غياب إنسان طيب غربة

ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 20:32
المحور: قضايا ثقافية
    

مفهوم الغربة في غياب الإنسان الطيب

الغربة ليست فقط حالة جغرافية أو انتقالاً من مكان إلى آخر بل هي شعور نفسي عميق بالافتقاد.

عندما يغيب الإنسان الطيب، تشعر بأنك فقدت ركناً أساسياً من عالمك غيابه يخلق فراغاً روحيّاً ووجدانيّاً يشبه الغربة حيث تجد نفسك غريباً حتى بين أحبائك لأن الطيبة التي كانت تملأ حياتك اختفت.

أهمية الإنسان الطيب في حياتنا

مصدر للأمان والاطمئنان:
الإنسان الطيب هو الشخص الذي يمنحك شعوراً بالراحة مهما كانت ظروف الحياة صعبة.
غيابه يفقدك هذا الإحساس لتواجه قسوة الواقع بمفردك.

حامل القيم النبيلة:
الطيبة ليست مجرد سلوك بل هي فلسفة حياة.
الشخص الطيب ينشر حوله المحبة والصدق ويعلّم الآخرين قيم التراحم والوفاء.
غيابه يترك فجوة أخلاقية يصعب ملؤها.

الإنسان الطيب كرمز للوطن:
الطيبون يخلقون بيئة تشبه الوطن حيث تجد الدفء والانتماء.
وعندما يغيبون تشعر بأنك أصبحت غريباً حتى لو كنت في مكانك المعتاد.

أثر غياب الإنسان الطيب على المجتمع

تراجع القيم الإنسانية:
غياب الأشخاص الطيبين قد يؤدي إلى نقص في الأخلاق العامة حيث يفقد المجتمع القدوة التي تحتذي بها الأجيال.

الشعور بالوحدة والغربة:
الطيبة تجمع الناس حولها.
عندما يغيب الإنسان الطيب يتفكك الترابط الاجتماعي ويشعر الجميع بنوع من العزلة العاطفية.

تزايد القسوة في الحياة:
في عالمٍ مليء بالتحديات وجود الطيبين يخفف من وطأة الصعوبات.
غيابهم يزيد من إحساس الناس باليأس والضياع.

كيفية التعامل مع غياب الإنسان الطيب

تخليد ذكراه:
يمكننا الحفاظ على قيمه وسيرته من خلال الحديث عنه الاقتداء بسلوكياته والعمل على نشر الطيبة التي كان يمثلها.

التحلي بصفاته:
بدلاً من الشعور بالعجز أمام غيابه يمكننا أن نكون نحن البديل من خلال التمسك بالقيم النبيلة التي كان يدافع عنها.

الصبر والإيمان:
علينا أن ندرك أن هذه الغربة شعور طبيعي وأن اللقاء مع الأحبة قد يكون في الآخرة.
هذا الإيمان يخفف من وطأة الألم.

إعادة بناء العلاقات:
البحث عن أشخاص جدد طيبين في حياتنا يساهم في التخفيف من آثار الغربة ويعيد التوازن النفسي.

لماذا غياب الطيبين يُشبه الغربة؟
لأن الإنسان الطيب هو روح المكان وبدونه يبدو العالم غريباً ومختلفاً.

غياب الطيبة يجعل الناس يشعرون بالانفصال عن الجوهر الحقيقي للعلاقات الإنسانية.

الروح التي يتركها الإنسان الطيب تُصبح مثل الوطن الذي نفتقده في كل لحظة.

غياب الإنسان الطيب ليس مجرد فقدان لشخص بل هو فقدان لمعنى الطيبة نفسها.

ولهذا يصبح غيابه بمثابة غربة تلتف حول أرواحنا.

لكن يمكننا تحويل هذا الغياب إلى دافع لنكون نحن من يعيد الطيبة إلى الحياة ولنجعل ذكراه تعيش من خلال أفعالنا الطيبة ومواقفنا النبيلة.

#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات