أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادر قريط - رسالة إلى حسن نصرالله..إعدام صدام مصيدة














المزيد.....

رسالة إلى حسن نصرالله..إعدام صدام مصيدة


نادر قريط

الحوار المتمدن-العدد: 1783 - 2007 / 1 / 2 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السيد المرابط حسن نصرالله
تحية وبعد:

في البداية ألفت نظركم، بأني صعلوك يساري فوضوي ( رهن متاعه في سبيل القضايا الخاسرة)، وأحد المهرطقين الكارهين لديباجات الدين وثنائياته القاتلة، لكني أكنّ لكم، ولمدرسة محرومي جبل العامل كل المحبة والتقدير، ومشاعر الأخوة النبيلة، لما تمثلوه من قيّمة إنسانية نضالية، تقف أمام قوى الطغيان والإستكبار والجبروت( عذرا لإستخدامي قاموس كلماتكم، التي أتفق مع مضمونها ليس أكثر)
أود أن أحيطكم علما، بأن إعدام الرئيس العراقي صدام حسين قد أثارني، لما تحمله الصورة من دلالات رمزية وميثولوجية ساحقة ..فكما تعلمون، فإن التاريخ في جوهره العميق ليس أكثر من قاطرة لرأسمال رمزي ومادي، وقوة غير منظورة لتحريك الوعي الجمعي..ولأنكم معنيّون بما حدث، رأيت من واجبي أن أدبج لكم هذه الرسالة
الأخ المرابط حسن نصرالله:
شاهدتم ولا شك صورة الإعدام ، والتي بدت كما لو أن مجموعة من الغوغاء تقود قديسا في ساحات روما القديمة، أو مسيحا يصلب في يوم الفصح اليهودي، أو حلاّجا كان يتوضأ بالعشق، فقطعت أطرافه على ضفاف دجلة؟..للصورة أيها المرابط ( شعرية أم رمزية ) قوة تدخرّ المعنى وتأبده في الذاكرة..أذكركم بصورة تشي غيفارا وهو مسجى في تلك القرية البوليفية البائسة..والتي تطابقت بمحض الصدفة، مع صورة ابن الناصرة المصلوب، مما سبب طيرانها السحريّ في أرجاء المعمورة ولتصبح لعنة أبدية على قاتليه!!
أعلمكم أيها المرابط، بأن صورة صدام ، مقادا من جلادين مقنعين، يضعون أنشوطة الإعدام في رقبته ، وماصاحبها من هتافات ..مقتدى ..مقتدى ...اللهم صلي على محمد وآل محمد ( بلكنة معروفة ) وكأنها تأخذ بثارات ( سقيفة بني ساعدة ) في برهة زمنية ظهر فيها صدام رابطا جأشه كقديس ..أقول هذه الصورة سحقتني، وأجبرتني على البكاء!! وأرغمتني على التعاطف معه، وعلى مقت ضحاياه ولعن تلك القصة السقيمة منذ فتنة عثمان إلى اليوم!! ليس لأني من عشاق نظام صدام، فأنا أعرف أن حكمه كان تراجيدية مليئة بالأنات والغصات، وأعرف أن آلاف العائلات في إيران والعراق كانت تنتظر مايشفي غليلها( الغريزي ) منه !!
الأخ أبو هادي
أريد أن أرسم المشهد ثانية... وحسبي أن تفهمني دون الخوض في ملابسات إحتلال العراق، والذي أثمر عن كثير من الويلات والخراب ومنها تلك المحكمة المهزلة..لأسير حرب في دولة محتلة ..لأن عكس هذا الكلام يعتبر إشكالية قانونية وأخلاقية، لاأنتظره من شخص عزيز بمقامك، وقائد يقيم للتاريخ وزنا.. فالمشهد فبرك بعناية فائقة، وبإشراف علماء ودهاة استطاعوا ببراعة أسطورية أن يصلوا إلى أهدافهم، التي ترمي إلى احتقار الأمم وتحويل المشهد إلى مجرد إعدام شخص (سنيّ) في جمهورية شيعية ثأرية متوحشة ؟؟ صدقني إن الحكومة الحالية لاتستطيع فكّ رجل دجاجة، ومالكها( المالكي) شخص مملوك..لذا كنت أتمنى لو تساءلتم من أين للجزيرة بهذا الفيلم( الرديئ) ومن كان وراء تسريبه؟
أعلمك وبكل مرارة أن هنالك من أوقع الجميع في المصيدة، مستخدما بعض المشبعين غباءا ( في مذهب التشيّع ) ..لقد تمت مسرحة المشاهد، بعبقرية فذة كي تمهد بالنتيجة لحلف سنيّ عربي متأجج ومحتقن بعواطف الثأر والكراهية المقيتة( وكأن عثمان بحاجة لقمصان جديدة )..أعتقد يا أبا هادي، أن إعدام صدام هو الطلقة الأولى في حرب تدمير إيران وتدمير كل مابنيتموه من إرث وطني وأخلاقي في لبنان، لهذا كله أرجو أن تدينوا ماجرى( حتى وإن خالفتم رأي المرجعيات التي تأسركم بتقليدها) ..كتبت هذا لعلمي أنكم من القلائل الذين أتشرف بالكتابة إليهم.
وأخيرا أرجوكم ملاحظة مايلي:
تم تسليم الزعيم الصربي ميلوشوفيتش لمحكمة لاهاي يوم28. 06. 2001 لما يمثله هذا اليوم من رمزية في الذاكرة الوطنية الصربية..ففي نفس اليوم من عام 1389م ، ذكرى موقعة أمزلفيلد بين السلطان مراد العثماني والقيصر الصربي لازار، وقد قتل في تلك الموقعة كلاهما..لكن الذاكرة الصربية اعتبرت ذلك اليوم من مقدساتها الوطنية، وفي نفس اليوم من عام 1914م قتل صربيان مدججان بالعزة القومية وريث العرش النمساوي فرنديناد !!!!!لهذا اقتضى التنويه مع التقديروالإحترام



#نادر_قريط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا صدام!!
- هرطقات أبو سفيان 2
- هرطقات أبو سفيان
- أسئلة في لوح بابلي؟


المزيد.....




- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...
- الجيش الإسرائيلي ينذر سكان 5 بلدات في جنوب لبنان بإخلائها
- سحابة تسقط من السماء في إندونيسيا: سئمت من الطقس الممطر هناك ...
- ترامب يستكمل تشكيلة حكومة باختيار بروك رولينز وزيرةً للزراعة ...
- ترامب ينتهي من تشكيل إدارته باختيار وزيرة لتولي حقيبة الزراع ...
- بوتين يوقع مرسوما: قاتل وسدد ديونك مع زوجتك


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادر قريط - رسالة إلى حسن نصرالله..إعدام صدام مصيدة