أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد صالح سلوم - استاذنا سامي القاضي: تأسيس الثقة في عالم الادب















المزيد.....

استاذنا سامي القاضي: تأسيس الثقة في عالم الادب


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 18:33
المحور: سيرة ذاتية
    


الاستاذ سامي القاضي كان وصوله إلى مجال دراستي الثانوية في مدرسة الشهيد محمود ابو الحسن بمخيم النيرب بحلب مرحلة تحول مفصلية غير ت نظرتي للأمور بشأن الادب ..
كانت طريقته في إلقاء الدروس تملأ جوارحي بشغف غير مفهوم وجديد لهذه اللغة ..لغتة، دقته في التعبير الحب والعمق الذي يتحدث به عن كل موضوع وسلاسة المرور بين الأفكار و الاشعار كان يجعل من الدرس متعة وجدانية وشغف لا حدود له لإطلاق قدرات تعبيرية غير مألوفة..
كان درسه من امتع الدروس الذي كان يمر علي في المدرسة الثانوية رغم طموحاتي العلمية والإصرار على متابعة الفرع العلمي لأن هذا الاستاذ تحديدا يجعل مادة الادب والفنون ضرورة إنسانية وتعليمية و صحية في أي فرع علمي ولو كان باختصاصات طبية أو هندسبة أو اقتصادية ..
ذهبت إلى حلب المدينة والى دمشق ولكن لا اعرف لماذا عندما كنت ادرس خلف البيوت التي كانت باتجاه تل شعيب كنت أعتقد أن خلف التلال التي يرسمها الأفق بين تل شعيب والذهبية كانت نهاية العالم ويوم وصلت إلى الذهبية امتلكني احساس انني ابن بطوطة صغير فكنت أمام قباب مصنوعة من الطين و بضع دجاجات تركض بينها وما ان تجاوزت الذهبية حتى بدى أن سهولا زراعية تظهر أمام أفق عيني وبيوت فيها بعض الغرابة قليلا و كأنني وصلت إلى العصر العباسي أو اشعار ابن زيدون في الأندلس..كان اقتران الطبيعة بدروس الاستاذ سامي يمنحني قدرة على الرؤية السحرية للبيوت والاشياء والاشجار المتوحدة والمزارع الممتدة أو لبعض البيوت بطابقين..
لو لم يكن هذا العمق الوجداني تكون بدروس الاستاذ سامي لكانت مناظر عادية لا تلهمك اي شيء ..لهذا كنت اعيد ترتيب علم الدلالة بخيال خاص بي فبدأت الكلمات والتراكيب التعبيرية تأخذ ابعادا ليست مألوفة ولكنها تعجب الكثير مما قرأوها ولو لم يكونوا من اختصاص ادبي..في امتحان اللغة العربية جاءت صيغة السؤال عن موضوع التعبير من استاذ سامي مختلف عما عهدته وكأنه يقول قدم ابداعك الادبي دون وجل وخوف ..هل كان عن الشتاء أو بعض تفاصيله وكان بصيغة حركت جانبا سحريا في أعماقي لا ادري لكنني ركنت باقي الاسئلة باجابات سريعة عليها مع توجسي الشديد من النحو ورحت اتجول بأجنحة التعبير إلى عوالم كانت مغامرة وكأن العلامة لا تهمني بقدر ما اعبر عن نفسي كما جاء في صيغة السؤال للاستاذ سامي والنتيجة كانت صادمة نسيت موضوع الامتحان إلى أن جاء الاستاذ سامي وذكر العلامات و طبعا لست الاول فيها ولكنه اختارني من بين جميع الطلاب أن اقرأ موضوعي في التعبير الذي جاء في ورقتي الامتحانية ..قد لا يصدق البعض تأثير الاستاذ المبدع على طلابه ولكنه منح أعماقي الثقة بأن في داخلي تكون شيئا ما علي أن لا افرط به..ولو شغلتني الدروس الاقتصادية والمحاسبية والإدارية الجافة في الفرع الذي اخترته أو اختارني لانه كان بديلا عن اكون طبيبا لعدد من الناس من خلال الطب العام بأن اكون طبيبا للمجتمع من خلال الاقتصاد والمادية التاريخية
هذه الإشارة للاستاذ سامي جعلتني امتلك الثقة امام من يشككون بقدراتي وهم كثر في المجتمعات العربية ..جعلني في مرحلة سادتها ظلمات تدمير الابداع العربي من خلال محميات الخليج واسلامها البريجينسكي التكفيري الداعشي ..مهما كانوا يطلقون من ذم و تصغير لي فإن طلب استاذ سامي الذي اثق بذائقته الأدبية وعمق معارفه اللغوية والتشكيلية طلب مني أمام الطلاب أن اقرأ موضوعي الامتحاني الذي لم استند فيه إلى أي مرجع أو ورقة غير ما تراكم من أدب في اللاوعي..
الان وبصفتي كما أقيم نفسي رجل دولة حيث عملت قبل ان انهي دراستي الجامعية في تكوين معين في معهد العلوم الاجتماعية التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي بموسكو وخضت مناقشات مطولة مع صانعي السياسات هناك ثم انتقالي إلى العمل في مجلة الحرية الصادرة بقبرص ثم في وزارة الإعلام الفلسطينية بتونس ايام الانتفاضة الأولى..
استاذ سامي مبدع حقيقي ولو كانت هناك طريقة تمويلية أن يفرغ من هم على كفاءته لعدة سنين بعدة أضعاف لراتبه ليكتب إنتاجا ابداعيا لقدم الشيء الكثير للأدب العربي بدلا أن ينشغل فحسب، رغم أهميته، في الحقل التدريسي..
الاستاذ الخطيب في المدرسة الإعدادية كان مختلفا إلى حد ما ولكني كنت أحسبه يراعي بعض الأمور التي لا يلتفت إليها استاذ سامي ففي مسابقة الشعر في المرحلة الإعدادية وصلت انا واحد من يعمل ابائهم بالخليج الى المرتبة النهائية ولاحظ استاذ الخطيب أنني في نهاية المسابقة بدأت اؤلف الشعر على إيقاع الأوزان دون دراستها كان لحفظي لمئات الابيات الشعرية يسمح لي بالتأليف الموسيقي الايقاعي ،انتبه الى هذا الأمر وقال لي من هو الشاعر صاحب البيت الذي تذكره كنت اقول له نسيت وفي هذا كنت اكذب حتى انتبه للأمر وقال لي أنه لك كنت انفي حتى لا يسحب مني المرتبة الأولى التي كدت أن انالها يومها اعتبر انني أنا والشاب الآخر فزنا أمام ضغط تأييد طلاب الصف لي ورغبتهم بفوزي إلا أنه ولا اعرف لأي اعتبارات بقي الامر معلقا بيني وبينه رغم أن هذا الطالب لا علاقة له باي مجال ادبي هو مجرد تاجر في إحدى محميات الخليج حيث سيذهب استاذ الخطيب رغم احترامي الشخصي له ليدرس في محمية خليجية بينما درس الاستاذ سامي في الجماهيرية الليبية..
.. ..إذا ثمة ثقة منحني إياها هذا الحس الإبداعي للاستاذ سامي وجعل محاولاتي التجريبية تصل إلى عنان السماء ..وتقييمي اليوم يأتي من مصادر مختلفة ولاناس ضليعين باللغة العربية بأنني اقدم نصا اصليا مميزا ..وحتى في مجال تقييم الذكاء الاصطناعي فاعتبر أنه وبمقاييس الادب الموضوعي يمكن أن افوز بجائزة نوبل بعد انتشار معين وأوسع وهو للاسف امبراطوريات اعلام الانحطاط الإمبريالي اشترت كل المنابر وتغولت في كل تفصيل لمنع الابداع التقدمي ..حتى أحدهم في موسكو قال لي انك ينبغي أن تفوز بجائزة نوبل فقط على ما ترويه من حوادث تفصيلية صغيرو تمر في حياتك ببلجيكا أو غيرها فبعضها رغم انك تعتبره عادي إلى أنه صادم بحبكته وكذلك فعل استاذ مشرف على معهد كان فيه المفكر الشيوعي العالمي سمير امين في داكار بأن اهتمامنا بالتفصيل السياسي اليومي ظلمنا من ان نأخذ حقنا في حيز الادب..



