوعد باستمرار تلك التخفيضات الكبيرة في حالة فوز نيكسون ، وكانت الحرب العالمية الثانية بالكاد انتهت وتركت اثارها علي الاقتصاد الامريكي ، وتحويل جزء كبير من طاقاته لإنتاج سلع حربية وليس سلع مدنية استهلاكية ..
وقدمت المصارف إنذارات الي رجال الأعمال بأنهم اذا ساعدوا فورهيس فسوف يتم قطع الاعتمادات المفتوحة لهم، وطلب أحد المصارف صراحة من موظفيه التصويت لنيكسون وعدم التصويت لفورهيس ..
وفيما بعد كتب فورهيس معلقا علي هزيمته " كانت لدي مادة غزيرة ووثائق توضح كيف كانت حملة نيكسون شيئا خلقته المصالح المالية الشرقية الكبرى .. بنك أوف أمريكا ، المؤسسات الخاصة الكبيرة ، كبريات شركات النفط ، وقد كانت كلها مصممة علي هزيمتي " ..
وفي انتخابات ١٩٦٨ كان الفرق في التمويل بين نيكسون وهيوبرت همفري واضحا جدا لصالح نيكسون ، وهو مؤشر قوي لأين يوجد قلب وعقل القوي المتنفذة والتي تحكم أمريكا من وراء ستار ، فقد كان لدي نيكسون أموال أكثر بكثير لإنفاقها علي الدعاية ضعف ما كان لدي همفري والديموقراطيين ، في عصر اصبحت الدعاية فيه روح السياسة ، وأصبح التأثير فيه للصورة وليس للرجل ، وللانطباع وليس للاقتناع ..
وكان هناك - بالإضافة الي المال الوفير والدعاية المؤثرة - الحيل المألوفة في كل انتخابات ، فقد كانت هناك حافلات مليئة بأتباع نيكسون تلاحق همفري من تجمع الي تجمع للمشاغبة والتشويش عليه ، ومحاولة إغراق خطاباته بصراخهم !!
كما كانت هناك حيل أخري أكثر ذكاء وخفاء ، فقد كان لنيكسون جاسوس في حملة همفري ، أسمه سيمور ف يدين ، وكان اتباع همفري يعرفونه كصحفي ، وهو عميل قديم لوكالة المخابرات المركزية - !! - وكان يقدم تقاريره عن همفري وحملته ثلاث مرات في اليوم لنيكسون والجمهوريين، وقد لعب فريدين دوره ذلك في انتخابات ١٩٦٨ وانتخابات ١٩٧٢ وكلاهما فاز فيهما نيكسون ، وكان له اسم رمزي مشفر " صديق تشابمان " ، وتشابمان هو الاسم الذي كان يستخدمه نيكسون عندما كان ينزل في أحد الفنادق ويريد البعد عن الأنظار ..
وحتي الستينات كانت ولاية جورجيا ولاية ريفية متأخرة عن باقي الولايات ، وكانت الجرائم الانتخابية والتلاعب في الانتخابات هو السائد ، فقد كان يتم ملء صناديق الاقتراع بشكل روتيني ( تسويد البطاقات لمرشح ما ) حيث كان يتم استبعاد الناخبون السود تماما ، في حين كان الناخبون البيض المعارضون يتعرضون للترهيب والأذى ، وقد مورس التزوير بصورة فاضحة ضد جيمي كارتر مرشح مجلس النواب في بداية الستينات - عام ١٩٦٢ - واعترض كارتر وقتها علي التزوير ومعه توكيلات من ١٠% من الناخبين ، وبعد ان كان خاسرا واعلنت النتيجة الرسمية بهزيمته أعاده القضاء وأعلن فوزه بعد اثبات تزوير الانتخابات ضده ، وقالت زوجته بعدما رأت مع تم فعله مع زوجها ان السياسة في الجنوب " عمل قذر " ، وكان كارتر قد تلقي تهديدات شملت حياته وممتلكاته ( تلقي تهديد بحرق مستودع الفستق الذي يمتلكه ) ..
وعقب انتخابات بوش الابن وآل جور عام ٢٠٠٠ تحولت الانتخابات الامريكية عالميا الي مادة للسخرية والاستهزاء ، ورأي العالم بعينيه كيف تحققت الحكمة المشهورة التي تقول " ان الذين يدلون بأصواتهم لا يقررون شيئا ، بل الذين يحصون الأصوات هم الذين يقررون كل شيء " ..
وفي تلك الانتخابات فاز آل جور بالتصويت الشعبي بنصف مليون صوت ، واظهرت كل استطلاعات الرأي فوز أل جور في فلوريدا ، وتبين ان آلاف الناخبين الملونين - وهم أنصار تقليديون للحزب الديموقراطي ومرشحه - واجهتهم عقبات غامضة في أماكن التصويت أو اكتشفوا أن اسماءهم غير مسجلة علي قوائم من يحق لهم التصويت ، وكذلك ظهرت حافلات ممتلئة بأشخاص كوبيين معادين لكاسترو في أماكن التصويت في فلوريدا الجنوبية ليدلوا بأصواتهم كمواطنين أمريكيين !!
وللمساعدة في قلب النتائج ظهر علي سطح الاحداث عمدة ميامي أليكس بينيلاس وهو من الحزب الديموقراطي كانت له خلافات مع بيل كلينتون ونائبه آل جور ، وقد أعطي عمدة ميامي موافقته علي ايقاف إعادة عد وإحصاء الاصوات ، وفي النهاية وصلت حافلات محملة بأعضاء الحزب الجمهوري الي فلوريدا لإخافة رجال الاحصاء ، كما أدي وجود عشرات المسلحين الكوبيين الي وقف العد الفعلي للأصوات !!
