أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود كلّم - أوراقٌ ضائعةٌ في صمت الذاكرة !














المزيد.....

أوراقٌ ضائعةٌ في صمت الذاكرة !


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


الأوراق الضائعة كثيرة، تتناثر في أرجاء الحياة كما تتناثر الذكريات في زوايا الأيام، تبتلعها الفجوات بين الحزن والفراغ. نعلم أنها هناك، في مكانٍ ما، تختبىء في ظلال العتمة أو تتناثر في رياح الزمن، ولكن أين ضاعت؟
أين اختفت؟
نبحث عنها في كل مكان، لكننا لا نجد سوى الفراغ، الذي يلتهمها كما يلتهم العمر نفسه.
وعندما نعثر على واحدةٍ منها، نكتشف أن العالم قد تغيّر، وأن الزمن الذي كنا نعرفه قد أصبح شيئاً آخر، بعيداً عنا كما لو كان مجرد سراب. نتلمس تلك الورقة كما يتلمس العاشق صورةً قديمة، فتتكشف أمامنا حقيقة مرّة: العمر قد تلاشى، واللحظات التي مضت أصبحت مجرد آثار ضبابية تلتصق بالذاكرة، ضاعت في دوامة من الحزن الذي لا ينقضي.
تلك الأوراق كانت تنتمي إلى زمانٍ آخر، إلى حياةٍ كانت يوماً ما مليئةً بالأمل، مليئةً بالوعود التي تحطمت مع مرور الأيام. وكأنها كانت جزءاً من سرٍ غامض، جزءاً من حلمٍ كان ينساب في عروقنا لكنه تلاشى واختفى كما يختفي الغروب خلف الأفق البعيد.

كم نتمنى لو كانت تلك الأوراق تملك لساناً، ليتَها تستطيع أن تهمس لنا أين كانت، أن تخبرنا عن المكان الذي ضاعت فيه، أو عن تلك اللحظة التي كان فيها الفرح حاضراً، حين كنا نرى الحياة بألوانها الزاهية، قبل أن يغزوها هذا السواد الذي طغى على كل شيء. ليتَها تستطيع أن تنادي علينا، أن تذكّرنا بأماكننا المفقودة، بعزائنا الضائع، في هذا الزمن الذي أخذ منا كل شيء.
لكنها، كما الحياة، تلتزم بالصمت، لا تُفصح عن شيء تلك الأوراق، كما الحلم الذي ضاع، لا تملك إلا أن تظل صامتة، لا تنطق إلا بالغياب. تأبى أن ترشدنا إلى مكاننا المفقود، إلى ذكرياتنا التي أضاعتها أيدينا في غفلةٍ منا.
نبحث، نحاول أن نعيد ترتيب الأوراق التي ضاعت منا، ولكننا نكتشف في النهاية أن ما ضاع لا يمكن استعادته، وأن ما فاتَ قد فاتَ ، فماذا ينفعُ الندمُ ؟



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفلُ الشّتات: حكايات وطنٍ وحلمٌ لا يموت!
- رسائل الحنين إلى طائر الغياب!
- الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي: سلاح خفي في عالم ال ...
- محمد نايف المحمود (أبو عماد): أيقونة الوفاء والانتماء في تار ...
- الرياضيات في التشفير والاتصالات: درع الأمان للمقاومة الفلسطي ...
- الرياضيات في مواجهة الإعلام المضاد: استراتيجيات فعّالة لمكاف ...
- أهمية تعلم الرياضيات: بناء العقل وتعزيز المهارات الحياتية
- الرياضيات في تصنيع الأسلحة والمعدات: قوة الابتكار لدى المقاو ...
- الذكاء الاصطناعي: ثورة التكنولوجيا وتغيير مستقبل الإنسان
- الذكاء الاصطناعي في خدمة الاغتيالات: استهداف المقاومين في فل ...
- نور الأمل
- مرارة الخيبة والأمل المستحيل !
- مرارة الخيبة وألم الخذلان !
- مرارة الخيبة وطعم الخذلان !
- علي كلّم (أبو لافي)-2/2: مرارة الخيبة وطعم الخذلان!
- علي كلّم (أبو لافي) : مرارة الخيبة وطعم الخذلان !
- علي كلّم( أبو لافي): رمز الصمود الفلسطيني وحكاية نضال لا تنت ...
- الطب الشعبي عند عشيرة عرب السّمنيّة في قضاء عكا
- صقرٌ مِنَ بيريّا !!!
- صقرٌ مِنَ بيريّا


المزيد.....




- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود كلّم - أوراقٌ ضائعةٌ في صمت الذاكرة !