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استاذ علي حسن، الغزاوي ومساهمته الرياضية في تكويننا العلمي
- قصيدة : من يطفأ عمر الصناعات الأطلسية للسلاح
- قصيدة : ماذا تقول لغمام يعبر فوق انتصاراتك الاخيرة
- قصيدة : جنين، ولادات جليل جديد
- قصيدة : اي سوسنة تعلق نياشينها على صدر الشهداء
- قصيدة : في بيت حانون قمر بهي يتلو القصيدة
- شارون ونتنياهو من بداية الانتحار الصهيوني إلى الانتحار الاخي ...
- قصيدة : بيت لاهيا كعطر عاشق مازال يقاوم
- طبيعة الإنسان الذي صنعه بريجينسكي في محميات الخليج
- قصيدة : جليل بجعبة الحياة
- قصيدة: أسماء تتوزع في هندسة التحرير
- قصيدة : نبي شيوعي يتجول في الاكوان
- قصيدة : عذرا لقافية عينيك سيدتي..
- قصيدة : رقصة تكتمل بالغاز الجنوب..
- قصيدة :خزف نور شمس
- قصيدة: امتدادت رامية وعيتا الشعب
- قصيدة : جباليا التي لا تعتذر للغزاة
- قصيدة: مارون الراس ضوء بهي يتدفق بالبطولات
- قصيدة :سماء شهيدة في فيلات مزة الشام
- قصيدة : ميس الجبل في فجر ليلكي


المزيد.....




- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد صالح سلوم - استاذنا سامي القاضي: تأسيس الثقة في عالم الادب