ومن ناحية اخري تم الضغط علي المحكمة العليا - التي رفع اليها الامر للفصل في النزاع - كي تصدر قرارها الملائم ، وكان اليقين انه يمكن الاعتماد علي تلك المحكمة " الجليلة " لإيجاد المخرج القانوني المناسب ، ولم تخيب المحكمة الشامخة الأمال وأعلنت في حكمها أن الديموقراطية الأمريكية لا تتضمن إعادة فرز الاصوات ، واستجابت وسائل الاعلام المسيطر عليها ودون مجرد تشكك أو تساؤل وأعلنت فوز جورج بوش الابن بالرئاسة!!
يمكن بسهولة – وبأثر رجعي - معرفة لماذا فعلت المؤسسة الحاكمة للولايات المتحدة كل ذلك لإيصال بوش الابن للموقع الاول في أمريكا ، وذلك ما ظهر في السنوات اللاحقة ، فقد كانت الفئة الحاكمة تريد رجلا متواضع القدرات جدا تقوم وراءه بمجموعة من الخطوات شديدة الوقع وتأخذ باسمه مجموعة من القرارات شديدة الخطورة ..
ففي تلك السنوات - وبعد تولي بوش الابن منصبه بشهور - وقعت حوادث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ وهي قضية ملتبسة مازال الغامض من وقائعها أكبر بكثير من الظاهر ، ثم حرب افغانستان واحتلالها في أكتوبر ٢٠٠١ ، ثم حرب العراق واحتلاله في أبريل ٢٠٠٣ ، ثم ما أسمته امريكا " الحرب العالمية ضد الارهاب " وهي حرب قالت امريكا انها حرب لا نهاية لها !!
وهي ايضا سياسة لا تقل غموضا عن احداث ١١ سبتمبر .. وطوال صيف ٢٠٠٣ ترددت في واشنطن اصداء خططها لتغيير الشرق الأوسط نظما حاكمة وافكارا ونمط حياة ، وفي فبراير ٢٠٠٤ ظهر مشروع الشرق الاوسط الكبير وبداية جهود خلخلة الاوضاع في العالم العربي - وسياسة الفوضى الخلاقة - والتي قادت الطريق الي اضطرابات و" ثورات " الربيع في العالم العربي ..
كان لابد اثناء كل ذلك من وجود رجل مسيطر عليه تماما من المؤسسية الامريكية الحاكمة .. كان للمؤسسة الحاكمة ضروراتها في كل عصر لإنجاح مرشح ما واسقاط منافسه، علي الرغم من عمليات " الفلترة " التي تتم في أكثر من مرحلة، ولا تسمح الا بصعود المسيطر عليهم تماما، الا انه في بعض مفاصل التاريخ الكبرى تكون العين علي مرشح بالذات ، ليس مهما كفاءته ، علي العكس فعدم كفاءته أكثر مناسبة هنا ، ولكن كواجهة مناسبة تسمح بتمرير سياسات شديدة الوقع أو شديدة الخطورة ، والمطلوب أن تنسب هذه السياسات الي الرجل الجالس في البيت الأبيض ..
#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يكره الاخوان المسلمين السعودية ويحبون تركيا ؟!!
-
فيتنام وفلسطين : اين الاتفاق .. واين الاختلاف ؟!
-
لماذا لا تدخل مصر الحرب ؟!
-
الي أين اخذت حماس القضية الفلسطينية ؟!!
-
لماذا أرادت النخبة الامريكية الحاكمة مجئ ترامب مرة أخري ؟!
-
الحزب السياسي في الحياة السياسية الأمريكية...
-
الحياة السرية لرؤساء أمريكا...
-
هل هناك في أمريكا ديموقراطية ؟!
-
السيد حسن نصر الله ...
-
أيام حزينة ...
-
لماذا تطيع ألمانيا أمريكا وهي مرغمة.. وبدون كلمة اعتراض؟!!
-
هل نحن ضد من يقاوم الاحتلال الإسرائيلي؟!!
-
وضع غريب آن له أن ينتهي ؟!
-
كورسك ... لماذا وكيف غزا الجيش الأوكراني الاراضي الروسية ؟!
-
ساعات مع أسمهان ...
-
جارية القصر ...
-
العصر الامريكي ...
-
هنيئا لكم ...
-
هل كان ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 حكما مدنيا ؟! وهل كان في مص
...
-
هل كانت هناك ديموقراطية في مصر قبل 23 يوليو 1952 ؟!
المزيد.....
-
-الضفدع الأصفر النادر يعود إلى نظام أمريكا البيئي.. ما سبب ذ
...
-
-أرعبني ذلك-.. شاهد لحظة تحطم طائرة صغيرة واصطدامها بشجرة في
...
-
ميركل: لا أتراجع عن قراراتي
-
إسرائيل.. جنازة حاشدة للحاخام المقتول في الإمارات
-
إسرائيل تتجه لاتخاذ قرار بشأن وقف إطلاق النار في لبنان مساء
...
-
ترامب يؤكد فرض رسوم جمركية إضافية على الصين والمكسيك وكندا
-
لافروف: -الناتو- -تجاوز كل حدود اللياقة- بإعلانه إمكانية توج
...
-
ألمانيا: يمكننا تدريب الجيش الأوكراني على مستوى الكتائب والأ
...
-
غزة: مقتل وإصابة العشرات بقصف إسرائيلي استهدف منزلا شمالي ال
...
-
لأول مرة .. قوات كييف تحاول ضرب القوات الروسية في كورسك بمسي
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|